كيف تحتمل ألالام العالم وتعيش بسلام

إحتمل الإهانات التي من أجل المسيح- بفرح وبدون غضب أو حزن، كما فعل المخلص وتلاميذه وقدسيه وثق في معونة الله ، وهو الذي أعان الشهداء وقادر أن يعينك مثلهم، لأنه : هو أمساً - واليوم- وإلى الأبد ( عب 8:13


إشكر الظروف الصعبة، واعمل على إحتمال الناس المتعبين، ولا تتضايق منهم ، بل إشكرهم على أذاهم ، لأنك ستنال إكليلك بكلماتهم السلبية ، وتذكر قول القديس يوحنا الدرجي : " لا تتضايق من الذين يصنعون إكليلك " . وكرر هذا القول لنفسك عند كل تجربة من إنسان متعب، وعلى ذلك من الأفضل ألا تهرب بنفسك عند كل تجربة لك من إنسان مُتعب، بل خذ بركة التعب والألم


تأمل في وعود الله، وبروح الإيمان ثق أنه سيُحقق وعوده في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة عنده


إنظر ألى جهاد الشهداء والمعترفين والسواح والنساك في البراري، في أجواء حارة وباردة جدا، بلا طعام ولا شراب، وفي سهر طويل سنوات طويلة


إستمر في الممارسات الروحية وحضور الإجتماعات والتأملات تجد التعزيات الموعود بها، ويقوَى إيمانك . ومن ثمار هذا الإيمان التسليم لمشيئة الله والصبر والانتظار لتدخله والأمان والإطمئنان


إرتبط بوسائل النعمة التي تسندك في تجاربك وضعفك ومعاناتك، من صلاة وصوم وعطاء وخدمة وافتقاد


واشكر الله دائما على كل شئ، فالمؤمن الحكيم يشكر الله على تجاربه ويستفيد منها ( ولا يتعقد منها ) ، وقال القديس يوحنا ذهبي الفم : " إن تقديم أيوب من خيراته للفقراء ، لم يكن له ثماره ، مثلما قدم كلمة شكر لله على بلاياه


ولا تضطرب يا عزيزي في وقت المصاعب - أو الظروف الصعبة - بل إلجأ إلى الله ، وثق في معونته ووعوده . فقد قال يوحنا بنيان ( في كتاب سياحة المسيحي) : إن التجربة تُشبه زمجرة الأسد ، الذي جاء للقاء شمشون، ولكننا متى قهرناها ، نجد فيها وكراُ من العسل "


وأخيراً ، ليت الرب يعطينا نعمة وحكمة، حتى نعتبر الألم من أجل الله " بركة عُظمى " ونُقلد القديسين في هذا المفهوم السليم ، فنسعد ونرتاح، ونتمتع بأفراح السماء معهم، وننال " عربون " فرح الروح القدس في دنيانا، ونستريح نفسياً وروحياً وجسدياً
( من كتاب الألم بركة عُظمى )
سلام ونعمة ليكم :
شكرا على الموضوع ميرنا

قول القديس يوحنا الدرجي

لا تتضايق من الذين يصنعون إكليلك

`17`

يقول السيد المسيح فى نوعية الضيقات التى يجب أن نفرح و نبتهج بها أنها يجب أن تكون من أجل إسمه:

و تكونون مبغضين من الجميع من أجل إسمي (مت 10 : 22 ، مر 13: 13 ، لو 21 : 17)
حينئذ يسلمونكم الى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل إسمي (مت 24 : 9)
وقبل هذا كله يلقون أيديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم إلى مجامع وسجون وتساقون أمام ملوك وولاة لأجل إسمي (لو 21 : 12)
واما هم فذهبوا فرحين من امام المجمع لانهم حسبوا مستاهلين ان يهانوا من أجل إسمه‎ (أع 5 : 41)

إذاً فاحتمال المهانة من أجل إسم السيد المسيح هو بعينه قمة الكرامة، حتى تقول نفس حالنا إلى السيد المسيح أنك إحتملت ظلم الأشرار، و بذلت ظهرك للسياط، و خداك للطم، و وجهك للبصاق، و حياتك كلها على الصليب من أجلى يا سيدى. و ها أنا أحتمل ما لا يذكر إذا قارنته بآلامك فتقبلها كذبيحة شكر منى.

هذا إن كانت الاهانة من أجل إسمه ف[u]قط. ولكن هناك نوع من الاهانات يكون لأسباب أخرى لا يدخل فى نطاقها إسم السيد المسيح، على سبيل المثال:
- طالب يرسب فى الامتحان بسبب عدم مذاكرته، و يتلقى الاهانة من المدرس لأنه لم يستذكر فينسب هذا لكونه مسيحى و أنه مضطهد لأجل إسم السيد المسيح.
- لص يتم ضبطه من قبل الشرطة و يتم إهانته فيقول إنه يتحمل ذلك من أجل إسم السيد المسيح.
- موظف مهمل فى عمله ولا يقوم بواجباته فيشكو الاضطهاد و عدم ترقيته بسبب كونه مسيحى.
- فتاة تلبس كما يحلو لها و تتعرض للمعاكسة أو ما إلى ذلك، فتقول أنها تتحمل ذلك من أجل إسم السيد المسيح.

ليست هذه التى سنأخذ عليها الاكليل، لأننا بعدل جوزينا كقول اللص اليمين على الصليب. ليست هذه الاهانات التى ذكرها الكتاب المقدس من أجل إسم السيد المسيح التى يجب أن نفرح بسببها لأننا فى الأصل لم نعش كأولاد للمسيح، و لا يحق أن ننتسب لإسمه أساساً حتى نهان من أجل إسمه.

نوع آخر من الاهانة الذى لا يجب السكوت عليه و لا نحسبه من أجل إسم السيد المسيح و هو إهانة الآخرين لنا على سبيل المنظرة و التملق للرؤساء. و لن أجد مثالاً أقوى من رد السيد المسيح على خادم رئيس الكهنة حينما لطمه لغرض التملق فقط فما كان منه إلا أن رد عليه محرجاً: إن كنت قد تكلمت رديّا فاشهد على الردي وإن حسناً فلماذا تضربني؟!

ليست كل الاهانات يجب السكوت عليها، و ليست كل لطمة على الخد الأيمن نحول لها الآخر أيضاً. هناك إهانة من أجل إسم السيد المسيح و هذه التى يجب أن نفرح من أجلها شاكرين رب المجد، و هناك إهانات نحن الذين نجلبها على رؤسنا بسبب أفعالنا الرديئة، و هناك إهانات لا يجب السكوت عليها حتى لا نصبح (ملطشة) لكن من هب و دب.

هذا رأى شخصى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010