الأنبا يؤانس المتنيح - أسقف الغربية





قديس عظيم عاش ملاكاً فى وسطنا ، أحبه كل من عرفه ومن لم يقابله على الأرض أحبه من قصة حياته ومعجزاته ... صلى يا أبانا لأجلنا لنكون معك فى فردوس النعيم


الأنبا يؤانس المتنيح - أسقف الغربية
=======================

+++ حياته :-
-----------------------

ولد رمزى عزوز (نيافة الأنبا يوأنس) فى حى شبرا بالقاهرة وبالتحديد فى المنزل رقم 16 بشارع يلبغا فى 25 أكتوبر 1923 من والدين تقيين. وكان والده محبا لصلوات الأجبية والمزامير التى كان يرددها فى مواقيتها مما رسخ فى نيافته تأثيرات تقوية وهو لا يزال طفلا.

· ولما شب حتى وصل إلى المرحلة الثانوية سارع بالانضمام لفصول مدارس الأحد بكنيسة الملاك ميخائيل بطوسون فى عام 1937 وبعد فترة صفيره أصبح خادما فى نفس الكنيسة عام 1942، وأرتبط بخدمة فصل القديس "أبو مقار". ونظرا لنشاطه الواضح منذ صباه لم يكتف بالخدمة فى مكان واحد فخدم أيضا بكنيسة الأنبا أنطونيوس وكنيسة القديسة دميانة بشبرا وفى عام 1948بدأت الخدمة ببيت مدارس الأحد بروض الفرج. وأنتقل فصل القديس "أبو مقار" إلى بيت مدارس الأحد. وهناك أشترك فى خدمة هذا الفصل مع الأستاذ نظير جيد (قداسة البابا شنودة الثالث – أطال الله حياته).

· و فى أثناء خدمته ببيت مدارس الأحد بدأ يشارك فى تحرير مجلة مدارس الأحد وكان يكتب بالذات عن سير القديسين الذين أحبهم ونذكر من ضمن ما كتب مقالات عن (القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك ، والقديس غريغوريوس صانع العجائب، والقديس إيلاريون، والقديس بولس البسيط) . وفى أثناء هذه الفترة المباركة عايش كثيرا المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم والذى كان فى ذلك الوقت (ميخائيل أفندى إبراهيم) وكان كلاهما يعمل موظفا فى مدينة ههيا بالشرقية.

· حصل الشاب رمزى عزوز على ليسانس الآداب قسم التاريخ من جامعة القاهرة عام 1952 وعمل مباشرة مدرسا للتاريخ بمدرسة الملك الكامل بالمنصورة فى أعوام 1953،54،55. وخلال عمله بالمنصورة كلن يخدم فى حفل الشباب والطلبة والمغتربين خدمة كبيرة لا يزال أثرها واضحا فى ارتباط الكثيرين منهم بنيافته حتى ناحته.

* إلى برية شيهيت:

كان الأستاذ رمزى عزوز يتردد كثيرا على دير السيدة العذراء (السريان) منذ عام 1947 ويقضى به فترات الصيف خاصة أثناء اشتغاله بالتدريس. وفى صيف عام 1955ذهب إلى الدير كعادته وكان يزور فى هذه المرة صديقه قداسة البابا شنوده الذى كان قد سبقه إلى هذه الحياة النسكية فى العام السابق 1954، وترهب باسم الراهب أنطونيوس السريانى. وبإعلان ألهى مع الإستعداد الروحى فى شخصية الخادم "رمزى عزوز" ومحبته لحياة الرهبنة أختار أن يبقى بالدير ليحيا حياة التأمل الدائم فى الله، وبالفعل سيم راهبا باسم الراهب شنودة السريانى بيد مثلث الرحمات الأنبا ثاؤفيلس أسقف الدير فى ذلك الوقت. ومما يذكر أن أحد محبيه والذى يعلم حبه لسير الآباء النساك لما زاره بالدير قال له : "سنرى مؤلفا ضخما عن الأنبا شنودة رئيس المتوحدين الذى هو شفيعك"، فكان رد الراهب شنوده السريانى:"أنا لم أحضر لكى أكتب عن الأنبا شنودة، بل لأحيا حياة الأنبا شنودة".



* الراهب شنودة السريانى.. مجالات متعددة للخدمة..

بدأ الراهب شنودة السريانى فى حمل صليب الألم مبكراً بعد دخوله الدير إذ ألمت به الآم مبرحة فى العمود الفقرى أضطر بسببها للنزول الى القاهرة للعلاج والفحص. وقد كان نزوله هذا سبب بركة لكثيرين إذ أسند إليه الإشراف الروحى على طلبة الكلية الإكليريكية بالقاهرة، وزامله فى هذا العمل المتنيح الأنبا صموئيل (القمص مكارى السريانى) وظل مشرفا روحيا لسنوات طويلة وتتلمذ على يديه الكثيرين ممن صاروا فيما بعد كهنة بالقاهرة والأقاليم.

· فى أثناء هذا سيم قسا فى 19/9/1956 بكنيسة السيدة العذراء بالعزباوية مقر دير السريان بالقاهرة بيد نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف الدير. ومن وقتها كان أب اعتراف لكثيرين من طلاب الكلية الإكليريكية وغيرهم ومرشدا روحيا لهم.

· كان القس شنودة السريانى يتميز بالحنو والعطف مع الحزم والقوة. فكان يتعامل مع طلاب الكلية الإكليريكية كأب ومرشد ومعلم يعد جيلا من الخدام ممن سينالون درجة الكهنوت ويصيرون آباء بالكنيسة.

ونظرا لمواهبه المتعددة أسند إلية تدريس مادة اللاهوت الروحى .. وكان ذلك دافعا له لتأليف الجزء الأول من كتاب بستان الروح عام 1960 الذى أصبح مرجعا أساسيا فى الحياة الروحية، وقد أعقبه بعد ذلك صدور الجزء الثانى المكمل له عام 1963.

· ورغم انشغاله بالإشراف الروحى والتدريس بالكلية الأكليريكية إلا أنه كان يتردد على الدير كثيرا ويقضى به فترات طويلة. وفى أثناء إقامته بالدير أسند إلية نيافة الأنبا ثاؤفيلي الأعمال الاَتيه:

- عهد إليه بأن يكون أمينا للدير (الربيته) لعدة مرات.

- أسند إليه استقبال الزوار خاصة الأجانب نظرا لإتقانه اللغات الأجنبية.

ويذكر أن أحد الزوار الأجانب سأله قائلاً:" هل لديكم تليفون بالدير ؟" فكان رد القمص شنودة السريانى :"نعم ولكنه يتصل بالسماء فقط!" فقد كان شغله منذ زمن طويل هو السماء.

· أسند إليه بالتعاون مع قداسة البابا شنودة الثالث (الراهب أنطونيوس السريانى) إعداد مكتبة الدير التى كانت وما تزال تضم مجموعة ضخمة من الكتب والمخطوطات وقد بذل جهدا كبيرا فى فهرستها وتنسيقها وتبويبها.

· كان يقوم بالتعاون مع الآباء الرهبان فى إصدار مطبوعات باسم الدير فمثلاً دون سيرة حياة القديس باسيليوس الكبير كمقدمة لكتاب قوانين باسيليوس الذى أعده للطبع قداسه البابا شنودة الثالث. كما كتب الكثير من السير التى كان الدير يطبعها فى ذلك الوقت كسيرة مار افراَم السريانى وغيرها.

· خلال فترة رهبنته وتواجده سواء بالدير أو القاهرة كان مرشداً روحياً للعديدين من الشباب والخدام وساعد على ذلك قيامه بالإشراف على بيت الخلوة فى الدير والذى كان فى ذلك الوقت ، يكاد يكون بيت الخلوة الوحيد الذى يتردد عليه شباب وخدام الخمسينات والستينات. ولشدة حماسه لفكره هذا البيت قال لنيافة الأنبا ثاؤفيلس:

" يا سيدنا الله سيكافئك – إلى جانب أعمالك المجيدة فى تعمير الدير – مكافأة خاصة لإنشاء بيت الخلوة الذى يتعرف فيه الكثيرون على الله ويبدأوا حياة التوبة الحقيقية".

لقد كان وجود القمص شنوده السريانى كراهب بالدير حافزا لكثيرين لزيارة الدير والاختلاء الروحى والتعرف على كاتب "بستان الروح".

· كانت حياته فى الدير مسار تقدير كل الرهبان .. وكان لقداس القمص شنوده السريانى مكانة خاصة من جهة ألحانه وروحانياته. ولا يزال الرهبان يذكرون قداسا ته التى كان يصليها بمغارة الأنبا بيشوى بدير السريان فى عيده.

· ونظراً لمحبته وألمامه بالطقوس كان يقوم بتسليم طقس القداس للرهبان الجدد فى الفترات التى كان مقيما فيها بالدير.



* فى سكرتارية المتنيح البابا كيرلس السادس:

· عندما شاءت العناية الإلهية بأن يكون الراهب مينا المتوحد بطريركيا باسم البابا كيرلس السادس فى عام 1959 أختار القس شنودة السريانى ليكون أحد سكرتارية الأربعة.. فأنتقل للبطريركية ليواصل العمل الشاق فى سكرتارية قداسة البابا رغم ظروف الآم ظهره.. وكان يلبس حزاما من الحديد كمسند لظهره لكى يستطيع أن يبقى واقفا أو مصليا لمدة طويلة. وكان يحس بيد الله الحانية.. كما سمعنا منه،وفى بداية عمله فى سكرتارية قداسة البابا انكسر هذا الحزام وظل تحت الإصلاح لمدة ثلاثة أسابيع لم يشعر خلاها الراهب شنوده بأية أوجاع عالما أن يد الله كانت تسنده وتؤازره.

· وفى عام 1962 نال درجة الإيغومانسية (القمصية) بيد نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف الدير.

· أنتدبه المتنيح البابا كيرلس فى أول عمل مسكونى ليمثل الكنيسة فى مؤتمر بجنوب أفريقيا وروديسيا، وخلال مروره بالسودان خدم هناك عدة شهور وظلت آثار هذه الخدمة باقية حتى نياحته فى ارتباط الكثيرين به بعد سنوات عديدة.

· لم يكن القمص شنوده يشفق على نفسه رغم الآلام الشديدة التى أبتدأ يعانى منها، فاضطر للسفر للخارج عام 1964 حيث سافر إلى لندن لإجراء عملية جراحية فى العمود الفقرى كانت تعد من أخطر العمليات (فى ذلك الوقت) بعد أن كادت هذه الآلام تهدد جسده وتعرضه للشلل. وقد نجحت هذه العملية التى أجريت له وعاد من لندن عام 1965 وهو لا يدرى أنه سيعود إليها فى عملية أخطر عام 1985 بعد 20 عاماً امتدادا لرحلته الطويلة مع الألم، والتى استراح منها بناحته فى عام 1987.

وفى هذا كله كان يسلم حياته بين يدى الله عمراً ليكمل سعيه بسلام.

· عاد القمص شنوده السريانى للقاهرة ليدرس مادة التاريخ الكنسى بالكلية الإكليريكية إلى جانب الإشراف الروحى على الطلاب. ولما أحس أن مجال الكتابة فى تاريخ الكنيسة بطريقة علمية لا يزال حقلا بكرا عكف على إخراج مؤلفاته عن تاريخ الكنيسة وبدأها بكتابه "الاستشهاد فى المسيحية" عام 1969 ثم أعقبه بعد اعتكاف بالدير بكتاب "الكنيسة المسيحية فى عصر الرسل" عام 1971، ثم أصدر بعد ذلك مذكرات أخرى عن "الرهبنة القبطية"، " عصر المجامع" ،" وتاريخ الكنيسة القبطية بعد مجمع خلقيدونية" . وكان يقضى فى إعداد هذه الكتب ساعات طويلة كل يوم.

· وهكذا كانت حياة الراهب القمص شنودة السريانى فى الفترة من 1955 إلى 1971 (أى حوالى 16 سنة) حافلة بألوان النشاط والخدمة والتأليف والتدريس والعمل الروحى والتدبير الكنسى إلى أن سمحت العناية الإلهية باختياره لعمل الأسقفية المبارك ليقضى 16 سنة أخرى من 1971 إلى 1987 فى سلسلة جديدة من الجهاد المضنى الذى لم يتوقف.



* الأنبا يوأنس فى عهد قداسة البابا شنودة :

باختيار العناية الإلهية لقداسة البابا شنوده ليصير بطريركيا للكرازة المرقسية، أختار قداسته رفيق الخدمة والرهبنة القمص شنوده السريانى ليكون سكرتيرا له..

وبعد تنصيب قداسة البابا شنوده فى 14 نوفمبر 1971 كان أول أسقف يسام بيد قداسته هو نيافة الأنبا يوأنس أسقفاً على الغربية فى 12/12/1971 الموافق 3 كيهك (عيد دخول السيدة العذراء إلى الهيكل) .. وكان شريكه فى السيامة نيافة الأنبا باخوميوس.

· ونظرا لما كان يتمتع به نيافة الأنبا يوأنس من فضائل ومواهب متعددة أسند إليه قداسة البابا شنودة أعمالا هامة تختص بتدبير الكنيسة لها.

· فقد أسند إليه سكرتارية المجمع المقدس عام 1972 وظل يقوم بأعباء هذا المنصب لمدة 12 عاما متواصلة كان يقوم خلالها بالمهام التى تسند إلية من قبل قداسة البابا.

· كما أسند آية أيضا رئاسة المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية وكان يسافر من مقر إيبارشيته للقاهرة أسبوعيا للقيام بهذا العمل إلى جانب التدريس بالكلية الإكليريكية بالقاهرة بقسميها النهارى والمسائى والمعاهد المتخصصة.

· اختارة قداسه البابا أيضا عضوا بهيئة الأوقاف القبطية.

· كما اختاره عضوا بلجان الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية سواء على المستوى المحلى بالقاهرة، أو على المستوى الدولى فى اللقاءات بالفاتيكان بين الكنيستين القبطية والكاثوليكية.

· أنابه قداسة البابا لإدارة شئون الكنيسة أثناء رحلة قداسته إلى أرمينيا وروسيا عام 1972م.

· رافق قداسة البابا فى رحلته التاريخية للفاتيكان لإحضار رفات القديس أثناسيوس الرسولى عام 1973.

· أوفده قداسة البابا شنوده للذهاب إلى فرنسا لتفقد أحوال الآباء الأساقفة الفرنسين قبل ضمهم للكنيسة وقدم لقداسته تقريرا مفصلا رسم بعدها الأساقفة الفرنسيين انضموا إلى الكنيسة.

· أحضر رفات القديس الكارز العظيم بولس الرسول من الخارج فى أواخر ديسمبر سنة 1973 وحفظ بمزار لائق به بكاتدرائية ماربولس بطنطا ليتبارك منه كل الشعب .

· سافر فى عام 1975 موفدا من قداسة البابا لتفقد كنائس المهجر فى أمريكا وكندا وحل مسائل الأحوال الشخصية هناك.

· رافق قداسة البابا فى رحلته الرعوية إلى أمريكا عام 1977 ثم فى رحلته إلى السودان فى عام 1979.

· مثل الكنيسة القبطية فى المحافل والمؤتمرات الدولية ومجالس الكنائس على مختلف المستويات سواء مجلس الكنائس العالمى،أو مجلس كنائس الشرق الأوسط، أو لقاءات الكنائس الأرثوذكسية وكان آخرها بكييف بروسيا عام 1982.

· ونعود مرة أخرى لأعماله الرعوية داخل الإيبارشية : ففى خلال فترة حبرته قام بسيامة 34 كاهنا لمختلف بلاد الإيبارشية منهم 14 كاهنا فى طنطا.

· تم فى عهده بناء 6 كنائس جديدة فى مقدمتها كاتدرائية القديس العظيم ماربولس والتى تفضل قداسة البابا بوضع حجر الأساس لها فى 2 نوفمبر سنة 1974. وبدأت الصلاة فيها فى الطابق الأول 19 يوليو سنة 1975 ثم فى الدور العلوى فى 12 يوليو سنة 1981.

كما تم فى عهد نيافته شراء كنيسة مارمينا بطنطا وأخرى بمدينة زفتى على اسم مارجرجس وتجديد خمسة كنائس تجديدا كاملا.

· اهتم نيافته بتجديد دار المطرانية فقام ببناء مبنى ضخم ملحقا بها به قاعة كبرى للاستقبالات وحجرات متعددة لأنشطة الخدمة القروية والتربية الكنسية ومختلف الأنشطة.

· اهتم ببناء بيت للمكرسات أمام كاتدرائية القديس بولس الرسول.

· فى عهده تم افتتاح فرع الكلية الأكليريكية بطنطا وقد تم ذلك فى احتفال رائع رآسة وشرفة قداسة البابا شنودة الثالث فى سبتمبر سنة 1976، ثم الحق بها يعد ذلك معهدان أحدهما للخدمة (لحملة المؤهلات المتوسطة) والآخر للألحان (لكافة الشعب).

· اهتم بخدمة الوعظ والتعليم لشعبة فكان يعقد اجتماعا أسبوعيا كل يوم جمعة بكاتدرائية مارجرجس علاوة على نهضة سنوية فى آحاد الصوم الكبير تلك التى خرجت محاضرتها فى 11 مؤلفا نفسيا. هذا الى جانب اجتماع آخر يعقد كل يوم خميس بمدينة المحلة الكبرى.

· اهتم بخدمة القرية اهتماما كبيرا شملت كل قرى الإيبارشية وقد تأسست مذابح جديدة فى عهده حتى وصل عددها 22 مذبحا بقرى الإيبارشية.

· تمتعت الغربية فى عهده بجو من المحبة والسلام مع جميع المواطنين. وكانت له علاقاته الوطيدة وصداقاته الطيبة مع الأخوة المسلمين على كافة المستويات وكان يبادلهم الزيارات. وتكلم فى إحدى اللقاءات بدعوة من جمعية الشبان المسلمين عن عطاء مصر الروحى.

· اهتم بإنشاء مركز للسمعيات والبصريات بدار المطرانية ليساعد الخدام فى الخدمة بالقرى ومدارس الأحد.وإيمانا بأهمية الرسالة الصوتية فى هذا العصر.

· كان رائدا للعمل الاجتماعي والخيري. وقدمت له ميدالية العمل الاجتماعي أكثر من مرة. كما كان يهتم بالجمعيات والملاجئ القبطية لعلمه برسالة هذه الجمعيات وتقديره لأهميتها.

· اهتم بتعمير دير مارمينا الأثرى بإبيار وبناء بيت الخلوة والضيافة فيه وافتتح عام 1980 ليستقبل عشرات الأفواج من الشباب والخدام فى كل عام وكانت تأتى له الأفواج من كل البلاد وفروع الخدمة والكنائس.

· إعداد مزارا ضخما ولائقا للقديسة الشهيدة رفقة بكنيستها بسنباط ليسع ألوف الزوار الذين يتوافدون للتبرك بها مع 14 جسد شهيد يحويهم نفس المزار.

* رحلته الأخيرة مع الألم :

بدأت رحلته الأخيرة مع الألم بمعاناة شديدة من الاَم الذبحة الصدرية فى نوفمبر 1982 وظل يقاوم ويتحمل على مدى ثلاثة سنوات وهو مستمر فى خدمته وحمل الأمانة.

· أضطر أخيرا تحت وطأة الألم للسفر إلى لندن فى سبتمبر عام 1985 حيث اجرى له الأستاذ مجدى يعقوب جراحة فى القلب يوم 2 أكتوبر غير بها ثلاثة شرايين فى القلب. وبعد عودته أجتاز مرحلة حرجة بمعجزة إلهية إذ نجا من آثار التهاب رئوى خطير لازم بسببه الفراش حوالى أكثر من شهرين. وكأن المصباح كان لا يزال به زيتا ويشاء الرب أن يستمر فى ضيائة.

أستعاد صحته وبدأ يباشر مهام الأسقفية بجهد كبير لا يتحمله هذا القلب.. ظل يكرز بالكلمة ويعظ ويصلى ويؤلف ويزور ويفتقد ويقابل شعبة ويواسى الحزانى ويحل المشكلات ويعقد اللقاءات حتى كان يوم الأربعاء 4 نوفمبر 1987

------------------------------------------------------


+++ نياحته :-
---------------------------

فى صبيحة يوم الأربعاء 4/11/1987 ولم يكن نيافة الأنبا يوأنس يشكو من شئ سوى دور برد خفيف لازم بسببه الفراش لبضعة أيام.. وظل يستقبل زائرية كالمعتاد وكانت أخرهم الأستاذة عنايات أبو اليزيد عضو مجلس الشعب السابق.. وبعد انصرافها بقليل فى الواحدة ظهرا فاجأته أزمة قلبية لم تمهله دقائق وأسلم روحه الطاهرة بيد الرب فى خفة الملائكة ووداعة الحملان وهو راقد على فراشه فى منظر ملائكى عجيب.. كان وجهه مضيئا ويداه كالشمع الأبيض.

· وقد طار الخبر بسرعة إلى كل مكان وإلى المقر البابوى حيث تأثر بشدة قداسة البابا شنودة فور سماع الخبر وطلب فى الحال من نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة التوجه الى لمطرانية الغربية ولحقة بعد ذلك من القاهرة مجموعة من الأحبار الأساقفة الإجلاء أصحاب النيافة الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ ورئيس دير القديسة دميانة، والأنبا بنيامين أسقف المنوفية، والأنبا سرابيون أسقف لوس أنجلوس، والأنبا بيسنتى أسقف حلوان. وفى دقائق معدودة اكتظت المطرانية وكاتدرائية مار بولس بجماهير غفيرة من الشعب التى أتت من كل مكان لتنال بركة أسقفها.

· بدأ الاحتفال بتوديع الجثمان الطاهر بنقله من دار المطرانية إلى كاتدرائية مار بولس الرسول محمولا بيد إبنائة الكهنة والشمامسة وظلت تتلى صلوات التسبحة طوال الليل بحضور الأباء الكهنة والشمامسة والخدام ثم أقيم القداس الألهى بالكاتدرائية فى صبيحة يوم الخميس ورأس الصلاة نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة.

وظل الجسد الطاهر على مرأى من الشعب ليتبارك من الجميع وسط قراءات وفصول منتخبة من الكتاب المقدس مع صلوات وألحان….

· وفى تمام الساعة الثالثة من ظهر الخميس 5/11/1987 بدأ الموكب الكبير من كاتدرائية مار بولس متجها إلى كاتدرائية مارجرجس بأبى النجا يضم العديد من الأباء الأساقفة وعشرا الكهنة والشمامسة وألوف من الشعب وتقدم الموكب مندوب عن السيد الرئيس محمد حسنى مبارك اللواء أسامة عبد الجواد مدير أمن الغربية فى ذلك الوقت والمهندس إبراهيم الذهبى مندوبا عن الدكتور يوسف والى أمين الحزب الوطنى ونائب رئيس الوزراء واللواء فوزى الزكى مندوبا عن السيد اللواء زكى بدر وزير الداخلية فى ذلك الحين والسيد المستشار فكرى عبد الحميد محافظ الغربية فى ذلك الوقت ورؤساء الهيئات والمصالح وشيوخ المسلمين وأعضاء مجلسى الشعب والشورى وألوف مؤلفة من الشعب الذى يحب أسقفة ويذكر محبته وخدماته.

· وفى تمام الساعة الرابعة وصل الموكب الى كاتدرائية مارجرجس بأبى النجا ودخل الجثمان الطاهر إلى الكنيسة فى صعوبة بالغة وتجمهر ضخم أقيمت صلوات التجنيز برئاسة قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث وحضرها 22 أسقفا وأكثر من 120 كاهنا والعديد من الشعب مسيحين ومسلمين.

· وبعد أن ختمت الصلوات بكلمة العزاء من فم قداسة البابا المعظم زف الجسد الطاهر فى هيكل كاتدرائية مارجرجس ثم أوع فى مقبرة الأباء الأساقفة تحت المذبح إلى جوار أجساد الأباء الأساقفة السالفين. وكانت اللحظات الأخيرة فى الساعة السادسة مساء الخميس 5/11/1987.

وداعا يا أبانا الأسقف العظيم إلى المجد سنظل نتنسم رائحتك الزكية فى أعمالك وسيرتك العظيمة الطاهرة فنتعزى بها وننتظر إلى نهاية سيرتك العطرة ونتمثل بإيمانك العظيم. اذكرنا أمام عرش النعمة.

--------------------------------------------------


+++ فالوا عنه :-
----------------------------


قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث

بابا وبطريرك الكرازة المرقسية

فى الحقيقة يا أخوتى وأبنائى الأحباء حينما أقف فى هذه المناسبة إنما أتذكر شريطا طويلا من الذكريات بينى وبين الأنبا يوأنس ، الذى جمعتنى بة صداقة منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما.

وفى الواقع جمعتنا أشياء مشتركة : لقد ولدنا فى سنة واحدة ودخلنا جامعة واحدة وكلية واحدة وقسما واحدا تخرجنا منه ، وعشنا فى الخدمة معا. التقينا فى أماكن متعددة، كنا نخدم فى معا فى بيت مدارس الأحد فى روض الفرج. وكان معى أيضا فى كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا، وترهبنا فى دير وحد بعد سنة من رهبنتى جاء لكى يزورنى فى الدير، فبقى فية وترهبن أيضا فى نقس الدير، بل اشتركنا فى إسم واحد لأن إسمه الرهبانى كان الراهب شنوده السريانى.

وعشنا معا حياة طويلة، وحينما أخترت أسقفا للكلية الأكليريكية كان هو معى أيضا يخدم فى الكلية الأكليريكية مشرفا روحيا للطلبة، وكنا نصلى فى كنيسة واحدة هى كنيسة الأنبا رويس، وعشنا فى زمالة طويلة وفى حبة عميقة.

وكانت كتبة التى يؤلفها يقدمها لكى اراجعها وأقدمها له.

وحينما تم اختيارى للبطريركية كان هو أول أسقف وضعت علية اليد، ورسمتة فى حياتى كبطريرك، وكان زميلة فى الرسامة نيافة الأنبا باخوميوس أسقف البحيرة ومطروح. وكنت أثق به كثيرا، وكانت مواهبة أكثر من إحتمال صحته.

أتذكر أننى حينما سافرت إلى روسيا ورومانيا وأرمينيا وبلاد الشرق الأوسط سنة 1972 كلفتة بأن يهتم بالكنيسة فى غيابى، فكان هو نائبا عنى فى الكرازة المرقسية.

واخترتة ايضا لكى يكون سكرتيرا للمجمع المقدس من سنة 1972 وبقى حوالى إثنتى عشر عاما فى هذه المسئولية.

وكان أيضا يساعدنى فى القاهرة، فكان رئيسا للمجلس الإكليريكى فيها.

كان بينىوبينة محبة كبيرة لا يعبر عنها، وأتذكر حينما ناء قلبة عن إحتمال الجهد الكبير الذى يبذلة سواء فى الوعظ أو التأليف أو الرعاية، أرسلت معة بطاقة خاصة إلى الأستاذ الدكتور مجدى يعقوب ، حيث أجرى له عملية ثلاثية غير بها ثلاثة شرايين فى القلب. وعاد وهو مطمئن ، ولكن قلبه لم يعد يحتمل كما كان من قبل، لم يعد يحتمل الجهد الكبير الذى يبذلاه ، وجاء وقت من الأوقات رقد فية هذا القلب واستراح من أعباء هذه الدنيا.

الإنسان الذى يحيا فى العالم وسط ضيقات الدنيا ومتاعبها، إنما يستريح فى الموت، لذلك نقول نيح الله نفس فلان أى أراحها كلمة سريانية بمعنى الراحة. وفى الواقع إن الحياة على الأرض هى غربة. غربة لكل إنسان يسعى فيها فى طريقة إلى الوطن السمائى عند الله، فليست لنا ههنا مدينة باقية، نحن غرباء على الأرض ونزلاء مثل جميع اَبائنا كما قال داود النبى.

داود النبى قال أيضا للرب فىأحد مزاميرة "عرفنى يا رب نهايتى ومقدار أيامى كم هى لأعلم كيف أنا زائل" وقال الكتاب "الأنسان حياتة مثل بخار يظهر قليلا ثم يضمحل" وقال "الإنسان مثل العشب أيامة كزهر الحقل كذلك يزهر لأن ريحها تعب علية فلا يكون ولا يعرف موضعة بعد"

الذى يعرف فناء الحياة الدنيا يهتم بالاَخرة أكثر وأكثر ، ويضع أمام عينية فى كل خطوة يخطوها الأبدية التى ينتهى إليها، حيث يترك الإنسان كل ما له. يترك الوظائف يترك الألقاب يترك المسئوليات، يترك كل شئ ولا يمضى معه سوى شئ واحد هو أعمالة على الأرض. تقف روح الإنسان أمام الله وتقف معها جميع الأعمال الت عملها الإنسان على الأرض. وطوبى لمن عاش على الأرض حياتة كلها يستعد لتلك الساعة ويقدم أعمالا تشفع فى ذلك اليوم.

ونحن نشكر الله أن نيافة الأنبا يوأنس عمل على قدر ما يستطيع بل وفوق ما يستطيع فوق احتمال هذا القلب الجسدى. كان يعظ باستمرار وكان يؤلف العديد من الكتب فى نواح متعددة فى التاريخ وفى الروحيات وفى العقيدة. وكان يعظ باستمرار وكان يفتقد شعبه. وكان إنسانا لطيفا مرحا يستطيع أن يعيش ببساطة مع الناس. وكان قويا فى عاطفته. كانت له مواهب كثيرة افتقدناها الاَن.

يمضى ويترك وراءه فراغا كبيرا ليس من السهل أن يوجد من يملأه.

ليس من السهل على الكنيسة أن تعد راهبا لخدمة الكهنوت وللمسئولية ولعمل الأسقفية ، وحتى أى أسقف لا يمكن أن تكون له الخبرة الطويلة التى مر بها إنسان خدم كثيرا من قبل.

نحن نودعه إلى العالم الاَخر الباقى ونذكر جميعا أن الموت ليس هو نهاية حياة. الموت هو بداية لحياة لا تنتهى ، لأننا نؤمن بخلود النفس ونؤمن أن الأنسان عندما يموت فإن الجسد فقط ينحل وتبقى روحة فى ديمومة وفى خلود أمام الله.

وكثير من القديسين كانوا يشتهون الموت لآنة ينقلهم إلى حياة أفضل وينقلهم إلى عشرة الله والملائكة والقديسين، ينقلهم إلى أحضان الاَباء الرسل والأنبياء. ينقلهم إلى ذلك الموضع الذى هرب من الحزن والكاَبة والتنهد هناك فى العالم الاَخر.

ولذلك قال كثير من الاَباء "إن الموت هو جسر ذهبى بين حياة وحياة"

وقال أحد الاَباء "إن مخافة الموت ترعب قلب الرجل الجاهل أما الرجل البار فيشتهى الموت كما تشتهى الحياة". ولذلك نسمع القديس بولس يقول "لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، فذاك أفضل جدا".

ونسمع أيضا سمعان الشيخ يقول " الاَن يا رب تطلق عبدك بسلام حسب قولك لأن عينى قد أبضرتا خلاصك".

من الذى يخاف الموت ؟ ولماذا ؟ يخاف الموت الشخص الذى لم يستعد له، الشخص الذى لم يختزن أعمالا صالحة تشفع فيه فى ذلك اليوم. أما الأنسان الذى يعيش فى توبة، وفى بر وفى حب للناس، فإنه لا يخاف الموت. الشخص الذى يحيا فى الإيمان لا يخاف الموت. الشخص الذى يؤمن بالحياة الأخرى ويعمل لها طوال أيامة على الأرض لا يمكن أن يخاف الموت.

الناس لا يخافون الموت بقدر ما يخافون ما بعد الموت ، والذى يكون مستعدا لما بعد الموت لا يمكن أن يخاف الموت ، حينما يموت الإنسان يتخلص من جميع أوجاعه ومن جميع أمراضه ومن جميع أتعابة ومن جميع ضيقاته، ويذهب ليلتقى بالأرواح البارة الأخرى فى العالم الاَخر.

فليط الرب نياحا لنفس الأنبا يوأنس وليذكر له كل عمل بار قد قام به؟، يذكر له كل عظة ألقاها، وكل كلمة طيبة قالها لإنسان ، وكل تعب تعبه من أجل خدمة الرب.

ونحن حينما تذهب نفس عنا، نقول لهذه النفس إذ نودعها : الله يعيننا كما أعانك اذهب بسلام.

إننى أعزيكم جميعا. أعزى هذه القلوب الكثيرة التى تحب أسقفها ولا تنسى تعبة من أجلها.

بل أعزى أيضا إخواتى المسلمين الذين يحبون الأنبا يوأنس، والذين عاشوا معه فى مودة طول مدة خدمته خلال ستة عشر عاما.

أشكركم جميعا وأرجو لكم من الرب عزاء ولإلهنا المجد إلى الأبد اَمين.

قديس عظيم عاش وسطنا فى الأرض



نيافة الأنبا باخوميوس

مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية

رحل حبيبنا نيافة الأنبا يوأنس بعد حياة حافلة بإعلان حبه للرب ولكنيسته وظهر ثمرها فى محبته لأبنائه الذين عاصروه أو عاشوا معه

ولعله أحد الأعمدة فى كنيستنا المعاصرة الذين أفتقد الرب بهم كنيسته فى هذه الأيام حيث أتت أيام كانت فيها كلمة الرب عزيزة . وعمل الرب بروحه فى كنيسته فاخرج منها أبناء آمنوا بروح التلمذة وبعمق أرثوذكسيتم ، ومن منطلق إحساسهم بالمسئولية وزهدهم فى العالم كرسوا حياتهم للرب وكان حبيبنا الأنبا يوأنس عمودا فى كنيسته

لقد آمن بحياة التلمذة فأدرك بصدق أنه لكى يكون للرب تلميذا ينبغى أن يحمل صليبه ويتبعه ، وكان بصدق حاملا للصليب فى صمت وتبعه أينما ذهب . لقد كان رجل أوجاع ومختبر الحزن... وفى جميعها لا يصيح ولا يسمع أحد صوته . لقد تبعه ليس فقط عند قبره وهو قائم فى مجده ولكن أيضا فى جثيمانى عند الجلجثة

لقد تبعه أينما مضى ... لقد آمن بالتلمذة فتتلمذ على الكتاب المقدس فنرى مؤلفاته وكلماته غنية بالشواهد الكتابية . لقد تتلمذ على الأباء وفكرهم وتتلمذ على أيدى قيادات معاصره وعاش من خلالهم جميعا ، له فكر المسيح . وأدرك أهمية التلمذة فتتلمذ على يديه الكثير من أبناء جيلنا سواء على شخصه أو مؤلفاته ... فى شبابه أو أثناء رهبنته أو أسقفيته



ولقد أدرك ما فى الكنيسة الأرثوذكسية من تراث لذلك أحب هذا التراث وعاشه وتذوقه وقدمه لجيله ، لقد رأيناه فى تعاليمه أرثوذكسيا أمينا . ولقد أحب كل ما فى الكنيسة : طقوسها ، وألحانها ، وعقائدها وقديسيها ، وكان له صداقه حميمة مع القديسين. وكم كانت فرحته عندما بركة آخر زيارة له فى دمنهور فى مناسبة إيداع رفات القديس أوغسطينوس بكاتدرائية السيدة العذراء والقديس أثناسيوس ( فى أغسطس1987 ) . كانت فرحته كبيرة لأنه يصادق القديسين ويقتدى بهم . . وقد قدم لنا سيرا لقديسين كثيرين فى أسلوب شيق وعوض أمين يدرك من خلاله كل محب لطريق التوبة أنه بنعمة الرب يمكن أن ينال ما ناله الأباء السابقون

لقد أحس حبيبنا الأنبا يوأنس بالمسئولية نحو الكنيسة فنراه فى كل حياته يدرك عظم المسئولية إذ الضرورة موضوعة عليه . كنا نراه دائما كما لو كان قلبه يلهج بعبارة: "هأنذا أرسلنى" (أش6 : 8) وكما لو كان وعد الرب عنه: " قبلما صورتك فى البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك " (أر 1 :5) . لقد أحس بالمسئولية فبدأ يضع يده على المحراث ولم ينظر يوما إلى الوراء ، فبدأ يخدم من شبابه المبكر . وكان مع أخوته الخدام مدركين لأهمية المخدع فى خدمتهم وحياة التوبة من خلالها يعلنون حبهم للرب . عاشوا فى الكنيسة ووسائط نعمتها وكانوا قدوة لكل الذين حولهم . لذلك كان لخدمتهم ثمر كبير نراه جميعا الان .

ومن خلال إحساسه بالمسئولية رأى أنه ينبغى أن يكرس كل وقته للرب فزهد فى العالم وكل مافية وذهب ليكرس كل وقته للرب. فذهب إلى البرية لكى ما يحيا حياة الهدوء تحت قدمى الرب . وعندما اختارته النعمة الإلهية بدأ يخدم فى ميادين مختلفة . . سواء فى الإكليريكية ، والبطريركية ، والمؤتمرات المسكونية وفى الخدمات الروحية بايبارشيات مختلفة . ولا أنسى عندما ذهبت للخدمة بالسودان كان قد سبقنى إلى هناك الأب القمص شنوده السريانى (نيافة الأنبا يوأنس ) وأمضى شهرا أو يزيد ترك فيه أثرا كبيرا لا يزال ظاهرا حتى الآن

صنع كل هذا ولم يكن يمنعه مخاوف الطريق أو مرض الجسد أو صعوبات أيا كانت وعندما أختار الرب أبانا الحبيب قداسة البابا شنوده الثالث ليكون خليفة مارمرقس كان أول من يختاره ليضع علية اليد المباركة ليقام أسقفا هو حبيبنا الراحل

وأن كنت أنا غير مستحق أخا صغيرا له لكنى حسبت هذه بركة لى) فكان لنيافته ثقة كبيرة ومحبة عميقة فى قلب قداسة البابا) لذلك كان جديرا بأن يكون بكرا له وجديرا بهذه الموهبة، فرأيناه أبا ومعلما ومرشدا وبناء حكيما صنع فى سنوات قليلة ما لم يصنع فى قرون كثيرة

يعوزنى الوقت لكى أتحدث عن قصص محبته وغيرته وأمانته للمحافظة على إيمان الكنيسة وسلامها، ومحافظته على أبنائة لكى لا تخطفهم أيدى غريبة من حضن الكنيسة المبارك

لذلك إن كان قد عاش أمينا فقد وجد أمينا على القليل لذلك أقيم على الكثير ودعى الأن لكى يدخل إلى فرح سيده

وبقى لنا أن نسعى لعلنا ندرك ما يريدنا الرب أن ندركه ، لكى نتمتع بشركته وآبائنا القديسين فى المجد

نعم رحلت عنا يا أبانا بالجسد ولكن لم ترحل من قلوبنا.. لن تكون جالسا على كرسى وسطنا، ولكن سوف تجلس بمحبتك وقدوتك فى قلوبنا إننا أحببناك كما أحببتنا لذلك نودعك إلى حضن حبيبنا السماوى جميعا. صلى لأجلنا إلى أن نلتقى فى حضن الرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010