حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى

لكل واحد فينا نقاط ضعف لا يعرفها الا هو ...
احيانا تظهر امام الاخرين فيحاول اخفاءها ... واحياناً اخرى تكون دفينة فى قلبه ، يجترها فى وحدته ويجتر معها آلام الشعور بالنقص والفشل ....


وقد يكون هذا الضعف روحياً : كالخطية ، او نفسياً : كالتردد واليأس والخوف وقلة الامكانيات والمواهب ، او اجتماعياً : كالاسرة المفككة او المتنازعة او مادياً : كالفقر او الحاجة .
فى كل الاحوال يقف الضعف امام الانسان ليهزأ به ، ويحطم نفسيته .


لكــــن هل تعلم ان هذه الضعفات التى تعانى منها ، هى بعينها التى سوف يعمل فيها الرب ويتمجد من خلالها فى حياتك ؟
وهل تعلم ان فى المسيح ضعفك يتحول الى قوة ؟


لقد كانت نقطة الضعف عند ابراهيم هى (الاطفال) .. كان محروماً من النسل ، وكان بسبب ذلك حزين القلب "ايها السيد ماذا تعطينى وانا ماض عقيماً ومالك بيتى هو أليعازر الدمشقى " (تك 3:15). فظهر له الرب وغير اسمه من ابرام (ومعناه اب سام) الى ابراهيم (ومعناه اب جمهور) بل وقال له : "أجعلك أباً لجمهور من الامم واثمرك كثيراً جداً واجعلك امماً ، وملوك منك يخرجون " (تك 5:17 –


وكانت مشكلة جدعون هى صغر النفس والشعور الشديد بالنقص وعدم الكفاية .. وكان جدعون شاباً بسيطاً يحيا ايام احتلال المديانيين الجبابرة لشعب بنى اسرائيل . وارسل الرب له ملاكه يدعوه ليخلص الشعب . فقال له – من ضمن ما قال : " اسالك يا سيدى بماذا اخلص اسرائيل ها عشيرتى هى الذل فى منسى وانا الاصغر فى بيت ابى" (قض 15:6) ... منتهى الاحساس بالعجز .
لكن الرب دعاه "جبار بأس " وظل يشجعه تارة بالكلام وتارة بالمعجزة ، ورسم له خطة محكمة ، واعطاه جيشاً قوامه ثلاثمائة رجل فقط !! ومازال به حتى هزم بواسطته جيش المديانيين الرهيب الذى كان كالجراد فى الكثرة ! (راجع قض 7:6) .


اما بطرس ... فكانت ضعفته الرئيسية هى التردد والشك والخوف ... لقد انكر الرب ثلاث مرات امام جارية، وذكرت الاناجيل الاربعة قصة انكاره المخزية .
(مت 69:26-75 ، مر 66:14-73 ، لو 54:22-62 ، يو 16:18 – 27)
ولما افاق الرسول بعد بكاء مر ، فقد كل رجاء ، لكن قلب المسيح تحنن عليه ، فلما حل الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين اعطاه الرب ان يكون اول كارز بالمسيح ، ففتح بطرس بذلك باب الايمان لليهود (أع 14:2-41) وانضم بسبب كرازته الملتهبة وشجاعة ايمانه الفائقة ثلاثة آلاف نفس .

هكذا اظهر الرب كنزه فى اناء بطرس الخزفى الضعيف .. وحول بطرس " الخائف " الى " قائد للايمان " ومعلم " للجرأة الروحية " و " نموذج " للقوة والنصرة !



نعم يا صديقى ...
ضعفك فى المسيح سيصر قوة ، وبنعمته تتحول اخطاؤك الى انتصارات ، وفى محبته يصير كل ما كان يخجلك فى الماضى موطن فرح وافتخار .

نعم ... لن يهزأ الضعف منك فيما بعد .. ستقف أنت امامه وترنم مع بولس ترنيمته الحلوة ...


" حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوى "
(2 كو 10:12)
ندعو الجميع للمشاركة فيه علي أن يعرض كل شخص ضعف معين في شخصية من الكتاب المقدس وكيف حوله الله حتي نرى كل منا في ضعفاتنا القوة المخفية التي تنتظر الظهور حينما نسلم حياتنا بالكامل لله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010