صوم الرسل
بقلم مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث
لا يستهن أحد بصوم آبائنا الرسل ، فهو أقدم صوم عرفته الكنيسة المسيحية فى كل أجيالها و أشار إليه السيد بقوله " ولكن حينما يرفع عنهم العريس فحينئذ يصومون " ..
و صام الآباء الرسل ، كبداية لخدمتهم . فالرب نفسه بدأ خدمته بالصوم ، أربعين يوماً على الجبل .
صوم الرسل إذن ، هو صوم خاص بالخدمة و الكنيسة .
قيل عن معلمنا بطرس الرسول إنه صام إلى أن " جاع كثيراً و اشتهى أن يأكل " ( أع 1. : 1. ) . و فى جوعه رأى السماء مفتوحة ، ورأى رؤيا عن قبول الأمم .
و كما كان صومهم مصحوباً بالرؤى و التوجيه الإلهى ، كان مصحوباً ايضاً بعمل الروح القدس و حلوله . و يقول الكتاب : " و بينما هم يخدمون الرب و يصومون ، قال الروح القدس إفرزوا لى برنابا و شاول للعمل الذى دعوتها إليه . فصاموا حينئذ و صلوا ، ووضعوا عليهما الأيادى ، ثم أطلقوهما . فهذان إذ أرسلا من الروح القدس ، انحدرا إلى سلوكية " ( أع 13 : 2 - 4 ) .
أمور هامة ، تميز بها صوم آبائنا الرسل ، منها : الصوم ، و الصلاة ، و الخدمة ، و عمل الروح القدس .
و يسرنا أن يعمل الروح القدس خلال الصوم و أن تأتى الدعوة الإلهية خلال الصوم و أن تتم سيامة الخدام أثناء الصوم أيضاً .. و أن يبدأ الخدام بالصوم ، قبل البدء بالخدمة ..
هناك أصوام خاصة بالتوبة ، مثل صوم أهل نينوى ، و مثل اصوام التذلل التى تكلم عنها سفر يوئيل . و أصوام لإخراج الشياطين ، كما قال الرب إن هذا الجنس لا يخرج بشئ إلا بالصلاة و الصوم . و أصوام نصومها قبل كل نعمة نتلقاها من الرب ، كالأصوام التى تسبق
الأسرار المقدسة كالمعمودية و الميرون و التناول و الكهنوت .
أما صوم الرسل فهو من أجل الخدمة و الكنيسة ، على الأقل لكى نتعلم لزوم الصوم للخدمة ، و نفعه لها .
نصوم لكى يتدخل الله فى الخدمة و يعينها . و نصوم لكى نخدم و نحن فى حالة روحية . و نصوم شاعرين بضعفنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.