سيرة الشهيد العظيم ( الانبا بسادة الاسقف )

+++ نشأة القديس +++
--------------------------

+ ولد هذا القديس بصعيد مصر من ابوين مسيحين . وكانا يعملان بالفلاحة ورعاية الاغنام فربياه فى مخافة الله وعلماه الكتب المقدسة فدرس الكتب الالهية ونبوات الانبياء وتعاليم الرسل الاطهار . فلما كبر أحتاج اليه والده فى رعاية الاغنام .
وكان القديس مداوما على القرأة فى الاسفار مع الصوم والصلاة
والتدرج فى النسكيات .

+ أبصر فى شبابه رؤيا وكشف الله له بما يصير اليه ( دقلديانوس ) . أذ يصير ملكا على جميع الدولة الرومانية ويقيم
أضطهادا على البيعة المقدسة فيتمجد الله فى قديسيه .

+ مضى القديس بسادة الى أسقف بلده فباركه وسامه شماسا وهذا أوصى الشعب المسيحى أن يجعلوا بسادة من بعده أسقفا على
أبصاى وتوابعها .

+++ رسامته أسقفا +++
----------------------------

+ فلما تنيح الاسقف أجمع الشعب على تزكيته ومضوا به الى البطريرك وقد تحقق الاب اليطريرك أنه هو المختار من الله فرسمه أسقفا . وأقام عند البطريرك أياما الذى أمره بأقامة القداس
الالهى فصعد الى المذبح ليقدم الصعيدة المقدسة وفيما هو يخدم الاسرار ولما وضع أصبعه فى الكأس ليرسم الأسباديقون أنصبغ أصبعه وصار أحمرا كالعتيق . فتعجب كل من رآه وأما البطريرك
فقال له :-
يا أبصودى ( نسبة الى بلده ابصاى ) بالحقيقة أنت مختار من الله .
وكان يشاهد رب المجد يسوع المسيح على المذبح الطاهر وقت التناول ... وكان أذا تلا الصلاة السرية لأستدعاء الروح القدس ليحل على السرائر المقدسة يشاهد حمامة بيضاء يشع منها شعاع
من نور . يملأ فمها من الدم الكريم وينضحه على الجسد المقدس
بالرسم الالهى . ويشهد لنا أبونا القديس أنبا بسادة أنه كان يشاهد الكأس فى ذلك الوقت يفور كأن النار تحته والجسد المقدس بفعل النار اللاهوتية يبيض كالصوف النقى وكالثلج الابيض ....

+ وفى زمانه لم يكن من يعادله فى الفضيلة . وأستحق هذا القديس أن يظهر له السيد المسيح الذى وعده بأن يكون مثل الرسل
المبشرين فى الكرامة وصنع الآيات والمعجزات وقد أمتد به الاجل وعمر طويلا وظل على كرسى الاسقفية ثمانين عاما ....

+ وقد نال هذا الأب شدائد كثيرة من المخالفين والهراطقة .
ولاسيما من رجل يدعى أسمه فرديموس وهذا كان هرطوقيا ؛
ولم يرتدع من أقوال القديس ونصائحه بل سعى لدى البلاط الملكى ووشى بالقديس أنبا بسادة حتى عزل عن كرسيه وجلس هو بدلا
منه ... فلما خرج أنبا بسادة من مدينة أبصاى هاربا من وجه .
فرديموس مضى الى أسوان وأجتمع بأسقف الناحية هناك وقص عليه جميع ماأتفق له وصعد الأثنان على الجبل وأقام أنبا بسادة
هناك عند رجل حبيس ثلاث سنين حتى آهلك الله فرديموس ومات
وخسر نفسه بسبب عدم أيمانه بلاهوت السيد المسيح ........
ومقاومته للبيعة المقدسة ...

+++ تملك ديقلديانوس +++
------------------------------

+ وبعد زمان تحقق ماقاله له ملاك الرب عن ديقلديانوس فى
الرؤيا أذ أثار الاضطهاد على المسيحين فى كل البقاع فكان هذا الاسقف ( الانبا بسادة ) و( الانبا غلينيكوس ) اسقف اسوان .
أيضا يثبتان المؤمنين فى الايمان بالمسيح ويقاومان عبادة الاوثان .
وسعى بهذا القديس عند أريانوس الوالى فكتب لديقلديانوس فى هذا الشأن أن من ألاساقفة أحدهم يسمى بسادة والاخر يسمى غلينيكوس ؛ يعلمان الشعب أن لا يعبداوا الالهة . فأمر الملك هكذا لأريانوس من أجل الأسقفين العظمين . أن أطاع الانبا بسادة وضحى وبخر للالهة أجعل منه رئيس كهنة للاوثان بمدينة الاسكندرية ؛ وأن لم يفعل فتضرب عنقه سريعا ....
أما غلينيكوس الذى من الاشمونين .. أن أطاع أجعله كبير كهنة الاوثان وألا نعذبه عذابا شديدا ثم تضرب عنقه بحد السيف .

+++ أستشهاده +++
------------------------

+ فلما وصل المندوب الى أبصاى ( ابطلماس ) كان القديس يعلم الشعب ... وهو لابس ملابس الكهنوت فطلب منه الانبا بسادة
أن يمهله يوما واحدا فأجابه الى طلبه فجمع الكهنة والشعب وأوصاهم بالثبات على الايمان المستقيم ثم صلى القداس الالهى .
وقربهم من الاسرار المقدسة وودعهم وخرج مع المندوب والجند
وأوصلوه الى أريانوس الوالى الذى كان قاصدا الصعيد الاعلى فى احد جولاته فى أضطهاد المسيحية وماهو عليه من الهيبة والوقار ... فلما لم يجد معه الكلام أراد أن يرهبه فألقى به فى سجن مظلم قذر ومنع عنه الطعام وتركه عشرة ايام ثم عرض عليه
أن يبخر للاوثان ثم أعاده ثانية الى الحبس خمسة ايام اخرى .....
ثم استدعاه مرة اخرى وطلب منه أن يبخر فرفض فأعاده للمرة الثالثة ستة أيام أخرى ..... فأكمل بها واحد وعشرون يوما صائما بغير طعام ولا شراب .... ولما رآه الوالى تعجب وأيضا كل الحاضرين .
حينما رأى وجهه مشرقا كمن هو قادم من وليمة فقال له أريانوس
!!! ألعلهم كانوا يأتون اليك بالطعام ! أو أن لديك قوة سحرية ...
تقهر بها الجوع والعطش .... فأجابه الاسقف :
أنى اشفق عليك ياعزيزى لانك لم تعرف بعد ( أنه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان ) . فأسرع الوالى وسلمه للجند فأخذوه وخرجوا به خارج البلد ؛ ليضربوا عنقه فأستمهلهم القديس حتى
يصلى ... وكان لابسا ملابس الكهنوت البيضاء ؛ فرحا كمن هو ذاهب الى حفلة عرس وصلى طالبا الثبات لشعبه فى الايمان القويم
ومغفرة خظاياهم ...
وكان ذو شيبة صالحة ؛ ورغم كبر سنه لم يتغير جسده ولم يضعف بصره ... وفى الطريق أقترب شماس شاب من الاسقف
يسأله .. ياأبى لماذا أرتديت الثياب البيضاء التى ترتديها عندما ترفع القرابين ...... فأجاب ياأبنى أنا ذاهب الى حفلة العرس فكيف لا ألبس الملابس البيضاء وسألتقى بربى وألهى ...
فى مجده ولقد عشت السنين الطويلة مشتاقا لهذ اللقاء ..........
أما انت يا أبنى فأنضم الى الجموع قبل أن يلحظ الجند أنك تحدثنى
والى اللقاء فى النور الاعظم ...
ثم تقدم للسياف الذى ضرب عنقه بحد السيف .. ونال أكليل الشهادة بمدينة ( قاو ) فى اليوم السابع والعشرين من شهر كيهك
بركة صلواته فلتكن معنا امين ....

+ وقد جرت العادة على أقامة أحتفال سنوى فى أول أغسطس
من كل عام له ++++

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010