الهى الهى لماذا تركتنى

عندما اشتدت أحزانه... و زادت حرارة الشمس من فوق رأسه... بل و جرت أنهار أحزانه عاصفـًة بكل أحلامه.

خلا إلى حجرته و أحتبس بين جدرانها يسطر خطابًا إلى سيده و ربه :-

ربي يسوع

أكتب إليك هذا الخطاب بعدما رأيت اليأس يسكن في أعماق ذاتي ، أكتب إليك بعدما تأكدت أن حياتي أصبحت مثل كأس لاذع فوق شفتاي .

يا إلهي لماذا كل هذا ؟! يا رب إن كل أصدقائي قد تركوني بل و تآمروا علي ...و حتى الزمن صار لي عدوا فهو يركض في أوقات فرحي حتى إني لا أكاد أشعر بها و في أوقات حزني و ألمي يكاد لا يتحرك أنه يقف ليشاهدني و انا أعتصر بين أحزاني .

يا يسوع إني في حيرة من أمري ... هل أنت من يقود سفينتي أم أنك سلمت الدفة لشخص آخر لست أعرفه ؟! فكيف و أنت تقود سفينتي يغمرها موج مشاكلي..........

فأمس هاجت أمواج أحزاني و اليوم هاجت أمواج غدر أصدقائي و غدا صرت لا أريد خوفا من أمواجه.

يا سيدي لماذا تركتني لماذا حجبت وجهك عني ؟

إن نفسي تصرخ إليك أن تعود و تنتشلني من بين عالمي الهائج حتى يطمئن قلبي ولا أخاف شيئا

أبنك الضعيف

الإنسان



وفجأة إذ ببارقة ضوء تلمع في سماء أحزانه و صوت حاني يهمس بين ضوضاء همومه و يقول له :-

ابني الغالي

يا من أحاطت بك الدنيا و قيدتك بمشاكلها ..

يا من هاج بحرك و غمرك موجه إني أراك و أحس بك و بآلامك .

أنه انا من يقود سفينتك... نعم انا من أوجهها نحو الموج العالي ، و ألقي بك بين الأمواج القوية حتى تعتادها بل و تصير أقوى منها ... إني أخرج بسفينتك من الطريق السهل و أضعها في أضيق الطرق .

تأكد يا ابني إن كل ما أنت فيه اليوم هو مجرد مرحلة وقتية وسوف تنتهي سريعا حين أصل بك إلى ذلك الشاطئ الذهبي و عندها ستدرك أن كل هذه الآلام والأوجاع هي التي جعلت منك إنسانا قويا . أخيرا، أرجوك تشبث في سفينتك ولا تتركها أو تبحث عن سفن أخرى ليست لك و ثق إني انا بمفردي من يقود حياتك و إني أر ى ما لا تراه أنت بعينيك



أبيك السماوي
سلام ونعمة ليكم :
+شكرا على تعب محبتك +

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010