الراهب والقبلات










 قد يقف العلم عاجزا
عن تصديق ما يحدث من معجزات فى بستان الرهبان
وكذلك  يقف العقل مذهولا
عما يحدث من خيالات واشياء لا يصدقها تحدث فى بستان القديسات
 ومن تلك الوقائع والخيالات
 اخترت ان اجول معكم فى جوله داخل دهاليز بستان القديسات



لاقص لكم قصه من اجمل قصص البستان 

فهلموا  معا اخوتى الى بيت انثيميوس
 وصى امبراطوريه الشرق
 ونشاهده وهو ينتحب ابنته المريضه
يقف ينادى ويصرخ :ابنتى ..مابك؟؟؟؟
لقد حار فيكى الاطباء لا يجدون  لمرضك داء ولا دواء
فكفاكى ابنتى...افيقى يكفينى ضياع اختك ابوللونياريا من قبلك
وهروبها من بيتنا وترك قلوبنا ممزقه عليها منذ سنوات عتيده ان تقتلنا



يكفيكى ابنتى كل تلك السنوات التى قضيتها
 انا ووالدتك الملكه ننتحب اختك
فارجوكى لا تضيعى انتى ايضا منا
ساعدينا كى لا نموت بعدك
ولكن
الفتاه المسكينه لا ترد ولا تجيب
ولا تعى ما يحدث

فاشار احد المقربين للملك بان يرسلها الى الاسقيط
الى القديس مقاريوس عله يجد عنده الحل

وفعلا اخواتى
ذهبت المريضه الى الاسقيط وقام القديس مقاريوس
بايفادها الى العابد الناسك دورثيؤس

ولكن المفاجاه ان العابد بمجرد ان نظر المريضه
 اذبه لا ينطق
بل ادخلها الى حجرته
واخذ يمسك بيداها  ويقبلها
بدموع حاره ثم يعود يبكى ويصلى ويقبل المريضه



كطفل صغير يبكى ويقبل امه
والفتاه المريضه لا تدرى ما يحدث
الى ان تركها الروح النجس وخرج منها اثر صلوات ودموع الراهب



عندئذ رات الفتاه دموع الراهب وتقبيله المستمر لها 
اخذت الفتاه الحيره من امره



واخيرا عادت الفتاه الى ابيها بعد ان شفيت تماما
واخذت تقص له  قصه شفائها
ثم قصت له مذهوله عن دموع الراهب وقبلاته



والاب مذهول من حديث ابنته  يتسائل: كيف ان راهب يقبل فتاه؟؟؟
كيف يمكن لراهب بار ان يقبل فتاه مريضه؟؟
ومالبث ان ارسل الاب الى القديس مقاريوس
يساله ان يحضر هذا الراهب الى قصره



وفعلا اخواتى
وافق القديس مقاريوس
وذهب الراهب متطوعا تنفيذا لامر القديس مقاريوس
 الى قصر هذا الاب
فاستقبل بكل اكرام




ولكن وقف الاب يسال الراهب :كيف عساه ان يمسك بفتاه ويقبلاه؟؟؟
ماهذا التصرف؟؟؟؟؟
والراهب صامت لا يعرف ماذا يجيب



والاب فى حيره ينطق :نعم ...اشكرك لانك انقذت ابنتى الوحيده
 والتى لم يبقى لى غيرها ولكن كيف تكون راهب وترضى ان تقبل فتاه؟؟؟؟؟
عندئذ ادرك الراهب انه يجب ان يبوح بسره
 والا فهو يعرض كافه الرهبان لما يسيى للرهبنه
ولكنه طلب وعده ان يتركه يعود ثانيه الى حيث جاء



وبمجرد ان وعد الاب الراهب اذ بالرهب ينزع القلنسوه
 والشال من راسه
ويصرخ ابى:انا ابولليناريا..ابنتك
انا ابولليناريا



وبينما وقع الخبر كالصاعقه على الاب اخذ يقفز فرحا:ابوللونياريا ابنتى؟؟؟ابنتى؟؟؟
وفى لحظات اسرعت الملكه تقبل ابنتها والملك يحتضنها
وامتلا القصر الحزين بالافراح
وعم الصياح  القصر
فذكرت الابنه ابيها بوعده
وبالفعل تركها الاب تعود لماواها ثانيه
وعادت مره اخرى لشخصيه الراهب دورثيوس






كلما سمعنا عن هولاء
 تملكنا العجب من  هولاء الابرار
 وتضحياتهم باسرهم  وحياتهم من اجل معيشتهم مع الله
يتركون اهلهم وذويهم
ابنائهم وبنيهم
ازواجهم وماليهم
من اجل الحب الحقيقى والعباده الحيه
الله..... يعطينا قوه احتمال هولاء الابرار




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010