ثقوا يا اولادى أنه لا يمكن أن تهلكوا لأنه يوجد داخلكم ينبوع الحياة.. تلك الحياة التى حفظت خدامى عبر الزمان من الأخطار و الأهوال و الأحزان..
إنكم طالما ولدتم من الروح – و هو نسمة حياتكم – فلا يجب أن تشكوا إطلاقا و لا تجزعوا قط، و لكن بالسير الحثيث خطوة خطوة سوف تبلغون حتما طريق الحرية.
فإنظروا،عليكم فقط أن تسيروا معى...
هذا معناه ألا تحزنوا و ألا تقلقوا، و لكن ليس معنى ذلك أن تتقاعسوا عن بذل الجهد ..فعندما أخبرنى تلاميذى أنهم تعبوا الليل كله و لم يصطادوا شيئا لم أملأ سفينتهم من السمك دون جهد من جانبهم.. كلا، بل أنهم نفذوا أمرى "ابعدوا إلى العمق و ألقوا شباككم للصيد" (لو 5 : 4)
و مع ذلك فإن حياتهم قد تعرضت للخطر فالسفينة كادت أن تغرق، و الشباك تخرقت، فكان من الضرورى أن يدعوا رفقائهم لمساعدتهم و انقاذهم، و كان من اللازم أيضا إصلاح الشباك..
لقد كانت أية صعوبة من هذه الصعوبات كفيلة بأن تشعرهم أن مساعدتى لهم لم تكن كافية,إلا أنهم حينما جلسوا على الشاطئ يصلحون شباكهم، أدركوا مقدار حبى لهم، و عنايتى بهم. إنه ببذل الجهد ينهض الأنسان.
و الإنسان الذى يصل إلى قمم الجبال بواسطة القطار أو العربة، لا يتعلم شيئا من دروس التسلق الشاقة، و لكن تذكروا أن ذلك لا يعنى أنه فى غير حاجة إلى ارشاد أو توجيه، كما أنه لا يعنى أن روحى يتوقف عن الإمداد بالحكمة و القوة.
ما أكثر الأحيان التى لا تدركون فيها أنى أسير امامكم لكى أمهد الطريق: ألين هذا القلب و اضبط ذاك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.