عمل الروح القدس في حياتنا الروحية


 
  

عمل الروح القدس في حياتنا الروحية
:
أ) إن الإنسان تتولى روحه البشرية قيادة جسده.
ب) إن روحه البشرية تكون تحت قيادة روح الله.
أما عن العنصر الأول فيقول القديس بولس الرسول " لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع، السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح " " لأن اهتمام الجسد هو موت. ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام" (رو8: 1، 6). ويقول أيضاً " اسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل5: 16). أما عن العنصر الثانى فيقول " لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فاولئك هم أبناء الله" (رو8 : 14).
 إذن المفروض أن يكون الإنسان تحت قيادة روح الله في كل عمل يعمله. فيشترك روح الله معه في كل عمل
- ثمار الروح القدس في حياتنا

وبشركتنا مع الروح القدس، تظهر ثمار الروح في حياتنا.
وقد ذكر القديس بولس الرسول ثمر الروح في رسالته إلى غلاطية فقال " وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام، طول أناة لطف صلاح إيمان، وداعة تعفف. ضد أمثال هذه ليس ناموس" (عل5: 22، 23). ثمار الروح تأتى نتيجة لعمل الروح القدس في الإنسان، ونتيجة لاستجابة روح الإنسان لعمل روح الله فيه...
وهنا نميز مثلاً بين المحبة التى هي ثمر الروح، وأية محبة من نوع آخر. كذلك نميز بين السلام الحقيقى الذى هو من ثمر الروح، وأي سلآم زائف. وهكذا مع باقى ثمر الروح فينا.
...
الحرارة الروحية في الإنسان
 
 وكلما يزداد ثمر الروح، تزداد الحرارة الروحية في الإنسان.

وفى هذا المعنى يوصينا الرسول أن نكون " حارين في الروح" (رو12: 11). لقد قيل عن الرب " إلهنا نار أكله" (عب12: 29). كذلك فالذى يسكن فيه روح الله ، لابد أن يكون مشتعلاً بهذه النار المقدسة.
وهكذا حل روح الله كألسنة من نار على التلاميذ.
فأشعلهم ناراً غيرة مقدسة، ألهبتهم للخدمة، فملأوا الكون كرازة. وهؤلاء " الذين لاقول لهم ولا كلام، وصلت أقوالهم إلى أقطار المسكونة" (مز19).
نستطيع إذن أن نعرف رجل الله، من ثمار الروح التى تظهر في حياته. لأن الرب يقول " من ثمارهم تعرفونهم" (مت7: 20).
ويمكننا أيضاً أن نعرفه من حرارته الروحية.
فصلاته صلاة حارة في ألفاظها وفي دموعها وفي غيمانها وفي لهجتها، صلاة تزعزع المكان كما حدث مع التلاميذ (أع4: 31). والإنسان الروحى تكون خدمته خدمة حارة في قوتها وفى انتشارها. وفي تأثيرها، وفي غيرتها المقدسة وحماسها العجيب ... خدمة كلها نشاط، وتأتى بثمر كثير.
والإنسان الذى يعمل فيه روح الله، يعرف بحرارة المحبة.
هذه المحبة الملتهبة من نحو الله والناس، التى قيل عنها في سفر النشيد " مياه كثيرة لا نستطيع أن تطفئ المحبة" (نش8: 7). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وتشمل هذه المحبة كل أحد وتسعى بكل قوة في خدمة الناس، ولخلاص الناس.
لذلك إن كنت إنساناً ليست فيك حرارة.
فأعرف أن عمل الروح فيك لي كما ينبغى.
وطبعاً من محاربات هذه الحرارة، الفتور الروحى... وإن زاد الفتور في إنسان، وطالت مدته، يتحول إلى برودة روحية... ويصير هذا الإنسان جثة هامدة في الكنيسة... ولا حركة، ولا بركة.
هنا وأقوال إن البعض يفهم الوداعة بطريقة خاطئة.
فيظن أنه في وداعته، يكون بلا حرارة ولا حيوية!!
لا يتأثر ولا يؤثر، ولا تشتعل عواطفة، ولا يغار للرب!! كلا، فالسيد المسيح كان وديعاً ومتواضع القلب ، ومع ذلك كان حاراً في عواطفه وفي خدمته، يجول يصنع خيراً (أع10: 38).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010