كيف نلتقى بالرب يوم خميس العهد


فى يوم الخميس 
-------------------------

نلتقى بالرب يوم خميس العهد , وهو يغسل أرجل تلاميذه القديسين ... فيقول الراهب ...
اتيت الى الحبيب فى العلية ... وسجدت امامه ... وكم فرح الهى الحبيب عندما رأنى ... ثم احتضننى ...
قلت لالهى : ماذا ستصنع الآن ايها القدوس ...
قال لى : سأغسل أرجل تلاميذى ثم رجلك وارجل اخوتك ايضا ...
هنا انزعجت للغاية , وانتابتنى قشعريرة ... كيف هذا ايها القدوس ... كيف هذا ؟؟؟
ابتسم الحبيب فى هيبة وهدوء وقال " سوف ترى ... "
قام السيد المسيح عن العشاء , وخلع ثيابه , واخذ منديلا واترز به .. ثم صب ماء فى مغسل , وابتدأ يغسل ارجل تلاميذه ويمسحها بالمنديل التى كان متزرا به - يو 13 : 4 , 5 ..
ثم نظر الى رب المجد بوجهه المضئ , وقال لى : تعال ... لاغسل رجلك ...
تسمرت فى مكانى وكنت اود ان اقول ماقاله بطرس من قبلى " لن تغسل رجلى ابدا " ولكنى تقدمت ويغطينى خجلى ودموعى ...
وابتدأ الرب الهى يغسل رجلى ويمسحهما بالمنشفة ....
كانت لحظات رهيبة للغاية , ومبهجة , وعجيبة ... وكأن ينبوع الطهر والطهارة قد غمرنى تماما ...

ولعل هذا هو قول رب المجد لمعلمنا بطرس الرسول " الذى قد اغتسل ... هو طاهر كله " ...
وبعد ذلك اخذ الرب ثيابه , واتكأ , وابتدأ يتحدث مع تلاميذه " وكنت جالسا معهم " وقال " اتفهمون ما قد صنعته بكم ؟؟؟ انتم تدعونى المعلم والرب , وحسنا تقولون , لآنى انا هو . فأن كنت وانا ربكم ومعلمكم قد غسلت ارجلكم , فأنتم يجب ان يغسل بعضكم ارجل بعض .. لآن ماصنعته لكم هو مثال , حتى كما صنعت انا بكم انتم ايضا بعضكم ببعض ....
فصرت انا ابكى كثيرا جدا , فتقدم رب المجد وبحنان فائق اخذنى فى احد اركان العلية , وقال لى
" ماذا بك ياحبيبى ؟؟؟
وكنت انا ايضا ابكى كثيرا جدا ... وبالجهد تمالكت نفسى , واجبت :
الهى الحبيب القدوس , قد غسلت ارجلنا اليوم ايها القدوس واوصيتنا ان غسلك لآرجلنا هو مثال , حتى كما صنعت انت بنا نصنع نحن بعضنا ببعض ... ولكننى كم من مرة اتسلط على اخوتى , وكم من مرة اتعالى عليهم ... كم من مرة اهينهم , وكم من مرة اجرح مشاعرهم ... كم من مرة ارفض مقابلتهم , وكم من مرة ارفض اعتذارهم ...

ومن انا ايها الحبيب القدوس الا حفنة من التراب والرماد ... يا لعظم خطاياى واثامى ... انها خطاياى وخطايا اخوتى بنى البشر , التى ستحملها فى جسدك الطاهر 1 بط 2 : 24 .. وتجوز الالام عنا ... وتعطينا خلاصا هذا مقداره - عب 2 : 3 ....

هنا صرخت بكل خلجات قلبى مع جمهور المصلين بالكنيسة قائلا :
لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد امين . عمانوئيل الهنا وملكنا ....

** فى يوم الخميس فى بستان جثسيمانى **

كنت اتبع ربى والهى القدوس مع تلاميذه القديسين فى طريقهم من العلية الى جبل الزيتون .. الى جبل جثسيمانى ... حيث قال الرب لتلاميذه الاطهار اجلسوا ههنا حتى اصلى . ثم اخذ معه بطرس ويعقوب ويوحنا .. فقال لهم نفسى حزينة جدا حتى الموت . امكثوا هنا واسهروا معى ..
ثم تقدم قليلا وخر على الارض , وكان يصلى لكى تعبر عنه الساعة ان امكن . وقال ياابا الاب , كل شئ مستطاع لك , فأجز عنى هذه الكأس . ولكن ليكن لا ما اريد انا , بل ما تريد انت ...
ثم جاء الى التلاميذ فوجدهم نياما .. فقال لبطرس اهكذا ماقدرتم ان تسهروا معى ساعة واحدة ؟ اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة ...
هنا اقتربت اكثر الى ان اصبحت على بعد امتار من مخلصى .. وهممت اتقدم اسجد له , ولكن قدمى قد تسمرت اذ وجدت مخلصى الصالح جاثيا على ركبتيه تنهمر من عينيه دموع كثيرة , ويصلى بصراخ شديد - عب 5 : 7 .. وعاد ايضا يقول " ياابتاه , ان لم يمكن ان تعبر عنى هذه الكأس الا ان اشربها , فلتكن مشيئتك - مت 26 : 42 ...

كان الموقف رهيبا للغاية ..

وكنت اقف فى ذهول عجيب تغطينى دموع كثيرة , وانا انظر الهى القدوس الذى خلق السماوات والارض وهو يصلى هكذا بدموع وصراخ شديد ... ثم قام السيد وذهب لتلاميذه ثانية .. فوجدهم ايضا نياما اذ اعينهم كانت ثقيلة .. فتركهم ومضى ايضا وصلى ثالثة قائلا ذلك الكلام بعينه , ولم اقو ايضا ان اتقدم لاسجد لمخلصى الصالح .. فقد كنت اصرخ من كل كيانى بصوت تعوقه دموعى واقول " لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد امين ...
ثم حدث انى رأيت بعينى قلبى منظرا عجيبا جدا ... رأيت وكأن جميع خطايا الآجيال وقد تجمعت كسحابة كثيفة جدا لتنسكب على الحبيب القدوس ... فكان لابد للحبيب القدوس ان يحمل خطايانا قبل ان يجوز الالام والموت عنا ... ورأيت بين هذه الخطايا , خطاياى واثامى طيلة سنين حياتى ....
كان المنظر رهيبا للغاية ... وكم كان قاسيا جدا ان يحمل القدوس البار خطايا ونجاسات العالم كله ... كل هذا اراه بعينى قلبى ...
وفجأة رأيت الهى وهو يصلى بأشد لجاجة , وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الارض ... وكان الطقس باردا جدا ... ماهذا ؟؟؟
تقدمت الى ربى الحبيب القدوس , وكم كانت هيبته وجلاله فى تلك اللحظة ... سألته .. ماذا بك يامخلصى الصالح ؟؟؟ ارى وجهك محمرا جدا , وعرقك يتصبب كقطرات دم مع ان الطقس بارد جدا ونحن فى العراء ...
أجاب الحبيب القدوس : اطمئن ياابنى .. ولكنه لم يكن بالامر العادى ان احمل جميع خطايا العالم ... كان ضغطا شديدا جدا على ... الم تقرأ فى نبؤة اشعياء قوله " من الضغطة .. اخذ " اش 53 : 8 ...
ربى الحبيب القدوس :

انها حالة نادرة جدا تدعى Haematohidrosis يصاب بها الشخص الذى يتعرض لضغط نفسى رهيب جدا كما حدث معك ايها القدوس .. فيرتفع ضغط الدم حوالى 300 .. وترتفع درجة الحرارة حوالى 39 درجة .. وتؤدى هذه الحالة الى الام شديدة وما يسمونه " تكسير فى الجسم مع صداع شديد .. ويكون الجلد حساسا جدا , وربما مؤلما لمجرد اللمس ...

أهكذا ستبدأ رحلة الامك ايها الحبيب القدوس ؟؟؟ هنا ووقفت بخشوع جم وانا اصرخ بكل كيانى لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد امين عمانوئيل الهنا وملكنا ...
ثم قال لى الحبيب القدوس : هيا بنا .. هوذا الذى يسلمنى قد اقترب - مر 14 : 42...

كل سنة وكل اعضاء المنتدى طيبين ... بصخة مقدسة ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010