ما هى التوبة

التوبة
هي حياة باطنية تُعاش في الداخل هي ارتداد القلب. هي اعادة توجيه جذرية من
الداخل لكل حياتنا. هي انسحاق القلب، هي عمليّة روحية داخليّة، هي ارتداد إلى
دينامكية المحبّة الأولي، إلى اصل الحياة، إلى الله الحيّ. التوبة تعني الإنسان
دخل إلى ذاته شعر بخطيئته. وندم عليها واراد الابتعاد عن كل خطاياه والرجوع الى
صوت الحق والضمير، اراد ان يبقى الله حياً فيه. لا يريد ان يموت الله فيه.


"فالتوبة تعطي للإنسان أمور كثيرة أجمل ما فيها شعور بالحرية وانه غير مستعبد
فالخطية مذلة تجعل أقوي الأقوياء عبد.أما التوبة تعطي لذة الحرية تلك التي تكشف
للإنسان زيف الخطية وشهواتها مهما كانت براقة التوبة تعطي للإنسان عمق في
البصيرة فتجده يبصر ما علي الأرض بنظرة جيدة فيجد كل شيء حلو وحسن من خلقة الله
الحلو فالتوبة بعد هذا البصر تمنح بصيرة تعمق نظرتي للأرض فمهما كانت الأشياء
هنا جميلة فكم من السنين سنقضيها فيها ..؟"


التوبة تعطي لذة السعادة للتائب حنيما يدخل إلي جمال المسيح فيري ويسمع ويحس ما
لا يستطيع أن يعبر عنه ....أحساس خاص جداً يحياه هو ولا يستطيع أن ينقله لأخر
.. ولكن يشعر الجميع أن هناك تغير فيه وهناك حالة توبة.


"طوباك أيها التائب حنيما يتخلي الناس عنك لأنك أخترت الرب ورفضت الخطية .
طوباك لأنك ستكون في حضنه لا في حضن إنسان وستكون في رفقته لا في رفقة ملاك.
لذلك تعزوا بلذات التوبة وتوبوا كل أيام الحياة ولتكن كلقمة في أفواهكم لهل طعم
شهي عندكم هذه هي حياتكم في التوبة كل يوم وتلذذوا وحدثوني وحدثوا أولادكم
والآتيين من بعدكم عما عشتموه في توبة ولذة توبة حقيقية."


نقلاً عن عظة لأبونا القمص / يوسف أسعد


بأجتماع الشباب الجامعي والموظفين بكنسية السيدة العذراء بالعمرانية


بتاريخ 8/7/1993
توبة حياة.. والحياة توبة

نيافة الأنبا موسى
ابنى... ابنتى...
أنا أعرف أنكما سمعتما كثيراً عن التوبة، ولقد قال لكما أبنائى الخدام، أن التوبة هى طريق الحياة الأبدية... وهذا حق. لكننى ألاحظ أحياناً نوعاً من الخلط فى مفهوم التوبة:

البعض يقول أنها كراهية الخطية...

والبعض الآخر يرى أنها الاقلاع التام عن الخطية...
والبعض الثالث ير فيها جهاداً مضنياً، وقيوداً صعبة، يكبل بها نفسه...

لكن التوبة ببساطة هى الحديث معى فى حب... ليست سوى ذلك... الانتباه إلىَّّ... والحوار اليومى المتصل معى...

ألا تتذكروا قصة المرأة الخاطئة (لو 7)، وكيف أنها ذرفت دموع الندم على بعدها، وكل ما فعلته أنها جاءت إلىّ... فى ثقة الحب اللانهائى الذى فى قلبى من نحوها... لم تتكلم كلمة واحدة... ولم تظهر بطولات جهادية ضد الخطايا التى كانت تشربها كالماء حتى أغفر لها... لقد غفرت لها "لأنها أحبت كثيراً"... لذلك فالتوبة هى الحب... الحب الذى فى قلبى من نحوكما... وانعكاسات ذلك الحب فى قلبيكما..

لذلك فأنا مستريح إلى مفهوم التوبة فى الكنيسة... فهى لا تلح عليكما من أجل توبة لحظة... ولكنها تطلب منكما حياة توبة كاملة... بها تدخلون أبواب الحياة الأبدية وها معقول طبعاً.

فالتوبة كما أنها موقف عودة إلى بيت الآب "أقوم وأذهب إلى بيت أبى" (لو 24:5)، كذلك فهى حياة مستمرة داخل بيت الآب، من هنا تكون التوبة عملية حب متجدد طول الحياة، ويمتد إلى الأبدية السعيدة مع الله.

إذن، فلا تكتئب يا ابنى حين يقول لك خدامى: تب... ولا تتصور أن التوبة مسئوليتك وحدك... ولاهى قيود حديدية أربطك بها... التوبة حب... والحب قيوده جبارة... إذ يشدك إلىّ... ويشدنى إليك... فنحيا معاً فى عشرة تدوم إلى الأبد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010