الصلح مع الله ومع الغير



V
الصلح مع الله ومع الغير
" تصالحوا مع الله   " ( 2 كو 5 : 20 )
+ عندما أخطأ الإنسان الأول ، حصلت مخاصمة بين السماء وسكان الأرض ، إلى أن أتخذ السيد المسيح المبادرة للمصالحة التاريخية ، كما قال القديس بولس الرسول :

·       الله الذى صالحنا لنفسه بيسوع المسيح ( بعد سداد الدين على الصليب ) وأعطانا خدمة المصالحة ، أى أن الله  كان فى المسيح  مُصالحاً العالم لنفسه ، غير حاسب لهم خطاياهم ، وواضعاً فينا كلمة المصالحة " ( 2 كو 5 : 18 – 19 ) .

+ وكان أباء العهد القديم يطلبون من الرب تلك المصالحة ، وسأل أيوب الصديق الله : فهمنى لماذا تخاصمنى ؟! " ( أى 10 : 2 ) .

+ وقد سأل أحدهم صديقه : " هل تصالحت مع المصلوب ؟! " فأعلن أنه طالما لا يزال يفعل الخطية ، فهو فى خصام دائم مع السماء . فتعجب صديقه وسأله : ماذا سيكون موقفك ، لو أدركك الموت فجأة ، ولم تتصالح بعد مع رب المجد ؟!! .

+ وكان الفليسوف الفرنسى فولتير – الذى كرس كل جهده لمحاربة المسيحية وكتابها المقدس – قد مر أمام صورة السيد المسيح وهو معلق على الصليب ، فرفع قبعته إحتراماً وإجلالاً .
فسأله مسيحى قائلاً : " هل تصالحت مع المصلوب يا فولتير ؟! ، فأجابه قائلاً : " كلا .. لكنى أُحييه فقط من بعيد " !! .

+ وبكى الزعيم الهندى غاندى : " عندما رأى صورة المسيح المصلوب ، ولكنه لم يؤمن به بسبب عثرة الانجليز واحتلالهم لبلاده ، وقال : " لولا المسيحيين لصرت مسيحياً " !! .

+ يا أخى / يا أختى .. أنا أخشى أن يكون هذا هو نفس موقفك من المسيح المصلوب ... تُحييه من بعيد ، دون أن تصطلح معه ، أو تخاطبه ، ليرحمك من كل ذنوبك ؟ فما رأيك الذى يُمليه عليك ضميرك ؟! .
+ وقد يبكى كثير من الخطاة – يوم الجمعة العظيمة – أو كلما تذكروا شدة آلامه ، ويبقون على حالهم فى خطاياهم ، فإلى متى نُحييه من بعيد لبعيد ؟ ومتى نحمل صليبنا ونتبعه ؟ ومتى نصعد معه إلى الصليب ، ونشاركه آلامه وآماله فى خلاصنا ؟!

+ ونحن نتساءل – بكل صراحة – ها تُخاصم ؟ أو تُقاطع ؟ أو تنصرف عن أخ أو أخت أخطأ فى حقك ؟ وهل تُخاصم بسبب خلاف على ميراث ؟ أو على منصب ؟ أو لمكافأة مادية ، سواء قلت أو حُرمت منها فعلاً ؟!

استمع صوت الرب ، ينذر ويحذر :

·       " إن قدمت قربانك ( العشور + البكور + النذور + كل عطاياك ) إلى المذبح ( الكنيسة ) ، وهناك ( فى تلك الساعة ) تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك ، فاترك هناك قربانك ( عطاياك ) واذهب أولاً اصطلح مع أخيك ، وحينئذ تعال وقدم قربانك " ( مت 5 : 23 : 23 – 24 ) .

+ وأعلم جيداً أن من لا يسامح أو يصفح ، لن يسامحه الله ، ولن يغفر له خطاياه ، كما أكده رب المجد يسوع ( مت 6 : 15 ) ،  فهل تفعل ؟! .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010