المحبة دمعة، والدمعة حنان، والحنان تفانٍ، والتفاني بذلُ الذات بلا مقابل.
دمعة المحبة فيض من ألم في خضمّ الحنان. شعاع العطف في حنايا الخلود، قطرة من عمق الذات السامية.
دموع على وجنات يسوع، انعكست على صفحاتها محبة أبدية لُفَّت بحبال الرحمة، وتدفَّقت على أورشليم العاتية المتمردة – "تراءى لي الرب من بعيد: ومحبة أبدية أحببتكِ، من أجل ذلك أدمتُ لكِ الرحمة" (ارميا 3:31).
دمعة الحنان على جلمود... كآبة المحبة على صخر... أمل في حنايا الوجود ضاع... مدنية في غياهب الظلام غرقت... وشعب في حبائل الشر تكبّل.
يا أورشليم:
جئتكِ جوهر المسامحة وعربون الغفران– سحق الذات والأنانية في شريعتي، وانبعاث الحياة والقوة على شفتيّ، وابتسامة المجد على ثغري..
كم سرت في شوارعك أنثر الخير والبركة؟ كم سكبت دموعاً في جبل الصلاة من أجلك؟
كم انطلق سهم المحبة من فؤادي يغدق العطاء ويعطي الحياة لأبنائك؟
كم سطرتُ على تاريخك خلاص خطاة.. وكم مددت يداً مليئة بالحنان والعطف.. وكم أردت تمجيدك على الجبال المقدسة لكنك رتعتِ في الحضيض.
أردت طي شرّك بين قرطاس التاريخ، وطمر إثمك وخطاياك في أعماق الفناء، وأن أرفعك على جناح الطهارة، وأَسِمُكِ بِسِمَةِ السماء، مدينة جديدة!!
لكن في معمعة المحبة والصمت انبعث صوت أبنائك يشنف آذانك ويمزق ستار البراءة "اصلبه، اصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا".
أردت رفعك إلى السماء، والسير بكِ في مواكب الأمجاد والنور، فانحدرتِ إلى الجحيم وتسكعتِ في دياجير الظلمة والعذاب.
عندما حلمتُ بالمحبة ولدتِ عند آفاق الأزل– عندما انطلق سهم الحب الأسمى في فناء الروح كنتِ الهدف– وفي عراكٍ مرير بين العدل والرحمة، والحق والحنان، زرتك على أعطاف الفقر والآلام، ومن غضبة الإله العادل انتشلت لك صكّ البراءة، ورسالة الغفران، التي خطّتها عروقي على سواعدي في نجيع الطهر والقداسة.
في تيار النسيان محوت آثامك، وفي نهر الموت غسّلت أدران قلبك، فاندثرت في الأجيال المتعاقبة. بنيتُ أسوارك على أسس السمو وأدخلت شعبك في أبدية فسيحة.. عشت على أرضك مأساة المحبة وختمتها بأمثولة عليا تنطق بقطرات دمي.. رصّعت جبينك بلآلئ العفة وزركشت ذراك بدرس الإنسانية القيّم... درس عنيد كالأزل، صمود كالأبد، متجبر كالسرمدية، وسوف تُمحى الأرض، وتزول الكائنات، وتنطوي الأزلية في رحاب الأبد، وأمثولتي وجود دهري تطفر على أحضانها النفوس الطهورة، مترنمة بألحان شرودة راحلة من دموع الوجود إلى بسمة النور على ثغر الآب - أيتها العاتية بإثمها، السافرة بشرِّها على جنبات الطريق، الناشرة عارها في زوايا الخفاء - كنتِ رمزاً على لسان أنبيائي في دورة الزمن، وارتسم خيالي في خطوات المرسلين إليك، فقتلت الأنبياء في مقدسي، ورجمتِ المرسلين في شوارعك - أرسلتُ عبيدي فلم يكن منك إلا تشريد وتعذيب - أرسلت إليك شراع النجاة في رسالة الوحي فكانت جروح وضروب.
وفي البستان، في جبل البكاء والصلاة، جبل التأوّهات والحسرات.. جبل الدماء.. جاهدت من أجل خلاصك فاهتزّت أساسات السماء لكي أفديك بذبيحة الصليب الكاملة... هناك أرسلتِ إليّ رعاع القوم - يحملون خطية القلب، وتمرُّد الضمير، وتحجُّر الفكر وقيادة الشخصية العمياء.
هرعوا نحو شخص سخر المحبة عطفاً، وجعل الأرض موطئاً، والقلب مسكناً هذا الذي وقف في الثغر لكي يرفعكِ لتنشدي أنشودة السماء اللانهائية - وفي حشرجات الحياة وجسارة الموت سكبتِ في أعضائي حنظلاً في شعاب الجلجثة، طريق الصليب، طريق الخلاص، نكستِ رأسي نحو التراب وثقّلتِ شرّكِ بصليب...
لكن أزكى شهادة سأودّيها على قمّتك، وصرح رسالتي سأبنيه على أنقاض آثامك.. يا أورشليم!...
دمعة المحبة فيض من ألم في خضمّ الحنان. شعاع العطف في حنايا الخلود، قطرة من عمق الذات السامية.
دموع على وجنات يسوع، انعكست على صفحاتها محبة أبدية لُفَّت بحبال الرحمة، وتدفَّقت على أورشليم العاتية المتمردة – "تراءى لي الرب من بعيد: ومحبة أبدية أحببتكِ، من أجل ذلك أدمتُ لكِ الرحمة" (ارميا 3:31).
دمعة الحنان على جلمود... كآبة المحبة على صخر... أمل في حنايا الوجود ضاع... مدنية في غياهب الظلام غرقت... وشعب في حبائل الشر تكبّل.
يا أورشليم:
جئتكِ جوهر المسامحة وعربون الغفران– سحق الذات والأنانية في شريعتي، وانبعاث الحياة والقوة على شفتيّ، وابتسامة المجد على ثغري..
كم سرت في شوارعك أنثر الخير والبركة؟ كم سكبت دموعاً في جبل الصلاة من أجلك؟
كم انطلق سهم المحبة من فؤادي يغدق العطاء ويعطي الحياة لأبنائك؟
كم سطرتُ على تاريخك خلاص خطاة.. وكم مددت يداً مليئة بالحنان والعطف.. وكم أردت تمجيدك على الجبال المقدسة لكنك رتعتِ في الحضيض.
أردت طي شرّك بين قرطاس التاريخ، وطمر إثمك وخطاياك في أعماق الفناء، وأن أرفعك على جناح الطهارة، وأَسِمُكِ بِسِمَةِ السماء، مدينة جديدة!!
لكن في معمعة المحبة والصمت انبعث صوت أبنائك يشنف آذانك ويمزق ستار البراءة "اصلبه، اصلبه.. دمه علينا وعلى أولادنا".
أردت رفعك إلى السماء، والسير بكِ في مواكب الأمجاد والنور، فانحدرتِ إلى الجحيم وتسكعتِ في دياجير الظلمة والعذاب.
عندما حلمتُ بالمحبة ولدتِ عند آفاق الأزل– عندما انطلق سهم الحب الأسمى في فناء الروح كنتِ الهدف– وفي عراكٍ مرير بين العدل والرحمة، والحق والحنان، زرتك على أعطاف الفقر والآلام، ومن غضبة الإله العادل انتشلت لك صكّ البراءة، ورسالة الغفران، التي خطّتها عروقي على سواعدي في نجيع الطهر والقداسة.
في تيار النسيان محوت آثامك، وفي نهر الموت غسّلت أدران قلبك، فاندثرت في الأجيال المتعاقبة. بنيتُ أسوارك على أسس السمو وأدخلت شعبك في أبدية فسيحة.. عشت على أرضك مأساة المحبة وختمتها بأمثولة عليا تنطق بقطرات دمي.. رصّعت جبينك بلآلئ العفة وزركشت ذراك بدرس الإنسانية القيّم... درس عنيد كالأزل، صمود كالأبد، متجبر كالسرمدية، وسوف تُمحى الأرض، وتزول الكائنات، وتنطوي الأزلية في رحاب الأبد، وأمثولتي وجود دهري تطفر على أحضانها النفوس الطهورة، مترنمة بألحان شرودة راحلة من دموع الوجود إلى بسمة النور على ثغر الآب - أيتها العاتية بإثمها، السافرة بشرِّها على جنبات الطريق، الناشرة عارها في زوايا الخفاء - كنتِ رمزاً على لسان أنبيائي في دورة الزمن، وارتسم خيالي في خطوات المرسلين إليك، فقتلت الأنبياء في مقدسي، ورجمتِ المرسلين في شوارعك - أرسلتُ عبيدي فلم يكن منك إلا تشريد وتعذيب - أرسلت إليك شراع النجاة في رسالة الوحي فكانت جروح وضروب.
وفي البستان، في جبل البكاء والصلاة، جبل التأوّهات والحسرات.. جبل الدماء.. جاهدت من أجل خلاصك فاهتزّت أساسات السماء لكي أفديك بذبيحة الصليب الكاملة... هناك أرسلتِ إليّ رعاع القوم - يحملون خطية القلب، وتمرُّد الضمير، وتحجُّر الفكر وقيادة الشخصية العمياء.
هرعوا نحو شخص سخر المحبة عطفاً، وجعل الأرض موطئاً، والقلب مسكناً هذا الذي وقف في الثغر لكي يرفعكِ لتنشدي أنشودة السماء اللانهائية - وفي حشرجات الحياة وجسارة الموت سكبتِ في أعضائي حنظلاً في شعاب الجلجثة، طريق الصليب، طريق الخلاص، نكستِ رأسي نحو التراب وثقّلتِ شرّكِ بصليب...
لكن أزكى شهادة سأودّيها على قمّتك، وصرح رسالتي سأبنيه على أنقاض آثامك.. يا أورشليم!...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.