الله لا يترك نفسه مديوناً لآحد ... !!



الله لا يترك نفسه مديوناً لآحد ... !!
===========================

يظن البعض ان اى عمل خير يقوم به اصبح بسببه من الابرار القديسين .. !! . وانه بهذا العمل اصبح دائنا لله .. !! واقل شىء يقدمه له الله بعد رد اضعاف هذا الخير على الارض ان يجعله من ورثة الملكوت .. !! . لا تظنوا انى ابالغ فهذا كثيراً من يحدث صدقونى احياناً انا نفسى افعل هذا . وهذا بالطبع نتيجة ضعف نظر روحى كثيراً ما يصبنا ، هل جلسنا يوماً نفكر فيما يقدمه الله لنا ؟ . دعونا نضع ما نقدمه لله فى كفة ميزان وفى الكفة الأخرى سنضع خيرات وعطايا الله لنا ، ترى أي الكفتين ستكون لآعلى ؟؟

ذات يوم كان احد الاباء الرهبان يسير بجانب المزرعة فى طريقه الى مكتبة الدير لقضاء امر ما وفى طريقه لاحظ احد العمال جالس بجانب بعض الحطب المشتعل محاولة منه للحصول على بعض الدفء فقد كان الجو شديد البرودة . نظر اليه الراهب فى شفقة ومضى فى طريقه ، وبعد ان قضى ذلك الامر الذى كان يريده عاد الى قلايته وهو يفكر فى ذلك العامل الذى يرتجف من البرد وهنا وجد نفسه يفكر فى اعطأه البلطو الذى يملكه ولم يتردد بل اسرع ووضع ذلك البلطو فى شنطة وذهب الى ذلك العامل وأعطاه له . شعر ذلك الراهب بسعادة غامرة وهو فى طريق عودته الى قلايته وهو يتذكر كلامات الشكر التى أمطره بها ذلك العامل بعد ان أعطاه البلطو . وأخذ يتذكر شكل العامل وهو يكاد يطير فرحاً بتلك الهدية . واخذ يقول لنفسه " ما أحلى عمل الخير " قالها وهو يشعر بشعور يشابه القداسة الذاتية . ولكنه ما كاد يصل الى باب قلايته حتى وجد مفاجاة كبرى فى انتظاره

لقد وجد صندوق موضوع امام قلايته . صندوق كبير جميل مغلف بشكل أجمل موضوع عليه بطاقة صغيرة مكتوب عليها أسمه . حمل الصندوق وادخله قلايته وهو يفكر " ترى من أحضر ذلك الصندوق فى هذا الجو البارد ؟؟ ..... ترى ما الذى يحتويه هذا الصندوق ؟؟ .... تعددت الآسئلة فى رأسه وهو يسرع فى فتح هذا الصندوق الغامض وما ان فتحه حتى وجد ما أدهشه جداً جداً .

لقد وجد بلطو جديد تماماً مطابق للبلطو القديم الذى أهداه للعامل منذ قليل .... جلس على المقعد الصغير المجاور له وهو ممسكاً بذلك البلطو الجديد بكلتا يديه مردداً بين نفسه موجهً نظراته الى أسفل " أخجلتنى يارب ، قدمت بلطو قديم لدى فأحضرت لى أخر جديد . قدمته انا فى صورة شفقة وأحسان على رجل فقير ، بينما انت قدمته فى صورة هدية قيمة لشخص تقدره وتحبه ، انا قدمته فى العلن وانت قدمته فى الخفاء . كم سعدت بكلمات المديح وشعرت وكأنى الانبا ابرإم الجديد أو انبا صرابامون الثانى اما انت يارب فتقدم بحب ولا تنتظر المقابل كم كنت سريعاً يارب فى ردك للهدية بأعظم منها .. حقاً انت يارب لا تترك نفسك مديوناً لآحد ... "

" هذه القصة رواها لنا أب راهب منذ حوالى أربعة سنوات وكان يتحدث عن نفسه !! " .

والان عزيزى القارىء أتريد أن حصى نعم وعطايا الله لك . دعنى أقدم لك بعض النقاط للتفكير فيها هل لك أعين فهناك الكثير لا يملكون هذه النعمة . هل لك يدان هل لك قدمان فهناك انسان يتمنى أن يسير لعدة خطوات دون مساعدة أحد . هل مازلت تتنفس أذن فأنت مازلت موجوداً فى الحياة مازالت تتمتع بهبات الله المجانية ... ان كام الامر كذلك فهل ستشكر الله ؟ هل ستقول لله فى كل عمل خير تعمله " من يدك وأعطيناك .. منك ولك الكل "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010