صورة مركبة

صورة مركبة

الخضوع والطاعة

ليس أفضل من أن نبدأ بمريم أم ربنا. ما الذي ميّز هذه الفتاة حتى أن الله فضلها بهذه الطريقة الفريدة؟ نعرف أنها كانت عذراء مخطوبة ليوسف. من المؤكد أنها تميزت بحياة الطهارة والقلب المكرس لله مع أننا لا نخبر بذلك. نرى لمحة خاطفة عن شخصيتها في جوابها للملاك: "هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك" (لوقا 38:1). هنا كانت روح خاضعة واستعداد لعمل إرادة الله. كانت مريم حاضرة لخدمة الله لأنها وثقت به. هل من أمر يرضي الرب أكثر من هذا؟

هنالك عدة مرات تظهر فيها مريم في الكتاب، سوف ننظر إلى أحد هذه المرات. في مناسبة العرس في قانا الجليل (يوحنا 1:2-11)، قدمت مريم نصائح لا يمكن تجاوزها قالت للخدام، "مهما قال لكم فافعلوه". لا يمكن أن نخطئ عندما نطيع كلمة الله ونخضع نفوسنا بأكملها له.

من الجدير أن نلاحظ أنه بالرغم من كون مريم مباركة ومفضلة من الله لكنها ما زالت بحاجة إلى الخلاص مثل كل الرجال والنساء. فإنها قالت "تبتهج روحي بالله مخلصي" (لوقا 47:1).

بارة وبلا لوم

كانت اليصابات أم يوحنا المعمدان وقريبة مريم مسّنة.

وقد فات معظم عمرها. ماذا كان سجّل تلك الحياة؟ هي وزوجها زكريا "كانا كلاهما بارين أمام الله، سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم" (لوقا6:1). هذه رغبة الله لكل واحد منا نساء ورجالاً على حد سواء. "اختارنا ، لنكون قديسين وبلا لوم قدامه" (أفسس 4:1)

التكريس لله

كانت حنة هي امرأة متقدمة في العمر تسكن في أورشليم لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلاً ونهاراً (لوقا 37:2). كانت في الهيكل عندما أحضر الطفل يسوع وقدم للرب ، ولدى رؤيته قدمت حنة الشكر لله. وقد رأت فيه فداء إسرائيل وتكلمت عنه للآخرين بفرح. كانت حياة حنة كلها مكرسة لله، وقتها وطاقتها وكل ما لديها. يشجعنا الكتاب نحن أيضاً أن "نقدم أجسادنا ذبيحة حية ... لله" (رومية 1:12). علينا أن نطلب أولا ملكوت الله (متى 33:6). وأن نهتم بما فوق (كولوسي 2:3). بماذا تهتم قلوبنا؟ لمن نحن مكرسّين، لنفوسنا أم للعالم أو لله؟

الحب والامتنان

إن اسم مريم المجدلية مألوف لجميعنا لأن منها أخرج يسوع سبعة شياطين. ذكرت أولاً مع النساء الأخريات اللواتي "كّن قد شفين من أرواح شريرة وأمراض... كّن قد خدمنه من أموالهن" (لوقا 3،2:8). لقد كان حبها وامتنانها بسبب تحريرها عظيمين بحيث أنها أرادت أن تكون مع الرب يسوع لتخدمه بدون التفكير بالكلفة. نراها ثانية عند الصليب تنظر بحزن(متى55:27-56) وثم تبكي عند القبر (يوحنا 1:20-18). هناك امتلاً قلبها المحب لدى رؤية الرب المقام. يخبرنا البشير مرقس أن الرب ظهر أولاً للمجدلية (مرقس 9:16). نرى كيف كافأ الرب حبها وامتنانها.

في مناسبة أخرى أظهر الرب أنه يقدّر الامتنان. عندما شفى يسوع العشرة البرص ورجع واحد فقط ليشكره ويسجد له سأله يسوع، "أين التسعة؟" (لوقا 17: 17). طبعاً يجب أن يتميز بالقلب الشكر كل من يدعو يسوع رباً.

الإيمان

يكتب بولس إلى تيموثاوس "أتذكر الإيمان العديم الرياء الذي فيك الذي سكن أولاً في جدتّك لوئيس وأمك أفنيكي" (2 تيموثاوس 5:1). لقد كانت هاتين المرأتين معروفتين لأجل إيمانهما الحقيقي بالله. إيمان عامل في حياتهما والذي حاولتا توصيله للآخرين. من الواضح أنهما علّمتا تيموثاوس الصغير الكتب المقدسة، بكل اهتمام (2 تيموثاوس 15:3). وما يتعلق بشأن خلاصه. يا ليت هذه الأمانة والإيمان بالله وجدا في كل الأمهات والجدّات وكل من يعمل بين الأولاد.العبادة في كل مرة نرى مريم من بيت عنيا، نجدها جالسة عند قدمي الرب يسوع. في لوقا 38:10-40 نراها جالسة عند قدميه تسمع كلامه وتتعلم منه. في يوحنا32:11 نراها ترتمي عند قدميه باكية من شدة ضيقها على موت أخيها. في يوحنا 3:12 تمسح قدمي الرب بطيب ناردين وتمسحهما بشعر رأسها. وكما أن رائحة العطر ملأت البيت هكذا رائحة عبادتها أبهجت قلب الرب. كانت مريم عابدة حقيقية. والرب يطلب أناس مثلها ليعبدوه. (يوحنا 23:14). عرّف أحدهم العبادة فيضان القلب المليء بالمسيح. "هلم نسجد ونركع ونجثو أمام الرب خالقنا" (مزمور 6:95).

أعمال حسنة

يبدو أن مرثا التي من بيت عنيا كانت مختلفة عن أختها، مريم وقد حسبها البعض أقل شأناً من الجهة الروحية، لكونها ربة المنزل المشغولة ولقلة وقتها للأمور الروحية. لكن يسوع "كان يحب مرثا" (يوحنا 21:11-27). يقدّر الرب ويحتاج لكل من مرثا ومريم. كان مشكلة مرثا أنها كانت مرتبكة في خدمة كثيرة (لوقا 40:10). ومن السهل علينا جميعاً أن ندع الأمور تخرج عن توازنها. إن الله يقدّر خدمتنا له ولكن ليس على حساب أنفسنا. في نظر الله ماهيتنا تفوق قيمة أعمالنا. إننا نحتاج إلى موازنة لائقة بين الجلوس عند قدميه والخدمة.

نقرأ في سفر أعمال 36:9-41 عن طابيثا التي كانت "تلميذة... ممتلئة أعمالاً صالحة وإحسانات كانت تعملها" لم يسجل الكتاب سجلاً عن أعمالها الحسنة، لكننا نعلم أنها كانت تخيط أقمصة وثياباً وفاق إحسانها للأرامل حتى أنهن بكين عند موتها. دعيت بـ"تلميذة" وقد أثبتت حقيقة الحياة الجديدة بداخلها بواسطة محبتها واهتمامها بالآخرين. لقد مثّلت نوع الإيمان الذي كتب عنه يعقوب (يعقوب 14:2-26) إيمان يعمل.

إننا لا نخلص عن طريق الأعمال لكننا نخلص لأعمال حسنة " قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أفسس19،9:2). "لا تنسوا فعل الخير والتوزيع" (عب 16:13).

الضيافة

عاشت في مدينة فيلبي امرأة اسمها ليديا، بائعة أرجوان من "مدينة ثياتيرا متعبدة لله، (أعمال14:16). كانت أممية ولكنها اجتمعت كالعادة للصلاة مع النساء يهوديات وأخريات من الأمم مثلها. وحيث أنه لم يكن في مدينة فيلبي مجمعاً فقد اشترك بولس وجماعته مع هؤلاء النسوة وابتدأ يعملهن "وفتح الرب" قلب ليديا. وقادها قلبها المفتوح لأن تفتح بيتها حتى ألزمت المبشرين بأن يقبلوا ضيافتها وهكذا بدأت الكنيسة الأولى في أوروبا تجتمع في بيتها قلب مفتوح بيت مفتوح وقارة مفتوحة.

يحّثنا الرسول بطرس أن نكون "مضيفين بعضنا بعضاً بلا دمدمة" (1بطرس9:4). ويحثنا أيضاً على إضافة الغرباء "لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون" (عبرنيين2:13). كم مّنا خسر ملائكة بسبب افتقارنا في الضيافة؟

الخدمة في الإنجيل

لقد ذكر بولس أسماء كثيرات في رومية16 كّن مساعدات وخادمات. "كانت فيبي خادمة كنيسة كنخريا... مساعدة لكثيرين" وبريسكلا مساعدة بولس في المسيح يسوع، خدمت مع زوجها في كورنثوس، أفسس وروما. كانا قابلان للتعليم واجتمعت الكنيسة في بيتهما وكانا على استعداد أن يبذلا حياتهما لأجل بولس. مريم تعبت لأجلنا كثيراً، ترفينا وتريفوسا "التاعبتين في الرب". "برسيس تعبت كثيراً في الرب في رسالته إلى أهل فيلبي يذكر بولس "أفودية وسنتيخي هاتين اللتين جاهدتا معي في الإنجيل" (فيلبي 2:4، 3).

لم تُحدد نوع خدمة هؤلاء النساء من الممكن أن الكلمات "خادمة، مساعدة" تحمل معنى الخدمة المساندة. ليست هنالك أية حجة كتابية للاعتقاد أن هؤلاء النساء كنّ ينشغلن بالوعظ والتعليم مثل بولس- كما يود البعض أن يفكر- أنهن تعبن وجاهدن كثيراً وهذا يظهر مدى الغيرة والتكريس اللتين خدمن بها الرب كل ما فعلن فُعِلَ من القلب كما للرب "لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله" (عبرانيين16:13).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010