النقد الكتابى

[/size]
سمعنا كثيرا فى الأيام الأخيرة عن مايسمى بالنقد الكتابى ، وأتمنى أن نتبادل الحوار عن هذا الموضوع خاصة فى النقاط الآتية
1- ماهو مفهوم النقد الكتابى.
2- هل النقد الكتابى عملية أيجابية أم سلبية ومانتيجته.
3- كيف بدأ النقد الكتابى وأسبابه.
أحبائى ..أنتظر مشاركتكم معى فى هذا الموضوع الهام لأتعلم منكم أشياء كثيرة أجهلها عن هذا الموضوع
صلوا من أجلى
[size=10]

[/size]
أحبائى... رغم أهمية هذا الموضوع لأنه كان مدخلا لكثير من الفكر الغير الصحيح وكان سببا لظهور كثير من البدع الحديثة أيضا ، الا أنه حتى الأن لم يشاركنى أحد فى مناقشة هذا الموضوع الهام ، ربما لأنه موضوع جديد لم يتطرق له أحد من قبل الا القليلين ، وربما لأن الكتابات عنه قليلة ، لذلك سأضع عدة نقاط لتكون هى المدخل لمناقشة الموضوع وأرجو أن تفتح الباب لدخولكم معى الى الموضوع حتى يكون هناك أكثر أستفادة منه وهذه النقاط التى سوف نتكلم من خلالها هى :
(1) ماهو مفهومك عن النقد الكتابى ؟؟ وهل هو عمل ايجابى أم عمل سلبى ؟
(2) ماهى أنواع النقد الكتابى ؟؟
(3) أين ومتى ظهر النقد الكتابى ؟؟ وماهى أسباب أنتشاره ؟
(4) ماأهمية الموضوع بالنسبة لنا ؟
أرجو أن يشترك معنا فى مناقشة هذه العناصر كل من له فكر عنها حتى يكتمل الموضوع ويستفيد منه كل أخوتنا ، خاصة الخدام منهم لأهميته بالنسبة لهم .
وأخيرا صلوا من أجل ضعفى
[size=10]

[b][/size]
أحبائى...يبدو أن هذا الموضوع ( النقد الكتابى ) غريب بالنسبة للكثيرين رغم اهميته كمدخل لدراسة الأفكار الغريبة عن كنيستنا والبدع الحديثة والتى يكثر الحديث عنها هذه الأيام ..ويبدو أنه لغرابة الموضوع لم يبادر أحد من أخوتى الشباب لمناقشة الموضوع رغم أن الموضوع مفتوح للمناقشة منذ أكثر من أسبوعين..لذلك فضلت أن أبدأ بنفسى بسبب أهمية الموضوع خاصة بالنسبة للخدام.....
أولا : مفهوم النقد الكتابى...وهل هو عمل أيجابى أم عمل سلبى ؟؟؟
عبارة النقد الكتابى هى ترجمة غير دقيقة للكلمة اليونانية التى تنطق " كريتيكى " بمعنى التمييز ..فعند دراسة قانونية الأسفار يجب التمييز بين كل ماهو موحى به وما هو قانونى من الأسفار وبين ماهو غير قانونى أو دخيل عليها ( أبوكريفا ) ، وبدون هذا التمييز أو بدون مايسمى بالنقد الكتابى لا يمكن الوصول الى رأى محدد فى موضوع الدراسة...فمثلا ...من خلال هذا التمييز أستطاع أباء الكنيسة وما قبلها أستبعاد أسفار غير قانونية من العهد القديم مثل أسفار أدم ، وشيث ، ونوح ، وأبراهيم ، وعزدراس ..كذلك أثبت الأباء عدم قانونية بعض الأسفار فى العهد الجديد وأستبعدوها مثل أنجيل مريم وأنجيل بطرس وأنجيل العبرانين وأنجيل الأثنى عشر وأنجيل يعقوب وفيلبس وأنجيل نيقوديموس والأنجيل الأبدى وأنجيل المجدلية وأنجيل يهوذا الأسخريوطى ...وهكذا فأن النقد الكتابى فى حد ذاته عمل أيجابى ..ولكن لكل شئ جانب أيجابى وجانب سلبى ، فهناك من يدرس الأسفار ليس لكى يؤكد قانونيتها أو ليتعرف على العقيدة السليمة أو لكى يبحث ان كانت تتناسب مع فكر الكنيسة والتسليم الأبائى أم لا ، ولكنه يدرس من أجل أن ينقض الكتاب ( بالضاد ) فهو يدرس من أجل أن يشكك فى قانونية الأسفار ومن أجل أن يشكك فى الوحى ومن أجل أن يشكك فى كتبة الأسفار ، ويشكك فى مصادر الوحى وهذا هو الجانب السلبى من النقد الكتابى ، وهذا الجانب هو سبب كل البلايا التى تعانى منها الكنيسة من أفكار وبدع هدامة لا تتفق مع الكتاب المقدس ولا مع فكر الأباء ولا مع التسليم الرسولى .
ثانيا : أنواع النقد الكتابى :
(1) النقد الكتابى الأدنى : وهو يمثل الصورة الأيجابية للنقد الكتابى
(2) النقد الكتابى الأعلى : وهو يمثل الجانب السلبى للنقد الكتابى
وقد جاءت هذه التسمية من صورة النهر ( الذى ترمز مياهه للروح القدس ) ..فالذى يضع نفسه تحت أدنى النهر ويخضع فكره وعقله للأيمان و للروح القدس فأنه يرتوى من تعاليمه أما الذى يحاول أن يغوص فى أعالى النهر عند منابعه فكأنه يخضع الأيمان و الكتاب ويخضع الروح القدس لفكره ولعقله فمن المؤكد أن يصيبه الكبرياء والغرور فيغرق ، من هنا جاءت التسمية بالنقد الأدنى والنقد الأعلى ...مع ملاحظة أن الأيمان لا يلغى العقل والأ ما أمكن التمييز الصحيح الذى تكلمنا عنه فى البداية.
ثالثا :متى وأين نشأ النقد الكتابى الأعلى ؟؟
من المؤكد أن النقد الكتابى الأعلى قديم قدم بداية تسجيل الوحى ، ولكنه لم يكن على الصورة التى نراها هذه الأيام !! وقد بدأت هذه الصورة فى القرن التاسع وبصفة خاصة فى المانيا التى أنتشر منها كما ينتشر النار فى الهشيم الى باقى أجزاء أوروبا ..وأسباب ظهوره فى المانيا بصفة خاصة يرجع لعدة أسباب منها
(1)الصراع بين الدولة والأباطرة فى المانيا من جهة والفاتيكان وبابا روما من جهة أخرى الذى أخذ يتطور بصورة غريبة حتى أفرز لنا مارتن لوثر كنج و البروتستانتية ( المحتجين ) الذين أحتجوا على كل شئ حتى على التقليد والتسليم الأبائى ، ومن حضنهم خرجت معظم البدع الغريبة مثل الخمسينين والأدفنتست وشهود يهوة
(2) الصراع بين السامية والآرية حيث كان اليهود يسيطرون على الأقتصاد الألمانى وكانوا يؤكدون أنهم وحدهم شعب الله المختار مما جعل الآريون (أصحاب الدم الألمانى الذين يعتبرون أنفسهم أنهم اصحاب الدم النقى على الأرض ) يحاولون القضاء على اليهود والقضاء على مقولة شعب الله المختار وذلك بالتشكيك فى العهد القديم وفى الوحى وفى الكتاب المقدس ككل حتى أنهم حاولوا أثبات أن السيد المسيح ليس من اليهود ، ووصل الصراع الى قمته حين أحرق النازيون اليهود وأناروا بهم الشوارع ، وأداروا أيضا بأجسادهم المشتعلة ماكينات مصانعهم فى الحرب العالمية الثانية .
(3) انتشار المادية والألحاد خاصة بعد الثورة الصناعية كان من الأسباب التى ساعدت على ظهور النقد الكتابى الأعلى بهدف التشكيك فى وجود الله لدرجة أن أحدهم قال أنه يمكن تلخيص العهد القديم كله فى عبارة واحدة هى " لا اله ولا وحى فى العهد القديم "
وهكذا بدأ النقد الأعلى ، وهكذا أنتشر ، وكان بداية لبدع نسمع كل يوم الكثير منها ..
....لذلك فان هذا الموضوع هو جرس أنذار وتحذير للجميع وبصورة خاصة للخدام وللذين يقرأون تفسيرات غربية وأجنبية منهم ، فليس كل شئ نقرأه نصدقه ونعتبره عقيدة لنا ومسلم بها ، وليكن عندنا روح الأفراز والتمييز والنقد الأيجابى الأدنى لنعرف أن كان ما نقرأه موافقا لتعليم الكتاب المقدس أم لا وأن كان متفقا مع الفكر الأبائى والتسليم الرسولى أم لا ؟؟ كما أرجو من أخوتى الخدام ، خاصة خدام الشباب ، ليس كل ما نقرأه نعلمه لأولادنا ولبناتنا ..ولكن أولا يجب أن نفحص ما نقرأه جيدأ قبل أن ننقله للأخرين.
والرب قادر أن يحافظ على كنيسته وعلى أولاده وبناته من كل فكر غريب.
صلوا من أجل ضعفى.
[b][size=10]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010