نياحة القديس يوحنا الذهبي الفم بطريرك القسطنطينية


في أيلول 404 وصل القديس يوحنا الذهبي الفم إلى بلاد القوقاظ ومكث في بيت احد أصدقاءه هناك , وبقي حوالي الشهرين أسير الفراش وهو مريض ولكنه لم يتوقف على مراسلة الآباء الكهنة في القسطنطينية ليحثهم على الوعظ , وعندما شاهد القصر الإمبراطوري أن نشاط القديس يوحنا الذهبي الفم قائم ومستمر حتى وهو في المنفى , قرروا أن يقتلوه بالإجهاد (أى ينفوه إلى مكان أبعد ويحثوه على المشى والسير حتى يسقط ميتا من الإعياء هذا حدث مع أساقفة كثيرين كانوا ضد الهرطقة الأريوسية أما السبب أن النفى إلى مكان ابعد لن يثنيه عن نشر الإيمان) ينفوه إلى مكان أبعد من ذلك ونجحوا في ذلك ونفي إلى مدينة كومان إلى بلاد البنط في حزيران سنة 407 وكان هناك كنيسة صغيرة قبل الوصول إلى المدينة بقليل , فأمضوا ليلتهم بها , وفي اليوم التالي كان القديس يوحنا متعباً جداً فطلب من الجند أن يسمح له بأن يسترح ولكنهم رفضوا , وبعد أن ساروا به مسافة قليلة شعروا أنه متعب جداً ويحتضر فعاد به إلى الكنيسة , وهناك عندما دخل إلى الكنيسة طلب من الكاهن ثياب جديد , فلبس قميص أبيض ودخل إلى الهيكل وتناول القدسات الإلهية جسد ودم الرب الكريمين , وبعدها استلقى إلى جانب المائدة وأسلم الروح وكان ذلك في 14 أيلول سنة 407 ميلادية وأخر ما قاله القديس يوحنا الذهبي الفم وهو يسلم الروح " المجد للرب على كل شيء " .
إقامة أسقفاً آخراً على القسطنطينية 
 وفى كنيسة أنطاكية كان فلافيان أسقفاً وقد بلغ من العمر 100 عام وكان الأساقفة المضادون ليوحنا يدبرون المكائد مثل أساقفة جبالة وحلب وطرسوس ، وفى عام 404 م رقد فلافيان فهرع الأساقفة إلى رسامة بورفيروس ضد إرادة الشعب الأنطاكى ، ولما قاومة الشعب صدر أمر إمبراطورى بوجوب الإعتراف بارساكيوس أسقفاً للقسطنطينية وثاؤفيلس للأسكندرية وبورفيروس لأنطاكية و في الحادي عشر من تشرين الثاني سنة 405 توفي ارساكيوس. فتأمل الأرثوذكسيون أن تعود الراحة بعد موته إلى مجراها وأن يعود يوحنا إلى رعيته خاصة وان أفدوكسيا الإمبراطورة كانت قد ماتت . ولكن المتآمرين أقاموا اتيكوس السبسطي Atticus أسقفاً على القسطنطينية. فأبى بعض الأساقفة الإشتراك معه وتنحى الشعب عنه، فاستشاط غيظاً. أما سفريان أسقف جبالا الواعظ القدير ، كان يوحنا يدعوه للوعظ، وفى سفره أقامه على التعليم فى الكنيسة، وحدوث خلاف بينه وبين صرابيون الشماس، أدى إلى عداوة مستترة ظهرت بقيامه بدور رئيسى فى مجمع السنديان عام 403 لمـحاكمة فم الذهب، ثم كان هو المسئول الأول عن صدور القرار الإمبراطورى بنقل القديس من منفاه فى كوكوزه ( القوقاز) إلى بيتس حيث تنيح فى الطريق.فحصل من الامبراطور على أمراً بنقل يوحنا من كوكوس إلى بيتوس على الساحل الشرقي من البحر الأسود وقد امر الجند بافسراع فى التنفيذ ، وقد وعدوا الجند بمكافأة إن إتخذوا التدابير اللازمة لموته فى الطريق حتى يتخلص الإمبراطور بأى ثورة تطالب بعودته .

كيف كان يتخلص الأباطرة من الأساقفة ؟
وفي 4 من آب سنة 404 صدرت الأوامر قوة من الحرس الأمبراطوري إلى نيقية لتنقل القديس إلى منفاه. وقد كان النظام البيزنطى يقضى بأن يقتلوا الأساقفة بطريقة مبتكرة وهى أن يجبروهم على مواصلة السير بدون توقف حتى يتساقطوا من التعب موتى ، وهكذا صدر أمر النفي للقديس يوحنا ذهبى الفم بوجوب مواصلة السفر نهاراً وليلاً إجهاداً وتعجيلاً. وما كاد الذهبي الفم يصل إلى مداخل قيصرية قدوقية حتى وقع لا يعي حراكاً. فوق حراسه عن المسير وأذنوا له بشيء من الراحة. بيد أن فارتيوس أسقف قيصرية شدد النكير فاضطر الذهبي الفم أن "يخرج وينفض غبار رجليه". وبعد سفر دام ستة وخمسين يوماً وصل الأسقف القديس في آخر أيلول إلى منفاه في بلدة كوكوس في شمالي طوروس. وعلى الرغم من إقفارها وحقارتها فإن الذهبي الفم ابتهج بمرآها لأنه أحب الانقطاع والراحة ولأن أهلها كانوا قد أوفدوا الرسل إلى قيصرية يسألونه قبول دعوتهم في بيوتهم ولأن اذلفيوس أسقفها كان على جانب من القداسة والطهارة ولأن جماعته الفقراء في المادة كانوا أغنياء فى لاروح. ومما زاد في سروره أنه لا في كوسوس صديقه القديم قسطنديوس الأنطاكي الذي اضطهد في أنطاكية لولائه وإخلاصه. وابتهج القديس ودهش عندما رأى الشماسة سبينة تنتظر قدومه في كوكوس. فإنها على الرغم من تقدمها في السن تجشمت مشقة الأسفار وسبقت راعيها إلى المنفى!.
كان فلافيانوس أسقف أنطاكية قد بلغ من العمر قرناً من العمر فلم يقوَ على محاربة الأساقفة أمثال أكاكيوس حلب و سويريانوس جبلة و انطوخيوس عكة و فاليريوس طرسوس. فقد كانوا منساقين لـ ثيوفيلوس البطريرك الإسكندري، وآثروا الإقامة في العاصمة والدس والوشاية على الذهبي الفم على العمل المثمر في أبرشياتهم.
وعندما تنيح فلافيانوس أسقف أنطاكية في السادس والعشرين من أيلول 404. ذهب أكاكيوس وأعوانه إلى أنطاكية لانتخاب خلفاً تابعاً للحزب السكندرى. فأيدوا بورفيريوس الكاهن الأنطاكي ولم يرضوا بـ قسطنديوس الذى رشحه الشعب. وانتهزوا خروج الشعب إلى دفن فلافيانوس ولمشاهدة الألعاب الأولمبية فأتموا سيامة بورفيريوس . ثم تواروا عن الأنظار وتولت السلطات المدنية إخماد الثورة عما حدث. وفي الثامن عشر من تشرين الثاني صدرت أمر إدارى امبراطورية أوجب الإعتراف بسلطة أرساكيوس في القسطنطينية وثيوفيلوس في الإسكندرية وبورفيريوس في أنطاكية. كما صدرت اوامر بنفي كيرياكوس أسقف حمص إلى تدمر وسجن كل من البيذيوس اللاذقية وببوس ثلاث سنوات متتالية.
وكتب ثيوفيلوس البطريرك الإسكندري إلى انوشنتيوس أسقف رومة رسالة عن موضوع الذهبي الفم. وكتب يوحنا نفسه أيضاً إلى أسقف رومة، يعلمه بالجريمة التي ارتكبت في القسطنطينية، ويقول: "ولما كان لا يجوز لنا أن نحزن بل يجب علينا أن نعيد النظام ونبحث عن الوسائل التي تمكننا من إيقاف هذه العاصفة رأينا من الضروري أن نقنع السادة الجزيلي الشرف والتقوى الأساقفة ديميتريوس وبانسوفيوس وببوس وأوجينيوس أن يتركوا كنائسهم ويجازفوا بأنفسهم فيقوموا بهذه الرحلة البحرية الطويلة ويسرعوا لملاقاة محبتكم وبعد اطلاعكم على كل شيء يتخذوا الإجراءات اللازمة لمداواة الموقف بسرعة". وأرسل مثل هذه الرسالة أيضاً إلى كل من فينيريوس أسقف ميلان وكروماتيوس اسقف اكويليه راجياً المعونة لإنقاذ الموقف. فكتب انوشنتيوس إلى كل من ثيوفيلوس والذهبي الفم يؤيد دوام الشركة ويقترح عقد مجمع مسكوني يمثل الشرق والغرب للنظر في الأمر.
وأيقن القديس انوشنتيوس أن دعوى ثيوفيلوس البطريرك الإسكندري ضد ذهبى الفم فارغة فاندفع يؤيد الذهبي الفم ولم يكترث لموقف القديس ايرونيموس الذي نقل كلام ثيوفيلوس البطريرك الإسكندري إلى اللاتينية فاتصل بأونوريوس أخي أركاديوس فقرر الاثنين أن يدعى إلى مجمع مسكوني في تسالونيكي. وكتب اونوريوس إلى أخيه بذلك وتآلف الوفد الرومان إلى المجمع المنتظر. وما كاد يدخل هذا الوفد داخل حدود امبراطورية أركاديوس حتى أُلقي القبض على أعضائه وأعيدوا إلى الغرب.

لم يمت ذهبى الفم فى المرة السابقة فلننقلة ليموت هذه المرة 
وقد كان النظام البيزنطى يقضى بأن يقتلوا الأساقفة بطريقة مبتكرة وهى أن يجبروهم على مواصلة السير بدون توقف حتى يتساقطوا من التعب موتى ، وفى سنة 407 وتوفي ارساكيوس في الحادي عشر من تشرين الثاني سنة 405. فتأمل الأرثوذكسيون أن تود الراحة بعد موته إلى مجراها وأن يعود يوحنا إلى رعيته. ولكن المتآمرين أقاموا اتيكوس السبسطي أسقفاً على القسطنطينية. فأبى بعض الأساقفة الإشتراك معه وتنحى الشعب عنه،  فاستشاط غيظاً. فنال من الامبراطور أمراً بنقل يوحنا من كوكوس إلى بيتوس على الساحل الشرقي من البحر الأسود. وعهد ذلك إلى بعض الجنود فقطعوا به آسية الصغرى من غربها الجنوبي إلى شرقها الشمالي بعنف وصلابة وبدون راحة. إذ كانت مهمتهما أن يرهقا القديس حتى يسقط ميتاً على الطريق. واندهش أحد الضابطين من صلابة القديس حتى مال إلى الاعتقاد بأن عجيبة حدثت. وحاول أن يحسن معاملة القديس إلا أن الضابط الثاني لا يلين. إذا لم يمت القديس في الطريق فأن المكافأة "تطير". وكان الذهبي الفم عارفاً أنه يمشي إلى الموت، وهذا مشتاه.
لقد بلغ الثامنة والخمسين من العمر. وهو جلد على عظم. وكان مستعداً لمتابعة الجهاد، لكن محبة الله رأت أن يرتاح هذا المناضل العتيد. وفي 13 أيلول من سنة 407 كان القديس نائم، فأرسل الله إليه القديس باسيليكوس الشهيد الذي تُقام كنيسة على اسمه من منطقة كومان Comana. وقال الشهيد للقديس الذهبي الفم: "تشجع يا أخي يوحنا، غداً سنكون مع بعض"، ثم حضر الشهيد عند كاهن الكنيسة وقال له: "هيء مكاناً لأخي يوحنا لأنه آتٍ ولن يتأخر".
وأيقظ الضابطان الذهبي الفم لمتابعة المسير ليلاً. واستعطفهما القديس أن يتمهلا عليه حتى بزوغ الفجر لأنه سيموت في الصباح. وضحك الضابطان وأرغماه على المسير. ومع الفجر شعر القديس بأن موته قد دنا. وطلب من الضابطين أن يرجعا به إلى كنيسة القديس باسيليكوس، لأنهم لم يقطعوا مسافة طويلة. وقبل الضابطان هذه المرة. وفي طريق العودة كان الذهبي الفم يسير بنشاط وهمة. كمن يأتي إلى محبوبه. وخلع ثيابه وارتدى قميصاً أبيضاً طويلاً. واستلقى على بلاط الكنيسة. وتناول جسد الرب ودمه الكريمين. ثم قال: "المجد للإله على كل شيء. آمين".
وأخيراً صدر الحكم النهائى بنفى القديس يوحنا ذهبى القم فى يونيو 404م وتنيح فى خريف 407م  أى فى 14 سبتمبر 407م   

 

ويعتقد أنه إما سم خلال الطريق  أو عهد ذلك إلى بعض الجنود فقطعوا به آسية الصغرى من غربها الجنوبي إلى شرقها الشمالي بعنف وصلابة وبدون راحة. إذ كانت مهمتهما أن يرهقا القديس حتى يسقط ميتاً على الطريق حتى يخلوا الكرسى للأسقف الجديد. فقد حدثت مثل هذا العمل من الأريوسيين وكانت كثيراً ما تحدث فى ظل الحكم البيزنطى. واندهش أحد الضابطين من صلابة القديس حتى مال إلى الاعتقاد بأن عجيبة حدثت. وحاول أن يحسن معاملة القديس إلا أن الضابط الثاني لا يلين. إذا لم يمت القديس في الطريق فأن المكافأةاللذان وعدا بها لن يحصلا عليها. وكان الذهبي الفم عارفاً أنه يمشي إلى الموت، وهذا مشتاه.
لقد بلغ الثامنة والخمسين من العمر. وكان ضعيف البنية. وكان مستعداً لمتابعة الجهاد، لكن محبة الإله رأت أن يرتاح هذا المناضل العتيد. وفي 13 أيلول من سنة 407 كان القديس نائم، فأرسل الإله إليه القديس باسيليكوس الشهيد الذي تُقام كنيسة على اسمه من منطقة كومان. وقال الشهيد للقديس الذهبي الفم: "تشجع يا أخي يوحنا، غداً سنكون مع بعض"، ثم حضر الشهيد عند كاهن الكنيسة وقال له: "هيء مكاناً لأخي يوحنا لأنه آتٍ ولن يتأخر".
وأيقظ الضابطان الذهبي الفم لمتابعة المسير ليلاً. واستعطفهما القديس أن يتمهلا عليه حتى بزوغ الفجر لأنه سيموت في الصباح. وضحك الضابطان وأرغماه على المسير. ومع الفجر شعر القديس بأن موته قد دنا. وطلب من الضابطين أن يرجعا به إلى كنيسة القديس باسيليكوس، لأنهم لم يقطعوا مسافة طويلة. وقبل الضابطان هذه المرة. وفي طريق العودة كان الذهبي الفم يسير بنشاط وهمة. كمن يأتي إلى محبوبه. وخلع ثيابه وارتدى قميصاً أبيضاً طويلاً. واستلقى على بلاط الكنيسة. وتناول جسد الرب ودمه الكريمين. ثم قال: "المجد لله على كل شيء. آمين

الصورة المقابلة ولاية جورجيا الروسية الآن Georgia حيث مات فيها القديس يوحنا ذهبى الفم فى منطقة تسمى Komani على بعد عدة أميال من شاطئ البحر الأسود .

بعد وفاة القديس يوحنا الذهبي الفم بـ 30 عام (1) ف
في عام 437 أصبح بطريرك القسطنطينية أحد تلاميذ يوحنا الذهبي الفم وفي أحد مواعظه أتى على ذكر معلمه وأشاد بتعاليمه , فيقاطعه الشعب ويصرخون بصوت واحد " نريد يوحنا أعيد لنا أبينا " , فاستجاب الإمبراطور لرغبة الشعب وطلب إعادة رفاته إلى القسطنطينية , ى 27 يناير من السنة السادسة عشرة من تولى ثيؤدوسيوس الصغير الحكم (حوالى سنة 438م) أرسل الإمبراطور جماعة لنقل جسده من كومانا إلى القسطنطينية وه
كذا وإن لم يعد القديس يوحنا ذهبى الفم وهو حى إلى اسقفيته عاد جثمانه فى إحتفال مهيب وخرجت أفواج الشعب تستقبل راعيها الذى ( على حد قول أبونا القمص تادرس يعقوب الملطى ) إستشهد بدون سفك دم ، باذلا حياته عنهم ، فكان إحتفال دخوله القسطنطينية مهيباً لم يحد لأباطرة ، وعندما دخل الكنيسة صرخ الشعب قائلاً " أصعد إلى كرسيك أيها الأب وبارك شعبك " فأخذوه ووضعوه على العرش الأسقفي وسجدوا له وكأنه بارك الجميع  وحملوا جسدة وأودعو رفاة يوحنا فى كنيسة الرسل حيث حذا حذوهم وإقتفى آثارهم وهي الكنيسة التي يدفن فيها عادة أباطرة وبطاركة القسطنطينية، وهناك خر الإمبراطور أمام رفاته فى إنسحاق شديد والدموع تنفجر من عينية طالباً الغفران عن نفسه وعن والديه الإمبراطور أركاديوس وامه أالإمبراطورة أفدوكسيا ! , .

تعليق من الموقع : أورد بعض المؤرخون خبر رجوع رفاة القديس للقسطنطينية ولكن لم أستطع البحث عن رجوع جسد القديس يوحنا ذهبى الفم بعد دفنه بالقسطنطينية إلى ولاية جورجيا فى روسيا فى منطقة كومانى مرة ثانية (الصورة المقابلة جسد القديس يوحنا ذهبى الفم بكنيسة فى كومانى بولاية جورجيا ) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010