قسم الكلمات والخطب



خطاب قداسة البابا كيرلس السادس
====================
فى حفل وضع حجر أساس الكاتدرائية بأرض الأنبا رويس
--------------------------------------------------------

السيد الرئيس جمال عبد الناصر
السادة الكرام والأخوة العزاء


بأسم الإله الواحد الكائن بذاته , الناطق بكلمته الحى بروحه .. الذى نعبده ولا نشرك به أحد بإسمه نبدأ حفلنا هذا رافعين الشكر لجلاله الأمقدس

بأسم الكرازة المرقسية وأبنائها فى شتى البقاع , أقدم لكم ورجال الحكومة جزيل الشكر لتفضلكم بتشريف هذا الحفل لإرساء حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية والمقر الباباوى .. ولمساهمة الدولة فى نفقات بناء الكاتدرائية بمبلغ مائة ألف جنية .. هذا العمل الذى ترسمون به تقليداً ومبدأ سامياً فى تدعيم أسس الوحدة والأخاء .

سيادة الرئيس

إنكم تستمدون من إيمانكم بالله والوطن والإنسانية الجهاد فى تجديد بناء مجتمعنا , فالثورة فى مجالات الزراعة والتصنيع والتعليم وسائر ميادين الإنتاج والخدمات تسير بخطى سريعة لكى تصل بالمواطنين إلى أعلى مستويات العزة والكرامة فى كفاية وعدل .

إن إيمانكم بفاعلية القيم الروحية الموجهة للطاقات البشرية هو الذى دعاكم لأن تسجلوا الميثاق : " أن القيم الروحية الخالدة النابعو من ألأديان , قادرة على هداية الإنسان وعلى إضاءة حياته بالنور , وعلى منحة طاقات لا حدود لها من أجل الخير والحق والمحبة "

إنكم تبنون المصانع , وتصلحون ألراضى , وتقيمون المشاريع العمرانية الجبارة لبناء الوطن , وبقدومكم اليوم لإرساء حجر الأساس لبيت من بيوت الرب , وإنما تعملون على بناء الإنسان الصالح الذى هو دعامة القوة العاملة لتحقيق مشروعاتكم التقدمية العظيمة , وإذ تقومون بهذا العمل التاريخى الجليل أبان إحتفالات أعياد الثورة , ترسمون للعالم كله صورة واضحة لأهدافكم المتكاملة لتنشئة المواطن عقلاً وروحاً وجسداً ليستطيع تقدير مسؤولياته الإيجابية , ويتعاون مع أخيه المواطن بروح التسامح والتفانى فى خدمة الوطن .

سيادة الرئيس

إن الكنيسة التى تساهمون اليوم فى إقامة كاتدرائيتها , مدرسة تعلم ابناءها ما تسلمته من الوحى الإلهى القائل فى الكتاب المقدس " فإسأل قبل كل شئ أن تقام تضرعات وصلوات وتوسلات وتشكرات من أجل جميع الناس , من أجل الملوك وكل ذى منصب , لنقضى حياة مطمئنة هادئة فى كل تقوى وكرامة " (1تيموثاوس 2: 1- 2)

كما أنها توصيهم بلسان رسولى : " ومن قاوم السلطة قاوم ترتيب الرب , والمقاومون يجلبون دينونة على أنفسهم أتريد ألا تخاف السلطة ؟ أفعل الخير تنل ثنائها , فإنها فى خدمة الرب للخير , فأما أن فعلت الشر فخف , فإنها لم تتقلد السيف عيشاً , لأنها خدمة الرب كيما تنتقم لغضبه من فاعل الشر ( رومية 13: 2- 4)

وتدعو الكنيسة أبناءها لأن يرفعوا أكف الضراعة إلى الرب فى صلواتها اليومية , من أجل سلام العالم ومدينتنا وسائر المدن والأقاليم .. وتطلب إلى العلى قائلة " وكل الشعوب وكل القطعان ياركهم .. السلام السمائى إنزله على قلوبنا جميعاً .. والرئيس والوزراء .. والحكام والجند وجيراننا ومداخلنا ومخارجنا زينهم بكل سلام , يا ملك السلام "

وتدعو الكنيسة أيضاً طلبات من أجل أهوية السماء , وثمرات الأرض , والشجر , والكروم , وكل شجرة مثمرة فى المسكونة كلها , من أجل النهار , أن اصعدها كمقدارها كنعمتك , فرح وجه الأرض , ليرو حرثها , ولتكثر أثمارها , أعدها للزرع وللحصاد , ودبر حياتنا كما يليق , بارك إكليل السنة بصلاحك , من أجل الفقراء شعبك , من أجل الأرملة , واليتيم , والغريب , والضعيف , ومن أجلنا كلنا .. لأن أعين الكل تترجاك , أنت الذى تعطيهم طعامهم فى حينه الحسن .

وهكذا ندعوا الرب من أجل الفلاحيين والكادحين والعاملين , حاكماً ومحكومين , رعاة ورعية , من اجل المرضى , والمسافرين .. وجميع الناس , من كل جنس ولون ولسان , فى المسكونة من أقصاها إلى أقصاها .

سيادة الرئيس

إن تفضيلكم بتشريف هذا الحفل , لتقدير منكم لهذه الرسالة السامية , التى نادت بها الأديان جميعاً , وتجديد ما شهد به التاريخ من مواقف السماحة التى عبر بها حكام وكرام من أسلافكم , بمساهمتهم مع مواطنيهم المسيحيين فى تشييد معابدهم , وفى عصرنا الحاضر أمثلة للتعاون بين مواطنى هذا البلد الكريم , الذين إستمدوا من أديانهم روح المحبة والتآخى , فساهم المسلمون فى بناء الكنائس , والمسيحيون فى بناء المساجد .

سيادة الرئيس

إن هذه الكاتدرائية تنتسب إلى القديس مرقس الرسول , أحد تلاميذ السيد المسيح , وهو أفريقى ولد فى شمال أفريقيا , وهاجرت أسرته إلى فلسطين قبل ظهور المسيحية , فتتلمذ للسيد المسيح , ثم عاد إلى قارته أفريقيا ينشر الإيمان بالرب الواحد , حيث أستشهد من أجل رسالته على يد الرومان فى ألسكندرية عام 68 م .

ولقد كانت الكنيسة القبطية كرسى كرازة مار مرقس , اول من خدم الكرازة بالإيمان فى ربوع افريقيا وغيرها , وما زالت تشعر بمسئولياتها نحو إستمرار خدمة القوى الروحية فى قارتنا , كمساهمة فى بناء المجتمع الأفريقى المتحرر

ألا فليهبنا الرب عوناً لنتم مشروعنا هذا بتشجيعكم ومؤازرتكم , حتى نحتفل فى عام 1968 م بتدشين مبانى هذه الكاتدرائية فى أحتفال عالمى كبير يتناسب مع ذكرى 1900 عام على إستشهاد كاروزنا مار مرقس البشير .

سيادة الرئيس

لا يسعنا - فى هذا المقام - إلا أن نبعث بتحياتنا وشكرنا إلى صديقكم العزيز جلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى الأول عاهل أثيوبيا , والأخ العزيز غبطة الأنبا باسيليوس بطريرك جاثليق أثيوبيا لمشاركتهم فى هذا الحفل بإيفاد الأنبا ياكوبوس مطران ليكمبتى .

وفى الختام نضرع إلى الرب أن يشملكم برعايته , ويسدد خطاكم لتحقيق الرفاهية والرخاء لأبناء وطننا العزيز , ولتدعيم أسس الحرية والعدالة والسلام فى العالم اجمع .

--------------------------------------------------------------


نص خطاب الرئيس عبد الناصر
====================

فى حفل وضع حجر أساس الكاتدرائية
المرقسية بأرض الأنبا رويس
-----------------------------------------


ايها الأخوة

يسرنى ان اشترك معكم اليوم .. فى إرساء حجر أساس للكاتدرائية الجديدة وحينما تقابلت اخيراً مع البابا فى منزلى , فاتحته فى بناء الكاتدرائية , وأن الحكومة مستعدة للمساهمة فى هذا الموضوع , ولم يكن القصد من هذا فعلاً الناحية المادية , فالمساهمة المادية امرها سهل , وامرها يسير , ولكنى اقصد كنت أقصد الناحية المعنوية .

إن هذه الثورة قامت اصلاً على المحبة , ولم تقم أبدأ بأى حال من الأحوال على الكراهية والتعصب .

هذه الثورة قامت من اجل مصر , ومن اجل العرب جميعاً ..

هذه الثورة قامت وهى تدعو للمساواة , ولتكافؤ الفرص , والمحبة والمساواة , وتكافؤ الفرص من اول المبادئ التى نادت بها ألأديان السمائية , لأنها بالمحبة والمساواة وتكافؤ الفرص نستطيع أن نبنى المجتمع الصحيح , المجتمع السليم الذى نريده والذى نادت به الأديان ..

ونادى الدين المسيحى ونادى الدين الإسلامى بالمحبة .. ونادى الدين المسيحى ونادى الدين الإسلامى بالمساواة وتكافؤ الفرص .. وبالعمل من اجل الفقراء والمساكين .. ومن أجل العاملين .. وإستنكرت الأديان والإستغلال بكل معانية , والإستعباد بكل معانية .. وكلنا نعلم أن المسيح - عليه السلام - كان ضحية للأستعباد والذل إستعباد الإحتلال الرومانى , وذل الإحتلال الرومانى , وقد تحمل من العذاب ما يتحملة بشر , كلنا نعلم هذا , ولكن تحمله هذا كان فى سبيل رسالته السماوية , وفى سبيل نشر الدعوة , لأن هذا العذاب وهذا اللم جعل منه المثل العلى فى كل بقاع العالم .. وبعد هذا خرج المسيحيون فى كل العالم يدعون للدين الإلهى ويتقبلون العذاب بصبر وإيمان .. وكان دائماً لسانهم يدعو .. رغم العذاب .. غلى المحبة .. وإلى الأخاء .

أيها الأخوة

على مر العصور .. وعلى مر الأيام .. وفى ايام ألإسلام .. كان المسيحيون والمسلمون اخوة .. دائماً منذ عهد الرسول - علية السلام - وقد أشار القرآن إلى ذلك .. وإذاً فالأخوة والمحبة بين المسلم والمسيحى قديمة من ايام محمد عليه الصلاة السلام .. فإذا كنا ندعو إلى تمكين هذه الأخوة وهذه المحبة فإنما نعمل بما املاة الله علينا .. لم يدع الله أبداً للتعصب .. ولكنه دعى للمحبة .. وحينما دخل الإسلام مصر إستمرت المحبة بين ألقباط والمسلمين , لم يتحول القباط عن دينهم قسراً , ولا عنفاً , لأن الإسلام لا يعترف بالقس , ولم يعترف بالعنف , بل أعترف بأهل الكتاب , وأعترف بالمسيحيين أخوة فى الدين وأخوة فى الله .

هذا هو مفهوم الثورة للديانة .. المحبة بالآخاء .. بالمساواة .. وتكافؤ الفرص , نستطيع أن نخلق الوطن القوى , الذى لا يعرف للطائفية معنى , ولا يحس بالطائفية أبداً بل يحس بالوطنية .. الوطنية التى يشعر بها الجندى فى ميدان القتال .

وكما قلت لكم فى أول الثورة , حينما كنا فى فلسطين فى سنة 48 م كان المسلم يسير جنباً إلى جنب مع المسيحى , ولم تكن رصاصة ألعداء تفرق بين المسلم والمسيحى .. وحينما تعرضنا للعدوان فى سنة 1956 م وضربت بورسعيد هل عرفت قنابل العداء بين المسلم والمسيحى ؟؟ إننا جميعاً بالنسبة لهم ابناء مصر - أبناء مصر - لم يفرقوا بين مسلم ومسيحى .

على هذا الأساس سارت الثورة وكنا نعتقد دائماً أن السبيل الوحيد لتأمين الوحدة لتأمين الوحدة الوطنية هى المساواة وتكافؤ الفرص .

فإن المواطنين جميعاً لا فرق بين مواطن ومواطن .. فى المدارس .. الدخول بالمجموع .. مش أبن فلان ولا أبن علان ولا مسلم ولا مسيحى .. أبدأص فى الجامعة الدخول بالمجموع .. اللى بيجيب مجموع بيدخل .. إن شاء الله يطلعوا تسعين فى المية منهم أولاد خفر ولا أولاد فلاحين أو أولاد عمال , ده موضوع مش بتاعنا أبداً , إحنا عندنا مساواة , ما فيش فرق عندنا بين ابن الغفير ولا أبن الوزير , ده متساوى مع ده , مافيش تمييز بين مسلم ومسيحى , إللى بيجيب النمر بيدخل , بيدخلوا 10% مسيحيين , 50% مسيحيين موش موضعنا أبدأ , بيدخلوا كلهم مسلمين مش موضوعنا أبداً , بيدخلوا كلهم مسيحيين مش موضوعنا ابداً , المهم بيجيبوا أحسن نمر هم اللى بيدخلوا كلهم مسيحيين موش موضوعنا ودى بنعتقد أنها شريعة العدل , وشريعة المساواة .

التعينات فى الحكومة .. فى القضاء بالأقدمية .. اللى بيجيب نمرة أحسن بيروح القضاء - ما نعرفش أبن مين ولا ده أبن مين ولا ده دينه ايه , فى كل الوظائف نسير على هذا المنوال , فى الترقى , جميع الترقيات فى الدولة بالأقدمية لغاية الدرجة الأولى , كل واحد بياخد دوره بالأقدمية , مافيش فرصة للمتعصبين أنهم يتلاعبوا , طبعاً سبيلنا وده سبيل الثورة , ودى الناحية المعنوية اللى أنا جيت أبينها لكم بمساهمة الحكومة وحضورى معكم النهاردة فى إرساء حجر الأساس .

إحنا - كحكومة رهينة حاكمة - وأنا كرئيس جمهورية مسئول عن كل واحد فى هذا البلد , مهما كانت ديانته ومهما كان أصله أو حسبه أو نسبه , إحنا مسئولين عن الجميع , ومسئوليتنا دى أحنا مسئولين عنها ربنا يوم الحساب .

طبعاً كلنا عايزين الكمال , والكمال لا يتحقق إلا بالكمال , والكمال لا يتحقق إلا بالنضال , والكفاح , ومعروف عندكم مثل هذا فى نشأة المسيحية , وفى كفاح السيد المسيح , وفى الإسلام وفى كفاح سيدنا محمد , الكمال لم يتم حتى ألان , من ألاف السنين الإنسان يطالب بالكمال , ويطالب بالمثل العليا , ولكن المجتمع فيه الطيب وفيه الخبيث فيه السليم وفيه غير السليم .

طبيعى هذه هى المثل والمبادئ اللى إحنا ينادى بيها , ولكن لا بد أن نجد أمامنا مشاكل وعقبات .

هذه المشاكل والعقابات من فشة المتعصبين , سواء كانوا مسيحيين أو كانوا مسلمين , بيخلقوا مشاكل , وكلنا بنعرف الخناقات اللى بتحصل فى بعض القرى , وفى بعض الأماكن , بيطلع واحد متعصب مسلم يثير الناس أو يطلع واحد مسيحى يثير الناس , ونبص نلاقى الإخوان إبتدأوا يعادوا بعض , ويخانقوا بعض , ولكن الحمد لله هذه الحوادث حوادث قليلة جداً , ولكن نرجوا أن لا ينعكس صدى هذه الحوادث القليلة علينا ونأخذها كمثل عام , أبداً إحنا علينا واجب إن إحنا ندعوا المتعصبين إلى الهداية سواء أكانوا مسلمين ام مسيحيين - علينا واجب إزاى؟ إذا وجدنا المتعصبين مسلمين وشادين المسيحيين مايشدوش , وإذا وجدنا المسيحيين متعصبين وشادين المسلمين ما يشدوش , با أعتبر دى قضية وطنية , وقضية بناء المجتمع , العقلاء يستطيعوا إنهم يحلوا المشاكل الصغيرة - أنا باتكلم بصراحة - اللى بتظهر كل عدة أشهر من مكان ناء صغير أو قرية صغيرة أو أى مكان من الأمكنة , طبعاً خلق العالم وخلق معاه التعصب والمتعصبين , وسينتهى العالم وحيفضل معاه حتى ينتهى التعصب والمتعصبين .

ده موضوع لن ينتهى أبداً , ولكن علينا نحن العقلاء مننا أن يخففوا من غلواء المتعصب والمتعصبين .

وباقول لكم فيه متعصبين مسلمين , وفيه متعصبين مسيحيين , ولكن المتعصب المسلم لا يمثل إتجاه المسلمين ابداً والمتعصب المسيحى لا يمثل إتجاه المسيحين أبداً كل دول شواذ .

ونحن نفخر , والحمد لله بأن بلدنا ليست فيها طائفية أو تعصب أو إنقسام .

اللى باتكلم عليه حوادث فردية بسيطة , ولكن زى ما باقول إحنا عايزين الكمال وعلشان كده أنا بأتكلم عليه بوضوح , وبأتكلم عليه بصراحة .

عايزين الكمال , وعايزين الوحدة الوطنية اللى بنيت بالدم سنة 1919 م وقبل سنة 1919 م تتدعم وتقوى , وعاوزين كل واحد فى بلدنا يثق بنفسه , ويثق أن البلد بلده , بلد المسلم وبلد المسيحى 100% كل واحد فينا , كل واحد منا له الفرصة المتساوية المتكافئة , الدولة لا تنظر إلى الدين , والمجتمع لا ينظر إلى الدين , ولا ينظر إلى الأب ولا ينظر إلى الأصل , ولكنه إلى العمل وإلى الجهد , وإلى الإنتاج , وإلى الأخلاق , وبهذا نبنى فعلاً المجتمع الذى نادت به الأديان السماوية التى نص الميثاق على إحترامها .

أرجوا الله أن يدعم المحبة بين ربوع هذا الوطن , وأن يدعم الأخاء , وأن يوفقكم جميعاً , والسلام عليكم ورحمة اللة

--------------------------------------------------------------

كلمه البابا كيرلس السادس فى حفل إفتتاح الكاتدرائيه
==============================


مبارك الرب الذى باركنا بكل بركة روحية واعطاتنا ان نبنى هذا البيت ليحل فيه وهو الذى السموات وسماء السماوات لا تسعه , فلنشكر الرب لأنه صالح وإلى البد رحمته وليسبحه الواقفون فى بيت الرب له العظمة والقدرة , وله المجد والسلطان إلى البد الآبدين .

أحبائى00

نشكر الله على هذه النعمه العظيمه و إذ جعلنا اهلا بأن نحى الذكرى المباركه التى تشهد بعمل الله ومحبته وأمانته على مر الأجيال , فهذا التراث الروحى والحضارى الذى إزدهر فى هذه البلاد المباركه بمجئ قديسنا مرقس الرسول إليها منذ 1900 سنه , قدمه أبناء مصر وإخوانهم فى أفريقيا اولا ثم فى أنحاء العالم ليشاركوهم فى نعم الله , وأصبح جزءا من التراث الحضارى العالمى 00ثم أضاف قائلا 00 ويسرنى أن أذكر بالفخر والإعجاب فى هذه المناسبه ما تفضل به السيد الرئيس جمال عبد الناصر من إرساء حجر أساس هذه الكاتدرائيه خلال أعياد العام الثالث عشر للثوره المجيده فى 24يوليو 1965ومن المساهمه القيمه التى قدمها سيادته فى إقامتها تعبيرا عن سماحته وكريم مشاعره 0

كما يسرنى أن أشيد بفضل قداسه الأخ الحبيب البابا بولس السادس الذى سمح بنقل جسد القديس مرقس الرسول الطاهر لحفظه كذخيره مقدسه بهذه الكاتدرائيه , وتكرم بإيفاد ممثليه الموقرين الحاضرين معنا فقدم بذلك دليلا على سمو مشاعره , كما يقول يوحنا الرسول : محب لا بالكلام واللسان بل بالعمل والحق 0

وإلى الله القدير نتضرع أن يجعل هذه الأحداث المباركه الباهره خير بشير لرفع ألويه السلام فى العالم أجمع وإزدهار المحبه والأخاء بين البشر جميعا 0

وقد ألقى كلمات بهذه المناسبه كل من 00غبطه مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك أنطاكيه ثم , الكاردينال دوفال أسقف الجزائر ورئيس وفد بابا روما والأنبا ثاوفيلس مطران هور بأثيوبيا , والدكتور يو ين بلاك السكرتير العام لمجلس الكنائس العالمى , ومندوب البطريرك اليكسى بطريرك الكنيسه الروسيه الذى أعلن فى كلمته أن كنيسه روسيا قدمت للكاتدرائيه الجديده مذبحا مذهبا وكذلك وحده علميه للكليه الإكليريكيه 0

--------------------------------------------------------------

لا ينبغى أن نفسر أى رسالة بها أى موضوع سياسى أو رأى سياسى للبابا فى عصر من العصور على أساس أنه رأى الكنيسة ولكن الرسائل التى بها موضوع سياسى تتدخل فيه عوامل كثيرة مختلفة وقد يكون فيها ضغوط من الدولة أو رئيس الدولة أو الإتجاه العام والأقباط كما نعرف يحكمون وليس لهم يد فيمن هو يحكمهم أو جتى لهم رأى فى ذلك وستلاحظ بعد العبارات والكلمات التى ليست شائعة لدى المسيحيين مثل (يحلو له أن يموت شهيداً) وغيرها وعلى هذا ننقل إليكم رسالة البابا كيرلس السادس إلى بابا روما بشأن تدويل مدينة القدس بدون الأخذ فى الأعتبار الآراء التى أحيطت حول هذا الموضوع .
--------------------------------------------------------------


رسالة قداسة البابا كيرلس السادس إلى البابا بولس السادس بخصوص طلب بابا روما تدويل مدينة القدس
----------------------------------------------------------


لا يخفى ما أحدثة القرار الذى اتخذته أسرائيل بضم القدس القديمة إليها من هزة عنيفة فى مشاعر العرب عموماً , مسيحيين ومسلمين , وليس أشق على ضمير الأنسان ووجدانه من عمل عدوانى يمس عقيدته ومقدساته , عندئذ تهون عليه روحه ودمه , ويحلو له أن يموت شهيداً قى سبيل الزود عن تراثه الخالد ومجده التليد .

إننا هنا فى الشرق نحس بالألم فى الصميم , ونعتبر الطعنة التى سددتها إسرائيل بقرارها التعسفى موجة إلى قلب العرب , كل العرب مسيحيين ومسلمين .

إننا طالبنا ولا نزال نطالب , متجهين إلى الرب , وإلى الضمير العالمى , ونسأل أيضاً مساندة قداستكم ومعاونتنا - لنكون صفاً واحداً فى نصرة هذه القضية العادلة , وأن تعود القدس إلى الوضع الذى كان قائماً فعلاً قبل العدوان الأخير , فى كنف دولة الأردن التى رعت الأماكن المقدسة بكفاية وعدل وسماحة تامة , ومنحت الحرية كاملة لجميع الطوائف المسيحية والإسلامية بصورة تستحق التقدير والشكر .

وان الرب الذى اسس كنيستنه المقدسة الجامعة الرسولية لتكون دائماً عمود الحق وقاعدته , وأقام لكنيسته أساقفة وكهنة وخداماً ليكونوا قادة وجنوداً دائماً عند مسئولياتهم الروحية ودعوتهم الرسولية .

لا بد إذا أن لا نمكن إسرائيل من الأماكن المقدسة الطاهرة , وقد طردهم مخلصنا منها , ودعا على هيكلهم بالخراب إلى الأبد .

يا صاحب القداسة

بإسم ربنا يسوع المسيح , وبأسم الحق والعدل , أصلى أن نكون معاً بإتحاد القلب والفكر فى نصرة المظلوم على الظالم , ورد الحق إلى صاحبة فهذه رسالة الكنيسة التى هى رسالتنا كخدام المسيح

راجع كتاب الكنيسة وقضايا الوطن والشرق الأوسط لنيافة النبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010