المواهب الروحية
+++++++++
+++++++++
رومية4:12- 8، 1كورنثوس7:12-11 و27-31،أفسس7:4
أي من مواهب الروح هي للرجال؟ وأيها للنساء؟ إن دراسة هذا الموضوع تظهر أن جميع هذه المواهب لم تعيّن لجنس واحد فقط. بينما تفحص المواهب، تذكّر أن أي واحدة منها يمكن أن تكون ملكك.
تعريف
إن الموهبة الروحية هي مقدرة ملحوظة تُمنح للمؤمن بواسطة نعمة الله لبنيان وتشجيع وتعزية شعب الله. الكلمة المستعملة في العهد الجديد لموهبة هي مأخوذة من اليونانية خارس (تعني نعمة)، وبكلمات أخرى ليست هذه المواهب من أصل بشري لكنها معطاة مجاناً بنعمة الله. كما يرضيه وتُعطي هذه المواهب، "لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح" (أفسس11:4و12). وبعبارة أخرى تُعطي هذه المواهب بقصد الخدمة لا للتمتع الشخصي.
اشتقاق
نجد في الفقرات الثلاث الرئيسية من الكتاب التي تتعلق بالمواهب أن كل شخص من الثالوث مذكور كمصدر لموهبة ما. (رومية3:12)، "كما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان" (أفسس7:4)، "لكل واحد منا أعطيت النعمة حسب مقياس هبة المسيح" (1كورنثوس1:12، 11)، "وأما من جهة المواهب الروحية... هذه كلها يعطيها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء".
وصف
اقرأ بكل انتباه الفقرات التالية ودوّن لائحة عن كل المواهب. رومية4:12- 8، 1كورنثوس7:12-11، 27: 31، أفسس7:4 و 8، 11-13.
إن الطريقة المناسبة لتجميع المواهب مع حذف الأمور المتشابكة في الفقرات، هو أن نراها كمواهب كلامية، مواهب خدمة ومواهب كعلامة كما هو الحال في الترتيب التالي:
مواهب كلامية: رسل، أنبياء، مبشّرين، رعاة، معلمين، وعّاظ، كلام علم، كلام حكمة.
مواهب خدمة: المساعدة، العطاء، التدبير، الإدارة، إظهار الرحمة، إيمان، تمييز.
مواهب كعلامة: عجائب، شفاء، ألسنة، ترجمة ألسنة.
أ. مواهب كلامية
1 - الرسل، يمكن للرسولية أن يكون لها كل من المعنى العام الخاص. تعني الكلمة "الشخص المرسل" مطابقة لكلمة مبشر، شخص مرسل مع رسالة. أما المعنى الخاص فموهبة الرسولية كانت مقتصرة على الاثنى عشر تلميذًا الذين كانوا مع يسوع منذ بداية خدمته وقد أخذوا دعوة خاصة منه وكانوا شهود عن قيامته. وقد وضعوا أساس الكنيسة (أفسس 2:2) وكان لديهم سلطاناً خاصاً شهوداً لهم عجائب خاصة. كانت هذه الموهبة الخاصة ضرورية في فترة الكنيسة الأولى فقط.
2- أنبياء، إن لهذه الكلمة معنى عام ومعنى خاص. تعني أن ينطق أو يخبر، والواعظ الذي يخبر برسالة من الله يكون نبياً. ولكن الموهبة الخاصة بالنبوة كانت متعلقة بقبول رسالة من الله بواسطة إعلان خاص والتصريح بها. كانت هنالك حاجة لمثل هذه الموهبة خلال كتابة العهد الجديد ولم يعد لها حاجة بعد أن تمّت هذه الكتب إذ أن رسالة الله الكاملة أصبحت مكتوبة ولا يمكن لاعلان جديد أن يضاف إليها.
3- المبشّرين، هذه الموهبة هي المقدرة الخاصة لتوصيل البشارة بوضوح للخطاة، بهدف التجديد. هذا يحوي التبشير الفردي بالإضافة إلي الممارسة العلنية. حسب الظاهر يمكننا أن نقوم بعمل المبشر حتى إذا كنا لا نملك الموهبة الخاصة (انظر2 تيموثاوس 5:4).
4- الرعاة، هؤلاء لهم مقدرة خاصة للعناية بإخوانهم المؤمنين، لكي يرشدونهم ويغذونهم ويحرسونهم من الشر مثلما يعتني الراعي بخرافه.
5- معلمين، تتضمن هذه الموهبة مقدرة غير عادية لشرح حقائق كلمة الله بوضوح وتطبيقها بشكل فعال، وليس فقط نقل معلومات إنما قيادة الآخرين لممارسة المباديء الكتابية.
6- الوعّاظ، يأتي الواعظ جنباً إلى جنب ليحث أخاه المؤمن لكي يسلك سلوك معين، أو ليشجعه في وجه التجربة أو الفشل. يكون هو أو هي بمثابة مرشد روحي.
7- كلام علم، تمكّن هذه الموهبة المؤمن لكي يبحث ويلخّص تعاليم كلمة الله، ولكسب بصيرة عميقة للحقائق الإلهية، ولتوصيلها للآخرين.
8- كلام حكمة، تتضمن هذه الموهبة تطبيق الحقائق الكتابية لحاجات ومشاكل الحياة واضعين المعرفة بالكلمة في الاختبار اليومي.
ب. مواهب خدمة
1- مساعدات، تمكّن هذه الموهبة الشخص كي يخدم بأمانة خلف الستار، بطرق عملية للمساعدة في عمل الرب وأيضاً مشجعاً ومقوياً للآخرين روحياً. وهذا يتضمن الخدمة المهمة والصلاة والضيافة، المعتبر جداً في العهد الجديد.
2- العطاء هذه المقدرة الإلهية لبذل النفس والممتلكات لعمل الرب وشعبه، بتضحية وحكمة وسرور.
3-التدبير، صاحب هذه الموهبة يقدر أن يضع أهدافاً، لحث الآخرين لتنفيذ الخطط التي تشجع عمل الله وخير شعبه.
4- إظهار الرحمة، هذه المقدرة المنقادة بالروح لإظهار محبة عملية ورحيمة للمتألمين في جسد المسيح، ليس مجرد كلمة شفوقة بل عمل يشتمل على بذل النفس.
5- إيمان، هذا طبعاً أكثر من إيمان مخلص. إنها المقدرة على رؤية شيء يريد الله أن ينجزه والإيمان بأن الله سينجزه حتى لو بدا الأمر مستحيلاً.
6- تمييز، مع أن مسؤولية كل مؤمن هي أن يميز الأرواح (1يوحنا1:4) إلا أن البعض لديه مقدرة خاصة لعمل ذلك، المقدرة على التمييز بين روح الحق وروح الإثم والضلال، بين ما هو من الله وبين المدعي بأنه من الله. كانت هنالك حاجة خاصة لهذه الموهبة قبل تتميم العهد الجديد.
ج. مواهب العلامة
1- عجائب، تتضمن هذه الموهبة المقدرة لصنع أعمال خارقة للقوة، مدهشة لأجل تثبيت وتوثيق الرسول ورسالته أنها من الله. كانت هذه الموهبة ضرورية في عصر الرسل.
2- شفاء، هذه المقدرة على شفاء أي وكل الأمراض بواسطة القوة الخارقة. تبدو هذه الموهبة أنها كانت وقتية وللتأييد في أيام الكنيسة الأولى.
3- ألسنة وترجمتها، تتضمن هذه المقدرة الخارقة للتكلم بلغة معروفة لم يتعلمها الشخص من قبل. وهذه أيضاً كانت ميزة عصر الرسل، أعطيت لتثبيت الرسول ورسالته.
تختلف هذه المواهب الثلاثة عن المواهب الأخرى بأننا لم نوص بممارستها. لا يوجد توصيات لعمل عجائب أو شفاء وتكلم بألسنة. لكن متوقع من جميعنا أن ننشغل لحد ما في التبشير (مرقس 15:16). الرعاية (غلاطية10،2:6). التعليم (كولوسي 16:3). العطاء (1 كورنثوس 2:16) الخ... حتى لو لم نملك الموهبة الخاصة.
اكتشاف
كيف أعرف ما هي المواهب التي بحوزتي؟ إن افضل طريقة هي أن تجرب إحداها. فالمجهود الجدي الممارس في الصلاة يمكن أن يقيّم بهذه المقاييس: 1) هل أتمتع بهذا العمل؟ سوف تتمتع بكل ما وهبك الله. 2) هل يؤكد الآخرون إني أملك هذه الموهبة؟ غالباً ما يستطيع الغير أن يقيموا عملك أفضل منك. من السهل أن ينخدع الشخص من نفسه. 3) هل هذه الموهبة تستخدم من قبل الله لمجده لبنيان جسد المسيح؟
تنمية
بطريقة عملية، يتطلب صبراً، اجتهاداً وعملاً شاقاً لتنمية موهبة ما وإيجاد الفرص لاستخدامها ولكن يتوقع منا أن نستخدم مواهبنا بأمانة. " ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضاً كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة" (1بطرس10:4). "لا تهمل الموهبة التي فيك ..." (1تيموثاوس 14:4). أذكرك أن تضرم أيضا موهبة الله التي فيك..." (2 تيموثاوس 6:1).
كل المواهب المعطاة من الرأس ضرورية لأجل بنيان وعمل جسد المسيح كما أن الناي (الفلوت) الصغيرة تعزف دورها الضروري في أوركسترا عظيمة ويكون انعدامها ملحوظاً. إنها مسؤولية كل المسيحيين رجالاً ونساءًا (على حد سواء) أن يمارسوا مواهبهم لبركة واغناء بعضهم بعض.
ولكن، كتب الرسول بولس "أريكم طريقاً أفضل" من امتلاك واستعمال المواهب، أشار إلى ضرورة المحبة (1 كورنثوس 31:12 –13:13). إن ممارسة المواهب بدون محبة لا يجلب أي بركة. وأما المؤمن الذي يسلك في محبة اتجاه الله واخوته المسحيين سيكون قناة للبركة لكل من حوله.
إن لثمر الروح الهادئ (غلاطية 22:5-23) في حياة المؤمن قيمة أعظم في نظر الله من ممارسة أعظم المواهب المتميزة. ولهذا علينا أن نكون حذرين بينما نسعى لاكتشاف وتنمية مواهبنا الروحية، ألا تخرج الأمور عن توازنها، وألا نهمل الشيء الأهم والطريق الأفضل، طريق المحبة.
صرّحنا في مقدمة هذه الدروس أنه لا يمكننا أن نحوز على مجد أرفع من أن نكون كما قصد لنا الله أن نكون.
لقد تعلمنا دروساً كثيرة من هذه الدراسة لكلمة الله ولكن أبسط عبارة، لكنها من أعمق العبارات، لأهداف الله لنا، عمّا يرضيه، ألا وهو أن نكون "مشابهين صورة ابنه" (رومية 29:8). عندما نشغل قلوبنا بالمسيح وندع كلمته تسكن فينا تبرز صورته فينا. لا نفوز بهذا الأمر عن طريق المجهود البشري أو المناضلة إنما عن طريق إخضاع أنفسنا لله يوماً بعد يوم. والروح القدس الذي يعمل في الحياة المذعنة هو الذي يبرز فينا الشبه لربنا وهكذا نصبح نوعية النساء اللواتي يرضين الله.
سلام ونعمة ليكم :
thank you come to jesus
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.