*+* قصة حياة القديس العظيم مار مرقس *+*

قصة حياة القديس مارمرقس :-

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية بعيدين للقديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية: احدهما عيد استشهاده يوم 30 برمودة ،والثانى يوم 30 بابة وهو تذكار تكريس كنيستهوظهور رأسه بمدينة الاسكندرية.
والقديس مرقس الرسول هو احد رسل ربنا يسوع المسيح السبعين ،وبعد ان حل الروح القدس على التلاميذ صار من نصيب القديس ان يبشر فى بلاد مصر وشمال افريقيا. وأسس الكنيسة القبطية وهى التى تعرف بكنيسة الاسكندرية فهو اول بطريرك لها.وقد سمى جميع البابوات من بعده خلفاء القديس مرقس وكرسى البطريركية يسمى بالكرسى المرقسى نسبة الى القديس مرقس.
وهذا القديس هو احد الانجيليين الاربعة الذين بشروا باناجيلهم العالم اجمع،كما انه وضع القداس الذى عرف فيما بعد باسم القداس الكيرلسى.
وتحتفظ الكنيسة القبطية برفاته فى القاهرة ،وبرأسه المقدس فى الاسكندرية.
ومارمرقس هو الذى اسس مدرسة الاسكندرية اللاهوتية (الاكليريكية)
وتقترن صورة مارمرقس دائما بصورة اسد:اما لان اولى معجزاته هى قتل اسد ولبؤة باسم الرب. واما لان انجيله يبدأ بصراخ الاسد "صوت صارخ فى البرية" واما لان انجيله يمثل السيد المسيح فى جلاله وملكه على اعتبار انه الاسد الخارج من سبط يهوذا.
يسمى القديس مرقس كاروز الديار المصرية،هذا من جهة كرسيه الاصلى ولكن كرازته امتدت الى افاق واسعة ،لذلك صدق الانبا ساويرس عندما قال عنه "ذلك القديس العظيم الذى لم يضىء مصر فحسب بل العالم كله".
لقد عاش مارمرقس فى منتصف القرن الاول الميلادى واستشهد سنة 68م فى الاسكندرية.

نشأته :-
***********

ولد القديس مرقس فى درنة باقليم برقة فى الخمس مدن الغربية بليبيا من ابوين تقيين. فامه هى احدى المريمات اللائى تبعن المخلص وذهبن الى القبر باكرا جدا، وكان بيتها اول كنيسة مسيحية فى اورشليم. وابمه هو ارسطوبولس ابن عمة زوجة بطرس الرسول ،وكذلك يمت بصلة قرابة للقديس برنابا والقديس توما.
لم يعرف على وجه التحديد تاريخ ميلاد القديس ولكن المعروف لنا ان مرقس كان شابا فى العشرين من عمره تقريبا وقت صلب المسيح اى اصغر منه بحوالى 13 سنة.
سكنت اسرة القديس فى مبدأالامر بمدينة القيروان وكانت تعمل بالزراعة ولها ممتلكات شاسعة. وكان لاسرته قدر كبير من الثراء الروحى اذ حفظت الشريعة الموسوية واحسنت تربية ابنها وعملت على تثقيفه باللغات العديدة والثقافات المختلفة.
وقد توالت على اسرته غارات البربر فى عهد اوغسطس قيصر حيث سلبوا كل اموالهم . فاضطرت الاسرة للهجرة تحت ضغط الحاجة الى الامان فاتجهت الى فلسطين وكان ذلك فى بداية خدمة السيد المسيح.
نمى مرقس فى ربوع اورشليم وتبع المخلص وكذلك مريم امه تبعت المخلص وفتحت بيتها للرب وتلاميذه.

مارمرقس والاسد :-
********************

فى ذات يوم قصد مرقس ووالده الاردن ،وفى طريقهما خرج عليهما اسد ولبؤة. وارتاع ارسطوبولس ابيه وقال لابنه " اترى يا ابنى انهما سيفتكا بنا ،فاتركنى انا واهرب انت" ولكن القديس قال بقلب شجاع " لا تخف يا ابى فان المسيح حبيبى الذى اؤمن به سينقذنا من اى خطر ولن يسمح لهما ان يمسانا بسوء" ورفع قلبه الى الله ثم صرخ فى الوحشين قائلا "الهى يسوع المسيح ابن الله الحى يمنع عنا شركما وينقذنا منكما" وما ان اتم القديس كلماته حتى مات الوحشان. وانضم ارسطوبولس الى حظيرة اليمان المسيحى ولكنه لم يعش طويلا اذ مات بعد ايمانه بزمن قليل.

خدمة مارمرقس :-
****************

معروف ان القديس مرقس هو احد الرسل السبعين وانه واحد من الخدام الذين ساعدوا فى ملء الاجران ماء فى عرس قانا الجليل. وهو ايضا الشاب حامل جرة الماء الذى قصده الرب بكلماته عندما كان يخبر تلاميذه عن مكان اعداد الفصح "اذهبا الى المدينة فيلاقيكما انسان حامل جرة ماء" وقد كانت العلية التى عمل فيها الفصح فى بيت مارمرقس. وفى هذا البيت اكل الرب الفصح وايضا غسل ارجل تلاميذه وفيه اجتمع التلاميذ اثناء الآم السيد المسيح وموته لخوفهم من اليهود. وفيه حل الروح القدس عليهم وتكلموا بالسنة.
وقد تبع القديس مرقس السيد المسيح وتتلمذ على يديه ولذا لقبته الكنيسة "ناظر الاله".وتلقبه الكنيسة "كاروز الديار المصرية" حيث يوجد كرسيه الاصلى، ولكن كرازته امتدت الى افاق واسعة فشملت القارات الثلاث التى كانت معروفة فى ذلك الوقت وقد خدم فيها على ثلاث مراحل:
1- خدم مع بطرس الرسول
2- خدم مع بولس الرسول
3- خدم بمفرده
وقد سجل لنا سفر اعمال رسل ان القديس مرقس بينما كان شابا صحب الرسوليين بولس وبرنابا فى رحلة تبشيرية منتقلين من انطاكية الى قبرص ثم الى الساحل الجنوبى من اسيا الصغرى.
وفى اليهودية كرز مع بطرس الرسول فى اورشليم وفى بيت عنيا. اما كنيسة روما فقد تأسست على يد القديس بولس وساعده فى ذلك كثيرين فى مقدمتهم القديس مرقس.
ثم جاء القديس مرقس الى شمال افريقيا ،وبشر بالانجيل فى موطنه الاصلى اى فى الخمس مدن الغربية وهى تقع فى الشمال الغربى لمصر حيث بلاد ليبيا،وكان ذلك حوالى سنة58م.
وقد عاد اليهم ثانية حوالى سنة 63م ليفتقد المؤمنين وقضى بينهم سنتين سام خلالها اساقفة وكهنة وشمامسة وثبت المؤمنين.
وبهذا تبعت الخمس مدن الغربية كنيسة الاسكندرية خاضعة لبابا الاسكندرية.

مارمرقس والاسكندرية :-
*************************

جاء القديس مرقس الى الاسكندرية ولم تكن فيها كنيسة وانما كانت تزدحم بالعبادات الكثيرة مصرية ويونانية ورومانية وشرقية كما ازدحمت بفلسفات عديدة. وما أن وقع بصر القديس على هذه المدينة العظيمة حتى شعر انه فى حاجة الى معونة الهية ليتغلب بها على قلوب الناس المتحجرة. ولذلك صلى عند مدخل المدينة صلاة طويلة ،ثم دخل المدينة وقد قطع رحلته سيرا على قدميه ولطول المسافة تمزق حذاؤه فمال الى الاسكافى ليصلحه.وبينما يصلح الاسكافى الحذاء نفذ المخراز فى يده واحدث بها جرحا وتألم انيانوس الاسكافى وصرخ قائلا "ايوس ثيئوس" ومعناها "يا الله الواحد".
تعجب القديس من كلمات الاسكافى الوثنى،وبكلمات قليلة طمأنه على جرحه ثم تفل على الارض فصار التفل طينا ووضع الطين على الجرح.ورشمه بعلامة الصليب وهو يقول "باسم السيد المسيح تبرأ فى الحال" وحدثت المعجزة الاولى ووقف نزيف الدم وشفيت يد انيانوس فى الحال.
ذهل انيانوس من صنيع هذا الرجل معه وبادره القديس يسأل عن سبب صراخه باسم الله الواحد واخذ القديس يبشره بالسيد المسيح الذى باسمه حدثت المعجزة وشفيت يده.
فرح انيانوس بكلمات القديس ودعاه الى بيته ولبى القديس دعوته وجمع له الاسكافى اهل بيته بعد ان عرفهم بما صنعه معه القديس.واخذ مارمرقس يحدثهم عن السيد المسيح فآمن انيانوس واهل بيته واعتمدوا جميعا وقد جعل من بيته كنيسة سميت فيما بعد بكنيسة مارجرجس .
وكان بيت انيانوس هو النواة الاولى للكنيسة المسيحية فى مصر ومنهم نمت الكنيسة وامتدت.
وقضى القديس مرقس بينهم كل وقته يعلم ويبشر فآمن به كثيرون وذاع وانتشر اسم المسيح فى مدينة الاسكندرية.
ورأى مارمرقس ان الاسكندرية بلد عالمى كبير ويسكنها عدد كبير من الفلاسفة والمفكرين والعلماء الذين يناقشون النظريات والاراء فى مدرستهم الوثنية. فوجد لزاما عليه ان يتحدث الى هؤلاء من خلال منهج علمى منظم فانشأ المدرسة الاكليريكية واقام عليها القديس يسطس مديرا لها.
غادر القديس الديار المصرية متجها الى المدن الخمس الغربية ليفتقد رعيته ثم عاد اليها مرة اخرى.

استشهاد القديس :-
********************

اضمر الوثنيون الشر للقديس مرق الذى زعزع عقائدهم واهان عقائدهم بتعليمه.وفى احد الايام وهو الموافق 29 برمودة _ 26 ابريل سنة 68 بينما كان الوثنيون بعيد الههم سيرابيس تفرق بعضهم فى كل مكان فى المدينة ليقبضوا على القديس ويضعوا حدا لرسالته.وكان مارمرقس يحتفل وسط شعبه بعيد القيامة فى كنيسة بوكاليا.فقام الوثنيون فى هياج شديد وهجموا على الكنيسة اثناء الصلاة ، واخذوا القديس فى عنف شديد بينما كان واقفا امام المذبح يصلى.وطافوا به فى شوارع المدينة وطرقاتها وهم يسحبونه بقسوة بالغة وكان جسده يرتطم بالحجارة فيتمزق ويسيل دمه الطاهر وتخضبت الارض به وتسلخ جلده وهم لا يشفقون عليه. ولما مال النهار وتعبوا من تعذيبه طرحوه فى السجن الى اليوم التالى. وفى السجن ظهر له ملاك الرب بنور عظيم فقواه وعزاه وبعد اختفاءه تجلى له رب المجد يسوع فى قوة وبهاء فمنحه السلام وقواه.
وفى اليوم التالى اقبل عليه الوثنيون حتى يكملوا تعذيب القديس ،فربطوا حول عنقه حبلا واخذوا يجرونه فى عنف شديد كما فعلوا بالامس واهانوه كثيرا حتى اسلم الروح فنال اكليل الشهادة وكان ذلك فى يوم الاثنين 30 برمودة المافق 8 مايو سنة 68 ميلادية فى حكم المبراطور الرومانى نيرون.
واراد الوثنيون حرق جسده الطاهر امعانا فى الاهانة ولكن الله احدث بروقا ورعودا فامطرت السماء فانطفأت النار قبل ان تمس الجسد المقدس.واسرع المؤمنون واخذوا الجسد الى كنيسة بوكاليا ووضعوه فى تابوت ثم دفنوه باكرام فى الجانب الشرقى من الكنيسة.

جسد القديس :-
*****************

ظل جسد القديس مدفونا فى كنيسة بوكاليا حتى القرن التاسع الميلادى حيث اخذه بعض التجار من البندقية وابحروا به الى مدينة البندقية بايطاليا.وهناك استقبلوا الجسد باحتفال كبير وبنيت كنيسة للجسد وسميت باسم مارمرقس.
وفى عهد قداسة البابا كيرلس السادس ارسل قداسته الى البابا بولس السادس يطلب منه رفات القديس مرقسزوعاد الينا كاروزنا الحبيب فى 24 يونيو1968 واقيمت الاحتفالات واودعت رفات القديس فى المكان المعد لها تحت الهيكل الرئيسى للكاتدرائية.

+ بركة صلواته وطلباته تكون معنا آمين +
+++
لا اعلم لماذا نحن المصريين نبخس فضل مارمرقس علينا مع ان فضله

على كل واحد منا عظيم وكبير لانه هو الذى نشر المسيحية

فى بلدنا ولولاه لكنا فى الظلمة مع الهالكين........... لك منا كل التطويب

والتعظيم ياكاروز الديار المصرية ايها الشهيد العظيم الذى سفك دمك

الطاهر من اجل محبتك للرب الاله .
سيرة مارمرقص كاروز الديار المصرية

مار مرقس ( وإسمه الأصلى يوحنا ) هو أحد الإنجيليين الأربعه و لم يكن من الإثنى عشر تلميذاًو أصله يهودى من سكان الخمس مدن الغربية ... هاجر والده أرسطو بولس و مريم إلى فلسطين موطن أجدادهم و سكنا أورشاليم فى وقت ظهور السيد المسيح .

v كان من أوائل الذين قبلوا دعوته فإختاره من جملة السبعين رسولاً و قد إجتمعت تقاليد المسيحية على أن الرب يسوع كان يتردد على بيته ... و أنه فى هذا البيت أكل الفصح مع تلاميذه ، و فى إحدى غرفه حل الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين. و جاء فى سفر أعمال الرسل أن الرسل بعد الصعود كانوا يجتمعون فى بيته ( أع 12 : 12 )

v رافق مار مرقس بولس الرسول و برنابا ( خاله ) إلى أنطاكية سنة 45 م وذهب معهم إلى قبرص ثم إلى بعض جهات أسيا الصغرى و لما جاءوا إلى برجة بمفيليه تركهما هناك و عاد إلى أورشاليم . و قد ذهب مرة ثانية مع خاله برنابا إلى قبرص و هناك إفترقا فقصد مار مرقس شمالى إفريقيا وحده حيث بشر الخمس مدن الغربية سنة 52 م ثم غادرها إلى الأسكندرية سنة 60 م و أخذ يبشر فيها بالمسيح .

v لم تكن أخبار المسيحية مجهولة من أهل الأسكندرية قبل أن يذهب إليها مار مرقس لأن بعضهم حضر حلول الروح القدس على التلاميذ فى يوم الخمسين و لما عادوا إلى الأسكندرية خَّبروا بما سمعوا وبما رأوا . و كانت الأسكندرية مأهولة بعدد كبير من اليهود و اليونانيين ، هذا بالإضافة إلى المصريين فظل القديس مار مرقس يسير فى شوارع الأسكندرية حتى تمزق حذاؤه فدخل إلى إنيانوس الإسكافى ليصلحه و أثناء ذلك أُصيب بالمخراز فصرخ من الألم " يس ثيؤس " أى يا الله الواحد ... فانتهز مار مرقس هذه الفرصة و بعد ما أبرأ له جرحه أخذ فى الحال يعلمه عن هذا الإله الحى الواحد . و كان هذا سبب التعارف بينهما فدعاه الإسكافى إلى بيته و جمع أصحابه و جيرانه فبشرهم بالمسيح و عمدهم بما آمنوا ... و بهذه الخميرة الصغيرة إختمر العجين كله بمصر ، و سرعان ما نمت الكنيسة فرسم مار مرقس إنيانوس أسقفاً و أقام معه قسوساً و شمامسة ووضع لهم قداساً و هو الذى يعرف الآن بالقداس الكيرلسى نسبة للبابا كيرلس عمود الدين الذى دونه و رتبه فى صورته الحالية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010