النوم




النوم
" ناموا واستريحوا  " ( مت 26 : 5 ) ، ( مر 14 : 41 )
 
V من طبائع الكائن الحى – كالإنسان والحيوان – أن ينام بعض الوقت ، ليستريح الجسد ، بعد عناء النهار ، ويتجدد الذهن .

V أما السهر الكثير مع النوم القليل ، فهو يُتعب الجسم والأعصاب ، كما يقول علماء علم النفس ، والطب الباطنى .

V ويضم العالم الكثير من الموظفين والعمال الذين تتطلب طبيعة أعمالهم السهر طوال الليل ، والنوم بالنهار ( كرجال الشرطة ، وعمال المصانع ، والمستشفيات وأمثالها ... الخ ) . وبالطبع العمل بالليل هو عمل مُرهق جداً .

V وبمناسبة أمتحانات الطلبة هذه الأيام ، لا ننصح بسهرالطلبة للإستذكار ، بعد منتصف الليل ، كما قد يفعل البعض ، لعدم قدرة الذهن على التركيز ، وإن دعت الضرورة والظروف للسهر ، فيمكن أن يخصص الوقت المتأخر لحل بعض المسائل الحسابية ، أو المواد التى لا تحتاج للحفظ فى الذاكرة .

V ويرمز النوم إلى الموت "  ينامون نوماً أبدياً " ( إر 51 : 39 ) ، فالإنسان يرقد فى حجرة مظلمة كالقبر ، ويتمدد على سريره كما فى تابوت ، ولا يشعر بشئ مما فى العالم ( كميت بعد خروج روحه من جسده مباشرة ) ، بل قد يرى فى أحلامه شخصيات من العالم الآخر .

V وقد أشار الرب يسوع إلى موت لعازر بأنه قد نام : " وبعد ذلك قال لهم لعازر حبيبنا قد نام لكنى أذهب لأوقظه " ( يو 11 : 11 ) ، وكان قد مات فعلاً .
كما قال رب المجد عن إبنة رئيس المجمع التى ماتت إنها " نائمة " ( مت 9 : 24 ) ، ( مر 5 : 39 ) .

V     وعنما يكون المرء فى ضيقة أو مرض أو ألم ، قد يطير النوم من عينيه ( إس 6 : 1 )  ، ( دا 2 : 1 )  ، ويظل فى سهر وقلق ، وننصح فى هذه الحالة أن يلجأ المرء إلى الصلاة ، فما أحوج المتضايق والمريض إلى الحديث مع الله ، لأن عدو الخير عادة ما يسعى إلى بث روح التذمر فى النفوس المتعبة ، لكن أولاد الله بدلاً من التذمر يلجأون إلى الصلاة والشكر .

V     وهناك مرضى وعجائز وشيوخ كبار السن ، يحتاجون إلى مزيد من ساعات النوم ، بينما كثرة النوم لدى الشباب – من الجنسين – قد تدل على الكسل ، وعدم الرغبة فى العمل ، أو من أعراض المرض النفسى ، لا سيما إذا ما نام الإنسان كثيراً بالنهار ، واستيقظ بلا هدف فى الليل الطويل .

V     وقد علمنا الآباء القديسون ، الجهاد والسهر الروحى فى الصلوات والتأملات والتسابيح طول الليل ، مثل الأنبا بيشوى ، والأنبا أرسانيوس ، والأنبا أنطونيوس وغيرهم الكثيرين ، وما أجمل تسبيح الله فى هدوء الليل الجميل كما كان يفعل داود النبى ( مز 132 : 4 ) .

V     لذلك تحثنا كنيستنا المقدسة ، على السهر الروحى فى الصلاة والتسبيح ، لأن الرب سوف يأتى فى منتصف الليل كالمثل الذى أعطاه " ولما أنتصف الليل صار صراخ : هوذا العريس قد أقبل " ( مت 25 : 6 ) ، لذلك تريد الكنيسة أن نكون ساهرين ومستعدين على الدوام ، مثل الخمس عذارى الحكيمات ، حتى نستطيع أن نعاين الرب ، لذلك تقول لنا كل يوم ( فى تسبحة نصف الليل ) : " قوموا يا بنى النور لنُسبح رب القوات ، لكى ينعم لنا بخلاص نفوسنا ... أنزع عنا نوم الغفلة " .

V     ويشير سليمان الحكيم لشباب اليوم ، الذين يسهرون مع وسائل الإعلام الشيطانية ، ولا يذهبون لمدارسهم أو كلياتهم ومعاهدهم " لأنهم محبون للنوم " ( إش 56 : 10 ) ، ويقول : " لا تُحب النوم ( بالنهار ) لئلا تفتقر "( أم 20 : 13 ) .

V     وقد ايقظ الرب يسوع تلاميذه من نوم ثقيل – عدة مرات – فى بستان جثسيمانى ، ليلة القبض عليه ، عندما ذهب بعيداً عنهم ليصلى ، وعندما رجع وجدهم نياماً ، فأيقظهم وعاتبهم قائلاً " أما قدرتم أن تسهروا معى ساعة واحدة ، أسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة " ( مت 26 : 40 – 41 ) .

V     ويقول معلمنا بولس الرسول : " إنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم " ( رو 13 : 11 ) ، اشارة إلى نوم الغفلة .

V     ويقول أيضاً : " استيقظ أيها النائم وقم من الأموات ، فيضيئ لك المسيح " ( أف 5 : 14 ) ، إشارة إلى موت الخطية .

V     فهل نفعل ونستيقظ من نوم الغفلة ، وموت الخطية ؟! . 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010