إرادة الله وسماحه
إذا كان كل شئ يتم بإرادة الله ، ولا شئ يحدث علي وجه الأرض إلا بامره وحده ، إذن فلماذا لا يمنع الله الشر قبل ان يقع ؟
يجيب قداسة البابا شنوده الثالث، أطال الله حياته:
قبل الإجابة ، ننبه إلي أن في سؤالك بعض الأخطاء ..
فمن الخطأ ان نقول إنه لا يحدث شئ علي الأرض إلا بأمره . فعلي الأرض تحدث أحياناً أخطاء وشرور ، وجرائم ومظالم ، فهل هذه كلها بأمره ؟! حاشا … علي الأرض يحدث قتل وزني وسرقة وغش وكذب … فهل امر الله بكل هذا ؟ كلا طبعاً . وهل يريد الله ؟ هذا كلا طبعاً …
إذن عبارة " كل شئ يتم بإرادة الله " هي عبارة خاطئة لاهوتياً . لأن " كل شئ " تشمل الشرور أيضاً . والشرور لا يمكن أن تتم بإرادة الله ، فالله لا يريد الشر .
الله لا يريد إلا الخير ." يريد أن الجميع يخلصون ، وإلي معرفة الحق يقبلون ". فكل الخير الذي يتم علي الأرض، للناس ، أو من الناس ، إنما يتم بإرادة الله . اما الشر فلا . فما هو موقف الشر إذن من إرادة الله ؟ الله الذي أعطي الإنسان حرية إرادة ، يسمح له بأن يفعل ما يشاء ، خيراً كان ام شراً ، وإلا صار مسيراً .
فالخير الذي يفعله بإرادة الله . والشر الذي يعمله ، إنما يكون بسماح من الله ، وليس بإرادته . وهناك فرق بين إرادة الله وسماحة . إرادته كلها خير . اما السماح فيتفق مع حرية الإرادة الذي وهبها الله لبعض مخلوقاته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.