هل الله حقيقي ؟



هل الله حقيقي ؟
=============

ما هي بعض الدلائل على وجود خالق مبدع ؟


هل الله حقيقي ؟ هذا هو السؤال الكبير ؛ إذا كان الله غير حقيقي فإنه يمكنك أن " تلعب " وفقَ القوانين التي تريدها، لكن إن كان الله حقيقياً فالوضع مختلف تماماً. ومن المُلفت أن نرى الأغلبية العظمى من الناس تؤمن بوجود الله؛ فقد وجد "جورج بارنا" – وهو باحث يقوم بسؤال الناس أسئلة مشابهة - أن ثلاثة بالغين من بين أربعة يؤمنون بوجود الله، ومع تأكيدنا على أن حقيقة وجود الله لا تُحسم بالتصويت إلاّ أنه يمكنك أن تسأل أربعة أشخاص وتتحقق من ذلك بنفسك.

كيف يمكننا أن نعرف إن كان الله حقيقياً ؟ ألن يكون الأمر مثيراً إن كان بإمكاننا أن نتصل به هاتفياً ونتأكد من وجوده؟ لحسن الحظ هناك طرق أفضل للتعامل مع هذا السؤال فدعنا ننظر اليه كالتالي : بما أن الله غير محدود ونحن محدودون وأراد الله أن يعرّفنا بنفسه فإنه سوف يُظْهِر للناس بوضوح أنه موجود ، فهل هناك أية دلائل تدل على حقيقة وجود الله؟

قال وينفرد كورديون "يمكننا أن ننظر إلى العالَم ونرى فيما اذا كان مكوّن بصورة تجعل من المنطقي أن نؤمن بوجود الله ." وكما يتبع الصياد طريدة لم يرها مستدلاً بآثار السير أو كتلة من الفرو أو أغصاناً متكسرة دعنا نبحث عن بصمة الله في عالمنا الماديّ.

هناك العديد من الدلائل و المؤشرات التي طُرحت على مدى القرون القليلة الماضية ، لكننا سنتحدث هنا عن ثلاث منها و باختصار:

أولاً يبدو أن العالم يعمل طبقاً لقانون " السبب والنتيجة " ؛ أي أن "الأشياء" لا تحدث أو توجد من تلقاء ذاتها بل وجودها يعتمد على " أشياء" أخرى، فالحياة على الأرض مثلاً تعتمد على الشمس،و الأطفال موجودون لأن هناك آباء والأباء موجودون بسبب آبائهم وهكذا....ولو استمرينا بالرجوع إلى بداية ( أصل) الأشياء سنصل إلى نقطة لن نعرف من أين أتت وما سببها، فمن أين أتى أوّل إنسان؟ أو أوّل شجرة تفاح؟أو من أين أتت الشمس أصلا ً؟ هنا وعند هذه النقطة لا بد من وجود كائن مستقل قائم بذاته ، يحب الفلاسفة تسميته بـ"الكائن الضروري ". فهل يمكن أن يكون هو الله؟

المؤشر الثاني الذي يجب أخذه بعين الاعتبار هو ما يطلق عليه العلماء اليوم "علامات التصميم الذكي" أي أن الكون من حولنا يوحي أنه مصمم ببراعة وبذكاء ومن أجل غاية معينة وليس عشوائياً، وهذه ليست فكرة جديدة،ويقول "وليم بالي" بهذا الصدد: "إذا كنت تمشي في حقل ووجدت ساعة على الأرض فإنك سوف تعرف أنها قطعة آلية ذات هدف معين وهو معرفة الوقت وأنها ليست شيء ما قد نبت في ذلك الحقل كالأشجار والنباتات بل أن هناك من صنعها وعن قصد لغايةٍ ما . إن الكون أكثر تعقيداً بما لا يقاس من هذه الساعة وهذا يدل وبشكل قوي على وجود مصصم ذكي ومبدع وراء ما نراه فيه".

المؤشر الثالث له علاقة بالأساس الأخلاقي للكون. فقد أشار" ك. س لويس" إلى ذلك بـ"قانون طبيعة الإنسان" وهذا لا يعني أن الناس في كل مكان متفقون على القيم الأخلاقية ولكن إن كل شخص يميل للعيش حسب مبادئ أخلاقية شائعة؛ على سبيل المثال الناس والثقافات المختلفة لديها وجهات نظر مختلفة بخصوص متى يكون من المناسب إنهاء حياة شخص آخر . لكن بالتأكيد لا يوجد شخص سليم العقل يعتبر أنه من اللائق قتل الآخرين دون سبب وببرودة أعصاب ، و ذلك يشير إلى أن البشرية خُلِقَت وبداخلها بوصلة أخلاقية وُضِعت فيها عَمداً .

إن جميع الموشرات السابقة تروق لإدراكنا العام وتناسب ما يمكن ملاحظته عن العالم من حولنا إلاّ أنها من الممكن أن تكون غير مقنعة كلياً للبعض ومع ذلك يبدو الإيمان بوجود الله أكثر منطقية من عدم الإيمان، إن كان ذلك صحيحاً فربما بإمكانك أن تعرف أشياء أخرى عن الله ، فلماذا لا تتبع الأثر وترى الى أين يقودك ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010