عيد الصليب

عيــــد الصليب

تقديم : المسيحية والصليب أمران متلازمان ، وصنوان لا يفترقان .. فأينما وحينما يرى الصليب مرفوعا أو معلقا ، يدرك المرء أنه أمام مؤسسة مسيحية أو مؤمنين مسيحيين .. ولا عجب فالصليب هو شعار المسيحية ، بل هو قلبها وعمقها ...
لقد تأسست المسيحية على أساس الصليب وبالصليب .. ولا نقصد بالصليب قطعتى الخشب أو المعدن المتعامدتين ، بل نقصد الرب يسوع الذى علق ومات على الصليب عن حياة البشر جميعا ، والخلاص الذى أتمه ، وما صحبه من بركات مجانية ، نعم بها البشر قديما ، وما زالوا ينعمون ، وحتى نهاية الدهر ...
والفكرة الشائعة عن الصليب أنه رمز للضيق والألم والمشقة والأحتمال .. لكن للصليب وجهين : وجه يعبر عن الفرح ، ووجه يعبر عن الألم . ونقصد بالأول ما يتصل بقوة قيامة المسيح ونصرته .. ونقصد بالثانى مواجهة الإنسان للضيقات والمشقات .. ويلزم المؤمن فى حياته أن يعيش الوجهين ، ويختبر الحياتين ...
بالنسبة للمؤمن المسيحى ، فإن الصليب بهذه المفاهيم ، هو حياته وقوته وفضيلته ونصرته .. عليه يبنى إيمانه ، وبقوة من صلب عليه يتشدد وسط الضيقات وما أكثرها .. هذا ما عناه القديس بولس الرسول بقولـه : " ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ، الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب ، مستهينا بالخزى .. فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم " ( عب 12 : 2 ، 3 ) .
ملايين المؤمنين فى انحاء العالم عبر الأجيال حملوا الصليب بحب وفرح ، وأكملوا مسيرة طريق الجلجثة ، فاستأهلوا أفراح القيامة ...
هذا بينما عثر البعض فى الصليب ، وآخرون رفضوا حمله ، فألقوه عنهم ..
ولم يكن مسلك هؤلاء وأولئك سوى موتا إيمانيا وروحيا لهم " نحن نكرز بالمسيح مصلوبا ، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة . وأما للمدعوين يهودا ويونانيين ، فبالمسيح قوة الله وحكمة الله " ( 1 كو 1 : 23 ، 24 ) .
+     +      +  
لماذا الصليب ؟
صليب المسيح هو محور المسيحية وقلبها وعمقها .. حوله يدور كل فكر العهد الجديد ، وفيه يرتكز كل غنى الإنجيل ومجده .. إنه رمز المسيحية وشعارها ومجدها .. هكذا نفهم كلمات القديس بولس الرسول :
" إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة ، وأما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله "
( 1 كو 1 : 18 ) .
إن الصليب يستمد قوته وكرامته من السيد المسيح الذى علق عليه .. وحينما نتحدث عن الصليب فإنما نشير حتما إلى موت المسيح .
وحينما نذكر موت المسيح فواضح أن صليبه وارد أيضا فيه .. لذا فلا غرابة إن رأينا أسفار العهد الجديد المقدسة تمتلىء بالكلام عن موت المسيح وبالتالى عن الصليب .
كان الصليب ومن صلب عليه هو جوهر كرازة الكنيسة الأولى ، وهو الحق الأول والأساس فى الإيمان المسيحى .. ولعل كلمات بولس الرسول لمؤمنى كورنثوس تظهر لنا هذا المعنى .. " فإننى سلمت إليكم فى الأول ما قبلته أنا أيضا . إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب . وأنه دفن وانه قام فى اليوم الثالث حسب الكتب ( 1 كو 15 : 3 ، 4 ) ..
وكيف صار الصليب – وهو رمز قديم لوحشية الإنسان – ذا تأثير حضارى واسع ، استطاع أن يغير وجه العالم حينما جدد الخليقة ؟ .. . 
 +      +       + 
كيف حملت الكنيسة الصليب :
هناك مفاهيم كثيرة يمكن أن تدخل تحت عنوان " الكنيسة والصليب " .. هلى هو موضوع يصف حقبة من حياة الكنيسة مضت وانتهت ، أم هو موضوع الحاضر المعاصر ... إن المعنى يشمل الأمرين معا ! الحاضر على ضوء الماضى .. وما نعنيه هو " كيف حملت الكنيسة الصليب " ؟ .. كيف أحبته فاحتضنته .. كيف تعاملت معه ، وكيف حملته .. كيف تصرفت إزاء الضيقات ، وكل قوى الشر التى تصدت لها فى العالم .. كيف عاونت كل إبن من أبنائها ، وكل عضو فيها على حمل الصليب .. كيف صارت شاهدة للصليب وسط عالم وضع فى الشرير .. ونود أن ننبه قبل الخوض فى الموضوع أن كل ما ينطبق على الكنيسة ، ينطبق على كل عضو فيها ...
من أين نبدأ موضوعنا .. ؟ نستعرض الصورة التى أسس بها المسيح كنيسته .
الكنيسة كما أسسها المسيح :   ..  مواصفات هذه الكنيسة :
أ – حملان بين ذئاب : فى إرسالية السبعين رسولا التدريبية ، حينما أرسلهم الرب يسوع أثنين أثنين أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعا أن يأتى ، قال لهم " اذهبوا ، ها أنا أرسلكم مثل حملان بين ذئاب " ( لوقا 10 : 3 ) .
ب – متجردة من المقتنيات :
" لا تقتنوا ذهبا ولا فضةولا نحاسا فى مناطقكم ، ولا مزودا للطريق ولا ثوبين ولا عصا " ( متى 10 : 9 ، 10 ) .. " لا تحملوا شيئا للطريق " ( لوقا 9 : 3 ) ...
 وحينما نمتلك المسيح فنحن نملك كل شىء .. وحينما عاشت الكنيسة أمينة لتعاليم الرب ووصاياه ، كان هو أمينا معها فى إتمام مواعيده . وهكذا كانت تجرى المعجزات باسم الرب يسوع .. وحينما تركت الكنيسة عنها وصية مخلصها ، فقدت السلطان أن تصنع باسمه الآيات والمعجزات .
جـ - مشابهة لصورة ابن الله :
يصف القديس بولس الرسول أولئك الذين يحبون الله المدعوين حسب قصده أنهم " مشابهين صورة إبنه ليكون هو بكرا بين إخوة كثيرين " ( رومية 8 : 29 ) . .. وأحد أوجه الشبه مع ابن الله هو الألم ... يتنبأ إشعياء النبى عن السيد المسيح فيقول عنه أنه :
" رجل أوجاع ومختبر الحزن " ( إش 53 : 3 ) ... هذه صفة أصيلة فى المسيح المخلص .. فالمسيح لم ير يوما ضاحكا ، لكنه شوهد باكيا عند قبر لعازر ( يو 11 : 35 ) .. وقبيل آلامه على الصليب ، كان محصورا فيما كان عتيدا أن يكمله ، وسمع يقول :
" نفسى حزينة جدا حتى الموت " ( مر 14 : 34 ) ... فلقد تجسد ابن الله من أجل فداء البشر ، والفداء استلزم الألم والصليب ... وإن كان المسيح قد تألم ، فليس التلميذ أفضل من معلمه ، ولا العبد أفضل من سيده ( متى 10 : 24 ) .
الصليب فى حياة المسيح :
إن كان إشعياء النبى قد تنبأ عن المسيح أنه رجل أوجاع ومختبر الحزن ( إش 53 : 3 ) ، فإن هذه الآلام والأحزان لم تبدأ فى جثسيمانى ، بل بدأت منذ ولادته بالجسد ...
 لقد ولد الطفل يسوع وهو يحتضن الصليب ، وظل يحتضنه فى حب ويحمله حتى علق عليه عند الجلجثة .. ونحن وإن كنا نجهل معظم حياة الرب يسوع بالجسد حتى بدأ خدمته الكرازية فى سن الثلاثين ، لكننا نستطيع أن نتبين ملامح الصليب ونراها من خلال بعض المواقف ...
نرى الصليب فى مولده ، حينما ولد فى مذود للبهائم إذ لم يكن ليوسف ومريم موضع فى قرية بيت لحم ( لو 2 : 7 ) ... نراه فى مذبحة أطفال بيت لحم ( متى 2 : 16 ، 17 ) ... وفى الهرب إلى مصر طفلا والتغرب بين ربوعها حتى مات هيرودس الملك الطاغية الذى كان يطلب نفس الصبى ليقتله ( متى 2 : 14 ، 20 ) .
ويلخص بطرس الرسول مسلك المسيح واحتماله الآلام بقولـه " لأنكم لهذا دعيتم ، فإن المسيح أيضا تألم لأجلنا ، تاركا لنا مثالا لكى تتبعوا خطواته .. الذى لم يفعل خطية ولا وجد فى فمه مكر " ( بطرس الأولى 2 : 21 ، 22 ) ..

 قال رب المجد يسوع : " إن أراد أحد أن يأتى ورائى ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى " ( متى 16 : 24 ) . وإن كان المسيح قد دعانا أن ننكر ذواتنا ، فلقد أنكر هو نفسه وأخفى لاهوته فى بعض المواقف ...

فلقد أنكر نفسه حاملا الصليب حينما تقدم إلى يوحنا المعمدان كأحد الخطاة ليعتمد منه ( متى 3 : 13 ، لوقا 3 : 21 ) .. وأنكر نفسه فى تجربة إبليس له ( متى 4 : 1 – 10 ) ... وحينما قدم عظته على الجبل أفتتحها بتطويب المساكين بالروح والحزانى فى العالم ( متى 5 : 3، 4 ) ..
كان المسيح يحتضن الصليب حينما شتم ولم يكن يشتم عوضا ، ولا يهدد ، بل كان يسلم لمن يقضى بعدل ( بط الأولى 2 : 23 ) ..
 وحين أنكر اليهود بنوته لأبيه السماوى ... ( يو 6 : 42 ) .
 وحين وجه اليهود إليه أقذع شتائمهم أنه سامرى وبه شيطان ( يو 8 : 48 ) ، وأنه لا يخرج الشياطين إلا بقوة بعلزبول رئيس الشياطين ( متى 12 : 24 ) ...
 وحينما أتهمه الفريسيون والكتبة أنه ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت ( يو 9 : 16 ، 5 : 18 ) ...
 وفى غيرها كثير جدا كان المسيح يحتضن الصليب ، ما رد اتهاما لقائليه ، ولا عاملهم بنفس روحهم .
+     +      +
الصــليب فى حيــاة السيـدة العـــذراء :
ما من شك أن السيدة العذراء  قد حملت الصليب منذ طفولتها .. فقد دخلت الهيكل فى سن الثالثة من عمرها ! .. وبشرت وحملت بالسيد المسيح فى سن مبكرة .. وتحملت نظرات الشك من أقرب الناس إليها – وهو يوسف النجار خطيبها – لقد وردت أول أشارة عن الصليب فى حديث سمعان الشيخ إلى السيدة العذراء : " وباركهما سمعان وقال لمريم أمه ها أن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين فى إسرائيل ولعلامة تقاوم " ( لو 2 : 34 ) .
+ وعند الصليب .. كيف تحملت هذه السيدة البارة أهوال ما يحدث حولها ولم تفتح فمها بكلمة واحدة .. إبنها الحبيب يهان ويجلد ويستهزئون به ويذبح .. هل رأينا أعجب من هذا أن يحاكم اليهود شخصا بريئا – بل هو البراءة نفسها ليصلبوه ؟!
لا شك أن فى داخل السيدة العذراء تصارعت مشاعر كثيرة : مشاعر الأم  وهى ترى إبنها يموت هكذا معذبا على الصليب ، ومشاعرها كخادمة باذلة وهى ترى إبنها يتمم الفداء للبشرية .. وكأنها كانت عند الصليب لتقوى وتعضد المصلوب على احتمال الألم .
ولو تفوهت بكلمة واحدة لتعلن للعالم بأن المصلوب هذا هو إبن الله .. لفشلت قضية الخلاص ؟!!
ولكنها آثرت السكوت لمحبتها للبشرية أيضا .. حقا لقد حملت السيدة العذراء صليب آخر .. إنه الصليب الرابع غير المنظور على الجلجثة

الضيقات وحمل الصليب فى تعليم المسيح

إن كنا قد رأينا الصليب أو مثال الصليب فى حياة المسيح بالجسد ، فقد أعلن هو عنه صراحة حينما كان يتكلم عن الضيقات كنصيب مقدس للمؤمنين عليهم أن يحرصوا عليه ، وألا يفرطوا فيه من أجل البركة ..
بعد لقاء المسيح مع الشاب الغنى ، الذى دعاه إلى أن يوزع ماله على الفقراء ويحمل الصليب ، لكن هذا الكلام لم يرقه فاغتم ومضى حزينا ( مرقس 10 : 17 – 22 ) ، قال له بطرس " ها نحن قد تركنا كل شىء وتبعناك " . فكان جواب الرب عليه " الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتا أو أخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو إمرأة أو أولادا أو حقولا لأجلى ولأجل الإنجيل ، إلا ويأخذ مئة ضعف الآن فى هذا الزمان بيوتا وأخوة وأخوات وأمهات وأولادا وحقولا مع اضطهادات ، وفى الدهر الآتى الحياة الأبدية " ( مرقس 10 : 28 – 30 ) ...
 وهنا نلاحظ أن المسيح له المجد يحصى الأضطهادات ضمن البركات التى يعوض بها الإنسان فى هذا العالم عن محبته له !!
 أما عن حتمية حمل كل مؤمن للصليب فقال :
" من لا يأخذ صليبه ويتبعنى فلا يستحقنى . من وجد حياته يضيعها . ومن أضاع حياته من أجلى يجدها " ( متى 10 : 38 ، 39 ) ..
" إن أراد أحد أن يأتى ورائى ، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى ، فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ، ومن يهلك نفسه من أجلى يجدها " ( متى 16 : 24 ، 25 ، لوقا  9 : 23 ، 24 ) ...
" من لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذا " ( لو 14 : 27 ) ...
الضيقات وحمل الصليب فى تعليم الرسل :
عاشت الكنيسة الأولى حياة الرب يسوع مشاركة إياه فى الآلام والضيقات ... وسفر أعمال الرسل الذى يسجل أحداث الكنيسة فى تاريخها المبكر ، يذكر ما تعرض له رسل المسيح وتلاميذه من ضيقات وشدائد ...
أما رسائل بولس الرسول فتمتلىء رسائله بالكلام عن الضيقات والآلام وبركاتها والكنوز المذخرة فيها ، كانعكاس لخبرته الشخصية وتجربته مع الألم والضيق ..
ومنذ بداية قصة بولس مع المسيح – بعد اهتدائه قرب مدينة دمشق – قال عنه لحنانيا :
" سأريه كم ينبغى أن يتألم من أجل اسمى " ( أع 9 : 15 ، 16 ) ...
وهذا ما اختبره بولس وقاله عن المسيح له المجد " لأنه لاق بذاك الذى من أجل الكل وبه الكل وهو آت بأبناء كثيرين إلى المجد ، أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام " ( عب 2 : 10 ) .. كان بولس الرسول طراز عجيب من البشر ، فبعدما استعرض عمق محبته لسيده وأن لا شىء يمكن أن يفصله عنه حتى الموت فى صوره المختلفة ، هتف فى ( رومية 8 : 37) :

" ولكننا فى هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذى أحبنا "

 
الصليب والعبادة المسيحية
لماذا يستخدم المسيحيون علامة الصليب ؟
منذ نشأة المسيحية استخدم المسيحيون علامة الصليب ... هذه حقيقة يؤكدها جميع العلماء والباحثين .. فالصليب وعلامة الصليب تراث تقليدى يتغلغل فى حياة المؤمنين بتسليم رسولى ..
وتعلم الكنيسة أبناءها المؤمنين أن يرسموا علامة الصليب على ذواتهم عند بدء الصلوات وفى ختامها . عند النوم وحال اليقظة . فى دخولهم إلى بيوتهم وخروجهم منها . فى أكلهم وشربهم . عند بدء كل عمل ، وعند ارتداء ثيابهم .. وبالجملة فإن علامة الصليب تتخلل حياتهم اليومية .. لقد صاحبت كل عمل دينى أو دنيوى فى حياة المسيحى من اليقظة فى الصباح حتى رقاد النوم فى الليل .
فلماذا يرسم المسيحيون علامة الصليب ؟
( 1 ) ليبرهنوا على تبعيتهم للمسيح المصلوب .. فالصليب هو العلامة المميزة للمؤمنين بالمسيح ، المنضمين تحت لوائه ، لأنه علامة مخلصهم ..
فالصليب سوف يظهر مرة أخرى  فى السماء كالعلم الذى يتقدم أمام الملك .. وحينئذ ينظر إليه الذين طعنوه والذين استهزأوا به . وإذ يعرفونه ( المسيح ) من الصليب يندمون حيث لا زمان للتوبة . أما نحن فنفتخر بالصليب ونعظمه عابدين الرب الذى أتى وصلب عليه .
( 2 ) إعلانا لإيمانهم المسيحى وافتخارا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به تم فداؤنا وخلاصنا وانفصالنا عن الشيطان والعالم ، وانطلاقنا من أسر اجحيم وعبودية إبليس " أما أنا فحاشا لى أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذى به صلب العالم لى وأنا صلبت للعالم " ( غلاطية 6 : 14 ) .
( 3 ) إيمانا من المسيحيين بأن جميع بركات العهد الجديد الروحية إنما كانت بفضل صليب مخلصنا ..
( 4 ) وحين يرسم المؤمنون الصليب على جباههم ، أو حين يرسمه الكهنة على المؤمنين أو على أوانى الكنيسة يذكرون كل المعانى التى تشتمل عليها الديانة المسيحية ...
فيذكرون عمل المسيح الفادى وخلاصه العظيم ، وجميع البركات الخلاصية النابعة من الصليب .. ويذكرون أنهم ليسوا بعد لأنفسهم ، بل للذى مات لأجلهم وقام ( 2 كو 5 : 15 ) .. ويذكرون أنهم اشتروا . بدم ثمين ، فعليهم أن يمجدوا الله فى أرواحهم وفى أجسادهم التى هى له ( 1 كو 6 : 20 ) .. وعندما يذكرون تلك المعانى تضطرم فيهم محبة الله ، ويزدادون تعلقا به ورجاء فيه ...
رموز الصليب فى العهد القديم :
1 – " وجعل الرب لقايين علامة لكى لا يقتله كل من وجده " ( تك 4 : 15 )
حمل قايين أمرين أولهما اللعنة وثانيهما العلامة . والرب يسوع المسيح فى صليبه وفداءه حمل اللعنة عنا وحمل الصليب عنا أيضا – وهذا هو صليب ربنا يسوع المسيح حيث يحمل حياة لنا وخلاصا من عقوبة الخطية .
2 – أبناء يوسف أفرايم ومنسى وبركة يعقوب أب الآباء : " وأخذ يوسف الأثنين أفرايم بيمينه عن يسار إسرائيل ، ومنسى ( البكر ) بيساره عن يمين إسرائيل ( ليأخذ البركة ) وقربهما إليه  [ مثال علامة الصليب ] أشيــاء ترمز إلى الصليب :
سلم يعقوب [ تك 28 ] – عصا موسى [ خر 4 ]  -  عصا هارون [ خر 7 ] – عصا الفصح [ خر 12 ] – الحية النحاسية [ عدد 21 : 4 ] – الخشب الذى جعل الحديد يطفو [ 2 مل 6 : 6 ] .

القديس مار افرام السرياني


قراءة من القديس مار افرام السرياني
  حديثنا في البكرعن مولده وهو في عيده معونتنا الخفية،
 لا تحسبنّ ليلة العيد هذه مثل سائر الليالي عيده هو أجرهُ يسمو مئة الغيرة،
عيد يقاتل السهر والنعاس فيه، وفيه المُنشد يقاتل الصمت بألحانه،
 والعيد حامل الخيرات واول الاعياد ومبدأ الافراح بأسرها.
اليوم الملائكة ورؤساء الملائكة هبطوا الارض،
 وسبحوا تسبيحة جديدة انهم لها بطون الى العيد العجيب،
 ومبتهجون مع الساهرين وحين سبحوا كانت التجذيف من الافواه
 بورك بمولد فيه ردد العالم منها ليلة المجد.
هذا الليل هو من ضم الساهرين في السماء الى الساهرين في الارض.
 اتى الملاك ليجعل في الارض ملائكة فغدا الساهرون شُركاء الملائكة،
 وغدا المُسبحون شركاء السارفيين.
 فطوبى لمن غدا كنّارة تُسبحك وغدا ثوابهُ نعمتك.
مار إفرام السرياني (كنّارة الروح القدس)
 إذا لم يختلف النور
فالظلمة لا تقوى على الظهور
وإذا لم يلم النور أشعته
فالظلمة لا تبسط جناحيها السوداوين
مادام الكرى بعيدا عن عينك أيها الساهر
القديس إفرام، أشهر الأدباء الأراميين قاطبة، نُعت بتاج الأمة الأرامية السريانية ‏ومنار الكنيسة ، معلم العلماء وقطب دائرة الشعراء، نبي السريان وعمود ‏الكنيسة. قال عنه القديس يوحنا الذهبي الفم: (إفرام كنّارة الروح القدس)
لقب بالقاب عدة كقيثارة الروح القدس وشمس السريان ، وهو  احد اباء ومعلمي الكنيسة الذي تجمع على قداسته جميع الطوائف المسيحية الرسولية
 حياته ورسالته
 ولد عام 306 ميلادية في مدينة نصيبين شمال شرق سوريا الفاصلة بين دولتيّ الروم والفرس
‏يقول بعض المؤرخين، السريان خصوصاً، انه ولد من أبوين
مسيحيين تّقيين، ربما استناداً الى ما ‏ورد في إحدى خطبه: «إني ولدت في طريق الحقيقة ولو أن صباي لم يشعر بذلك». بينما يقول ‏غيرهم: إن والده كان وثنياً من الرها وأمه فكانت مسيحية، ولما عرف الأب بميل إبنه ‏الشاب الى المسيحية واحتقاره الديانة المجوسية، غضب عليه وطرده من البيت، فالتجأ الى ‏أسقف مدينة نصيبين القديس يعقوب، وقبل العماد المقدّس في السنة الثامنة عشرة من عمره ‏تقريباً.
ثم «لازمه ملازمة الظل»
 
 تتلمذ للقديس يعقوب اسقف نصيبين ولما اراد أن يرسمه كاهنا، اعتذر لتواضعه، واكتفى بأن يبقى شماساً إنجيلياً. ثم أقيمَ استاذاً لمدرسة نصيبين الشهيرة التي ذاع صيتها في بلاد الشرق ، فانكبَّ على التدريس والتأ ليف حتى بلغت تلك المدرسة أوج الازدهار وكان تلاميذها من مشاهيرالعلماء السريان وبرز منها عدد كبير من ‏الكتّاب والملافنة والقديسين منهم أفراهاط الحكيم الفارسي مؤلف كتاب «البراهين»، ‏وغريغوريوس الراهب الأهوازي صاحب كتاب «السيرة الرهبانية»، في أواخر القرن الرابع.‏
علّم مار إفرام في مدرسة نصيبين زهاء 38 عاماً، وكان يغتنم بعض أوقات الفراغ للتأليف ‏شعراً ونثراً.
بعد وفاة القديس يعقوب اسقف نصيبين واصل إفرام مهمته التعليمية بنجاح ‏وتفوّق في عهد خلفائه الثلاثة،
وهم: بابو (338 ـ343)
 أولغاش (343 ـ 361)
إبراهيم ‏‏(361)
والذين تولوا كرسي أسقفية نصيبين.‏
أنشد إفرام مناقبهم الجليلة في ميامر عديدة،
وصف فيها
مار يعقوب بالغيرة والحزم
وبابو ‏بالتواضع ومحبة الفقراء
وأولغاش بالعلوم والأد ب
وإبراهيم بالوداعة ومحبة الفقر‏
ويُحكى أن شابور الثاني ملك الفرس رفع الحصار عن مدينة نصيبين سنة 338 بفضل صلوات مار ‏إفرام السرياني وأعجوبة حد ثت على يده. أما إفرام فنسب ذلك الحدث العجيب الى شفاعة ‏راعي الأبرشية القديس يعقوب.‏
بعد الحروب بين الفرس والرومان إلتزم الإمبراطور الروماني جوفيان أن يوقع معاهدة مع ‏الفرس، العام 363، تقضي بالتنازل لهم عن مدينة نصيبين. فرحل القديس افرام مع كثيرين من ‏مواطنيه الى مدينة الرها، مروراً بمدينة آمد
وفي الرها واصل التعليم في مدرسة عُرفت ‏بمدرسة الفرس، لأنها تأسست خصيصاً للسريان النازحين من مدينة أصبحت تحت حكم الفرس، وأكثر ‏معلّمي المدرسة كانوا من النازحين أيضا مع افرام السرياني.‏
مارس هذا المعلّم الشهير التعليم حتى أواخر حياته، عام 373. وكان يشغل أوقات فراغه ‏بالمطالعة والتأليف والتأمل، مختلياً في جبل الرها، المدعو الجبل المقدس، لأنه اشتهر بكثرة ‏مغاوره التي اتخذها النسّاك صوامع لهم.‏
يتفق المؤرخون على أن إفرام السرياني كان ورعاً تقياً نقياً وديعاً. ورغم سمو قداسته وسعة ‏علمه اعتبر نفسه غير أهل لدرجة الكهنوت، بسبب تواضعه، فاكتفى بأن يكون شماساً لكنيسة ‏الرها. بشّر بملكوت الله وخدم القريب، لاسيما المعوز
والجائع
والمريض
ازدهرت الحياة الرهبانية في القرن الرابع للميلاد ، وظهر نساك في براري سورية الشمالية والوسطى ، وملأت الأديرة والجبال ما بين النهرين ، ودخل فيها آلاف الرهبان والراهبات .
وقيل أن مار افرام تنسك على اثر دخوله في مدرسة مار يعقوب اسقف نصيبين . وأتم نذوره الرهبانية الثلاثة :
الطاعة
والفقر
والبتولية
وكان مار افرام لا يأكل سوى خبز الشعير والبقول المجففة ، ولا يشرب سوى الماء ، ولا يلبس الا أطمارا بالية
قال عنه باسيليوس الكبير (331-379): «ان مار افرام جوهرة نادرة المثال، غالية الاثمان، ‏اختفى بحجاب تواضع عميق عن أعين البشر، مستأثراً بدرس الفضيلة والحكمة السامية ليحوز ‏القربى لدى الله تعالى العارف بخفايا القلوب ومكنونات الصدور
منذ وفاته، العام 373، رفع افرام السرياني على المذابح، واعلنه البابا بندكتس الخامس ‏عشر ملفانا للكنيسة الجامعة في 5 تشرين الاول سنة 1920
بدأت الطقوس الكنسية في فجر المسيحية كأدعية تُتلى ومزامير تُرنم في اجتماعات المؤمنين للصلاة والاحتفال بالقربان المقدس . واهتم مار أفرام بالحياة الطقسية في الكنيسة إذ أدخل إليها أناشيده المنظومة على ألحان خاصة . كما نظم جوقة مختارة من فتيات الرها اللواتي علمهن ما اقتبسه من الأنغام الموسيقية وما نظمه من القصائد الروحية والتراتيل التي ضمنها العقائد الدينية وناهض بها الهراطقة . وقد صارت أناشيد أفرام وأشعاره جزءا لا يتجزأ من الطقس الكنسي في حياته وماتزال الكنيسة السريانية تترنم بها صباح مساء
والى مارافرام يعود فضل تنظيم الحياة الطقسية في الكنيسة السريانية وتنظيم الجوقات الكنسية التي تصدح اليوم آذان المؤمنين في الكنائس وتخلق في نفوسهم الخشوع وتساعدهم على التعبد للرب والاهتداء الى الإيمان الأفضل
مؤلفاته
 
 جميع مؤلفاته كتبها باللغة السريانية وترجمت لمختلف لغات العالم و تعد من روائع الادب المسيحي السوري ، وتمتاز مؤلفاته الكثيرة بالرقة و بجمال التفكير والتعبير ومازالت تتلى حتى اليوم كجزء من ليتورجيات الكنائس السريانية المختلفة ، كتب الكثير في مدح السيدة العذراء
برع القديس افرام السرياني بتفسير الكتاب المقدس- وعقائد الإيمان القويم واتبع في ذلك الطريقة الشعرية حيث ابدع اجمل ما كتب في شرح وإيضاح المعاني الروحية لكلمة الله ، إضافة إلى ذلك اهتم بالكرازة وعاش حياة المتصوفين
هذا وقد ترجمت مؤلفاته الى اليونانية في حياته أو في العقد الأول بعد وفاته نظرا لأهميتها ، كما نقلت بعدئذ الى لغات شتى ، أهمها العربية .. فقد ترجم الى العربية ابراهيم بن يوحنا الانطاكي سنة 980 عددا من مقالات أفرام في الرهبنة ،اضافة الى ما ذكره رئيس أساقفة دمشق للسريان الكاثوليك ، غريغوريوس يعقوب حلياني 1750، وفيه يتحدث عن الشعر السرياني والدور الريادي الذي قام به مار افرام كماأن ثمة 51 مقالة نقلت الى العربية من اليونانية حوالي القرن الحادي عشر ، هذا وأصلها السرياني مفقود
كتابات افرام السرياني كثيرة ومتنوعة، ويغلب فيها الشعر على النثر. ذكر المؤرخ ‏اليوناني سوزومين (423 ب.م) ان القديس افرام السرياني كتب زهاء ثلاثة ملايين من ‏الاشعار، وقال القديس ايرونيموس (340-420) ان منظومات مار افرام السرياني المنيفة ‏على ثلاثة ملايين من الأبيات الشعرية فرضت وجودها بامتياز في الكنائس المسيحية منذ كان بعد ‏في قيد الحياة».‏
‏اهتم بعض العلماء في الشرق والغرب بنشر مؤلفات مار افرام استناداً الى المخطوطات ‏اللندنية والفاتيكانية وغيرها. واشهر من اهتم بهذه الاثار الكتابية النفيسة هو الراهب ‏البندكتاني الالماني ادموندس بك الذي نشر، بطريقة علمية حديثة، كتابات مار افرام، ‏باللغة الالمانية في 14 مجلداً كبيرا، من 1955-1970 ضمن مجموعة «الكتبة المسيحيين الشرقيين». ‏واخذ عنه كثيرون في ما بعد، وترجمت كتاباته الى لغات عدة.‏
روحانيته
 
كان افرام السرياني، شاعرا ورجل تأمل وصلاة، تعمق في روحانية الوحي الالهي، وفي اقوال ‏الانبياء والرسل، فجاءت كتاباته امتدادا طبيعياً لروحية العهد القديم والجديد، من يطالع ‏شروحه للكتب المقدسة ويقرأ اناشيده في الحقائق الالهية يواجه روحاً نبوية ممتاز بالرؤى ‏الروحانية السماوية».‏
بعدما تشبّع افرام وارتوى من منبع الاسرار الالهية، عبّر عما يختلج في اعماقه باناشيد ‏ وترانيم شعرية رائعة، تعلمها منه الفتيان والفتيات فأ نشدوها ورتلوها في ‏الكنائس والشوارع والبيوت والحقول.‏
روحانية افرام تظهر بخاصة في عبادته للعذراء مريم. هذه العبادة كانت عميقة وثابتة. ‏ولقد ردد مراراً: «عظامي تصرخ من القبر: ان مريم قد ولدت ابن الله. وما اكثر الاناشيد ‏والقصائد التي خصصها لمديح مريم!‏
وتسمو روحانيته كذلك في توقه الحار الى القداسة، فالقداسة ثمرة «الطريق الحرج» طريق ‏الصليب الذي تكلم عنه المسيح مراراً.‏
فما أصدق كلام ابن سيراخ اذ طبق على افرام السرياني: «في جميع اعماله حمد القدوس العلي ‏بكلام مجد، وبكل قلبه انشد واحب الذي صنعه. اقام المرتلون امام المذبح ليرسلوا الحانهم ‏العذبة. جعل للأعياد رونقاً وللحفلات بهاء تاماً ليسبّح الرب القدّوس...» (ابن سيراخ47/8-‏‏10).‏

باركوا اعدائكم


باركوا اعدائكم
لتكن عبارة "الرب يبارك" على لسانكم دائما .. تقولونها لأى شخص، سواء كان هذا الشخص على غير وفاق معكم، أو كان ممن تودون أن تأخذوا بيده..
قولوها آملين أن تغمرهم دفقات من البركة و الفرح و النجاح، اتركوا لى أنا مهمة الإصلاح و التهذيب الضرورين، و عليكم أنتم أن تتمنوا لهم الفرح و البركات، أما حاليا فإن صلواتكم هى من أجل أن يتعلموا، و ينصلح حالهم.
آه، ليت أولادى يتركون لى عملى, و ينشغلون هم بالمهمة التى أوكلتها إليهم..
الحب .. الحب .. الحب..
الحب هو الذى يحطم جميع الصعوبات.. الحب هو الذى يبنى كل نجاحكم.
اللـه مبدد الشر .. اللـه خالق كل صلاح .. "اللـه محبة".
فأن تحبوا بعضكم بعضا، معناه أن تجعلوا اللـه يعمل فى حياتكم، و كون اللـه يعمل فى حياتكم، معناه أن يتجلى فيكم كل التوافق، و الانسجام، و الجمال، و الفرح، و السعادة.
(من كتاب – اللـه يدعو – و قصة هذا الكتاب أن  يسوع كان يظهر يوميا لسيدتين انجليزيتين و يدخل الفرح الى نفسيهما بالرغم من الأحزان التى كانت لا تفارقهما من اجل ظروفهما الخاصة و كان يعطيهما رسالة يومية طالبا منهما ان تنشراها لكل احد، و فعلا جمعتا تلك الرسائل اليومية التى هى من فم المسيح ذاته و ارسلتاها للناشر الذى طبعها   فى هذا الكتاب ، وقد ترجم الى العديد من اللغات فى العالم و قام بترجمته الى اللغة العربية 10 رهبان من اديرة وادى النطرون و استغرق العمل مدة 5 سنوات.هذا الكتاب ليس كتابا عاديا و انما نبع من الكنوز الروحية مرتب لكل يوم من ايام السنة)

طقس عيد الرسل


يقع عيد الرسل فى 5 أبيب ( استشهاد الرسولين بطرس وبولس ) ويُصلى فيه بالطقس السنوى .
عشية عيد الرسل
تُصلَّى التسبحة كالمعتاد فى الأيام السنوية مع ملاحظة إضافة إبصالية خاصة بالعيد قبل إبصالية اليوم وذلك من كتاب الإبصاليات

يُصلى لقان عيد الرسل بعد رفع بخور باكر فى مكان عمل اللقان ( الخورس الثالث ) وذلك بعد ارتداء ملابس الخدمة .
ويُصلى اللقان حسب الترتيب الموضح
ترتيب صلاة اللقان

اللقان :
هو كلمة سريانية معناها الحوض و هو عبارة عن اناء من الرخام او الحجر يوضع فى الخورس الثالث بالكنيسة .
و يصلى الكاهن على الماء الذى يملأ به هذا الاناء ليجعل منه قوة للشفاء و التقديس

و تهدف الكنيسة من طقس اللقان ان تتذكر معمودية الرب يسوع و ممارسة لفضيلة الاتضاع مثلما انحنى ليغسل ارجل تلاميذه فى يوم خميس العهد .
و يقام قداس اللقان ثلاث مرات فى السنة فى :
1- عيد الغطاس

2- خميس العهد

3- عيد الرسل .

تبداء صلاه اللقان كالاتى :

اليسون ايماس... الشكر... يرتلون أيام الادام (الأحد والاثنين والثلاثاء) اموينى مارين أو اوشت.. تعالوا نسجد...).

أما فى أيام الواطس فيرتلون تين أو اوشت أم افيوت نيم ابشيرى.. (نسجد للأب و الابن..)
ثم يقال ربع للبابا أو المطران أو الأسقف (فى حالة حضور أحدهم)
ثم ابؤرو انتى تى هيرينى (يا ملك السلام...) ثم يقولون ذوكسابترى.. كى نين.. (المجد للأب.. الأن وكل... وأبانا الذى... وارحمنى يا الله والمزمور الخمسين)
ثم الليلويا: ذوكصاصى أو ثيئوس ايمون (هللويا المجد لك يا الهنا)
يبدأ رئيس الكهنة أو الكاهن بقراءة النبوات قبطياً ثم تفسيرها عربياً وهى:
1- من صلاة حبقوق النبى (حب 3: 2 – 19).

2- من اشعياء النبى (أش 35: 1، 2).

3- و أيضا من اشعياء النبى (أش 40: 1 – 5).

4- و أيضا من اشعياء النبى (أش 9: 1، 2).

5- من باروخ النبى (3: 36 – 4: 4).

6- من حزقيال النبى (26: 25 – 29).

7- و أيضا من حزقيال النبى (حز 47: 1 – 9).

ثم يرتلون (طاى شورى.. تين أو اوشت)
ويبخر الكاهن للبولس ويقرأ البولس وهو من (1كو 10: 1 – 13)
ثم لحن يوحنا المعمدان (اوران أنشونشو... اسم فخر هو اسمك يا نسيب عمانوئيل..)
ثم اجيوس ثم لحن (باشويس ايسوس بى اخرستوس)
ثم أوشية الإنجيل ثم المزمور والإنجيل (مز 114: 3 – 5) (مت 3: 1 – 17)

ثم يرفع الكاهن الصليب بالشموع ويصلى (افنوتى ناى نان...) ويجابون كيريا ليسون بالكبير 12 مرة و يرشم الكاهن الماء بالصليب 3 مرات
ثم مرد الإنجيل (اى ناف ابنفما اثؤاب.. رأيت الروح القدس..)
ثم يصلى الكاهن السبع أواشى الكبار وهى:
1- أوشية المرضى

2- أوشية المسافرين

3- أوشية السماء

4- أوشية الراقدين

5- أوشية الصعائد

6- أوشية الملك

7- أوشية الموعوظين.

ثم يصلى الكاهن قطع يرد عليه الشعب فيها (يا رب ارحم)
ثم يرفع الكاهن الصليب ثلاث شمعات والشعب يرفع صوته قائلين كيرليسون 100 مرة.
ثم يصلى الكاهن الثلاث اواشى الكبار وهى :
1- اوشية السلام

2- أوشية الآباء

3- أوشية الاجتماعات.

ثم يقولون قانون الإيمان
ويرتلون الاسبسمس (هيبى أف اريئرى انجيى يؤانس.. ها قد شهد يوحنا الصابغ..)
ثم يرتلون (هى تين ابرسفيا انتى تى ثيئوطوكوس)

ثم يقول اكبر الكهنة القداس الخاص باللقان وهى مثل قطع (مستحق وعادل) بالقداس الباسيلى ولكن بكلمات مختلفة.
وعندما يقول الشعب (الشاروبيم يسجدون لك) ويرشم الكاهن الماء بالصليب ثلاث رشوم

ويقول قطع مباركاً للماء يرد عليه الشعب (أمين)
ثم يرشم الكاهن الماء بالصليب ثلاث رشوم ويقول (أنت ألان أيضا يا سيدنا) أبانا الذى فى السموات.
التحاليل والبركة (القداسات للقديسين..)
يقول الشماس: خلصت حقاً ومع روحك يرشم الكاهن الماء بالصليب ثلاث رشوم وهو يقول (افلوجيتوس كيريوس..) يقول الشعب (واحد هو الأب القدوس)

ثم يبل الكاهن الخادم بشمله من ماء اللقان و يرشم رئيس الكهنة ثلاث رشوم فى جبهته تذكارا لما فعله يوحنا المعمدان بالسيد المسيح.
ثم يأخذ رئيس الكهنة (أو اكبر الكهنة) الشملة ويرشم الكهنة و الشمامسة والشعب فى جناههم. وفى أثناء ذلك يرتل الشعب (ازمو افنوتى... سبحوا الله – مزمور التوزيع)
ثم يرتلون الابصالية (افنوتى أوناف.. الله الممجد فى مشورة القديسين)
ثم يصلى الكاهن صلاة الشكر بعد اللقان (نشكرك أيها الرب الإله..) أمين.
طقس رفع بخور عشية وباكر
يُرفع البخور كالمعتاد فى الأيام السنوية مع ملاحظة الآتى :
تُقال أرباع الناقوس الخاصة بعيد استشهاد الرسولين بطرس وبولس
تُقال ذكصولوجية القديسين بطرس وبولس
مرد الإنجيل الخاص بالعيد
طقس القداس عيد الرسل
يُصلى القداس كالمعتاد بالطقس السنوى كما فى الأيام صوم الرسل مع ملاحظة الآتى :
1-
 يُقال الرُبع الخاص بالعيد فى الهيتنيات بعد الرُبع الخاص بالرسل
2-
 يُقال لحن اوندوس قبل قراءة الكاثوليكون
3-
 مرد الإبركسيس
4-
 بعد قراءة السنكسار يُقال لحن نى رومى
5-
 مرد الإنجيل
6-
 الأسبسمس الآدام .
7-
 الأسبسمس الواطس
8-
تُقال قسمة صوم الرسل وعيد الرسل
9-
 التوزيع كما سبق فى طقس صوم الرسل .
10-
 تُقال مديحة خاصة بالعيد أثناء التوزيع
ملحوظة هامه
إذا وقع عيد الرسل يوم أربعاء أو جمعة فيُصام إنقطاعياً كالمعتاد ولا يُفطر فيه .

اسمح لي أن أتجاسر وأغسل أقدام اخوتي



اسمح لي أن أتجاسر وأغسل أقدام اخوتي


 فتح يهوذا الطمع قلبه، ليلقي الشيطان فيه بذاره.

مدّ يده للسرقة مرة ومرات فدخله العدو.

أما وقد أصرّ على خيانة سيده فملك العدو على القلب،

ودخل كصاحب سلطان ومالك بيت!

وجد مملكة الظلمة مُعدة لرئيس المملكة.


 اخترته تلميذًا، وسلمته الصندوق.

ووهبته صنع العجائب كسائر التلاميذ.

في حنوك لم تعلن عن اسمه، ولا شهَّرت به،

لعله يرجع عن شره.

بل وانحنيت لتغسل قدميه.

غمست اللقمة في الصحفة، ليأكل من يدك،

ولم يشك أحد فيه!


 بتواضعك مارست عمل العبيد.

خلعت ثيابك الخارجية، واتزرت بمنشفة.

لم تستنكف من صب الماء في المغسل بنفسك.

ولا تحرجت من غسل أقدام تلاميذك.

لقد بدأت تغسل أقدامهم المتسخة بالماء،

لكي تغسل قلوبنا وضمائرنا بدمك الطاهر.

من يجسر ويحتل مركزك يا غاسل أقدام البشرية.


 لأتجاسر وأشاركك حبك.

اسمح لي في حنوك أن أنال هذه الكرامة.

اسمح لي أن أغسل أقدام اخوتي المسيئين إليّ بفرحٍ وتهليلٍ!

قلبي بالحب يغسل كل تصرف يبدو شريرًا.

قلبي بروحك القدوس يتسع، ليضم الكل فيه.

قلبي يئن حتى يرى كل الأقدام طاهرة ومقدسة!


 طهرني بالكامل بالماء والروح الناري في مياه المعمودية.

متى أرى العالم كله طاهرًا ومقدسًا فيك؟

لتبقى يداك تغسل كل دنسٍ يومي فيّ!

لتغسل يا سيدي كل أقدام مؤمنيك!


 خرج يهوذا – صاحب القلب المظلم – ليلاً ليتمم أعمال الظلمة.

وبقي تلاميذك معك، يا أيها النور الحقيقي.

سألتهم الحب الحقيقي، مقتدين بك.

فلا يمكن للظلمة أن تقتحم قلبًا يسكنه الحب.


 اشتاق بطرس أن يتبعك أينما ذهبت،

ولم يدرك المسكين ضعف إمكانياته!

ظن أنه قادر أن يضع نفسه عنك،

ولم يدرك أنه لا يستطيع أن يبذل ما لم تبذل أنت أولاً حياتك عنه.

كشفت له ضعفه بكل وضوحٍ،

وملأت قلبه رجاءً عجيبًا.

أعلنت له أنه سيتبعك أخيرًا،

حين يُصلب أيضًا معك كل بقية حياته،

وحين يستشهد من أجل اسمك القدوس!


 أنت تعرفني يا مخلصي أكثر مما أعرف عن نفسي.

أنت سند لي،

تحقق كل شهوات قلبي!

لتمتد يدك يا رب وتغسل قلبي كل يومٍ.

فلا تقدر فخاخ الشيطان أن تحوط بي.

ولن يقدر العدو أن يملك في داخلي.

يداك تشرقان بالنور عليّ،

فلن تستطيع مملكة الظلمة أن تتسلل إلي داخلي.

أبونا تادرس يعقوب ملطي

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010