الرجل رأس المرأة

قد يسئ الظن كل من يدخل ليقرأ هذا الموضوع بسبب العنوان و يعتقد إنها حملة رجالى ضد النساء، و ذلك لأن كثيرين من الأزواج يسيئون فهم الآية القائلة "أيها النساء إخضعن لرجالكنّ كما للرب، لان الرجل هو راس المرأة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة" (أف 5: 22، 23)، فيبدأون فى فرض سطوتهم و أحكامهم العرفية فى المنزل، متحججين بأن هذه وصية كتابية فى الكتاب المقدس. بل يزيدوا على ذلك أن الكاهن حينما يتلو وصايا الزوجة فى سر الزيجة يقول للزوجة أن تطيع زوجها و أن تخاطبه بقول يا سيدى كما كانت أمنا سارة تخاطب أبانا إبراهيم.

و للأسف فإن هذه النوعية من الأزواج و التى تتمسح و تتمحك و تتحجج بالقول الكتابى و وصايا الكنيسة لا يكملون قراءة أبعد من العدد 22 فى الاصحاح الخامس من رسالة معلمنا مار بولس الرسول إلى أهل أفسس، و ذلك لأن الأعداد التالية لهذا العدد تدينهم فى فهمهم الخاطئ، و تصرفاتهم الخاطئة المبنية على هذا الفكر.

إن الوحى الالهى خاطب المرأة قائلاً لها: "ايها النساء اخضعن لرجالكنّ كما للرب، لان الرجل هو راس المرأة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة، وهو مخلّص الجسد. ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهنّ في كل شيء. (أف 5: 22-24). و نلاحظ هنا تشبيه الرجل فى علاقته بزوجته كعلاقة السيد المسيح بالكنيسة. و لذلك فالأعداد التالية توضح أكثر دور الرجل فى هذه العلاقة إذ يقول لنا معلمنا بولس الرسول "ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها ... كذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه، فانه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب ايضا للكنيسة، لاننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه. من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا." (أف 5: 25-31).

إن حب الرجل للمرأة هو الذى ينتج عنه خضوع المرأة للرجل، و نحن نقول إن حب الكنيسة للسيد المسيح هو حب مبنى على محبة السيد المسيح أولاً، و هذا واضح فى قول مار يوحنا الحبيب فى رسالته الأولى: "نحن نحبه لانه هو احبنا اولا" (1يو 4: 19). و هذا ينطبق أيضاً على علاقة الزوج بزوجته فهى تخضع له لأنه هو أبحبها أولاً.

و الوحى الإلهى كان واضحاً جداً فى وصفه لعلاقة الزوج بزوجته فقال "ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها". إن محبة السيد المسيح للكنيسة كانت إلى المنتهى، إلى الصليب، إلى الموت من أجل الكنيسة. و لهذا فخضوع الكنيسة للسيد المسيح هو خضوع كنتيجة طبيعية لهذا البذل.

فهل نحن الرجال نبذل أنفسنا حتى الموت من أجل نساءنا، و بالتالى يكون من حقنا طلب خضوعهن لنا؟! إن كنت أيها الرجل تطالب بالرئاسة فى البيت فليكن فى معلومك أن السيد المسيح "رئاسته على كتفه" كقول إشعياء النبى عنه فى نبؤته (إش 9: 6). إن الذى ينظر لهذه الآية و يتأمل فى قول "رئاسته على كتفه" يجدها غريبة جداً لأن الرئاسة تكون إما تاج على الرأس، أو خاتم فى الاصبع. أما الكتف فلم يذكر كتف السيد المسيح سوى فى موقفين:

1- حينما حمل الخروف الضال على منكبيه،
2- حينما حمل الصليب على كتفه
.

فى الوضع الأول السيد المسيح هو الراعى الصالح، و فى الوضع الثانى هو المخلص الذى يبذل نفسه من أجل أحباءه حتى الموت. فهل أنت أيها الزوج رئاستك على كتفك كراعى صالح للزوجة، و تبذل نفسك من أجلها حتى الموت؟!

حينما يكون الزوج راعى صالح لبيته، و يبذل نفسه حتى الموت من أجل زوجته، و محب لها لأقصى درجة يكون هنا خضوع المرأة - ليس واجباً - و إنما يحدث كنتيجة لهذا الحب الباذل و الرعاية الصالحة.

و هذا رأيى

موضوع رائع كالعادة ياحازم ويمكن من اكثر المواضيع الاثارة فى الجدل بل والفكاهة والسخرية فى كثير من الاحوال هى علاقة الرجل بالمرآة والادق علاقة الزوج بزوجته
ومن الطرفين وليس من طرف واحد
فالرجل يركز على خضوع المرآة له وان تناديه ياسيدى كما نادت امنا سارة ابونا ابراهيم ........ اما المرآة فتركز على الوصية للرجل ان يبذل ذاته من اجلها وان يكون حنونا عليها بعد والديها وان يعمل على مايسر قلبها
وتنشأ النقاشات والجدل المثمر والعقيم احيانا.....ولكن ان قدم الواحد المحبة الكاملة للاخر وانا هنا لااتكلم عن رجل او مرآة انا اتكلم عن اثنين صارا واحدا ، ان قدما المحبة الكاملة فمن المؤكد ان سترجع اليه باجمل الثمار لانه يقدمها لذاته المتثل فى الطرف الاخر .....لانه هل يكره احد ذاته ولان المحبة تؤتى محبة دون الانتظار او التوقعات من الاخر .

موضوع جميل يا حازم
بصراحة رأي ان لو حدثت مشكلة بين اى زوجين للاسباب السابقة أى من رأس مين و من يحب اولا و من يبذل نفسه فاعتقد ان هذان الزوجان عندهما وقت فراغ يجب ان يملآه .
كلنا نعلم ان المشاكل و المشاحنات تحدث فى الحياة الزوجية حتى بين اكثر اثنين متفاهمين و متحابين و لكنها تحدث بسبب ضغوط العمل ، بسبب ضغوط الحياه ،.... 36_11_18[1].gif
و اتذكر عظة لدكتور مجدى اسحق تحدث فيها عن اثنين امناء خدمة فى كنيسة قد تزوجا ، امينة اعدادى و امين ثانوى و بعد ان ذهبا بيتهما بدأ النقاش الحاد بينه و بينها فيمن يخضع اولا و من يحب اولا . و وصل الامر الى استدعاء الاباء الكهنة ..... و كانت مهزلة
اعتقد ان هذه العظة موجودة فى المنتدى يا ريت تاسونى ترفقها بالموضوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010