الغفران في مكان العمل



الغفران في مكان العمل
======================


أنت لا تريد القيام به، ولكنك تعلم أنه واجب عليك. لقد نال زميلك في العمل المدح لأجل شيء كنت أنت المسئول عنه، وهو عرف أنك أنت الذي كان يجب أن يحظى بهذا المدح. فكيف يمكن أن تغفر وأن تظل على علاقات طيبة في العمل؟

فكمسيحي في مكان العمل، لا يفترض أن تنام وتجعل الناس يدوسونك بأرجلهم، ولكن ليس لك أن ترفع قبضة غاضبة للرد على الخطأ الذي حدث في حقك. فتجاوبك مع الشخص الذي أساء إليك، هو مفتاح للعديد من الأشياء: صحتك، علاقتك بهذا الشخص، والشهادة في مكان عملك.
وحيث أننا جميعاً خطاة بالطبيعة، فلا تعجب إن كان أول ما يخطر على بالك عندما يُساء إليك هو أن تنتقم، أو أن تظل واضعاً الإساءة على رأس هذا الشخص لاستغلالها لصالحك في المستقبل. لا تدع هذه الأفكار تستقر في ذهنك بل ارتفع فوقها، فكمسيحي عليك أن تذكر أن الله ذهب إلى أبعد حد لكي يمهد الطريق ليغفر لنا بسبب محبته لنا. وفي ضوء محبته، يجب علينا أن نحب الآخرين ونغفر لهم.
وإذا فشلت في أن تغفر، فأنت تعرض صحتك للخطر. فقد كشفت الأبحاث الحديثة عدداً من الفوائد الجسدية للغفران – نقص في التوتر العضلي، ضغط دم منخفض، تقليل شدة مرض القلب، وأعمار أطول لبعض المرضى بالسرطان. وأنت تعرف ما تشعر به من توتر عندما تواجه شخصاً بينك وبينه صراع لم يُحَل. فلا داعِ لأن تعرض جسدك لمثل هذا التوتر، بينما الغفران يمكن أن يزيله.
يجب على المسيحين أن يسعوا للتعامل مع حقيقة الظروف. فحدد وقتاً لمناقشة الموقف مع الشخص الذي تعتقد أنه أساء إليك، دون أن ترفع اصبعك في وجهه، اذكر له ما سمعته أو لاحظته. دع الطرف الآخر يعرف أنك تريد أن تفهم بصورة أفضل ما حدث وأن تستعيد علاقتك به في العمل. فإذا أقر بالخطأ، فدع الشخص يعلم مدى تقديرك الكبير له، فاقبل اعتذاره إذا أبداه.
إذا لاحظت أي اختلاف في طريقة تجاوب أي شخص في المكتب، وشككت في أنك ربما أعثرته، فابحث عن حقيقة الموقف، إذا اعثرت احداً، فأطلب الصفح واستعادة العلاقة، حتى وإن كنت لم تقصد الاساءة، اعتذر عنها باخلاص، ولا تخطئ بالايحاء بأن تجاوب الشخص معك مضحك. فإذا شعروا بأنهم قد أسيء إليهم، فلا يضرك بشيء أو يكلفك شيئاً أن تعتذر، وتكون أكثر حذراً في المستقبل.
فالغفران مهم لأن الناس مهمون. ومعاملة الناس بنفس الطريقة التي عاملهم بها الرب يسوع أمر هام أيضاً. ففوائد الغفران أثمن من تجنب مواجهة مؤلمة، وبكل تأكيد أفضل من ألم ومعاناة التمسك بالحقد والمرارة. فالأرجح أنك تقضي ساعات من اليقظة مع رفقائك في العمل أكثر مما تقضي مع أعضاء أسرتك. فلكي تعملوا معاً وتشعر بسلام وأنت ذاهب إلى العمل كل يوم، يلزمك أن تكون على علاقات سليمة مع الذين تعمل معهم.
فصَلِّ واطلب من الله أن يساعدك أن تغفر لمن يسيئون إليك، وأطلب الصفح ممن أسأت إليهم. كن شخصاً يسعى للسلام في مكان العمل، ويراعي الله ليستخدم شهادتك في الإتيان بآخرين إلى علاقة صحيحة معه.

الموضوع حلو
و الواحد مقتنع بالكلام
بس بينى و بينك ساعة التنفيذ بيبقى صعب جداً
و ما أنكرش إنى إتظلمت من الرئيس بتاعى فى الشغل، و سكت.
و مع أول فرصة كنت لادغه لدغة قاتلة كانت حتتسبب فى فصله من العمل.
ما أنكرش برضه إنى فرحت بالانتقام.
مش بأقول لك التنفيذ صعب و لو إنى مقتنع بكلامك؟!
هى الحياة كدة يا حازم تدريب على التخلص الانسان العتيق
بالتدريج يعنى الاول نحط هدف التخلص من الانتقام الاول وربنا هيدينا القدرة على التخلص منها
`17`

انا متفقة معاك يا استاذ حازم بان فعلا التنفيذ صعب لكن مين قال ان الوصول للملكوت طريقه سهل ربنا يدينا كلنا روح التسامح والغفران وليساعدنا للوصول لسماه

لو تسمحى لى يا تاسونى اكمل كلامك عن الغفران وليكن الغفران فى كل مجالات حياتنا

هناك أربعة أعداء للغفران!
حين تهدأ ثورة غضبنا ممن يسيئون إلينا، فقد نفكر في الغفران والتسامح. ولكن هناك أربعة أعداء يحاربوننا، ويحاولون الحيلولة دون تسامحنا.
هؤلاء الأعداء الأربعة هم:

*1- الكبرياء:

كما وضح الاستاذ حازم وهي قوة هدّامة تمثل العدو الأول للتسامح. فالكبرياء تؤجج الغضب وتستثيره، كلما خمدت جذوته، مدعية أن الانتقام كرامة، والتسامح هوان!
إن الكبرياء تبعث في داخلنا الرغبة في الثورة من أجل استرداد كرامتنا التي أهينت، وهيبتنا التي ضاعت!
والواقع إن التسامح يزيد كرامة الإنسان، ويرفع من قدره وشأنه.

*2- الشيطان:

وهو قوة هدّامة خارج الإنسان، تحرضه على مقابلة الشر بالشر.
وهي دعوة تلقى صدى جيداً في قلب الإنسان الضعيف.
والشيطان يريد أن يُشعل الدنيا ناراً، وغضباً، وحنقـــاً، وكــــراهية، ومــوتاً. فكيف لا يحارب روح الحب والغفران في داخلنا.
إنه حاضر أبداً يلقن الألسنة كلمات السخط والغضب واللعنة، ويوغر الصدور بالحنق والمعاندة والإصرار.

* 3-انتقاد المحيطين:

كثيراً ما يتعرض المتسامح لنقد شديد من المحيطين به، الذين يحرضونه على رد الإساءة، وإظهار القوة، حتى لا يصبح ألعوبة في يد أعدائه، أو حائطاً وطيئاً يدوسه الجميع!
فإذا لم يستجب لهم، اتهموه بالضعف والجبن، وانعدام الكرامة!

* 4-عدم تجاوب المسيء:

وهذه عقبة رابعة في طريق التسامح، فكثيراً ما لا يتجاوب المسيء مع روح الغفران، ولا يستطيع أن يرتفع إلى مستوى المتسامح.


عوامل تساعد على الغفران:
بالرغم من صعوبة الغفران، وبالرغم من الميل الطبيعي للانتقام، فإن هناك بعض العوامل التي قد تساعد على اتخاذ موقف إنساني أفضل:

* 1- حاول أن تجد عذراً لمن أساء إليك:

فلربما يكون قد أساء إليك تحت ظروف نفسية قاسية، أو يكون قد خدعه أحد، ونقل إليه معلومات خاطئة عنك!

* 2-اهزم كبرياءك:

تذكر أنك بشر ككل البشر، تصيب وتخطئ. وربما أخطأت إلى آخرين وأسأت إليهم من قبل بأكثر مما أسيء إليك!
تذكر أنه كان من الممكن أن تفعل ما فعله الطرف الآخر لو أنكما تبادلتما الظروف والمواقع!
اذكر أنك لست بلا خطيئة، فلا ترجم الخطاة بحجر.

*3-غير فكرك عن التسامح:

لا تظن أن التسامح ضعف، فالتسامح دليل نضج، ووعي، وضبط للنفس، وقوة إرادة، واتساع أفق، ونظرة شمولية للحياة!
إن الانتقام هو سقوط في شبكة الذات، أما الغفران فهو انطلاقة فوق الذات.
لذلك فالمظلوم حين يغفر للظالم، يكون أكثر منه قوة، وأرفع منه شأناً.


* 4- اطلب من الله قوة للغفران:

إن القدرة على الغفران، لا تدخل في ملكات النفس الطبيعية، لذلك نحتاج إلى قوة من السماء لتقهر فينا روح النقمة، وتملأنا بروح الغفران.
إن رب المجد، هو وحده الذي يقدر أن يغفر للمخطئ إليه، ويمنحه نور شمسه وخير عطاياه، لأن طبيعة الله هي الحب والغفران، كما أن طبيعتنا هي الغضب والانتقام. لذلك فهو وحده الذي يمنحنا قوة لنغفر، وننسى الإساءة أيضاً.
إننا نسيء إلى الله في كل يوم، حين نكسر وصاياه، ونهين شرائعه، ونتغافل عن دعوته، ونمضي في طريق ابتعادنا عنه، ولكنه سبحانه لا يحنق علينا، ولا ينتقم من الإنسان الضعيف، رغم قدرته المطلقة أن يبيد الإنسان عن وجه الأرض، لكنه على العكس يحنو علينا، ويقبل عذرنا، ويمحو آثامنا، ويضمنا إليه في حب، متغاضياً عن جهلنا وحماقتنا. لكنه وهو يغفر لنا، يود أن نغفر نحن أيضاً للمسيئين إلينا.
فإذا لم نغفر الإساءة البسيطة التي يسيء بها إلينا الآخرون، لا يغفر الله لنا الذنوب الكبيرة التي نسيء بها إليه.

أغفر.. واطلب الغفران:
إذا كنت لا تستطيع أن تغفر للآخرين إساءتهم.. فأنت تحتاج إلى قوة تساعدك، وهذه القوة لا يمنحها إلا الله.
فاغسل قلبك أمام الله. اغسله من الأحقاد والنقمة، سامح وانس وارتفع فوق غضبك.
اطلب من الله أن يغفر لك ما أسأت به إليه بعصيانك عليه مراراً بلا عدد.
تذكر أن كل خطيئة تصنعها، تسيء إلى الله خالقك القدوس.
اطلب تغييراً في القلب، حتى يمنحك الله قلباً يغفر. واطلب أن يمتلئ قلبك من روح الله - روح الغفران، فتحب عدوك، وتحسن لمن يسيء إليك

أشكركم جداً على الموضوع الرائع
الموضوع متكامل لأنه طرح المشكلة، و الأسباب، و الحل.
ربنا يقدرنى و أقدر أعمل به.
و أنا بأعترف إنه عيب فىّ إنى مش بأسكت على الظلم فى العمل من أى حد. يمكن بأسكت فى لحظتها لأن ذهنى بيكون مشغول إزاى أرد الاهانة. يمكن فيه مرة واحدة جربت أرد الاهانة بالحسنى و جابت نتيجة هايلة لأن رئيسى فى العمل إعتذر لى قدام كل اللى كان أهاننى قدامهم، و إعترف إنى مش مخطئ و إنه هو اللى غلطان، و حسيت ساعتها إن برستيجى رجع لى زى ما أنا واخده فى الشغل.

صلوا من أجلى `17`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010