بقلم قداسة البابا شنوده الثالث .
كثيرون يرون أن الكهنوت لون من السلطان. فيحبون أن يتسلطوا. والرغبة فى التسلط هى فروع من
الشعور بالذات. فيرى أن له مركزاً وسلطاناً وحقوقاً. ويفرض هذا الأمر على الشعب أو على الخدام، أو حتى على زميله فى الخدمة!
وبأستخدام السلطة تكثر أوامره ونواهيه، وتكثر قراراته وعقوباته وحروماته وتهديداته. وفى كل ذلك يفقد روح الأبوة. ويتحول إلى حاكم وإلى رجل إدارة.
وفى التسلط يطلب الكاهن الهيمنة على كل أنشطة الكنيسة. ليس مجرد الإشراف، بل الانفراد بالسلطة فيدير هو كل شىء. ويشل حركة العاملين، فلا يقوم أحدهم بعمل أى شىء إلا بأمر أو بإذن منه.
يصطدم مثلاً بخدام التربية الكنسية، أو بأعضاء مجلس الكنيسة. ويستمر الاصطدام، وتكون النتيجة:
إما حالة إنقسام تنتقل إلى الشعب أيضأ.
وإما أن يخضعهم لرأيه وافقوا أو لم بوافقوا.
وإما أن يسأم بعضهم هذا الصراع، ويتركوا الخدمة حرصاً على سلامة قلوبهم. فيخلو الجو له ليباشر سلطته.
وإما أن يعزل الخدام (غير الخاضعين له) ولا يبقى سوى الطائعين، ويعين خداماً آخرين يسيرهم بالريموت كنترول..!
أما إن كانت نتيجة السلطة اصطدامه مع زميله فى الكهنوت.
فإن الأمر يتحول إلى عثرة خطيرة بين الشعب. فينقسم البعض مع بولس، والآخر مع أبولس(1كو 3). ويكون ذلك إن انفرد أحدهمابالسلطة، وصار يفعل ما يشاء دون استشارة زميله، ويكون له مجموعة تؤيده وتنفذ له ما يريد. ويشكو الآخر إلى الشعب، وتتسع دائرة الإنقسام. وتتحول إلى خصومة..
وتنتقل الخصومة إلى البيوت من خلال الافتقاد والزيارات!
ويحكى أنه يريد أن يعمل، وزميله واقف ضده. ويحتار الشعب من من الابوين هو الظالم ومن المظلوم. وبدلاً من أن يكون الكهنة هم الذين يحلون مشاكل الشعب، يتطوع الشعب لحل مشاكل الكهنة! ويكثر الجدل والضجيج والتحزب.
ونتيجة التسلط قد يتحول الكاهن إلى العناد وتصلب الرأى.
وبخاصة إذا كان له اتجاه معين فى الخدمة، ولم يوافق عليه البعض، وناقشوه فيه. ولم يقبل النقاش، وأصرً على رأيه. ثم بدأ يهاجم كل هؤلاء. كيف يعارضون ( أبونـا )؟! كيف يقفون ضد الكهنوت؟! كيف يقفون ضد الكنيسة؟! وهم لم يقفوا ضد الكهنوت ولا ضد الكنيسة. لكن لهم فكرهم يعرضونه. وقد يكون هو الفكر الأصح! ولكن الأب الكاهن يتشبث برأيه. ولا يتنازل عنه ولا عن جزء منه، شاعراً أن ذلك ضد كرامته!
الكاهن المتسلط لا يحترم عقليات الآخرين ولا يحترم إرادتهم.
بل لا يفترض لهم وجوداً سوى منفذين لما يطلبه منهم. وما أسهل أن يستخدم عبارة "على أبناء الطاعة تحل البركة" والطاعة فى مفهومه تعنى أنهم لا يفكرون ولا يبادلونه الرأى.
إن الكاهن له أن يرشد, وليس له أن يتسلط.
وفى ارشاده يدلى بنصيحته، ويعمل على إقناع الغير بها. وفى الاقناع يقبل الرأى الآخر بصدر واسع. وإن كان سليماً، يقبله. ولا يرغم الناس على قبول أمر، هم غير مقتنعين به...
وإلا فإنه سيرغم الناس على الابتعاد عنه.
فينفرون من الكنيسة. ويأخذون موقفاً سلبياً. إذ يحضرون لمجرد الاشتراك فى الصلاة فقط. دون الاشتراك فىأى عمل يفقدون فيه فكرهم وارادتهم. وبهذا يفقد الكاهن العقول النيرة، ولا يحيط نفسه إلا بالطائعين أو المتملقين...
وهنا يفقد الكاهن وضعه كأب، ويصير مجرد رئيس عنيف.
يستبدل الأبوة بالسلطة. والله لم يمنع الآباء من أن تكون لهم سلطة. ولكنه إلى جوار عبارة "اطيعوا والديكم فى الرب"(أف1:6)، قال أيضاً "أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا"(أف4:6). وعبارة "أطيعوا فى الرب" تعنى فى ما يوافق مشيئة الله الصاحة، وليس مجرد مشيئة الكاهن.
أحياناً إذا لم يستطيع الكاهن أن يصل إلى الإقناع، فإنه يصل إلى العنف والنرفزة لكى ينفذ سلطته.
وهكذا يضيف إلى خطأ التسلط أخطاء أخرى كثيرة. وربما يشتمل العنف على مجموعة من النقائص، لا تتفق مع ما ينتظره الناس من مثالية تليق بالكهنوت....
إن الله لم يمنح رجال الكهنوت سلطة يتعالون بها علىالناس إنما السلطة مجرد أداة للقيام بالمسئولية، تستخدم بضوابط روحية، بحيث لا تصير أداة للكرامة والرفعة.
إن السلطة هى ضغط من الخارج. أما الإقناع فيسبب استجابة من الداخل. ولذلك فهو أكثر صلاحية من السلطة.
الكاهن الذى يقنعك، فتطيعه بقلب مستريح، يقودك إلى احترامه واحترام أسلوبه الرعوى. أما الذى يجبرك ـ بالسلطة ـ على طاعته. فقد تطيعه وانت متذمر فى داخلك. شاعراً أنك مغلوب على أمرك...!
أتذكر أنه فى التعهد الذى وضعناه للأسقف والكاهن، قلنا فيه "ولا آمرهم فوق ما يستطيعون".
الكاهن المتسلط يجب أن يكون الأول فى السلطة. وأسوأ من ذلك من يرى أن يكون هو الوحيد.
سلام ونعمه ليكم :
موضوع جميل يا ميرنا
صحيح التسلط صعب جدا..سف الامثال 23
اذا جلست تاكل مع متسلط فتامل ما هو امامك تاملا, وضع سكينا لحنجرتك ان كنت شرها! لا تشته اطايبه لانها خبز اكاذيب.
موضوع مفيد جدا
Thank You
أحدث الموضوعات
From Coptic Books
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010
المشاركات الشائعة
- اكلات صيامى بمناسبة بدء الصوم كل سنة وانتم طيبين
- مسابقة فى صورة اسئلة مسيحية
- افكار تنفع مدارس الاحد { وسائل الايضاح }
- الحان اسبوع الالام mp3
- صور تويتى للتلوين
- دراسة كتاب مقدس ... لابونا داوود لمعى
- صور يسوع المسيح ( مصلوب )
- صلوات الاجبية بالصوت mp3
- حصرياً : اعلان نتيجة مهرجان الكرازة & شعار مهرجان الكرازة 2010 Mp3 ومنهج الألحان
- أرشيف الترانيم والمدائح أون لاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.