سنوات مع أسئلة الناس مقتطفات من كتب قداسة البابا



سنوات مع أسئلة الناس مقتطفات من كتب قداسة البابا شنودة
==================================

--------------------------------------------------------------------



1 - سؤال ما هي الصلوات التي تقال أثناء الميطانيات ؟

الجواب : يمكن أن تكون صلاة تذلل أمام الله واعتراف بالخطايا أمام الله مع طلب الرحمة. ففي كل ميطانية يعترف الإنسان بخطية ويدين نفسه أمام الله "ارحمني يا الله أنا الذي فعلت كذا". ويمكن أن تكون صلوات شكر، يتذكر فيها الإنسان مراحم الله عليه أو علي أحبائه، وفي كل ميطانية يتذكر بعض إحسانات الله. ويمكن أن تكون صلوات طلبات، يذكر فيها المصلي كل ما يريده شخصياً أو ما يريده لغيره أو للكنيسة. ويمكن أن تصحب الميطانيات بأي نوع آخر من الصلوات…


-----------------------------------------------------------------

2 - سؤال هل يجوز التبخير في المنازل ؟

الجواب : إن كان أحد الأباء الكهنة يرفع بخوراً في بيت، فهذا جائز، ونافع. فمن الممكن أن يصلي أحد الأباء الكهنة طقس القنديل (سر مسحة المرضى) لمريض في بيت. وفيه يرفع بخوراً.. أو أن يقوم بطقس (تبريك المنازل الجديدة) في منزل جديد، وطبعاً يرفع بخوراً.. أو صلاة اليوم الثالث في تعزية أسرة توفي أحد أفرادها. أما أن يرفع الناس بخوراً في منازلهم. فلا أعرف ما هدفه؟ صنع البخور ورد في سفر الخروج. وقيل إنه قدس أقداس للرب. وأنه لا يصنع مثله في المنازل. ولم يكن مسموحاً لأحد برفع البخور، إلا الآباء الكهنة وحدهم. فلما فعل ذلك قورح وداثان وأبيرام، فتحت الأرض فاها وابتلعتهم (عد 32,31:16). "وخرجت نار من عند الرب وأكلت المائتين والخمسين رجلاً الذين قربوا البخور" (عد 35:16). في بعض البلاد العربية يوقد الناس بخوراً في منازلهم ، لأسباب اجتماعية أو صحية، وليس لأسباب دينية. أما أنتم إن أردتم بخوراً في منازلكم، فاطلبوا من أحد الآباء الكهنة أن يرفع البخور في المنزل، فتنالون بركة الصلاة المصاحبة للبخور، وبركة البخور.


---------------------------------------------------------------

3 - سؤال إذ كان كل شئ يتم بإرادة الله، ولا شئ يحدث علي وجه الأرض إلا بأمره وحده، إذن فلماذا لا يمنع الله الشر قبل أن يقع؟

الجواب : قبل الإجابة، ننبه علي أن في سؤالك بعض الأخطاء. فمن الخطاء أن نقول إنه لا يحدث شئ علي الأرض إلا بأمره. فعلي الأرض تحدث أحياناً أخطاء وشرور، وجرائم ومظالم، فهل هذه كلها بأمره؟ حاشا.. علي الأرض يحدث قتل وزني وسرقة وغش وكذب.. فهل أمر الله بكل هذا؟ كلا طبعاً. وهل يريد الله هذا؟ كلا طبعاً.. إذن عبارة "كل شئ يتم بإرادة الله" هي عبارة خاطئة لاهوتياً. لأن "كل شئ" تشمل الشرور أيضاً. والشرور لا يمكن أن تتم بإرادة الله، فالله لا يريد الشر. الله لا يريد إلا الخير. "يريد أن الجميع يخلصون، وإلي معرفة الحق يقبلون". فكل الخير الذي يتم علي الأرض، للناس، أو من الناس، إنما يتم بإرادة الله. أما الشر فلا. فما هو موقف الشر إذن من إرادة الله؟ الله الذي أعطى الإنسان حرية إرادة، يسمح له بأن يفعل ما يشاء، خيراً كان أم شراً، وإلا صار مسيراً. فالخير الذي يفعله، يفعله بإرادة الله. والشر الذي يعمله، إنما يكون بسماح من الله، وليس بإرادته. وهناك فرق بين إرادة الله وسماحه. إرادته كلها خير. أما السماح فيتفق مع حرية الإرادة التي وهبها الله لبعض مخلوقاته.


---------------------------------------------------------------

4 - سؤال ما معني "طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض"؟

الجواب : الشخص الوديع. هو الشخص الهادئ الطيب، البسيط، الذي لا يخاصم، ولا يصيح، ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. بعيد عن المخاصمة، والمقاومة، وكثرة النقاش. إنسان مسالم، مطيع، (مهاود)، طيب القلب، حسن المعاملة مع الناس، رقيق الطباع، بشوش.. ومثل هذه الصفات تجعله محبوباً من جميع الناس. ومن هنا – بالإضافة إلي أنه يرث ملكوت الله – فإنه يرث الأرض أيضاً، لأن سكان الأرض يحبونه، ويعيش معهم في سلام و هدوء. علي أن القديس أوغسطينوس فسر عبارة (يرثون الأرض)، بأنها أرض الأحياء، كما ورد في [المزمور 26(27):13] "أومن أن أعاين خيرات الرب في أرض الأحياء" أرض الأحياء هذه هي التي قال عنها يوحنا الرائي "ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة" (رؤ 1:21)، وهي التي كانت ترمز لها الأرض التي تفيض لبناً و عسلاً.


------------------------------------------------------------------

5 - سؤال أريد أن تكون لي شخصية قوية، فما هي عناصر قوة الشخصية، التي أصير بها قوياً؟

الجواب : قال يوحنا الرسول "أكتب إليكم أيها الشباب لأنكم أقوياء، وكلمة الله ثابتة فيكم، وقد غلبتم الشرير"… إذن فالشخص القوي هو الذي يغلب الشر، لأن كلمة الله ثابتة فيه. لأنه قد يستطيع قائد كبير أن يغلب جيشاً ويفتح مدناً، ثم ينهزم من شهوته ولا يكون قوياً. ولهذا قال الحكيم إن الذي يقهر نفسه خير ممن يقهر مدينة.. هذه هي القوة الروحية التي بها يغلب الإنسان شهواته، وأيضاً من يستطيع أن يقود الآخرين روحياً. وهناك قوة أخرى في الشخصية، تنبع من كفاءات معينة في الشخص مثل الذكاء والحكمة وحسن التدبير، والقدرة على كسب الناس، وقوة الذاكرة والنشاط والحيوية.. إن القوة الحقيقية للإنسان تنبع من داخله: من انتصاره على نفسه، ومن تأثيره علي الآخرين، ومن علاقته القوية بالله، ومن مواهبه وحسن تصرفه. وقد تكون أيضاً من نجاحه، ومن قدرته علي العمل المنتج من ميادين متعددة. وليست القوة في مظهرية خارجية زائفة، ولا في سلطة تنبع من منصب، أو من مال..

6- سؤال ما معنى الآية التي تقول "لأن كل من له يعطى فيزداد، ومن ليس له، فالذي عنده يؤخذ منه" (مت 29:25) فما معني أنه ليس له، ويؤخذ منه؟

الجواب : أي من له إيمان، وله حب للعمل الصالح، أو له عمل صالح أيضا، يعطيه الله نعمة ليزداد بها في الإيمان وفي الأعمال معاً.. أما الذي ليس له إيمان، فالأعمال التي يعملها بدون إيمان، فهذه تنـزع منه، وليست لها قيمة بدون إيمان… كذلك الذي ليست له أعمال صالحة، فالإيمان الذي عنده بدون أعمال، الذي قيل عنه "إيمان بدون أعمال ميت". هذا الإيمان الميت ينـزع منه.. إنه مجرد إيمان اسـمي أو عـقلي أو شـكلي.. هذا ينـزع منه..


-------------------------------------------------------------

7- سؤال كيف يمكن للشاب أن يشغل وقت فراغه، وبخاصة في العطلة الصيفية؟

الجواب : مجرد وجود (وقت فراغ) هو مشكلة تحتاج إلي علاج.. لأن الذي يشعر بهذا الفراغ، هو الذي لا يعرف قيمة الوقت من جهة، ولا طريقة شغله للفائدة من جهة أخرى.. وشغل الفراغ يأتي بطريقتين: إما لفائدة صاحب الوقت نفسه، وإما في خدمة من يحيطون به ومنفعتهم.. فشغل الفراغ لفائدة الشخص تأتي عن طريق القراءة أو الدراسة، فيزداد بهذا معرفة أو ثقافة، ويوسع مداركه، علي شرط أن يتخير نوع القراءة لتكون نافعة. وقد ينتفع الشخص بممارسة بعض هواياته ومواهبه فيما يفيد، أو في أكتساب خبرات جديدة نافعة، بأن يتعلم شيئاً عملياً، سواء في البيت، أو في معهد، أو عن طريق بعض الأصدقاء أو المرشدين. ويمكن للشباب أن يشترك في أي نشاط رياضي، لتقوية جسده، بحيث لا يستغرق هذا كل وقته.. وما أحسن أن يشترك الإنسان في خدمة روحية، أو في خدمة اجتماعية، لمنفعة غيره. وفي نفس الوقت ينتفع هو أيضاً أثناء خدمته للآخرين… هناك أيضاً واجبات على الكنيسة لشغل أوقات الفراغ للشباب، بوضع برامج لفائدتهم وذلك بالاهتمام بالوسائل السمعية والبصرية، وإقامة الندوات والحفلات والمحاضرات، ووسائل الترفيه المتنوعة، التي تحمل في نفس الوقت نفعاً روحياً.. كذلك يجب الاهتمام بالنوادي، وبالمكتبات الدينية، وباستغلال طاقات الشباب ووقتهم بما يفيدهم، وينمى مواهبهم أيضاً في المشاركة في تنفيذ مشروعات الكنيسة والمساهمة في أنشطتها..


-------------------------------------------------------------

8- سؤال إن عاقتني ظروف عن ارتكاب خطية، فهل تحسب على الخطية مع أني لم أرتكبها؟

الجواب : لعلك تظن أيها الأخ أن الخطية الوحيدة هي خطية العمل! كلا، فالعمل هو آخر مرحلة للخطية، إنما الخطية تبدأ أولاً في القلب بمحبة الشر واستجابة القلب له، ثم تدخل في دور التنفيذ، فإن نفذت تكون قد كملت. وإن لم تنفذ يدان الإنسان علي خطيته بالقلب و بالشهوة والنية وبالفكر. وماذا كانت خطية الشيطان سوي خطية قلب حيث يقول له الوحي الإلهي: "وأنت قلت في قلبك: اصعد إلي السموات، أرفع كرسي فوق كواكب الله.. أصير مثل العلي" (أش 14,13:14). مجرد أنه قال ذلك في قلبه، كان كافياً لسقوطه من علو مرتبته.


------------------------------------------------------------
9- سؤال ما هي أول خطية عرفها العالم؟

الجواب : أول خطية عرفها العالم هي خطيئة الكبرياء.. أنها الخطية التي سقط بـها الشيطان حينما قال "ارفع كرسي فوق كواكب الله.. أصير مثل العلي" (أش 14,13:14). وهي أول خطية حورب بها الإنسان الأول، حينما قال الشيطان لحواء "تصيران مثل الله، عارفين الخير والشر" (تك 5:3). لهذا فإن الرب عندما تجسد، حارب هذه الخطية باتضاعه، فأخذ شكل العبد، وصار في الهيئة كإنسان، وولد في مزود بقر، وسمح للشيطان أن يجربه.


---------------------------------------------------------

10- سؤال كيف أستطيع أن أقاوم الأفكار، التي تضغط علي أحياناً بشدة، وتحاول أن تخضعني لأستسلم لها؟

الجواب : اشغل وقت فراغك بفكر آخر اقوي منه، يحل محله.. لا تنتظر حتى ترهقك الأفكار هكذا، وبعد هذا تحاول أن تقاومها. بل الأفضل- إن استطعت- أنك لا تعطيها مجالاً على الإطلاق للوصول إليك.. وكيف ذلك؟ اشغل فكرك باستمرار بما هو مفيد، حتى إن أراد الشيطان أن يحاربك بالفكر، يجدك مشغولاً وغير متفرغ لأفكاره،فيمضى عنك.. ما أصعب الفكر، حينما يأتي إلى الإنسان، فيجد أبوابه مفتوحة، وعقله مستعداً للقبول!! إن جاءك فكر رديء، استبدله بفكر آخر يحل محله. لأن عقلك لا يستطيع أن يفكر في موضوعين في وقت واحد بنفس العمق. لذلك يشترط في الفكر الجديد الذي تريده أن تغطي به فكر المحاربة، أن يكون عميقاً حتى يمكنه طرد الفكر الآخر، كالتفكير في لغز عن مشكلة أو مسألة عقائدية، أو موضوع يهمك، أو تذكر شئ نسيته… الفكر السطحي لا يطرد الأفكار المحاربة لك، إنما تطردها أفكار أخرى يمكنها أن تدخل إلي عمق ذهنك، أو إلي عمق قلبك. كأن تفكر في مشكلة عائلية هامة، أو في سؤال عويص ليس من السهل حله، أو في موضوع محبوب إلي قلبك يسرك الاستمرار فيه… ويمكنك أن تطرد الفكر بالقراءة كطريقة أخرى للإحلال.: على أن تكون أيضاً قراءة عميقة يمكنها أن تشغل الذهن، لأن القراءة السطحية تعطى مجالاً للسرحان، فيسرح الفكر في نفس الوقت فيما يحاربه. لذلك قد يحارب إنسان بفكر شهوة، فلا تصلح له قراءة روحية عادية، بقدر ما تصلح له قراءة عن حل مشكلات في الكتاب المقدس، أو في الخلافات العقائدية والرد عليها، أو قراءة في موضوع جديد لم يسبق له معرفته، أو في موضوع علمي يحتاج إلي تركيز. وقد ينطرد الفكر بالصلوات والميطانيات: إذ يستحي الإنسان من التفكير الخاطئ في وقت مخاطبته لله، كما أنه يأخذ معونة من الصلاة، علي شرط أن تكون الصلاة بحرارة ومقاومة للسرحان. والصلاة المصحوبة بالمطانيات تكون أقوى… وقد يمكن طرد الفكر، بالانشغال في عمل يدوي. لأن هذا العمل يشغل الفكر أيضاً فيلهيه عن محاربته، بقدر ما يكون عملاً يحتاج إلي انتباه وتركيز. العمل أيضاً يشغل الإنسان، ويريحه من حرب الأفكار، بعكس الفراغ الذي يعطى مجالاً لحرب الفكر، لذلك قال الأباء إن الذي يعمل يحاربه شيطان واحد، أما الذي لا يعمل تحاربه عدة شياطين. لاحظ أن الله أعطي أبانا أدم عملاً يعمله وهو في الجنة، مع أنه لم يكن محتاجاً للعمل من أجل رزقه. فإن لم ينطرد الفكر بكل هذا، فالأصلح أن يخرج الإنسان من وحدته ليتكلم مع شخص آخر. لأنه من الصعب عليه أن يتكلم في موضوع معين، وهو يفكر في نفس الوقت في موضوع آخر. بل إن أي نوع من التسلية، سواء كان فردياً أو مشتركاً مع آخرين، يساعد على طرد الفكر أيضاً. المهم أنك لا تترك الفكر ينفرد بك، أو تنفرد به: عملية تشتيت الفكر، أو إحلال فكر آخر محله، أو شغل الذهن عنه بعمل، أو تسلية، أو حديث، أو كتابة، أو قراءة، أو صلاة: كل ذلك يضعف الفكر، أو يطرده، أو ينسيك إياه. كذلك يجب عليك أن تعرف سبب الفكر وتتصرف معه: قد يأتيك مثلاُ فكر غضب أو انتقام بسبب موضوع معين يحتاج إلي التصريف داخل قلبك. لأنك طالما تبقي داخلك أسباب الغضب، فلابد أن ترجع عليك الأفكار مهما طردتها. فإن كان الفكر سببه قراءة معينة، أو سماعات من الناس، أو عثرة من الحواس، أو مشكلة تشغلك، حاول أن تتوقي كل هذا، أو تجد له حلاً، وهكذا تمنع سبب الفكر. كذلك إن أتاك فكر كبرياء أو مجد باطل، لسبب معين يدعوك إلي هذا، فعليك أن تحارب هذا الكبرياء داخل قلبك بطريقة روحية. فإن انتصرت عليه، ستفارقك أفكاره.. وهكذا تتبع طريقة التصريف الروحي مع كل خطية تحاربك أفكارها. وفي كل ذلك، تحتاج إلي السرعة، وعدم التساهل مع الفكر: إن طردت الفكر بسرعة، فسيضعف أمامك. أما إن أعطيته فرصة، فسيقوى، وتضعف أنت في مقاومته، إذ قد تنضم إليه أفكار أخرى وتزداد فروعه، كما أنه قد ينتقل من العقل إلي القلب، فيتحول إلي رغبة أو شهوة. واحترس من خداع محبة الاستطلاع: قد يستبقى الإنسان الفكر، بحجة أنه يريد أن يعرف ماذا تكون نهايته، وإلي أي طريق يتجه، بنوع من حب الاستطلاع!! كثير من الأفكار أنت تعرف جيداً نهايتها، وإن لم تعرف، فعلي الأقل تستطيع أن تستنج من طريقة ابتدائها. ثم ما منفعة حب الاستطلاع إن أدي إلي ضياعك؟! هناك طريقة أخرى، وهي الرد على الفكر. والقديس مار أوغريس وضع طريقة للرد على الفكر بآيات الكتاب. فكل خطية تحارب الإنسان، يضع أمامه آية ترد عليها وتسكنها. وفي التجربة على الجبل رد الرب علي الشيطان بالآيات: ولكن هناك أفكار تحتاج إلي طرد سريع، وليس إلي مناقشة. إذ قد المناقشة مدعاة إلي تثبيت الفكر بالأكثر، وإطالة مدة إقامته، كما قد تتسبب في تشعب الفكر. إن جاءتك الأفكار، يجب أن تصدها بسرعة. لا تتراخ، ولا تتماهل، ولا تنتظر لتري إلي أين يصل بك الفكر، ولا تتفاوض مع الفكر، وتأخذ وتعطى معه. لأنك كلما تستبقي الفكر عندك، كلما يأخذ قوة ويكون له سلطان عليك. أما في بدء مجيئه، فيكون ضعيفاً يسهل عليك طرده. إن طرد الأفكار يحتاج إلي حكمة وإفراز، وإلي معونة. هناك أشخاص خبيرون بالفكر وطريقة مقاتلته، كما قال بولس الرسول "لأننا لا نجهل حيله". والذي ليست له خبرة، عليه أن يسأل مرشداً روحياً. وعلى العموم فإن المعونة الإلهية تأتى بالصلاة والتضرع، تساعد الإنسان علي التخلص من الأفكار. الرب قادر أن يطرد الشيطان وكل أفكاره الردية.



11- سؤال ما هي الفضيلة الأولي؟

الجواب : الفضيلة التي تجمع الفضائل كلها هي المحبة، إذ يتعلق بها الناموس كله والأنبياء. ولكن أساس الفضائل جميعها، التي تبني عليها كل عمل صالح، فلاشك أنها فضيلة الإتضاع. لأن كل فضيلة غير مؤسسة علي الإتضاع يمكن أن تقود إلى البر الذاتي والمجد الباطل، ويهلك بها الإنسان.. حتى المحبة ذاتها التي هي أعظم الفضائل، إن لم تبني علي الإتضاع يمكن أن يهلك بها الإنسان، بل لا تسمي (محبة) بالمعني الدقيق الكامل للكلمة.


----------------------------------------------------------------

12- سؤال هل يمكن لإنسان أن يتخلص من غريزة قد ولد بها؟

الجواب : الإنسان لا يقضى على غرائزه، إنما يحسن توجيهها فالغريزة الجنسية مثلاً عبارة عن طاقة وحب وعاطفة. فإن أحسن الإنسان توجيه ما عنده من طاقة وحب وعاطفة، بأسلوب سليم، حينئذ لا يتعب من الغريزة الجنسية. لأن الذي يتعب الإنسان ليس هو الغريزة، إنما انحرافها. الغضب مثلاً يمكن توجيهه إلي الخير، بغير عصبية، فيتحول إلي طاقة بناء وليس إلي هدم. وعنه تصدر النخوة والشهامة، والدفاع عن الحق، ونصرة المظلوم. كل ذلك بأسلوب روحي، ودون الوقوع في خطية، ويحسن استخدام الألفاظ. مثلما قال الكتاب "اغضبوا ولا تخطئوا" (مز 4:4). لذلك أبحث عن الأخطاء التي تسبب لك انحرافات في غريزة ما، واعمل علي علاجها. واعرف أن الله لم يضع في طبيعتنا شيئاً خاطئاً، حينما خلقنا. إنما وضع فينا طاقات، لنستخدمها حسناً.


-------------------------------------------------------------

13- سؤال هل يتعارض العلم أحيانا مع الدين؟

الجواب : العلم الصحيح لا يتعارض مع الدين الصحيح. فإن تعارضنا، لابد أن يكون هناك خطأ في أحدهما، أو في فهم أحدهما. فالدين قد يتعارض مع العلم الزائف الذي ليس هو علماً بالحقيقة. أو قد يتعارض الدين مع مجرد نظريات أو افتراضات لم ترق إلي مستوي أن تكون علماً حقيقياً. كما قد يتعارض العلم مع المفهوم الخاطئ للدين، أو مع دين ليس من الله…


---------------------------------------------------------------

14- سؤال أرجو أن تفسر لي قول الرسول "والذي يغفر له قليل، يحب قليلاً" (لو 47:7)؟

الجواب : هذه العبارة قالها السيد الرب في المقارنة بين سمعان الفريسي، والمرأة الخاطئة التي بللت قدمي الرب بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها. وأحبت كثيراً، لأنها شعرت أن الرب قد غفر لها الكثير. فأنت كلما تشعر أن ديونك للرب كثيرة، وقد تنازل كل عنها، حينئذ تحب كثيراً. وهذا يحتاج إلي دقة في محاسبة النفس، مع مقارنتها بدرجات الكمال التي يطالبها الرب بها.. وليس معني هذا، أن تخطئ كثيراً، فيغفر لك الرب الكثير، فتحب كثيراً.. فهناك أسباب عديدة جداً تدعوك إلي محبة الله.  تحب الرب من أجل أحساناته. من أجل أنه خلقك. ومن أجل أنه فداك.  تحبه لأنه يرعاك باستمرار.  تحبه من أجل وعوده الكثيرة، وبخاصة وعوده لك بالنعيم الأبدي.  تحبه، لأنه أبرع جمالاً من بنى البشر.  تحب الله من أجل قداسته غير المحدودة.  تحبه من أجل محبته غير المحدودة، وما يقدمه لك من قوة ومعونة.  وما أكثر الأسباب التي تدعوك إلى محبة الله. وليست المغفرة هي السبب الوحيد لمحبة الله، كما حدث للمرأة الخاطئة.


------------------------------------------------------------------

15- سؤال ماذا أفعل عندما يحاربني الشيطان بأفكار البر الذاتي؟

الجواب : هناك وسيلتان أساسيتان لمحاربة أفكار البر الذاتي، وهما أن يتذكر الإنسان خطاياه، ويتذكر الدرجات العليا التي للقديسين… تذكره لخطاياه، يجعله يتضع وينسحق ويخجل، لأن خطية واحدة يمكن أن تهلك نفسه. كذلـك تذكر الدرجـات العليا التي وصل إليها القديسون في كل فضيلة، تجعل الإنسان يتضاءل أمام نفسه إذا قارن ذاته بذلك المستوي. كذلك ينبغي أن نرجع إلي نعمة الله الفضل في كل ما نعمله من الخير، ونتذكر أن البر الذاتي، يجعل النعمة تتخلى عنا فنسقط.. لكيما نعرف ضعفنا ونعود إلى إتضاعنا. لهذا عليك أن نتذكر الخوف من السقوط، كلما خضعت لأفكار البر الذاتي، لأنه "قبل السقوط تشامخ الروح"..

16 - سؤال ما الفرق بين النقـد والإدانة؟ وإذا كنت بحكم وظيفتي ناقداً، هل أرتكب بذلك خطية؟

الجواب : الفرق الأساسي بين النقـد والإدانة: هو أن النقـد يلتزم الموضوعية، أما الإدانة فتمس النواحي الشخصية. النقد السليم هو لون من التحليل، وعملية تقييم دقيقة تذكر المحاسن كما تذكر المساوئ. وتعطي الموضوع حقه تماما.وتعذره إن كان هناك مجال لعذر. أما النقد الذي لا يذكر سوى المساوئ، فهو لون من الهجوم ولا يكون صاحبه منصفاً. كذلـك هناك أنواع ودرجات من النقـد. منها النقـد الهادئ الرزين، ذو الأسلوب العاقل، ومنها النقد اللاذع، والنقـد الجارح. وكل ناقد يختلف في أسلوبه عن الآخر، ويختلف في اختيار الألفاظ التي يستخدمها. فانظر من أي نوع أنت. كن موضوعياً ومنصفاً، ولا تكن قاسيا في نقدك. وإن كانت وظيفتك الرسمية هي النقـد، فلا لوم عليك في ذلك. وربما كاتب ينقد كتاباً، فيكون كل نقده مديحاً في هذا الكتاب، إن كان يستحق ذلك. كذلـك النقـد يحتاج إلى دراسة ومعرفة، وله قواعد خاصة، وليس كل إنسان يرقي إلي مرتبة الناقد، أو يدعي لنفسه هذه الصفة. والناقد العالم المنصف، يستفيد من نقد القراء، وأيضاً الشخص الذي ينقده. ويكون للبنيان، مقدماً في نقده علماً وأدباً.


----------------------------------------------------------------

17 - سؤال ما هو مفهوم البساطة في المسيحية؟

الجواب : البساطة هي عدم التعقيد، وهي في المسيحية غير السذاجة. فالمسيحي قد يكون بسيطاً وحكيماً في نفس الوقت. البساطة المسيحية هي بساطة حكيمة. والحكمة المسيحية هي حكمة بسيطة، أي غير معقدة مثل بعض الفلسفات لهذا قال السيد المسيح "كونوا بسطاء كالحمام، وحكماء كالحيات".


--------------------------------------------------------------

18 - سؤال هل تؤمن المسيحية بوجود الحسد؟

الجواب : الحسد – كشعور – موجود. فنحن نعرف أن قايين حسد أخاه هابيل. ويوسف الصديق حسد أخوته. والسيد المسيح أسلمه كهنة اليهود للموت حسداً. ونحن في أخر صلاة الشكر، نقول "كل حسد وكل تجربة وكل فعل الشيطان.. أنزعه عنا". الحسد إذن موجود، ولكن (ضربة العين) لا نؤمن بوجودها. فبعض الناس يؤمنون أن هناك أشخاص حسودين، إذا ضربوا من حسدوه عيناً، يصيبه ضرر معين. لذلك يخاف هؤلاء من الحسد. ومن الحسودين وشرهم. وأحياناً يخفون الخير الذي يرزقهم به الله خوفا من الحسد. وهم يضربون لهذا النوع من الحسد. قصصاً تكاد تكون خرافية. هذا النوع من الحسد، لا نؤمن به، ونراه نوعاً من التخويف ومن الوسوسة. إن الحسد لا يضر المحسود، بل يتعب الحاسد نفسه : إنه لا يضر المحسود، وإلا كان الجميع المتفوقين والأوائل عرضه للحسد والضياع، وأيضاً كان كل الذين يحصلون على مناصب مرموقة، أو جوائز الدولة التقديرية عرضة للحسد والإصابة بالشر. إننا نرى العكس، وهو أن الحاسد يعيش في تعاسة وتعب بسبب حسده وشقاوته الداخلية، وكما قال الشاعر: اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله ولكن لماذا نصلى لنزع الحسد، مادام لا يضر؟ نحن لا نصلى خوفاً من (ضربة العين) المزعومة، وإنما نصلى لكي يمنع الله الشرور والمكائد والمؤامرات التي قد يقوم بها الحاسدون بسبب قلوبهم الشريرة. فأخوة يوسف لما حسدوه ألقوه في البئر، ثم باعوه كعبد، وكانوا على وشك أن يقتلوه. وقايين قتل أخاه هابيل حسداً له، ورؤساء اليهود لما حسدوا المسيح تآمروا عليه، وقدموه للصلب.


---------------------------------------------------------------

19 - سؤال ما معنى قول الرب في الإنجيل: "أحبوا أعداءكم" (مت 44:5).. وكيف يمكن تنفيذ ذلك..؟

الجواب : محبة الصديق شئ عادى يمكن أن يتصف به حتى الوثني والملحد.. أما محبة العدو، فهي الخلق السامي النبيل الذي يريده الرب لنا.. إنه يريدنا أن نكره الشر وليس الأشرار..نكره الخطأ وليس من يخطئ.. فالمخطئون هم مجرد ضحايا للفهم الخاطئ أو الشيطان علينا أن نحبهم ونصلى لأجلهم، لكي يتركوا ما هم فيه. أما كيف ننفذ ذلك، فيكون باتباع النقاط الآتية: 1- لا نحمل في قلبنا كراهية لأحد مهما أخطأ إلينا.. فالقلب الذي يسكنه الحب، لا يجوز أن نسكنه الكراهية أيضاً. 2- لا نفرح مطلقاً بأي سوء يصيب من يسئ إلينا.. وكما يقول الكتاب: "المحبة لا تفرح بالإثم" (1كو 6:13).. بل نحزن إن أصاب عدونا ضرر. 3- علينا أن نرد الكراهية بالحب و بالإحسان.. فنغير بذلك مشاعر المسيء إلينا.. وكما قال القديس يوحنا ذهبى الفم: "هناك طريق تتخلص بها من عدوك، وهي أن تحول ذلك العدو إلى صديق". 4- مقابلة العداوة بعداوة تزيدها اشتعالاً.. والسكوت على العداوة قد يبقيها حيث هي بلا زيادة.. أما مقابلة العداوة بالمحبة، فإنه يعالجها ويزيلها. 5- لذلك لا تتكلم بالسوء على عدوك، لئلا تزيد قلبه عداوة.. ومن الناحية العكسية إن وجدت فيه شيئاً صالحاً امتدحه.. فهذا يساعد على تغيير شعوره من نحوك. 6- إن وقع عدوك في ضائقة تقدم لمساعدته.. فالكتاب يقول: "إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فأسقه" (رو 20:12). 7- يقول الكتاب المقدس أيضاً "لا يغلبنك الشر، بل اغلب الشر بالخير" (رو 21:12).. إنك إن قابلت العداوة بعداوة، يكون الشر قد غلبك.. أما إن قابلتها بالحب فحينئذ تكون قد غلبت الشر بالخير.


------------------------------------------------------------
20 - سؤال هل كل فكر شرير يجول بذهني يحسب خطية؟

الجواب : ليس كل فكر شرير يجول بذهنك يحسب خطية، فهناك فرق بين حرب الفكر، والسقوط بالفكر. حرب الفكر، هو أن يلح عليك فكر شرير. و أنت غير قابل له، وتعمل بكل جهدك وبكل قلبك على طرده، ولكنه قد يبقى بعض الوقت. و بقاؤه ليس بإرادتك، لذلك لا يحسب خطية. بل إن مقاومتك له تحسب لك برا، أما السقوط بالفكر فهو قبولك الفكر الشرير، والتذاذك به، واستبقاؤك له، وربما اختراعك لصور جديدة له … والسقوط بالفكر قد يبدأ من رغبة خاطئة في قلبك، أو من شئ مختزن فى عقلك الباطن. أو قد يبدأ بحرب للعدو من الخارج، تقاومها أولاً، ثم تستسلم لها وتسقط، وتتطور في سقوطك. أو قد تسقط في الفكر إلي لحظات، وترضى به، ثم تعود فتستيقظ لنفسك وتندم، وتقاومه فيهرب. على قدر ما تقاوم الفكر، تأخذ سلطاناً عليه، فيهرب منك، أو لا يجرؤ على محاربتك. وعلى قدر ما تستسلم له، يأخذ سلطاناً عليك، ويجرؤ على محاربتك. بيدك دفة الحرب، وليس بيده، الفكر يحس نبضك، وعلى حسب حالتك يحاربك. قال السيد المسيح"رئيس هذا العالم يأتي ، وليس له في شئ" (يو 30:14). أما أنت، فهل عندما يحاربك الشيطان، يمكنه أن يجد فيك شيئاً له. إن الفكر يختبر قلبك: هل يوجد فيه ما يشابهه؟ و"شبيه الشيء المنجذب إليه؟.. أو هل يمكن إيجاد هذا الشبيه؟ فإن كان قلبك من الداخل أميناً جداً، لا يخون سيده مع هذه الأفكار، ولا يفتح لها مدخلاً إليه، ولا يتعامل معها، ولا يقبلها، حينئذ تهرب منه الأفكار، وتخافه الشياطين.. أما إن تساهل القلب مع الأفكار، فحينئذ تجرؤ عليه. هناك أفكار شريرة تدخل إلي القلب النقي لتساهله معها. هناك أفكار شريرة تخرج من القلب الشرير لعدم نقاوته. أي أن هناك أفكاراً شريرة تأتي من الخارج، وأخرى من الداخل. الأفكار الشريرة التي من الخارج، مثالها محاربة الحية لحواء، وكانت حواء نقية القلب. ولكن بسبب تساهلها مع الحية، دخلت الأفكار إلى قلبها، وتحولت إلى شهوة وإلي عمل. أما الأفكار الشريرة التي من الداخل، فعنها قال الرب "والإنسان الشرير، من كنز قلبه الشرير، يخرج الشر" (لو6: 45). وقد تأتى الأفكار من القلب من أفكار مختزنة. وقد تأتى من العقل الباطن، من صور وأفكار وأخبار مختزنة.. من هذا المكنوز في الداخل، تخرج الأفكار، لأية إثارة، ولأي سبب. فاحرص أن يكون المكنوز فيك نقياً. على أن الأفكار التي تخرج من العقل، تكون أقل قوة. إنها أقل قوة من الأفكار التي تخرج من القلب. لأن الخارجة من القلب، تكون ممتزجة بالعاطفة أو بالشهوة، ولهذا فهي أقوى. وهكذا بإمكان الإنسان بسهولة، أن يطرد الأفكار التي تخرج من العقل. ولكنه إذا استبقاها، أو تساهل معها، فقد تتحول إلى القلب، وتنفعل بانفعالاته، فتقوي… لذلك كما يجب على الإنسان أن يحفظ قلبه، كذلك يجب أن يحفظ عقله، ويحفظ الخط الواصل بين العقل و القلب… "فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة (أم 23:4) أن حرب الأفكار إذا أتتك، وأنت نقي القلب، حار الروح، ستكون حرباً ضعيفة، وبإمكانك أن تهرب منه. أمت إن أتتك وأنت في حالة فتور روحي، أو "من كثرة الإثم قد بردت" محبتك للرب. فحينئذ تكون الحرب عنيفة والهروب صعباً.. لذلك "صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء". احفظ فكرك، لكي لا يدخله شئ يعكر نقاوتك. واحفظ أيضاً حواسك، لأن الحواس هي أبواب للفكر.. احفظ نظرك وسمعك وملامسك وباقي الحواس. لأن ما تراه وما تسمعه، قد لا تمنع ذهنك من التفكير فيه، ومن الانفعال به، لذلك فالاحتراس أفضل. وإن دخل إلى سمعك أو بصرك أو فكرك شئ غير لائق، فلا تجعله يتعمق داخلك. وليكن مروره عابراً. إن الأشياء العابرة لا تكون ذات تأثير قوي. أما إذا تعمقت، فإنها تترسب في العقل الباطن، وتمد جذورها إلى القلب، وقد تصل على مراحل الانفعال… إن النسيان هو من نعم الله على الإنسان، به يمكن أن تمحي الأفكار العابرة، وما تعبر به الحواس… أما الأفكار التي تدخلها إلي أعماقك، فإنها تستقر في باطنك، وتتصل بالشعور وباللاشعور، ولا يكون نسيانها سهلاً، وقد يكون سبباً في حرب من الأفكار والظنون والأحلام، و مصدراً للرغبات وللانفعالات، ومبدأ لقصص طويلة.. على أن موضوع الأفكار قد يحتاج منا إلى رجعة أخرى…



21 - سؤال كيف يتفق قول الكتاب إن الله خلق العالم في ستة أيام، مع آراء علماء الجيولوجيا التي ترجع عمر الأرض إلي آلاف السنين؟

الجواب : إعلم أن أيام الخليقة ليست أياما شمسية كأيامنا… بل يوم الخليقة هو حقبة من الزمن لا ندرى مداها، قد تكون لحظة من الزمن، وقد تكون آلافاً أو ملايين من السنين، اصطلح علي بدايتها ونهايتها بعبارة "كان مساء وكان صباح"… والأدلة على ذلك كثيرة، نذكر منها: 1- اليوم الشمسي هو فترة زمنية محصورة ما بين شروق الشمس وشروقها مرة أخرى أو غروب الشمس وغروبها مرة أخرى. ولما كانت الشمس ام تخلق إلا في اليوم الرابع (تك 16:1-19).. إذن الأيام الأربعة الأولي لم تكن أياما شمسية، لأن الشمس لم تكن قد خلقت بعد، حتى يقاس بها الزمن. 2- اليوم السابع لم يقل الكتاب إنه انتهي حتى الآن… لم يقل الكتاب "وكان مساء وكان صباح يوماً سابعاً". وقد مرت آلاف السنين منذ آدم حتى الآن، دون أن ينقضي هذا اليوم السابع. فعلى هذا القياس، لا تكون أيام الخليقة أياماً شمسية وإنما هي حقب زمنية مجهولة المدى. 3- وبكلمة إجمالية، قال الكتاب عن الخليقة كلها، بأيامها الستة: 4- "هذه مبادئ السموات والأرض حين خلقت. (يوم) عمل الرب الإله الأرض والسموات" (تك4:2). وهكذا أجمل في كلمة (يوم) أيام الخليقة الستة كلها… إذن فليقل علماء الجيولوجيا ما يقولون عن عمر الأرض، فالكتاب المقدس لم يذكر عمراً محدداً للأرض يتعارض مع أقوال العلماء. بل إن نظرة الله إلي مقاييس الزمن، يشرحها الرسول بقوله: "إن يوماً واحداً عند الرب كألف سنة. وألف سنة كيوم واحد" (2بط 8:3). متى خلق النور؟ سؤال ورد في سفر التكوين أن الله خلق النور في اليوم الأول (تك 3:1). بينما ورد إنه خلق الشمس والقمر والنجوم في اليوم الرابع (تك 14:1-18). فما الفرق بين الأمرين؟ ومتي خلق النور: في اليوم الأول، أم في اليوم الرابع؟ الجواب خلق الله النور في اليوم الأول، حسبما قال الكتاب. ولكن أي نور؟ إنه مادة النور. كتلة النار المضيئة التي صنع منها الله في اليوم الرابع الشمس والقمر والنجوم. وفي هذا اليوم الرابع أيضاً وضع الله قوانين الفلك والعلاقات الثابتة بين هذه الأجرام السمائية..


-------------------------------------------------------


22 - سؤال هل الأرض جزء من الشمس؟قرأت في أحد الكتب انتقادا لقصة الخليقة كما رواها الإصحاح الأول من سفر التكوين: إذ كيف تكون الأرض جزءاً من الشمس حسب كلام العلماء، بينما يقول الكتاب أن الشمس قد خلقت في اليوم الرابع، أي بعد خلق الأرض! فكيف تكون جزءا من شئ خلق بعدها؟!

الجواب : كلام العلماء لا يقول إن الأرض كانت جزءاً من الشمس وانفصلت عنها، وإلا فإن الشمس تكون حالياً ناقصة هذا الجزء.. إنما ما يقوله العلماء إن الأرض كانت جزءاً من المجموعة الشمسية، وليس من الشمس. كانت جزءاً من السديم، من تلك الكتلة الملتهبة من النار، التي كانت منيرة بلا شك. وهذه الكتلة الملتهبة من السديم، هي التي عناها الكتاب بقول الرب في اليوم الأول "ليكن نور" فكان نور … من هذه الكتلة انفصلت الأرض. ثم أخذت تبرد بالتدريج، إلي أن برد سطحها تماماً، وأصبح صالحاً لأن تنمو عليه النباتات في اليوم الثالث مستفيدة من هذا النور. وفي اليوم الرابع، صنع الرب من هذه الكتلة الشمس والقمر والنجوم والكواكب والشهب والمجرات وكل الأجرام السمائية. ونظم تعاملها… وبقيت الشمس بوضعها في اليوم الرابع، كاملة لم تنفصل عنها أرض. إنما نظم الرب علاقة الأرض بالشمس والقمر وبباقي النجوم والكواكب، في قوانين الفلك التي وضعها الرب في اليوم الرابع..


-----------------------------------------------------------

23 - سؤال في سفر التكوين روايتان عن خلق الإنسان: الأولي في الإصحاح الأول، وفيها خلق الله الإنسان ذكراً وأنثى. والثانية في الإصحاح الثاني، وفيها خلق آدم ثم حواء. فكيف التوفيق بين القصتين؟

الجواب : قصة خلق الإنسان هي قصة واحدة لإنسان واحد… وردت مجملة في الإصحاح الأول، وبالتفاصيل في الإصحاح الثاني… في الإصحاح الأول خلق الإنسان كجزء من قصة الخليقة كلها. ثم وردت التفاصيل الإصحاح الثاني، حيث ذكرت فيه طريقة خلق آدم من تراب، ثم كيف نفخ الله فيه نسمة حياة، ثم طريقة خلق حواء من ضلع من ضلوع آدم. وشعور آدم قبل خلق حواء، وبعد خلقها. كما وردت في هذا الإصحاح تسمية آدم وتسمية حواء… القصتان متكاملتان. تجد في الأولي البركة المعطاة، والطعام المسموح به. وفي الثانية طريقة الخلق، مع التسمية، مع ذكر الجنة…


------------------------------------------------------------

24 - سؤال هل كان الله يخاف أن يصير آدم نداً له بأكله من شجرة الحياة، لذلك منعه عنها، وجعل ملاكاً يحرسها؟! (تك 22:3)

الجواب : طبعا إن الله لا يمكن أن يخشى أن يكون هذا المخلوق الترابي نداً له. فالله غير محدود في كل كمالاته. فلماذا منع الإنسان عن شجرة الحياة؟ لقد منعه عن شجرة الحياة، لأن الحياة لا تتفق مع حالة الخطية التي كان فيها الإنسان. الخطية هي موت روحي، وجزاؤها هو الموت الأبدي. يجب التخلص أولاً من حالة الخطية، ومن عقوبة الخطية، حتى يحيا الإنسان الحياة الحقيقة إلي الأبد. بدليل أن الله وعد الغالبين في الجهاد الروحي بأن يأكلوا من شجرة الحياة. بدليل أنه قال في سفر الرؤيا: "من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في فردوس الله" (رؤ 7:2). وما أكثر الوعود بالحياة الأبدية التي في الكتاب المقدس… ولكنها وعود للتائبين وللمنتصرين في حياتهم الروحية، وليس للناس في حالة الخطية كما كان أبونا آدم وقتذاك. وكأن الله يقول لآدم: مادمت في حالة الخطية، فأنت في هذه الحالة ممنوع من الحياة. لأن "أجرة الخطية هي موت" (رو 23:6). أنت لا تستحق الحياة في هذا الوضع، وليس من صالحك أن تستمر حياً في هذا الوضع.. إنما انتظر التوبة والفداء. وبعد ذلك ستحيا إلي الأبد. إنه منع الحياة عن المحكوم عليه بالموت. وعدم ربط الحياة الأبدية بالخطية.


--------------------------------------------------------------

25 - سؤال لماذا لما أخطأ قايين، لعنه الله قائلاً "ملعون أنت من الأرض" (تك 11:4)؟ بينما لما أخطأ ادم لم يلعنه الله، بل قال له "ملعونة الأرض بسببك" (تك 17:3)

الجواب : لو كانت اللعنة التي أصابت آدم وحواء، لكانت اللعنة قد أصابت البشرية كلها.. وهذا ضد مشيئة الله، لأن من نسلهما سيخرج أناس مباركون مثل إبراهيم أبينا الذي باركه الرب وقال له: تكون مباركاً، وتكون بركة. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض (تك 2:12،3). وأيضاً لم يلعن الله آدم وحواء، لأنه كان قد باركهما قبلا (تك 28:1). والله لا يرجع فيما وهب. كذلك لأنه كان سيأتي من نسلهما المسيح حسب الجسد، الذي سيسحق رأس الحية (تك 15:3). وبه تتبارك البشرية كلها. أما قايين فهو مجرد فرع من البشرية وليس كلها. ومعروف أن نسله قد غرق في الطوفان مع باقي الخطاة. نقطة أخرى. وهي أن قايين قد سفك دماً وأنهي حياة. وقد وبخه الله علي هذا بقوله "صوت أخيك صارخ من الأرض" (تك 10:4). وفي خطيته لم يضع أمامه أن هابيل هو أخوه. ولم يصدر منه أي شئ ضده. بل الخطية تنبعث من داخله هو. والدم الذي سفكه، هو الحياة. سفكه يعني حرماناً من الحياة. وهكذا قال الرب في شريعته فيما بعد "نفس كل جسد هي دمه" (لا 14:17) وأمر بعدم أكل الدم، وقطع كل إنسان يأكل دماً" (لا14,10:17). وأصدر هذا الأمر منذ أيام أبينا نوح، بعد رسو الفلك، حينما صرح بأكل اللحم. فقال "كل دابة حية تكون لكم طعاماً.. غير أن لحماً بحياته دمه، لا تأكلوه" (تك4,3:9). وصرح الرب بإعدام سافك الدم (القتل)! فقال "سافك دم الإنسان، بيد الإنسان يسفك دمه" (تك 6:9). وواضح في الشريعة أنه "نفس بنفس" (تث 21:19). من يزهق نفساً، تؤخذ نفسه عوضاً عنه. وقايين قد زهق نفساً وسفك دم إنسان وأنهي حياته. وكان أول قاتل علي الأرض. وكانت عقوبته درساً لكل البشر من بعده. وفي المقارنة بين آدم وقايين. نقول أن آدم قد أغوي بغيره، وكذلك حواء. أما قايين فلم يغوه أحد. بل علي العكس حذره الله حينما راوده الفكر وقبل أن يرتكب خطية القتل. وقال له" عند الباب خطية رابضة، وإليك اشتياقها، وأنت تسود عليها" (تك 7:4). نلاحظ أيضا أنه في خطية حام بن نوح، لم يلعن حام: أولاً لأنه بورك قبلاً (تك 1:9). وثانياً لكي لا يلعن نسله كله بلعنته. بل لعن فرع واحد من نسله هو كنعان (تك 25:9). وبقيت هذه اللعنة حتى أيام المسيح، في المرأة الكنعانية (مت 26:15).

26 - سؤال بصراحة وقفت خائفا أمام عبارة "أين هابيل أخوك" (تك 9:4).. أسال نفسي –كخادم- هل أنا مسئول عن اخوتي وأقاربي، وكل المحيطين بي من أصدقاء وزملاء. وما حدود هذه المسئولية؟

الجواب : لا احب ان تكون قلقاً، فالقلق ضد السلام الداخلي. والمفروض في أولاد الله ان يملك السلام علي قلوبهم، فالسلام من ثمار الروح (غل 22:5). عبارة "أين هابيل أخوك" لا تجعلك قلقاً. إنما تجعلك أكثر حرصاً في خدمة المتصلين بك. وطبعا سوف لا يحاسبنك الله بما هو فوق قدرتك. إنما سيحاسبك بما هو في حدود إمكانياتك. لذلك: كل خدمة تستطيع أن تقدمها لغيرك، قدمها. كل إنسان يمكنك أن ترشده إلي طريق الله، لا تقصر في إرشاده إليه. لتكن روح الخدمة مشتعلة في قلبك، وفي إرادتك. واسلك في ذلك عملياً حسبما تهبك النعمة من قدرات ولكن لا تكن قلقاً…


----------------------------------------------------------------

27 - سؤال نحن نعلم أن موسى النبي هو كاتب الأسفار الخمسة الأولي (التوراة). ولكن ما إثبات هذا الاعتقاد لمن يسألنا؟

الجواب : الأسفار الخمسة من الكتاب المقدس تسمى التوراة وأيضاً Pentateuch وواضح من الكتاب نفسه، أن موسى النبي قد كتبها. موسى النبي كتب الأسفار الخمسة كلها ما عدا خبر وفاته طبعاً (تث 5:34-12). فهذه الفقرة الأخيرة من سفر التثنية، كتبها تلميذه وخليفته يشوع. وكان يمكن أن ترد في أول سفر يشوع الذي بدأ بعبارة "وكان بعد موت موسى عبد الرب.." (يش1:1). ولكن رؤى من الأفضل أن يكتب خبر موت موسى النبي ودفنه في آخر الأسفار الخمسة، استكمالاً لتاريخ تلك الفترة التي تشمل حياة موسى النبي وعمله، وهو أشهر نبي في تاريخ العهد القديم كله. أما كتابة موسى لكل أسفار التوراة فواضح. والأدلة عليه كثيرة من نصوص العهد القديم والعهد الجديد. ومنها: 1- الله أمر موسى بكتابة الشريعة والأحداث: إن الله يأمر موسى بكتابة الأحداث الجارية وبكتابة الشريعة: فمن ذلك ما حدث بعد هزيمة عماليق، إذ ورد في سفر الخروج "وقال الرب لموسى اكتب هذا تذكاراً في الكتاب، وضعه في مسامع يشوع" (خر4:17). وبعدما أعطى الله الشريعة لموسى أمره بكتابتها "وقال الرب لموسى أكتب لنفسك هذه الكلمات قطعت عهداً معك ومع إسرائيل" (خر 7:34). وكثيراً ما كان الرب يأمر موسى النبي بكتابة وصايا الناموس كما ورد في (تث 8:27). 2- موسى نفذ أمر الله وكتب: ورد في سفر العدد عن تحركات بني إسرائيل "وكتب موسى مخارجهم برحلاتهم بحسب قول الرب" (عد 2:23). وورد في سفر التثنية عن كتابة الشريعة "وكتب موسى هذه التوراة، وسلمها للكهنة بنى لاوى حاملي تابوت عهد الرب ولجميع شيوخ إسرائيل" (تث 9:31). وورد أيضاً: "فعندما كمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة في كتاب الي تمامها، أمر موسى اللاويين حاملي تابوت عهد الرب قائلاً: خذوا كتاب التوراة هذا، وضعوه بجانب تابوت عهد الرب.." (تث 24:31-26). 3- شهد المسيح أن موسى كتب التوراة: في مناقشة السيد المسيح لليهود، قال لهم: "لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني، لأنه هو كتب عني، فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك، فكيف تصدقون كلامي" (يو 46:5). وفي رده علي الصدوقيين الذين ينكرون قيامة الأموات، قال لهم: وأما من جهة الأموات أنهم يقومون، أفما قرأتم في كتاب موسى في أمر العليقة كيف كلمه الله قائلاً:"أنا إله إبراهيم وإله اسحق، وإله يعقوب" (مر 26:12). وفي مقابلته لتلميذي عمواس بعد قيامته، يقول الكتاب: "ثم أبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب" (يو 27:24). 4- وشهد الرسل والأنبياء أن موسى هو كاتبها: ورد في إنجيل يوحنا أن فيلبس وجد نثنائيل، وقال له:"وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء" (يو 45:1). و بولس الرسول يشهد بكتابة موسى للتوراة فيقول في رسالته إلي أهل رومية (5:10) "لأن موسى يكتب في البر الذي بالناموس إن الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها" وفي رسالته الثانية إلى كورنثوس (15:3) يقول عن اليهود "لكن حتى اليوم حين يقرأ موسى (أي التوراة) البرقع موضوع على قلوبهم". ويعقوب الرسول يقول في مجمع أورشليم "لأن موسى منذ أجيال قديمة له في كل مدينة من يكرز به، إذ يقرأ في المجامع كل سبت" (أع 21:15). وابراهيم أبو الأباء يشهد بذلك في كلامه مع الغني الذي لم يحسن إلى لعازر المسكين ( لو 26:19) "وقال له إبراهيم: عندهم موسى والأنبياء ليسمعوا منهم.." ويقصد كتب موسى والأنبياء. 5- وشهد اليهود بهذا أيضاً أمام المسيح: إذ جاء قوم من الصدوقيين إلى المسيح قائلين "يا معلم، كتب لنا موسى إن مات لأحد أخ وترك إمراة ولم يخلف أولاداً أن يأخذ أخوه آمراته ويقيم نسلا لأخيه" (مر 19:12). 6- وسميت التوراة شريعة موسى، أو ناموس موسى: قال السيد المسيح لليهود "فإن كان الإنسان يقبل الختان في السبت لئلا ينقض ناموس موسى، افتسخطون علي لأني شفيت إنساناً كله في السبت" (يو 23:7). وقيل عن السيدة العذراء "ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب" (لو 22:2). وقال بولس الرسول في رسالته إلي العبرانيين (28:10) "من خالف ناموس موسى فعلي شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بلا رأفة". وقال في رسالته الأولي إلي كورنثوس (9:9) "فإنه مكتوب في ناموس موسى لا تكم ثوراً دارساً" وفي نقاشه مع اليهود يقول سفر أعمال الرسل (23:28) "فطفق يشرح لهم شاهداً بملكوت الله ومقنعاً إياهم من ناموس موسى والأنبياء". ويوحنا الرسول يقول "لأن الناموس بموسى أعطى" (يو 17:1). اقرأ أيضاً (أع 39:13) (أع5:15)(أع 22:26)(يو19:7). 7- تنسب لموسى أقوال الله التي فاه بها موسى: قال السيد المسيح: "لأن موسى قال أكرم أباك وأمك، ومن يشتم أبا أو أما فليمت موتاً" (مر 10:7). وقال لليهود "موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم، ولكن من البدء لم يكن هكذا" (مر 7:19). وقال للأبرص "أر نفسك للكاهن وقدم القربان الذي أمر به موسى شهادة لهم" (مت 4:8). وقال اليهود للمسيح عندما قدموا له المرأة الزانية: "موسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه ترجم" (يو5:8). 8- موسى هو أنسب شخص للكتابة: إن موسى النبي هو أكثر الأشخاص صلة بالحوادث. وتوجد أشياء خاصة به وحده مثل ظهور الرب له في العليقة، وكلام الرب معه علي الجبل، والوصايا التي أعطاها له والتفاصيل العديدة الخاصة بأوصاف خيمة الاجتماع. ولا شك أن موسى هو أقدر إنسان علي كتابة التوراة، لأنه هو الذي أقام أربعين يوماً علي الجبل، يسمع منه جميع ما أوصاه به. وليس الأمر قاصراً علي الأربعين يوما، بل كان يكلمه من باب خيمة الاجتماع. ونقرأ في أول سفر اللاويين: "ودعا الرب موسى وكلمه من خيمة الاجتماع قائلاً: كلم بني إسرائيل وقل لهم.." (لا 1:1،2) (1:4) (1:6،8،19،24). ولا شك أن موسى كان يعرف الكتابة والقراءة طبعاً، فهو قد تهذب بكل حكمة المصريين" (أع 22:7).


--------------------------------------------------------------

28 - سؤال ورد في (تك 3:6) قبل قصة الطوفان أن "أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروه" (تك 2:6). فمن هم أبناء الله؟ ومن هن بنات الناس؟

الجواب : أبناء الله هم نسل شيث. وبنات الناس هن نسل قايين… وذلك أنه بعد مقتل هابيل البار، ولد عوضاً عنه شيث. و شيث ولد أنوش "حينئذ ابتدئ أن يدعى باسم الرب" (تك 26:4). وورد في سلسلة الأنساب "ابن أنوش بن شيث بن آدم بن الله" (لو 38:3). أبناء شيث دعوا أبناء الله، لأنهم النسل المقدس، الذي منه يأتي نوح ثم إبراهيم، ثم داود، ثم المسيح، وفيه تباركت كل قبائل الأرض. وهم المؤمنون المنتسبون إلي الله، الذين أخذوا بركة آدم (تك 28:1)، ثم بركة نوح (تك 1:9). وحسنا أن الله دعا بعض البشر أولاده قبل الطوفان.. أما أولاد قايين، فلم ينتسبوا إلي الله، لأنهم أخذوا اللعنة التي وقعت علي قايين (تك 11:4)، وساروا في طريق الفساد، فدعوا أبناء الناس. وكلهم أغرقهم الطوفان…


-------------------------------------------------------------

29 - سؤال من هم الثلاثة الذين استضافهم أبو الأباء إبراهيم في (تك 18)؟ وهل هم الثالوث القدوس؟ وهل سجوده لهم دليل ذلك؟ ولماذا كان يكلمهم أحياناً بأسلوب الجمع، وأحياناً بأسلوب المفرد؟ هل هذا يدل علي التثليث والتوحيد؟

الجواب : لا يمكن أن نقول إن هؤلاء الثلاثة كانوا الثالوث القدوس… لأن الثالوث ليس فيه هذا الانفصال الواضح. فالابن يقول "أنا والأب واحد" (يو 30:10). ويقول "أنا في الأب، والأب في. من رآني فقد رأى الأب" (يو 10,9:14). كذلك قيل عن الأب "الله لم يره أحد قط" (يو 18:1). أما سجود إبراهيم، فكان هنا سجود احترام، وليس سجود عبادة. وقد سجد إبراهيم لبني حث لما اشتري منهم مغارة المكفيلة (تك 7:23). ولو كان إبراهيم يعرف أنه أمام الله، ما كان يقدم لهم زبداً ولبناً وخبزاً ولحماً ويقول: "اتكئوا تحت الشجرة. فآخذ كسرة خبز، فتسندون قلوبكم ثم تجتازون" (تك 8,5:18). أما الثلاثة، فكانوا الرب ومعه ملاكان.. الملاكان بعد المقابلة ذهبا إلي سدوم (تك 22,16:18-تك 1:19). وبقي إبراهيم واقفاً أمام الرب (تك 22:18)، وتشفع في سدوم (تك 23:18). ولما رأى أبونا إبراهيم من باب خيمته هؤلاء الثلاثة، لم يكونوا طبعاً في بهاء واحد، ولا في جلال واحد، وكان الرب بلا شك مميزاً عن الملاكين في جلاله وهيبته. ولعل الملاكين كانا يسيران خلفه. ولهذا كان أبونا إبراهيم يكلم الرب بالمفرد، باعتباره ممثلاً لهذه المجموعة… وهكذا يقول له "يا سيد، إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك، فلا تتجاوز عبدك. ليؤخذ قليل ماء، واغسلوا أرجلكم، واتكئوا تحت الشجرة" أي: اسمح يا سيد للاثنين الذين معك، فيؤخذ قليل ماء و اغسلوا أرجلكم. من اجل هذا السبب، كان أبونا إبراهيم يتكلم أحياناً بالمفرد، ويخاطبهم أحياناً بالجمع. مثلما يقابلك ضابط ومعه جنديان، فتكلم الضابط عن نفسه وعن الجنديين في نفس الوقت… قلنا إن الثلاثة كانوا الرب ومعه ملاكان، وقد ذهب الملاكان إلي سدوم (تك 1:19). وبقى الثالث مع إبراهيم… وواضح إن هذا الثالث كان هو الرب. والأدلة هي: أنه الذي قال لإبراهيم "إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ,ويكون لسارة إمرأتك إبن"(تك 10:18). بل إن الكتاب يقول صراحة فى نفس الإصحاح إنه هو الرب . فى عبارات كثيرة منها: فقال الرب لإبراهيم "لماذا ضحكت سارة" (تك 13:18) فقال الرب: هل أخفى على إبراهيم ما أنا فاعله (تك17:18). وقال الرب"إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر.." (تك20:18). "وإنصرف الرجال من هناك,وذهبوا نحو سدوم. وأما إبراهيم فكان لم يزل قائماً أمام الرب" (تك22:18). وقول إبراهيم "أديان الأرض كلها لا يصنع عدلاً" يدل بلا شك على أنه كان يكلم الله وكذلك باقى كلام تشفعه فى سدوم. وأسلوبه"عزمت أن أكلم المولى, وأنا تراب ورماد". وكذلك أسلوب الرب"إن وجت فى سدوم خمسين باراً ...فأنى أصفح عن المكان كله من أجلهم"لا أفعل إن وجت هناك ثلاثين"ولا أهلك من أجل العشرة"... واضح أنه كلام الله الذى له السلطان أن يهلك وأن يصفح ... أما الأثنان الآخرين, فهما الملاكان اللذان ذهبا إلي سدوم ... كما هو واضح من النصوص(22,16:18) , (تك1:19). وقصتهما مع أبينا لوط معروفة (تك19). وكون الثلاثة ينفصلون ,دليل على أنهم ليسوا الثالوث القدوس.... الأثنان يذهبان إلى سدوم . ويظل الثالث مع إبراهيم يكلمه فى موضوع إعطاء سارة نسلاًَ ,ويسمع تشفعه فى سدوم. هذا الأنفصال يليق بالحديث مع الرب وملاكين, وليس عن الثالوث...


---------------------------------------------------------------------

30 - سؤال أليس الله كلي الصلاح؟ كيف إذن يقال عنه إنه خالق الخير وخالق الشر (أش 7:45) بينما الشر لا يتفق مع طبيعة الله؟!

الجواب : ينبغي أن نعرف أولاً معني كلمة الخير، ومعني كلمة الشر، في لغة الكتاب المقدس. لأنه لكل منهما أكثر من معني… كلمة شر يمكن أن تكون بمعنى الخطيئة. ولا يمكن أن تقصد بهذا المعنى عبارة "صانع الشر" في (أش 7:45). لأن الشر بمعني الخطية، لا يتفق مع صلاح الله الكلي الصلاح، ولكن كلمة (شر) تعني أيضاً- بلغة الكتاب- الضيقات والمتاعب…. كما أن كلمة (خير) لها أيضاً المعنيان المقابلان: إذن يمكن أن تعنى البر والصلاح، عكس الخطيئة. كما تعنى-بعكس الضيقات- الغني والوفرة والبركات والنعم المتنوعة مادية وغير مادية. * ولعل هذا واضح جداً في قصة أيوب الصديق. فإنه لما حلت عليه الضيقات، وتذمرت امرأته، حينئذ وبخها بقوله "تتكلمين كلاماً كإحدى الجاهلات. الخير من الله نقبل والشر لا نقبل؟" (أي 10:2). وأيوب لا يقصد بكلمة الشر هنا الخطية، لأنه لم تصبه خطية من عند الرب. إنما يقصد بالشر ما قد أصابه من ضيقات… من جهة موت أولاده، وهدم بيته، ونهب مواشيه وأغنامه وجماله وأتنه. هذه الضيقات والمصائب التي يسميها العرف شراً. وعن هذه المصائب قال الكتاب "فلما سمع أصحاب أيوب الثلاثة بكل الشر الذي أتي عليه، جاءوا كل واحد من مكانه… ليرثوا له ويعزوه" (أي 11:2). * وبهذا المعني تكلم الرب على معاقبته لبني إسرائيل فقال "هاأنذا جالب شراً على هذا الموضع وعلى سكانه، جميع اللعنات المكتوبة في السفر" (2أي 24:34). وطبعاً لم يقصد الرب بالشر هنا معني الخطية… إنما كان الرب يقصد بالشر: السبي الذي يقع فيه بنو إسرائيل، وانهزامهم أمام أعدائهم، وباقي الضربات التي يعاقبهم بها. * ومن أمثلة هذا الأمر أيضاً قول الرب عن أورشليم "هانذا جالب على الموضع شراً، كل من سمع به تطن أذناه" (أر 3:19). وذكر تفصيل هذا (الشر) فقال "أجعلهم يسقطون بالسيف أمام أعدائهم… وأجعل جثثهم أكلاُ لطيور السماء ولوحوش الأرض. وأجعل هذه المدينة للدهش والصفي.. هكذا أكسر هذا الشعب وهذه المدينة كما يكسر وعاء الفخاري بحيث لايمكن جبره بعد" (أر 7:19-11). * ونفس المعني ما ورد في سفر عاموس (4:9). * وفي عود الرب لإنقاذ الشعب من السبي والضيق والهزيمة، "هكذا قال الرب: كما جلبت علي هذا الشعب كل هذا الشر العظيم، هكذا أنا أجلب عليهم كل الخير الذي به تكلمت به عليهم" (أر42:32) ، أي يردهم من السبي. وكلمة الخير هنا لا يقصد بها البر والصلاح، وواضح أيضاً أن كلمة الشر هنا لا يقصد بها الخطيئة. لعل من كلمة الخير بمعنى النعم، اشتقت كلمة خيرات… وفي هذا يقول المزمور (مز 5:103) "يشبع بالخير عمرك". ويقول الرب في سفر أرميا "خطاياكم منعت الخير عنكم" (أر 25:5). بهذا المعني قيل عن الرب إنه صانع الخير وصانع الشر" أي أنه يعطي النعم والخيرات، وأيضاً يوقع العقوبة والضيقات… مادام الأمر هكذا، إذن ينبغي أن نفهم معني كلمة "الشر"… إن كانت كلمة الشر معناها الضيقات، فمن الممكن أن تصدر عن الله، يريدها أو يسمح بها، تأديباً للناس، أو حثاً لهم على التوبة، أو لأية فائدة روحية تأتي عن طريق التجارب (يع 2:1-4). إذن عبارة خالق الشر، أو صانع الشر معناها ما يراه الناس شراً، أو تعباً أو ضيقاً، ويكون أيضا للخير. أما الخير بمعني الصلاح، والشر بمعني الخطيئة، فمن أمثلته: "للانتقام من فاعلي الشر، وللمدح لفاعلي الخير" (1بط 14:2). وأيضاً "حد عن الشر وأصنع الخير" (مز 14:34). وقول الرب "بنوكم الذين لم يعرفوا اليوم الخير والشر" (تث 29:1). وكذلك عبارة "شجرة معرفة الخير والشر" (تك 9:2). ومن هنا كانت عبارة "يصنع به خيراً" أي يساعده, يعينه، ينقذه، يعطيه من العطايا والخيرات، يرحمه، يحسن إليه. وبالعكس عبارة "يصنع به شراً" أي يؤذيه. وحينما يجلب الله شراُ علي أمة، يقصد بهذا وضعها تحت عصا التأديب، بالضيقات والضربات التي يراها الناس شراً.



---------------------------------------------------------------

31- سؤال هل ذنوب الآباء يمكن أن تفتقد في الأبناء حسب قول الكتاب (خر 5:20). ونقول: أكل الآباء الحصرم، وأسنان الأبناء ضرست؟

الجواب : إن الآباء يمكن أن يورثوا أبناءهم جسدياً نتائج خطاياهم أو أمراضهم… فقد يخطئ أب، ونتيجة لخطيئته يصاب بمرض. ويرث الابن منه هذا المرض. وأحياناً يصاب أبناء بأمراض عصبية أو عقلية، وبعض أمراض الدم، وبعض عيوب خلقية، نتيجة لما ورثوه من آبائهم. وغالباً تكون أمراض الأبناء وآلامهم، سبب آلام لآبائهم. وبخاصة إذا علموا إنها نتيجة لأخطائهم هم… وقد يرث الأبناء من آبائهم طبعاً رديئاً أو خلقاً فاسداً… ولكن ليس هذا شرطاً، فشاول الملك، علي الرغم من قساوته وظلمه وطباعه الرديئة، كان ابنه يوناثان على عكسه تماماً، فاستطاع أن يصادق داود ويحبه ويخلص له. وحتى إن ورث الأبناء طباعاً رديئة عن آبائهم، فمن السهل عليهم أن يتخلصوا منها إذا أرادوا… وقد يرث الابن عن أخطاء أبيه ديوناً أو فقراً… ويتعب بسب ذلك، علي الأرض طبعاً، دون أن يكون لهذا دخل في أبديته وما أكثر النتائج التي يوافقها قول الشاعر: هذا جناه أبى علي وما جنيت علي أحد أما من جهة دينونة الأبناء علي خطايا آبائهم الشخصية، فقد نفاها الكتاب نفياً باتاً، حسبما ورد في سفر حزقيال، إذ يقول: ما بالكم أنتم تضربون هذا المثل … الآباء أكلوا الحصرم، وأسنان الأبناء ضرست. حي أنا يقول الرب، لا يكون لكم أن تضربوا هذا المثل.. النفس التي تخطئ هي تموت… الابن لا يحمل من إثم الأب. والأب لا يحمل من إثم الابن. بر البار عليه يكون. وشر الشرير عليه يكون (حز 1:18-20). إن شر شاول الملك، لم يحمل ابنه يوناثان البار. ويوشيا الملك الصالح، لم يحمل إثم آمون أبيه، ولا جده منسي، ولا باقي أجداده. لعنات الناموس في العهد القديم، ولا وجود لها في العهد الجديد. ونحن نقول في القداس الغريغوري "أزلت لعنة الناموس". ونضرب كمثال لهذه اللعنة، كنعان الذي حمل لعنة أبيه حام (تك 22:9، 25). وظل بنو كنعان يحملون هذه اللعنة إلي أيام السيد المسيح، وليس إلي الجيل الرابع فقط. أما الآن، فإنك في عهد "النعمة والحق" (يو 17:1). فلا تخف من لعنة الناموس، التي ورثها أبناء عن أجدادهم.. .. أطمئن… ما أكثر ما يكون الأب شريراً، والابن باراً رافضاً أن يسير في طريق أبيه، بل قد يقاومه، عملاً بقول الرب "من أحب أباً أو أماً أكثر مني، فلا يستحقنى" (مت 37:10). ومن المحال طبعاً أن يفتقد الله الذنوب هذا الأب الشرير في أبنه البار الذي يستحق المكافأة…!


------------------------------------------------------------------

32- سؤال ما هو سفر ياشر؟ هل هو من أسفار الكتاب المقدس، أو من التوراة؟ وكيف أشير إليه في سفر يشوع، وفي سفر صموئيل الثاني، ومع ذلك ليس هو في الكتاب؟

الجواب : كلمة سفر معناها كتاب، أي كتاب، ديني أو مدني … وسفر ياشر، أو كتاب ياشر، هو كتاب مدني قديم، كان يضم الأغاني الشعبية المتداولة بين اليهود، حول الأحداث الهامة دينية ومدنية. وبعض هذه الأغاني، كانت تشمل أناشيد عسكرية للجنود .. ويرجع هذا الكتاب إلي ما بين سنة 1000، وسنة 800 قبل المسيح، أي بعد موسى النبي بأكثر من خمسمائة سنة، إذ ورد قيه ما يخص داود النبي ومرثاته لشاول الملك. إذن ليس هو من توراة موسى، لأنه يشمل أخبار بعد موسى بعدة قرون. إن بعض الأحداث التاريخية الهامة في العهد القديم، تغني بها الناس، ونظموا حولها أناشيد وضعوها في هذا الكتاب، الذي كان ينمو بالزمن، و لا علاقة له بالوحي الإلهي. مثال ذلك: معركة جعبون أيام يشوع، ووقوف الشمس. ألف الناس عنها أناشيد، ضمت إلي كتاب ياشر. وأشار إليها يشوع بقوله "أليس هذا مكتوباً في سفر ياشر" (يش 13:10). أي أليس هذا من الأحداث المشهورة المتداولة، التي بلغ من شهرتها تأليف أناشيد شعبية عنها، في كتب مدنية مثل سفر ياشر. كذلك فإن النشيد الجميل المؤثر، الذي رثي به داود النبي شاول الملك وابنه يوناثان، أعجب به الناس وتغنوا به، وضموه إلي كتاب أناشيدهم الشعبية، إذ يختص بحادثة مقتل ملك من ملوكهم مع ولي عهده، بل هو أول ملوكهم. فلما ورد الخبر في سفر صموئيل الثاني، قيل فيه "هوذا ذلك مكتوب في سفر ياشر" (2صم 17:1). أي أن مرثاة داود، تحولت إلي أغنية شعبية، وضعها الناس في كتاب أناشيدهم المعروف باسم سفر ياشر. تماماً كما نقول عن حادث معين مشهور، إنه ورد في الكتاب المقدس، كما ورد أيضاً في كتاب من كتب التاريخ… يبقي السؤال الأخير، وهو: هل حذفه اليهود من التوراة لسبب عقيدى؟ والإجابة واضحة وهي: أ‌- إنه ليس من التوراة. لأن التوراة هي أسفار موسى الخمسة، وهي التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية. ب‌- لو أراد اليهود إخفاءه لسبب عقيدى، ما كانوا يشيرون إليه في سفر يشوع، وفي سفر صموئيل النبي. ج- أشهر وأقدم ترجمات العهد القديم، وهي الترجمة السبعينية التي وضعت في القرن الثالث قبل الميلاد، لا يوجد بها هذا الكتاب..


------------------------------------------------------------------

33- سؤال نقرأ في الكتاب المقدس أحياناً كلمات تحتاج إلي ترجمة أو تفسير، مثل:

سلاه، وقد وردت كثيراً في المزامير من 46 إلي 50. ماران آثا، وقد وردت في (1كو 22:16). أناثيما، وقد وردت في (غل 8:1،9)، (1كو 22:16). قيدار، كما في (مز 5:120)، (نش 5:1). فنرجو توضيح معناها، حتى يسهل علينا فهمها.

الجواب : سلاه هي عبارة وردت في المزامير 71 مرة. وتعني وقفة لتغيير اللحن إلي طبقة موسيقية مختلفة. وذلك لأن المزامير كانت تنشد مصحوبة بالموسيقي في أيام داود وآساف وهيمان وغيرهم.فعند موضع معين، كانت تعطي إشارة للوقوف، حتى يضبط الموسيقيون آلاتهم علي الوضع الموسيقي المطلوب.

ماران آثا كلمة (مار) السريانية، والآرامية بمعني سيد (أو رب). وكلمة (آثا) تعني يأتي. والعبارة كلها معناها: الرب يأتي أو ربنا سيأتي. وهي عبارة تحية كان يتبادلها المسيحيون في العصر الرسولي، معزين أو مبشرين بعضهم بعضاً بمجيء الرب. أي إفرحوا إن الرب سيأتي. وأحياناً كانوا يختمون بها رسائلهم، كما ختم بها القديس بولس الرسول رسالته الأولي إلي أهل كورنثوس.

أناثيما هي كلمة يونانية تعني اللعنة، كما تعني الحرم أو القطع أو الفرز من الكنيسة. مثل الأناثيمات Anathemas التي وضعها القديس كيرلس عمود الدين أثناء الهرطقة النسطورية علي كل من يخالف قواعد الإيمان. وقد استخدمها القديس بولس الرسول في رسالته إلي أهل غلاطية ليحرم بسلطانه الكنسي كل من يعلم تعليماً مختلفاً لبشارة الرسل، حتى لو كان ملاكاً فقال "إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء، بغير ما بشرناكم به فليكن أناثيما" (غل 8:1). وكرر نفس المعني.. واستخدم نفس العبارة أيضاً في آخر رسالته الأولي إلي أهل كورنثوس، وهذه العبارة معروفة جداً في القوانين الكنسية.

قيدار قيدار هو ثاني ابن لإسماعيل ابن هاجر (تك 12:25). وتعرف البلاد التي سكنها بهذا الاسم أيضاً (أر28:49). وكان نسل قيدار يسكنون في خيام، كانت سوداء أو تبدو سوداء من دخان النار التي يتدفأون بها بالليل. واشتهر أهل قيدار بخيامهم السوداء. ولعل هذا ما قصدته عذراء النشيد بقولها "أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم، كخيام قيدار.." (نش 5:1). وقد ذكر المرتل "مساكن قيدار" كبلاد غربة (مز 5:120).


---------------------------------------------------------------

34- سؤال يقول البعض إن خطية آدم وحواء هي الزنى. ولما كان الكتاب لم يذكر هذا، فمن أين نشأ هذا الرأي؟ وما الرد عليه إن كان خطأ؟

الجواب : لعله يرجع إلي أوريجانوس، الذي غال في طريقة التفسير الرمزي. وقد حاول أن يجعل الرمز يشمل كل شئ، حتى خطية آدم، حتى أشجار الجنة.فقال إن خطية آدم هي الزنى، واستدل علي رأيه بالنقط الآتية: قال إن شجرة معرفة الخير والشر، كانت في وسط الجنة، كما أن الأعضاء التناسلية في وسط جسم الإنسان. وقال بالأكل من الشجرة قيل "وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت" (تك 1:4). وقال إنهما بالخطية عرفا الخجل وعلما أنهما عريانان، وخاطا لأنفسهما مآزر من ورق التين (تك 7:3). واستدل أوريجانوس علي رأيه أيضاً من سيطرة الزنى علي العالم… وعن أوريجانوس نقل هذا الرأي، حتى وصل إلي صاحب السؤال. ولكن هذا الرأي عليه ردود كثيرة منها، فحص هذا الرمز: 1- قيل إن شجرة معرفة الخير والشر، كانت وسط الجنة. والأعضاء التناسلية في وسط جسم الإنسان. فلو اعتبرنا هذه الأعضاء هي الشجرة، لأصبح جسم الإنسان هو الجنة. وهنا نقف أمام جنتين (آدم وحواء)، وشجرتين (في كل منهما واحدة). هذا لو طبقنا تفاصيل التفسير الرمزي حسب مفهوم أوريجانوس. ويكون آدم يقطف من شجرة حواء، وحواء تقطف من شجرة آدم. ولا يكون الله قد وضع آدم في الجنة- حسب قول الكتاب (تك 15:2)- وإنما يكون هو نفسه جنة حواء!! ولكن الكتاب قال إن الله وضعه في جنة عدن، ليعملها ويحفظها" (تك 15:2). فحسب الرمز، ماذا تكون عدن؟ وما معني يعملها ويحفظها؟ 2- وماذا تكون باقي رموز كل ما في الجنة؟ ماذا يكون النهر الذي يخرج من عدن ليسقي الجنة ومن هناك ينقسم إلي أربعة رؤوس؟ وما هي تلك الأربعة أنهار وبلادها (تك 10:2-14)؟ وماذا تكون باقي أعضاء جسم الإنسان في رموزها؟ هل ترمز إلي أشجار أخرى في الجنة؟ وهل كان مصرحاً بها؟ 3- ثم أن شجرة الحياة أيضاً كانت في وسط الجنة (تك 9:2). ولم تكن شجرة معرفة الخير والشر وحدها في وسط الجنة. فهل شجرة الحياة هي أيضاً ترمز إلي شئ إذا تمادينا مع أوريجانوس؟ وحينئذ كيف نفهم معني أن الكاروبيم في حراسة شجرة الحياة بلهيب سيف (تك 24:3). 4- ثم كيف نفهم طرد الإنسان من الجنة، إن كانت ترمز إلي جسمه؟ كيف فارقهما، وعاش خارجها؟ وكيف فارق شجرة معرفة الخير والشر التي في وسط الجنة؟ إن الرمز هنا، بلا شك، يدخلنا في بلبلة لا نهاية لها. علي أن هناك سؤالا هاماً جداً، نضعه أمامنا إن كانت الخطية زني. 5- إن كانت الخطية زني، فماذا كانت الوصية إذن؟ وهل فهمها آدم؟ هل كانت الوصية "لا تزن" وخالفها آدم؟ ماذا يفهم آدم، وماذا تفهم حواء من عبارة "لا تزن"؟! وهما بريئان بسيطان لا يعرفان من هذه الأمور شيئاً. بدليل إنهما كانا عريانين وهما لا يخجلان (تك 25:2). هل شرح لهما الله معني الوصية وما الذي يمنعهما عنه؟! مستحيل، وإلا يكون الله هو الذي فتح أعينهما..! حاشا… أم لم تكن هناك وصية، وهذا ضد الكتاب؟ أم إنهما لم يفهما الوصية، وحينئذ لا تكون هناك عقوبة؟ ولا معني لوصية غير مفهومة. 6- وإن كانت الخطية زني، لارتكبها الاثنان في وقت واحد. ما معني أن حواء قطفت أولاً وأكلت، ثم أعطت آدم (تك 6:3). لو كانت الخطية زني، لقيل أنهما أكلا في وقت واحد من الشجرة، "فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان" (تك 7:3). ولو كانت الخطية زني، لانفتحت أعينهما أولاً، وعرفا أنهما عريانان، ثم بعد ذلك يأتي ارتكاب الخطية. لأنه من غير المعقول أن يرتكبا خطية كهذه، وعيونهما مغلقة. 7- أما الخجل، ومعرفة آدم لحواء، فلم تكن هناك خطية، إنما كانت نتيجة لنزولهما إلي المستوي الجسداني في اشتهاء الأكل.. ولذلك قيل "وعرف آدم حواء" بعد طردهما من الجنة (تك 1:4). ولم يكن ذلك وهما في الجنة. وعبارة الخجل وردت بعد الأكل من الشجرة، وليس أثناء ذلك ولا قبله. كان آدم روحيا، بعيدا عن شهوة المادة وشهوة الأكل وشهوة الحس. فلما وقع في ذلك بالأكل من الشجرة، هبط إلي المستوي الجسداني, وأصبح سهلاً بعد هذا أن يكمل طريق الجسد في موضوع الجنس. هذا الأمر تم نتيجة للسقوط، ولم يكن هو عملية السقوط. 8- وإذا اعتبرنا الجنس بين آدم وحواء هو خطية زني، فما معني إذن قول الرب لهما "إثمروا وأكثروا وأملأوا الأرض" (تك 28:1). ووردت هذه البركة في اليوم السادس، قيل أن يقول الكتاب "وكان مساء وكان صباح يوماً سادساً" (تك 3:1). ورأي الله ذلك فإذا هو حسن جداً… 9- وإن كانت الخطية زني، فلا داعي إذن لإغراءات الألوهية والمعرفة. والمعروف إن أغراء الحية لحواء، لم يكن هو الزنى، إنما "تكونان مثل الله، عارفين الخير والشر" (تك 5:3). إذن فهي خطية كبرياء وشهوة والمساواة بالله. وفي هذه الخطية وقع الشيطان نفسه، حينما قال في قلبه" أصير مثل العلي" (أش 14:14). وبناء علي هذا الأغراء "شهوة التأله" سقطت حواء ثم سقط آدم. ولم يقل الكتاب مطلقاً إن الإغراء كان هو الزنى الذي لم تكن تفهمه حواء. 10- أما انتشار خطية الزنى، فيشبهه انتشار خطايا آخرى… مثل محبة العظمة، ومحبة الذات، ومحبة الغني، وشهوة الامتلاك، وشهوة الأكل، وانفعال الغضب، وخطية الكذب.. وكل هذا منتشر جداً، حتى في السن المبكرة التي لا تعرف الزنى، وفي سن الشيخوخة التي تعجز فيها عن الزنى. 11- القول إذن بأن خطية آدم وحواء زنى، لا يسنده الكتاب… إنما هو التمادي في التفسير الرمزي بطريقة غير معقولة. إن التفسير الرمزي عموماً، له جماله وعمقه، علي أن يكون في حدود المعقول، ويكون له ما يسنده من نصوص الكتاب…


------------------------------------------------------------------

35- سؤال من هو ملكي صادق؟ وما معني قولنا في المزمور "أنت هو الكاهن إلي الأبد علي طقس ملكي صادق" (مز 4:110)؟ ما هو طقس ملكي صادق هذا؟

الجواب : أول مرة ورد فيها اسم ملكي صادق، كانت في استقباله لأبينا إبراهيم عند رجوعه من كسرة كدر لعومر والملوك الذين معه (تك 18:14-20). وفي هذه المقابلة قيل عن ملكي صادق ما يأتي: 1- إنه ملك شاليم (ولعلها أورشليم). 2- إنه كاهن الله العلي. وقد قدم خبزاً وخمراً. 3- إنه بارك أبانا إبراهيم. وأبونا إبراهيم قدم له العشور. ويقرر معلمنا بولس الرسول أن ملكي صادق أعظم من إبراهيم. علي اعتبار أن الصغير يبارك من الكبير (عب 7:7). وعلي اعتبار أنه دفع له العشور. وبالتالي يكون كهنوت ملكي صادق أعظم من إبراهيم لما باركه ملكي صادق. وكهنوت المسيح، والكهنوت المسيحي، علي طقس ملكي صادق. وذلك من حيث النقط الآتية: 1- إنه كهنوت يقدم خبزا وخمراً، وليس ذبائح حيوانية. فالذبائح الحيوانية أو الدموية، كانت طقس الكهنوت الهاروني، وكانت ترمز إلي ذبيحة المسيح، وقد أبطلها المسيح بذبيحته. وأعطانا الرب إصعاد جسده ودمه من خبز وخمر، حسب تقدمة ملكي صادق. 2- إنه كهنوت ليس عن طريق الوراثة. فقد كان المسيح من سبط يهوذا، وليس من سبط لاوى الذي منه الكهنوت. فلم يأخذ الكهنوت بالوراثة. وكذلك كل رسل المسيح، وكل كهنة العهد الجديد، لا يأخذون الكهنوت بالوراثة. 3- كهنوت ملكي صادق، أعلي في الدرجة من الكهنوت الهارونى، وقد شرح معلمنا بولس الرسول هذا الأمر في (عب7). وقد قيل عن ملكي صادق إنه مشبه بابن الله. من جهة هذه الأمور التي ذكرناها. وأيضاً يقول عنه الرسول "بلا أب، بلا أم، بلا نسب، لا بداءة أيام له ولا نهاية، بل هو مشبه بابن الله" (عب 3:7). ولا نأخذ هذه الكلمات بحرفيتها، وإلا كان ملكي صادق هو الله. بل حتى من جهة الحرف، لا نستطيع أن نقول إنه مشبه بابن الله في أنه بلا أم، لأن المسيح كانت له أم هي العذراء، ولا نستطيع أن نقول أنه بلا أب، فالمسيح له أب هو الأب السماوي. إنما كان بلا أب، بلا أم، بلا نسب في الكهنوت. أي لم يأخذه عن طريق الوراثة عن أب أو أم أو نسب. وهكذا كان المسيح. ولعل هذا يوافق ما قاله بولس الرسول "وأما الذين هم من بني لاوى الذين يأخذون الكهنوت، فلهم وصية أن يعشروا الشعب بمقتضى الناموس.. ولكن الذي ليس له نسب منهم (أي ملكي صادق) قد عشر إبراهيم" (عب6,5:7 ). أي (بلا نسب) هنا معناها بلا نسب من هارون، من سبط الكهنوت.. وتكون عبارة بلا أب بلا أم علي نفس القياس. وقد وضح عبارة (بلا نسب في الكهنوت) علي المسيح بقوله "في سبط آخر لم يلازم أحد منه المذبح" (عب 13:7). بالإضافة إلي هذا، فإن الكتاب لم يذكر لنا شيئاً عن نسب ملكي صادق، ولا من هو أبوه ولا أمه. فكأنه يقول عنه: بلا أب نعرفه، وبلا أم نعرفها. وماذا أيضاً؟ لا بداءة أيام له، ولا نهاية حياة… أي أنه دخل التاريخ فجأة، وخرج منه فجأة، دون أن نعرف له بداءة أيام، ولا نهاية حياة. إنما ظهر في وقت ليؤدي رسالة ما، وليكون رمزاً، دون أن نعرف له تاريخاً ولا نسباً. أما المسيح، فمن الناحية الجسدية، معروفة أيامه. معروف يوم ميلاده، ويوم موته علي الصليب، ويوم صعوده إلي السماء. أما من الناحية اللاهوتية، فلا بداءة ولا نهاية. ولكن ملكي صادق لم يكن يرمز إلي المسيح من الناحية اللاهوتية… إنما كل الذي ذكر الكتاب سواء في (تك 14) أو في (مز 110) أو في (عب7) كان بخصوص عمله الكهنوتي. أما الرأي القائل بأن ملكي صادق هو المسيح نفسه، فعليه اعتراضات.. منها قول الرسول "مشبه بابن الله" علي شبه ملكي صادق" "علي طقس ملكي صادق" (عب17,15,3:7). بينما لو كان هو نفس الشخص، ما كان يقول علي شبهه، علي طقسه، أو علي رتبته. أما ترجمة الأسماء فلا تدل علي أنه نفس الشخص… ترجمة اسمه بأنه ملك البر، أو وظيفته بأنه ملك السلام، لا يعني أنه المسيح، ربما مجرد رمز.. وترجمة الأسماء من حيث صلتها باسم الله تحوي عجباً. فإيليا النبي ترجمة اسمه (إلهي يهوه)، واليشع (الله خلاص)، وأشعياء (الله يخلص)، واليهو (أي 32) معناه (هو الله)، وصموئيل (إسم الله أو سمع الله). ومن الاسماء الاخري في الكتاب اليآب (عد 9:1) معناها الله أب، واليصور (عد 5:1) معناها الله صخرة، واليمالك (را 2:1) معناها الله ملك، وأليشوع (2صم 15:5) معناها الله خلاص. دون أن يدعى أحد من هؤلاء – من واقع إسمه – إنه أحد الظهورات لله في العهد القديم. وشخصية ملكي صادق من الشخصيات التي حيرت علماء الكتاب... وقيلت فيها آراء متعددة، وآراء متناقضة. يكفينا من جهتها رمزها إلي كهنوت المسيح، دون أن ندخل في تفاصيل، يقودنا فيها فهمنا الخاص، بينما لا يؤكدها الكتاب أو يحددها...


36- سؤال ما معني قول الكتاب "لا تكن باراً بزيادة"؟

الجواب : إن قول الكتاب "لا تكن باراً كثيراً، ولا تكن حكيماً بزيادة" (جا 16:7). ليس معناه أن الإنسان لا ينمو روحياً. وليس معناه أن هناك سلوكاً أعلي من البر الذي يطلبه الله منا... إنما معناه أن يسلك الإنسان في مستواه، دون قفزات كالضربات اليمينية... فالإنسان الروحي "لا يرتئى فوق ما ينبغي، بل يرتئى إلي التعقل" (رو 3:12). ولا يسلك في الطريق بمغالاة، إنما درجة درجة حني يصل. لأنه ما أسهل أن يحارب الشيطان بضربات يمينية، يدفعه فيها إلي درجات لاتحتملها روحياته، ثم لا يستمر فيها ويقع في الكآبة أو اليأس. وأثناء ممارساته القليلة لتلك الدرجات يقع في الكبرياء وإدانة الآخرين ويقع في الكبرياء وإدانة الآخرين ويقع في التذمر علي أب اعترافه كما لو كان لا يريد له الكمال. فلا تكن حكيماً في عيني نفسك. لا تكن حكيماً بزيادة. واسلك بهدوء وتأن، بدون قفزات لا تستمر فيها وتتعبك روحياً.


----------------------------------------------------------


37- سؤال هل خلص شمشون وسليمان ؟ نحن نعلم أن شمشون أخطأ، وكسر نذره ، وتخلت عنه النعمة، وأخذ كأسير (قض 16). ونعلم أن سليمان أغوته نساؤه، وبني مرتفعات لآلهتهن، ولم يحفظ عهد الرب فمزق الرب مملكته (1 مل 11). فهل خلص شمشون؟ وهل خلص سليمان؟ وما الدليل؟

الجواب : الجواب لاشك أن شمشون نال الخلاص، وقبل الرب توبته.. والدليل علي ذلك أن الرب سمع له في آخر حياته، وصنع به إنتصاراً عظيماً لم يصنعه به طول حياته (قض 30:16). ولكن الدليل الأكبر علي خلاص شمشون أن القديس بولس الرسول وضعه في قائمة رجال الإيمان، مع داود وصموئيل والأنبياء (عب 32:11). وفي يقينى أن سليمان أيضاً قد خلص، وقبل الرب توبته.. ومن علامات توبته كتابته سفر الجامعة، الذى ظهرت فيه روح الزهد في كل شئ لكن الدليل الأكبر علي خلاصه هو وعد الله لداود بشأنه، حينما قال له " أقيم بعدك نسلك.. هو بيتى بيتاً لإسمى، وأنا أثبت كرسى مملكته.. أنا أكون له أباً، وهو يكون لي أبناً. إن تعوج أؤدبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم. ولكن رحمتى لا تنـزع منه كما نزعتها من شاول.." (2صم 12:7-15). عبارة "إن تعوج أؤدبه.. ولكن رحمتى لا تنـزع منه" هى بلا شك دليل علي قبول الرب لتوبة سليمان، وخلاصه.


-------------------------------------------------------------

38- سؤال هل الكتاب يقف ضد النمو في العلم والمعرفة، بقوله "من يزيد علماً يزيد حزناً" (جا 18:1)؟

الجواب : الكتاب يقصد المعلومات الضارة، التى تتعب فكر الإنسان. هناك معلومات يعرفها الإنسان فتجلب له شهوات وحروباً روحية، فيقول ليتنى ما عرفت. وهناك قراءات ومعارف تجلب له شكوكاً، وربما تؤثر علي إيمانه. ومعلومات أخرى ربما يعرفها، فتؤثر علي محبته للآخرين، أو تجعله يدينهم. وفي كل ذلك يقول ليتني ما عرفت. ولذلك ينبغى أن يكون هناك ضابط للإنسان في معارفه وقراءاته... وليس كل شئ يجوز لكل أحد معرفته. وهناك معارف تفتح العينين علي أمور ليس من صالحه أن يعرفها، وفي سن معينة، أو في حالة نفسية معينة، أو قبل النضوج روحياً أو فكرياً.. إلخ. عن هذه وأمثالها قال الحكيم " من يزيد علماً، يزيد حزناً". أما باقى الأمور النافعة، فباب العلم مفتوح للجميع...


--------------------------------------------------------------
39- سؤال إن كان موسى النبى هو كاتب الأسفار الأولى الخمسة، فكيف ورد فيها خبر موته (تث 5:34-8)

الجواب : طبيعي هذا الخبر كتبه يشوع بن نون. ولكنه لم يوضع في أول سفر يشوع بل في آخر الأسفار الخمسة لتتكامل قصة موسى. وهو يتفق مع بداية سفر يشوع "وكان بعد موت موسى..".


-----------------------------------------------------------------

40- سؤال كلما أريد أن أسير في طريق الله، يحاربنى الشيطان بشدة. وأنا أطلب إلي الله أن يتدخل. ومع ذلك ففي ساعة التجربة، أشعر أن الله قد تركنى، فأفقد المقاومة بعد حين بسيط وأسقط. فلماذا؟

الجواب : إن الله لا يتركك. ولكن أنت الذى تتركه. أما محاربة الشيطان لك كلما سرت في طريق الله، فهذا شئ طبيعى، لأن الشيطان يحسد أولاد الله، ولا يحب لهم الخير. ولكن لماذا أنت تطيع الشيطان، وتستسلم لحروبه، وتفقد المقاومة سريعاً وتسقط. في الواقع أنت لا تطيع الشيطان، وإنما تطيع رغبة موجودة في قلبك. إنها رغبة في داخلك لم تتخلص من سيطرتها بعد. لم يتنق قلبك منها ومن محبتها. فهى تمثل خيانة داخلية. الواضح إنك لم تترك الخطية من قلبك، فهي موجودة في داخلك وفي وقت التجربة، حينما تحاربك الخطية من الخارج، تجد في قلبك إشتياقاً لها. تجد نداء لها من الداخل.. ولو أن الخطية حاربتك، ولم تجد لإستجابة لها في داخلك، لتركتك ومشت. لو زحفت عليك نار من الخارج، ولم تجدك مادة قابلة للإشتعال، فإنها لا تؤذيك بشئ.. أما لو وجدت في قلبك ما يتفق معها، فإن الطيور علي أشكالها تقع. الخطية حاربت يوسف الصديق، ولم تجد في داخله استجابة، فلم تقدر علي إسقاطه.. والآن ماذا أقول لك، لو كان داخلك لا يزال ضعيفاً.؟ أقول لك : قاوم بكل ما تستطيع، وأصمد. وعندما يجدك الله متمسكاً به، سيرسل لك نعمة تنقذك. ولا تنسى ما قاله بولس الرسول إلي العبرانيين من جهة هذه المقاومة. لقد وبخهم قائلاً " لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب 4:12). قاوم إذن واصمد، وليكن الرب معك. ومن الآن حاول ان تقوى قلبك من الداخل حتى لا يخونك. ( أقراء الفصل الخاص بهذا في كتاب حياة التوبة والنقاوة ).



41- سؤال عندما كنت شاباً، عزمت علي الرهبنة.. ولكننى تزوجت، والآن أنا نادم وأريد أن أعود إلي رغبتى الأولي بالذهاب إلي الدير. فبماذا تنصحنى؟

الجواب : يقول الكتاب للمتزوجين " ليس للرجل سلطان علي جسده بل للمرأه.. ولا للمرأه سلطان علي جسدها بل للرجل. لا يسلب أحدكما الآخر إلا أن يكون بموافقة.." (1كو 5,4:7). فإن كان ذلك قد قيل عن فترة الصوم، وهي فترة مؤقتة، فكم بالأولي عن الرهبنة التى تشمل الحياة كلها... أنت أيها الأخ لم تعد تملك جسدك حتى تنقله إلي الدير. المتزوج الذى يترهب، لابد من موافقة زوجته علي ذلك. ولابد أن تكون موافقة قلبية خالصة كاملة، لا ترغم فيها الزوجة سواء بكثرة الضغط أو الإلحاح، أو بدافع خجلها.. لئلا تقاد إلي الخطية، ويطلب دمها من زوجها الذى ترهب!.. أى أن يكون بإمكانها- روحياً ومادياً وإجتماعياً- أن تحيا بدون رجل. يضاف إلي الأمور الجنسية، هناك أيضاً المسئوليات المادية والمعيشية. والتربية إن كان لهما أولاد ... لذلك لا يصح أن تندم، بل عش في واقعك. حاول أن تكون كاملاً في الوضع الذي أنت فيه ... وتذكر أن ابراهيم واسحق ويعقوب كانوا متزوجين، وكانوا رجال صلاة وتأمل وحياة كاملة. وكذلك كثير من الأنبياء مثل موسى وصموئيل وأيوب.. ويحكى لنا تاريخ الكنيسة ان الله أرسل القديس مقاريوس الكبير إلي إمرأتين متزوجتين في الإسكندرية، قال له عنهما إنهما وصلنا إلي نفس الدرجة الروحية التى لهذا القديس، لكى ينقذه من حرب المجد الباطل.


------------------------------------------------------------------


42- سؤال أحياناً تنتابنى حالات خوف من أشكال الشيطان- كما نقرأ في قصص الأنبا أنطونيوس، وبعض المتوحدين والسواح- ويسبب لي هذا تعباً شديداً حتي في وقت الصلاة والنوم. فماذا أفعل؟

الجواب : أحب أن أقول لك قاعدة كتابية هامة تريحك وهي قول الكتاب: " الله أمين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون " (1كو 13:10). فالله لا يسمح مطلقاً أن يظهر الشيطان في منظر مرعب، إلا إن كان يعرف تماماً أنك تستطيع أن تحتمل هذا المنظر. ولما ظهرت الشياطين بمناظر مخيفة للقديس الأنبا أنطونيوس، فذلك لأن الله يعرف أن القديس له نفسية قوية جداً تستطيع أن تحتمل تلك المناظر. ونفس الوضع مع من حاربهم الشيطان من السواح والمتوحدين. ولكن مادمت تخاف، فثق أن الله لن يسمح للشيطان أن يحاربك بمناظر مخيفة. فالشيطان ليس قوة مطلقة، إنما هو أيضاً تحت سلطان الله: يسمح له، أو لا يسمح. وظاهرهذا في قصة تجربته لأيوب الصديق، إذ كان الله يسمح له في نطاق محدود لا يتعداه. في الأول قال له " هوذا كل ماله في يديك. وإنما إليه لا تمد يدك " (أى 12:1). وفي المرة الثانية قال له " ها هو في يدك، ولكن أحفظ نفسه " (أى 6:2). ولم يجرؤ الشيطان أن يتعدى الحدود التى سمح بها الرب ... ليس هذا فقط بالنسبة إلي محاربة الشيطان للإنسان، إنما حتى بالنسبة إلي الحيوانات النجسة أيضاً. ففي قصة لجيئون، نري أن الشيطان لم تستطيع الدخول في الخنازير إلا بإذن من السيد الرب " طلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها، فأذن لهم" (لو 32:8) (مر12:5). فكم بالأولى الإنسان الذى خلق علي صورة الله. ولو كانت الشياطين حرة تظهر كما تشاء، لأهلكت العالم! وبخاصة الأطفال والنساء وضعف النفوس. ولكنها لا تستطيع إن لم يأذن الرب لها. والرب لا يأذن، لأنه يحفظ رعيته .. ليس فقط من جهة المناظر المخيفة، إنما حتى من جهة المحاربات الروحية في مجال الخطية. هناك محاضرة للقديس الأنبا أنطونيوس عن ضعف الشياطين. موجودة في كتاب حياة الأنبا أنطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولي، انصحك أن تقرأها. فهي تشجعك وتنزع الخوف من قلبك .. تذكر معها أيضاً ما نقوله في صلاة الشكر للرب " أعطيتنا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو". وهي مأخوذة من (لو 19:10) " ها أنا أعطيتكم سلطاناً لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو، ولا يضركم شئ ... توجد أيضاً مزامير كثيرة تمنحك القوة وتطرد الخوف. مثل مزمور " الساكن في ستر العلى " (مز 90[91]). ومزمور " الرب نورى وخلاصى، ممن أخاف " (مز 26[27]). ومزمور " اللهم التفت إلي معونتى " (مز 69[70]). ومزمور " لولا أن الرب كان معنا " (مز 128[129]). وغيرها.. صل هذه المزامير، وخذ منها قوة. وقل " من أنا يارب، حتى يظهر لي شيطان ويحاربنى؟!" إننى أصغر من مستوى محاربتهم لى ". قل ذلك في اتضاع. فالاتضاع يطرد الشيطان ويكسر فخاخهم..


------------------------------------------------------------------


43 - سؤال ما هو حكم الكنيسة في حالة الراهب الذى يتزوج؟وما حكمها علي الكاهن الذي يتزوج بعد سيامته؟وإذا شلح راهب: هل يحق له أن يتزوج بأعتباره قد صار علمانياً؟

الجواب : الراهب إنسان قد نذرالبتولية. فإذا تزوج يكون قد كسر نذره، ويصبح زواجه خطية. والكتاب يقول " خير لك أن لا تنذر، من أن تنذر ولا تفى" (جا 5:5). فالواجب أن يبقي الراهب علي نذره، حتى لو شلحته الكنيسة. الكنيسة شلحته من الرهبنة. ولكنها لم تشلحه من البتولية. فلا يزال نذر البتولية باقياً، حتى لو لم يصر راهباً. وهناك علمانيون أو شمامسة عاشوا بتوليين. أو نذروا البتولية وأستمروا فيها وهم علمانيون، ولم يكونوا رهباناً.. ولا كهنة... الأرشيدياكون حبيب جرجس عاش حياته كلها بتولاً، ولم يكن راهباً ولا كاهناً. وكذلك أخواته وما كن راهبات. يمكن إذاً أن يكون الإنسان بتولاً، دون أن يكون راهباً. القديس الأنبا رويس كان بتولاً، دون أن يرسمه أحد راهباً. القديس بولس الرسول والقديس يوحنا الحبيب كانا بتوليين، ولم يكونا راهبيين، إذ لم تكن الرهبنة قد ظهرت بعد. والقديس بولس كان يدعو الناس أن يكونوا مثله (بتوليين لا رهباناً). بل كان يدعو " الذين لهم نساء كان ليس لهم" (اكو 29:7). والذي تشلحه الكنيسة من الرهبنة والكهنوت، يبقي علي نذره في البتولية. إن كان قد فقد الرهبنة والكهنوت، يبقى علي نذره في البتولية. إن كان قد فقد الرهبنة والكهنوت، فلا يتمادى أكثر لكى يفقد أيضاً البتولية التى لا تزال في إرادته وفي حريته. وحفظه لها يدل علي محبته للبتولية وثباته علي نذره. والنذر هو تعهد بينه وبين الله مباشرة. وكذلك بينه وبين نفسه ... والكنيسة مجرد شاهد علي هذا النذر، الذى تعهد به أمام الله، وأمام مذبحه المقدس، وأمام الملائكة وأرواح القديسين، وأمام مجمع الرهبان، وأمام كل الذين حضروا هذا النذر، وأمام الشعب كله الذى سمع برهبنته... والكنيسة لا تحله من هذا النذر، ولاتملك ذلك. بل بقاؤه علي بتوليته، يبقى الباب مفتوحاً أمامه للعودة إلي الرهبنة والكهنوت. فما أكثر الذين تابوا، وأزالوا بتوبتهم الأسباب التى أدت إلي شلحهم. وبقيت الفرصة سانحة أمامهم لتعفو الكنيسة عنهم، وتعيدهم إلي رتبتهم الأولي.. والتاريخ حافل بأمثلة من الذين شلحوا وعادوا إلي رتبتهم، وقبلتهم أديرتهم.. والكهنوت مسحة لا تعاد. أى أنه إذا تاب المشلوح وأعيد إلي كهنوته، لا يحتاج الأمر إلي إعادة سيامته. أما الذى تزوج فإنه يكسر الجسور التى بينه وبين الكنيسة. فالكاهن الذى يتزوج، لا يمكن أن يعود إلي الرهبنة إلا إذا ترك هذه الخطية التى يعيش فيها. وإن تركها نهائياً وتاب توبة حقيقية، وقبله ديره إنما يقبله مدة طويلة تحت الأختبار، لئلا يعود مرة أخرى إلي ذلك الارتباط الجسدانى.. والراهب الكاهن الذى يتزوج يفقد أموراً كثيرة: يفقد بتوليته، ويفقد رهبنته، ويفقد نذره، ويفقد كنهوته، ويفقد سمعته، ويفقد أرثوذكسيته.. ذلك لأنه لا يمكن أن تقبل كنيسة أرثوذكسية أن تزوجه. وغالباً ما يلجأ مثل هذا إلي طوائف أخرى غير أرثوذكسية لتزويجه زواجاً لا يريح أى ضمير.. وقد يعيش في اللامبالاة وقتاً. ثم إذا استيقظ ضميره، يتعب ويتألم ويعيش تعيساً... وهكذا يفقد سلامه القلبى أيضاً. ويبقى كسر النذر، والأستمرار في كسر النذر، شوكة في ضميره تتعبه طول حياته.. وفي نفس الوقت يصير عثرة... وتتعلق أبديته بتوبته، وترك ما هو فيه، وإصلاح نتائجه...


--------------------------------------------------------------

44 - سؤال عرفنا أن الراهب إذا تزوج، يكون زواجه خطية، لأنه في الرهبنة ينذر نفسه لحياة البتولية.. ولكن ما حكم طالب الرهبنة، الذي إذا ذهب إلي الدير ليترهب، ثم خرج من الدير، أو أخرجه الدير .. هل إذا تزوج يكون زواجه أيضاً خطية؟

الجواب : الفترة التى يقضيها طالب الرهبنة هي فترة أختبار، وليست فترة نذر للبتولية... هو يختبر نفسه، هل تناسبه حياة الرهبنة أم لا. فإن وجد أنها تناسبه، بقى في الدير إلي أن تتم سيامته راهباًَ، وفي السيامة يكون قد نذر نفسه للبتولية وحياة النسك والزهد. أما إن وجد حياة الرهبنة لا تناسبه، فمن حقه أن يترك الدير، ومن حقه أن يتزوج. والاستثناء الوحيد،هو أن يكون قد نذر نفسه أمام الله لحياة البتولية...


--------------------------------------------------------------

45- سؤال كيف أحتفظ بروحياتى في فترة الخمسين يوماً بعد القيامة، حيث لا صوم ولا ميطانيات؟ أنا بصراحة معرض للفتور؟

الجواب : الروحيات ليست مجرد صوم وميطانيات. هناك عناصر أخرى يمكن أن تساعدك.  يمكنك أن تزيد قراءاتك الروحية، وتأملاتك سواء في الكتاب المقدس، أو في سير القديسين. وثق أن هذه القراءات والتأملات يمكن أن تلهب روحك.  كذلك تفيدك جداً التراتيل والتسابيح والألحان، وبخاصة ألحان القيامة وما فيها من ذكريات.  الفرح بالرب في هذه الفترة، وبالعزاء العميق الذي قدمه لتلاميذه وللبشرية كلها، وبخاصة الفرح بالوجود في حضرة الرب (اقرأ كتابنا عن الوجود مع الله، الخاصة بفترة الخماسين وأمثالها).  يفيدك أيضاً التناول من الأسرار المقدسة، وحضور القداسات، وما يصحب ذلك من مشاعر التوبة ومحاسبة النفس..  لا تنس أيضاً أن عدم الصوم ليس معناه التسيب في الطعام، فنحن لا ننتقل من الضد إلي الضد تماماً. إنما يمكن أنك لا تكون صائماً، ومع هذا تحتفظ بضبظ النفس. وكل هذا يبعدك عن الفتور.  ومن المفيد لك جداً في فترة الخماسين، أن تزيد صلواتك ومزاميرك. وتتدرب على الصلاة بعمق وروحانية، مع تدريب علي الصلوات القصيرة المتكررة والصلوات القلبية. وثق أن التاثير الروحي لهذا سيكون عميقاً جداً، ولا يمكن أن تحارب بالفتور مع تداريب الصلاة.  تذكر أننا في الأبدية سنتغذى بالفرح الإلهى، وبحب الله. وسوف لا يخطر علي بالنا موضوع الصوم والميطانيات. ونحيا في حياة روحية عميقة، مصدرها الفرح والتأمل والحب والوجود مع الله...

-----------------------------------------------------------


46 - سؤال أنا ملتزمة بوصايا الله خوفاً من العقاب في الآخرة، وليس حباً للمسيح. أرجو تصحيح ذلك.

الجواب : لا مانع أن تبدأ حياتك الروحية بالمخافة، ثم تتطور إلي المحبة. فالكتاب المقدس يقول: " بدء الحكمة مخافة الرب " (أم 21:9)، " ورأس الحكمة مخافة الرب " (مز 10:111). ومخافة الله لم يمنعها الكتاب. بل أنه قال " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلونه أكثر. بل أريكم ممن تخافون. خافوا من الذى بعد ما يقتل، له سلطان أن يلقى في جهنم. نعم أقول لكم: من هذا خافوا " (لو 5،4:12). فكرر مخافة الله ثلاث مرات.. ولكن المخافة هى أول الطريق. ثم تتطور. وكيف ذلك؟ بمخافة الله تطيعين وصاياه. وبممارسة الوصايا، تجدين لذة فيها، فتحبين الوصايا ثم تحبين الله معطيها. وهكذا تقودك المخافة إلي المحبة. وقد لا تكون محبة الله هى أول الطريق عند كثيرين. ولكنها تكون قمة ما يصل إليه الإنسان من روحيات، وتتخلل كل عمل روحى يعمله. ومن غير المعقول أن تبدئى بالقمة.. وقد يبتعد الإنسان عن الخطية خوفاً من نتائجها. وباستمرار البعد عنها، يصبح ذلك طبعاً فيه، ولا يبذل جهد لمقاومة مثل هذه الخطية. وبالتالى يسير في حياة الفضيلة المقابلة لها. فلا تتضايقى من البدء بالمخافة. أعتبريها مجرد مرحلة تتطور إلي المحبة، وتبقى بعد ذلك في القلب هيبة نحو الله، وأحترام وتوقير وخشوع، وطاعة لوصاياه، مع وجود الحب. إن الكتاب وصف قاضى الظلم بأنه لا يخاف الله (لو 3،2:18).


------------------------------------------------------------

47 - سؤال إن كان العهد القديم يمنع الزواج بالأجانب، من الشعوب الآخرى أصحاب الديانات الوثنية، فلما تزوجت استير برجل أممى؟

الجواب : كانت أستير تعتبر من العبيد أسرى الحرب. وكان الزوج هو ملك فارس. يستطيع الملك أن يأمر بأن يحضروا له إحدى الجوارى لتكون زوجة له، فلا يملك أحد عصيان أمره.. فكم بالأولى لو أختار واحدة تكون ملكة علي البلاد... إذن استير لم تكن تملك إرادتها. يضاف إلي هذا أنها احتفظت بدينها. ولعل الله سمح بهذا الأمر، لكى تكون أستير وسيلة لحفظ الشعب من الإبادة نتيجة المؤامرة التى دبرها هامان. وأستير كانت متدينة، هى التى فرضت صوماً علي نفسها وعلى كل شعبها. وصلت لكى يعطيها الرب نعمة في عينى الملك، لينقذ الشعب. وقد كان... وطبعاً قصة أستير لا تنطبق علي آية فتاة في جيلنا. لأنها كانت في ظروف معينة، في العهد القديم. ولم تكن تملك الرفض. ولم تكن هي التى أختارت...


--------------------------------------------------------------


48 - سؤال يقول الكتاب " ما جمعه الله لا يفرقه إنسان " (مت 6:19). فكيف يحدث أنه في حالة الزنا يمكن تفريق ما جمعه الله؟

الجواب : الوصية تقول " لا يفرقه إنسان ". وفي حالة الزنا، لا يحدث التفريق بواسطة إنسان، إنما بأمر الله نفسه، الذى سمح بالطلاق في حالة الزنا، وفى نفس الاصحاح (مت 9:19).


-----------------------------------------------------------


49 - سؤال أريد أن أتزوج بأرملة في مثل سنى. وأنا أحبها ولا استطيع الإستغناء عنها. وعائلتى لا توافق. فماذا أفعل؟

الجواب : من الناحيتين القانونية والكنسية، لا يوجد مانع. كما أن الأرامل من حقهن أن يتزوجن. ولكن: أبحث أولاً ما هي الأعتراضات التى تقدمها أسرتك؟ وأيضاً: هل هذه الأرملة لها أبناء أم ليس لها؟ وإن كان لها أبناء فما سنهم؟ وهل تستطيع أنت أن تسلك معهم كأب، بكل الحب، وبلا تفريق مع أبنائك إن تزوجتها وأنجبت منها أبناء؟ على كل فالزواج، يدخل في نطاق ( الأحوال الشخصية ). فهى أمور شخصية خاصة بك، تتعلق بالقلب وأيضاً بالحكمة ...


---------------------------------------------------------------


50 - سؤال لماذا لا تتبع المسيحية شريعة العهد القديم، بينما هي لم تنقضها حسب قول السيد المسيح " لا تظنوا إنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل " (مت 17:5). فلماذا لا تسير المسيحية بمبدأ " عين بعين، وسن بسن " ولا داعى لعبارة " من لطمك على خدك حول له الآخر "، وما يشبهها. وإلا تكون قد نقضت الناموس؟!

الجواب : لاحظ أن السيد المسيح لم يقل فقط ما جئت لأنقض، وإنما أضاف بل لأكمل. وعبارة أنه جاء ليكمل لها معنيان:

الأول : إنه جاء يكمل فهم اليهود للشريعة. فاليهود ما كانوا علي فهم سليم للشريعة. حتى أن شريعة السبت مثلاً، كانوا يفهمونها بطريقة حرفية بحتة، فلا يعمل الإنسان أى عمل في السبت، حتى فعل الخير.. لدرجة أنه حينما قام السيد المسيح بمعجزة كبيرة، في يوم سبت، وهى منح البصر لشخص مولود أعمى، قابلوا هذا الإنسان بعد أن أبصر وقالوا له إن الذى شفاه إنسان خاطئ!! (يو 24:9) لمجرد أنه صنع المعجزة في يوم السبت!! وهى منح البصر لشخص مولود أعمى قابلوا هذا الإنسان بعد أن أبصر وقالوا له إن الذي شفاه إنسان خاطئ!! (يو 24:9) لمجرد أنه صنع المعجزة في يوم سبت!! وقد جادلوا المسيح في عناد عن " هل يحل الإبراء في السبوت؟ لكى يشتكوا عليه (مت 10:12). وما أكثر المجادلات التى دخلوا فيها لحل مشكلة " هل يحل في السبت فعل الخير ؟!" (لو9:6) (مت 12:12).

فماذا كان تكميل فهمهم في وصية عين بعين وسن بسن؟ وصية " عين بعين، وسن بسن " كانت للأحكام القضائية، وليست للمعاملات الشخصية. بدليل أن يوسف الصديق لم يعامل أخوته بوصية " عين بعين، وسن بسن " ولم ينتقم لنفسه من الشر الذي صنعوه به، وإنما أكرمهم في مصر، وأسكنهم في أرض جاسان، واعتنى بهم " (تك 17:50-21). وداود النبى لم يكافئ شاول شراً بشر، بل احترمه في حياته. وفي وفاته رثاه بعبارات مؤثرة (2صم 17:1-25). وأحسن إلي كل أهل بيته...

ثانياً : عبارة يكمل تعنى أيضاً يكمل لهم طريق السمو والقداسة. وبخاصة لأن العهد الجديد بدأت تزول فيه العبادة الوثنية التى كانت منتشرة طوال العهد القديم. وعمل الإيمان في قلوب الناس، إلي جوار عمل الروح القدس فيهم، ومؤازرة النعمة لهم. فكان يمكن لهم أن يتقدموا في حياة الروح ويسلكوا بسمو أعلى من ذى قبل. وتكملة الطريق الروحى، لم يكن فيها نقد للقديم.

+ فمثلا قال لهم السيد المسيح " سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن، أما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلي إمرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه " (مت 28،27:5). هنا الوصية القديمة " لا تزن " لا تزال قائمة لم تنقض. لكن أضيف إليها معنى أعمق، هو عفة القلب والنظر، وليس مجرد عفة الجسد...

+ مثال آخر: قال السيد " قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم. أما أنا فأقول لكم كل من يغضب علي أخيه باطلاً، يكون مستوجب الحكم" (مت 22،21:5). هنا الوصية القديمة " لا تقتل "، لا تزال قائمة لم ينقضها؟ ولكن أضيف إليها منع الغضب الباطل، علي أعتبار أن القتل خطوته الأولى هي الغضب، كما أن الزنى خطوته الأولى هي شهوة القلب...إذن السيد المسيح لم ينقض العهد القديم. بل شرح روح الوصية، ومنع الخطوة الأولى إلي الخطية. ويعوزنا الوقت إن دخلنا في كل التفاصيل بالنسبة إلي كل الوصايا، فهذا يحتاج إلي كتاب كامل، وليس إلي مجرد مقال أو أجابة سؤال. كذلك ليس العهد القديم فيه الوصايا العشر فقط، إنما توجد فيه وصايا وتعاليم أدبية كثيرة فيها سمو كبير. وقد خفى ذلك على عديد من معلمى اليهود. لذلك قال لهم السيد المسيح في مناسبة أخرى: " تضلون إذ لا تعرفون الكتب " (مت 29:22).





51 - سؤال خداع يعقوب ؟ سألنى أحدهم قائلاً " هل من المعقول أن يكون يعقوب قد أخذ البنوة عن طريق الخداع، حينما خدع أباه أسحق؟! فبماذا أجيب عن هذا السؤال؟



الجواب : أولا يعقوب لم ياخذ البنوة عن طريق الخداع، بل أخذ البركة.

إذ قال لأبيه " كل من صيدى لكى تباركنى نفسك " (تك 19:27).. هذه هى البركة التى حرم منها عيسو. وبكى قائلاً " باركنى أنا أيضاً يا أبى" فرد عليه أبوه قائلاً " قد جاء أخوك بمكر، وأخذ بركتك " (تك 35،34:27).

2- ومع ذلك فهذه البركة كانت معدة من الله أصلاً ليعقوب وليس لعيسو..

وهذا ما يتضح من النبوءة التى قيلت لأمه رفقة أثناء حبلها " قال لها الرب: في بطنك أمتان، ومن أحشائك يفترق شعبان: شعب يقوى علي شعب، وكبير يستعبد لصغير" (تك 23:25).

كان الله يسابق علمه الإلهى يعرف أفضلية يعقوب على عيسو، فأختاره لتلك البركة. وهكذا قال القديس بولس الرسول في الرسالة إلي رومية بخصوص الأختيار الإلهى "بل رفقة أيضاً وهى حبلى.. لأنه وهما لم يولدا بعد، ولا فعلا خيراً ولا شراً، لكى يثبت قصد الله حسب الاختيار.. قيل لها أن الكبير يستعبد للصغير. كما هو مكتوب: أحببت يعقوب، وأبغضت عيسو " (رو 10:9-13).

3- ومع ذلك لا ننكر أن يعقوب وقع في خطيئة الخداع، وقد نال الجزاء عليها..

فقد خدعه خاله لابان في وقت زواجه، وقدم له ليئة بدلاً من راحيل (تك 25،23:29). وخدعه أيضاً من جهة أجرته، فغيرها له عشر مرات (تك 41:31). وكذلك خدعه أبناؤه لما باعوا يوسف اخاهم، وأخذوا قميص يوسف وغمسوه في دم تيس ذبحوه، وأرسلوا هذا القميص الملون إلي يعقوب حتى يتحقق أن وحشاً رديئاً قد أفترس يوسف!! " فمزق يعقوب ثيابه، ووضع مسحاً على حقويه، وناح علي ابنه أياماً كثيرة.. ورفض أن يتعزى " (تك 31:37-35).

ولكن خطأ يعقوب وخداعه لأبيه، لم يمنع تنفيذ القصد الإلهى.

وكان القصد الإلهي هو أن يأخذ البركة فأخذها. أما كونه قد قلق وأسرع لينال البركة بطريقة مخادعة كما نصحته أمه.. فهذا لا يمنعأنه كان لابد سينال البركة بطريقة شرعية روحية سليمة، لو أنه لم يقلق ولم يسرع...




---------------------------------------------------------------



52 - سؤال أثمروا وآكثروا ؟ في سفر التكوين صدر أمر إلهى لآدم وحواء، قال لهم فيه " اثمروا واكثروا واملأوا الأرض " (تك 28:1). فهل كان هذا ممكناً أن يحدث وهما في الجنة. ونحن نعلم أنهما لم ينجبا أولاداً إلا بعد طردهما من الجنة وبعد الخطية.



الجواب : إن كانت هذه العبارة قد قيلت لهما قبل الخطية، فلا شك أنهما لم يعرفا معناها الحالى.

لأنهما كانا بسيطان وبريئان جداً، ولا يعرفان شيئاً عن الجنس وعن استعماله. وكانا عريانين ولا يخجلان (تك 25:2)، شعورهما في هذه الناحية كطفلين رضعين لا يعرفان عن الجنس شيئاً.. ما كانا يعرفان علي الإطلاق طريقة التكاثر الجسدى.

ولكنهما عرفا ذلك بعد الخطية، إذ يقول الكتاب " وعرف آدم حواء إمرأته، فحبلت وولدت قايين " (تك 1:4).

غالباً هذه العبارة قيلت لهما أو فهماها بعد الخطية.

إن قصة الخليقة وردت مجملة في الأصحاح الأول من سفر التكوين، ووردت مفصلة في الأصحاح الثانى.

ففى الأصحاح الأول يقال " خلق الله الإنسان على صورته. ذكراً وأنثى خلقهم " (تك 27:1). وفي الأصحاح الثانى يشرح خلق آدم من تراب، ثم حواء من آحد أضلاع آدم (تك 21،7:2).

وفي الأصحاح الأول في قصة الخليقة بالإجمال، وردت عبارة " اثمروا واكثروا واملأوا الأرض " (تك 28:1).




------------------------------------------------------------------



53 - سؤال وما تحت الأرض ؟ ما المقصود بعبارة " وما تحت الأرض " في قول الكتاب " لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء، ومن على الأرض وما تحت الأرض " (في 10:2).



الجواب : المعنى الإجمالى هو: كل كائن حي، في كل مكان.

عبارة " كل ركبة " تعنى كل كائن حى. لأن الملائكة الذين في السماء ليس لهم ركب، كذلك أرواح القديسين ليس لها ركب. ولكنه تعبير عن الكائنات الحية ملائكة أو بشراً، أو حتى الشياطين.

فمثلاً الأرواح التى كانت تحت الأرض، التى رقدت على رجاء، وقد بشرها السيد المسيح وهي في " أقسام الأرض السفلى " (أف 9:4). هؤلاء أيضاً كانوا يجثون للرب يسوع..

وحتى الشياطين، تحت الأرض، قال عنهم القديس يعقوب الرسول إنهم " يؤمنون ويقشعرون " (يع 19:2).

حالياً يوجد كثيرون من البشر تحت الأرض يعملون أو يسافرون.

فالذين يسافرون مثلاً في قطارات ال Underground في إنجلترا أو روسيا، أو غيرهما، حيث توجد أنفاق للمترو على عمق 50 متراً، أو ثلاثين، يمكنهم أن يصلوا أو يسجدوا تحت الأرض.

وبنفس الوضع الذين يشتغلون في المناجم على عمق 200 متراً تحت الأرض أو أكثر جداً في أنفاق محفورة للتفتيش على الذهب والأحجار الكريمة، يمكنهم أيضاً أن يسجدوا تحت الأرض.

وأيضاً الغواصون وما يشبههم.

إجمالاً – كما قلنا – يقصد الرسول جميع الكائنات الحية.




---------------------------------------------------------------



54 - سؤال حول سفر النشيد ؟ هل سفر النشيد هو عبارات جنسية؟ أو حب جنسى بين رجل وإمرأة؟ أو نشيد يقال في يوم زواج؟



الجواب : ليس هو كذلك طبعاً، لأن له روحانيته. كذلك لا يمكن فهم سفر النشيد إلا بطريقة ( التفسير الرمزى ).

إنه يعبر عن حالة حب الله والنفس البشرية، أو بين الله والكنيسة. والأدلة علي ذلك كثيرة منها:

1- الحب الجنسى يتصف بالغيرة.

سواء من جهة المرأة، أو من جهة الرجل. كل منهما يحرص على من يحبه، ليكون له وحده، وليس لغيره.

وهذا غير موجود في سفر النشيد، بل عكسه هو الموجود.

حيث تقول عذراء النشيد في فرح " لذلك أحبتك العذارى.. بالحق يحبونك. أجذبنى وراءك فنجرى " (نش 4،3:1)... لو كان الأمر حباً جسدياً، لكانت تغار من حب هؤلاء العذارى له..

كذلك أيضاً فيما تقول عن نفسها " أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم " (نش 5:1)، نراها تقول لهن " أحلفكن يا بنات أورشليم بالظبأ وبأيائل الحقل، ألا تيقظن أو تنبهن الحبيب حتي يشاء " (نش 5:3).. لو كان الأمر حباً جسدانياً، لكانت هذه السوداء تغار من بنات أورشليم، ولا تدعهن يقتربن من حبيبها.. بل تطردهن عنه.

ولكن عبارة " بنات أورشليم " تعنى هنا اليهود المؤمنين.

والسوداء الجميلة تمثل الكنيسة التى من المؤمنين من الأمم الأخرى.

هذه التى تنتظر مجئ موعد الرب لخلاصها " متى شاء"...

نقطة أخرى نقولها في موضوع النشيد لإخراجه من نطاق الحب الجسدانى، وهى ما فيه من أوصاف:

الأوصاف التى توصف بها الحبيبة:

ومنها " شعرك كقطيع ماعز رابض عند جبل جلعاد " " أسنانك كقطيع نعاج صادرة من الغسل " (نش 3،2:4). أية إمرأة تقبل أن توصف من حبيبها بهذا الوصف.. لكنه يفسر طريقة رمزية.

أو من تقبل أن يقول لها حبيبها أنها " مرهبة كجيش بألوية " (نش 10:6). يمكن أن يقال هذا عن النفس القوية التى تكون في حروبها قوية مرهبة للشياطين وكل قواتهم.

لنا في هذا الموضوع كلام طويل سننشره إن شاء الله في كتابنا الذى ننوى أن نصدره عن سفر النشيد، وقد سبق أن ألقينا عنه محاضرات عديدة كتأملات في روحانياته.




--------------------------------------------------------------



55 - سؤال حول سلسلة الأنساب ؟ النسوة الخاطئات في سلسلة الأنساب: لماذا ترك البشير في سلسلة الأنساب أسماء النسوة القديسات مثل سارة ورفقة وغيرهما، وأورد ذكر نسوة زانيات مثل ثامار وراحاب وإمرأة أوريا الحثى، وإمرأة غريبة الجنس هى راعوث؟



الجواب : لقد أراد أن يبطل تشامخ اليهود الذين يفتخرون بأجدادهم. فأظهر لهم كيف أن أجدادهم قد أخطأوا. فيهوذا زنى مع ثامار أرملة ابنه وانجب منها فارص وزارح. وداود سقط في الزنى مع إمرأة أوريا الحثى. وبوعز الجد الكبير لداود أنجبة سلمون من راحاب الزانية.. فلا داعى إذن للإفتخار.

وحتى لو كان أجدادهم فاضلين، فلن تنفعهم فضيلة أجدادهم. لأن أعمال الإنسان – لا أعمال آبائه – هي التى تقرر مصيره في اليوم الأخير.

ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم في ذلك:

إن السيد المسيح لم يات ليهرب من تعييراتنا، بل ليزيلها. إنه لا يخجل من أى نوع من نقائصنا. وكما أن أولئك الأجداد أخذوا نسوة زانيات، فكذلك ربنا وإلهنا خطب لذاته طبيعتنا التى زنت.

الكنيسة كثامار: تخلصت دفعة واحدة من أعمالها الشريرة ثم تبعته.

وراعوث يشبهه حالها أحوالنا: كانت قبيلتها غريبة عن إسرائيل، وقد هبطت إلي غاية الفقر. ومع ذلك لما أبصرها بوعز، لم يزدر بفقرها، ولا رفض دناءة جنسها. كذلك السيد المسيح لم يرفض كنيسته وقد كانت غريبة وفي فقر من الأعمال الصالحة.. وكما أن راعوث لو لم تترك شعبها وبيتها لما ذاقت ذلك المجد، فكذلك الكنيسة التى قال لها النبى " أنسى شعبك وبيت أبيك، فيشتهى الملك حسنك "...

بهذه الأمور أخجلهم ربنا، وحقق عندهم ألا يتعظموا.

وعندما سجل البشير أنساب المسيح أورد فيها أولئك النسوة الزانيات. لأنه لا يمكن لأحدنا أن يكون فاضلاً بفضيلة أجداده، أو شريراً برذيلة أجداده. بل أقول إن الشخص الذى لم يكن من أجداد فاضلين وصار صالحاً، فذلك شرف فضله عظيم.

فلا يفتخر ولا ينتفح أحد بأجداده، إذا تفطن في أجداد سيدنا، ولينظر إلي أعماله الخاصة. وحتى فضائله لا يفتخر بها. لأنه بأمثال هذه المفاخر صار الفريسى دون العشار.

فلا تفسدن أتعابك وتحاضر باطلاً. لا تضيع تعبك كله بعد سعيك فيه فراسخ كثيرة. لأن سيدك يعرف الفضائل التى أحكمتها أكثر منك. لأنك إن ناولت ظمآن قدح ماء بارد، فلن يغفل الله عن هذا ولا ينساه.

إنك إن مدحت ذاتك، فلن يمدحك الله أيضاً. أما إن نسبت الويل لها ولمتها، فلا يكف هو عن إذاعة فضلك.. وهو يسعى بكل وسيلة لكى يكللك عن طريق أتعاب كثيرة. ويجول طالباً حججاً يستطيع أن يخلصك بها من جهنم. حتى إن عملت في الساعة الحادية عشرة يعطيك أجرة عمل النهار كله.. وإن ذرفت ولو دمعة واحدة، لخطفها بإسراع وجعلها حجة لخلاصك.

فلا نترفعن إذن، لكن ينبغى أن ندعو ذواتنا مرفوضين. وننسى كل ما قد عملناه من صلاح، ونتذكر خطايانا.

إن محامدك التى يجب ألا يعرفها إلا الله وحده، هي عنده في صيانة تحوطها، فلا تكرر ذكرها لئلا يسلبها منك سالب، ويصيبك ما أصاب الفريسى إذ أورد ذكر محامده، فاختلسها ابليس المحتال.


-------------------------------------------------


56 - سؤال ذبيحة الخطية، وذبيحة الإثم .. ما الفرق بين ذبيحة الخطية، وذبيحة الإثم، مادام الهدف منهما واحد وهو مغفرة الخطية، ومادامت شريعتهما واحدة، كما قال الكتاب " ذبيحة الإثم كذبيحة الخطية، لهما شريعة واحدة " (لا 7:7).



الجواب : الفرق بينهما أن واحدة منهما عن الخطايا الإرادية والآخرى عن خطايا السهو أو الجهل.

أى أن الخاطى لم يكن يدرك وقتها أنه قد أخطأ، ثم أعلم بذلك، حينئذ يأتى بذبيحة عن هذه الخطية التى لم يكن يعرفها.

وذلك يقول سفر اللاويين " إذا أخطأت نفس سهواً في شئ من جميع مناهى الرب التى لا ينبغى عملها، وعملت منها.." (لا2:4). " وإن سها كل جماعة إسرائيل، وأخفى أمر عن أعين المجمع، وعملوا واحدة من جميع مناهى الرب التى لا ينبغى عملها وأثموا، ثم عرفت الخطية التى أخطأوا بها.." (لا 14،13:4). وإن أخطأ واحد من عامة الأرض سهواً بعملة واحدة من مناهى الرب التى لا ينبغى عملها وأثم بخطيئته التى أخطأ بها.." (لا 27:4). " أو إذا حلف أحد مفترطاً بشفتيه، للاساءة أو للإحسان مما يفترط به الإنسان في اليمين، وأخفى عنه ثم علم، فهو مذنب.. فإن كان يذنب في كل شئ من هذه، يقر بما قد أخطأ به، ويأتى إلي الرب بذبيحة لإثمه.." (لا5،4:5). إذن فالخطية التى عملت بسهو أو بجهل، كانت تقدم عنها ذبيحة مثل الخطية التى تعمل بمعرفة وبنية سيئة. إن كلاً منهما خطية، لأنها كسر لإحدى وصايا الرب، أو هي إرتكاب لشئ من مناهى الرب التى لا ينبغى عملها. ولعل هذا يذكرنا بما ورد في صلاة الثلاثة تقديسات حيث نقول " حل واغفر، واصفح لنا يا الله عن سيئاتنا التى صنعناها بإراداتنا والتى صنعناها بغير إرادتنا، التى فعلناها بمعرفة والتى فعلناها بغير معرفة، الخفية والظاهرة. يارب إغفر انا من أجل أسمك القدوس الذى دعى علينا " . ونحن نشكر ربنا يسوع المسيح، لأنه مات عن كل خطايانا. وكان على الصليب ذبيحة خطية وذبيحة إثم. ودفع ثمن الكل، ما نعرفه وما لا نعرفه من الخطايا. وحينما نحاسب أنفسنا، لا نعتذر بأننا لم نكن نعرف، أو أننا فعلنا شيئاً سهواً. ففى كل ذلك كسرت وصية الله، سواء عن معرفة أو عن جهل، بإراداتنا أو بغير إرادتنا.




------------------------------------------------------------



57 - سؤال الثوب المدنس .. ما معنى عبارة " مبغضين حتي الثوب المدنس من الجسد " (يه 26)؟



الجواب : هناك أشياء تدنس الجسد، مثل الإفرازات الجنسية مثلاً. والكتاب المقدس يعتبرها نجاسة. وقيل في ذلك " كل رجل له سيل من لحمه، فسيله نجس " ( وكل فراش يضطجع عليه الذى له سيل، يكون نجساً " (لا 4،2:15). وكذلك كل متاعه وثيابه.. سواء كان ذلك عن سيل من النواحى الجنسية، كالإحتلام مثلاً.. " فيغسل ثيابه ويستحم، ويكون نجساً إلي المساء " (لا 8:15). كذلك في المعاشرات الجنسية " إذ إلتصق ذلك السيل بثيابه، تكون نجسة. وعليه أن يغتسل ويكون نجساً إلي المساء " (لا 16:15-18).

كذلك في حالة المرأة في إفرازات جسدها إلي أن توقف وتجف في حالة طمثها (لا 20:15-24).. إقرأ باقى الإصحاح.

فالثوب المدنس بمثل هذه الأمور، ينطبق عليه قول الكتاب " مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد ".

وفي العهد الجديد تعتبر هذه الإفرازات الجسدية نوعاً من الإفطار. ومع ذلك ينبغى الإغتسال للإنسان. والغسل للثوب. ولا يدخل الكنيسة إلا بعد تطهره جسدياً. أما لو كانت هذه الإفرازات في خطية زنا فتعتبر نجاسة.




--------------------------------------------------------------



58 - سؤال التناول- والعملية الجراحية .. مريض يريد أن يتناول قبل إجراء عملية جراحية له، لابد سينزف فيها دماً. فهل يسمح له؟!



الجواب : يمكن أن يتناول قبل العملية الجراحية بيوم أو يومين، وليس قبلها مباشرة. ولكن ما يناسب المريض هو سر مسحة المرضى.. فيمكن دهنه بزيت هذه المسحة والصلاة له حسب تعليم الرسول (يع 15،14:5) وذلك قبل إجراء العملية...




------------------------------------------------------------



59 - سؤال التراتيل بأنغام الأغانى الشعبية .. ما رأيكم في التراتيل التى توضع على أنغام الأغانى الشعبية؟!



الجواب : إن الذين يفعلون ذلك، إنما يهتمون بالمعنى فقط، ويتجاهلون تأثير الموسيقى في النفس. إن الموسيقى تغرس في النفس مشاعر معينة. يمكن لقطعة موسيقية صامتة (بدون الفاظ)، إن تفرح الإنسان أو تبكيه أو تحمسة أوتثيره أو توقظ فيه شهوة ما. فلا يجوز أن ننسى أثر الموسيقى في النفس.

الترتيلة هى أغنية روحية، ينبغى أن نكون موسيقاها روحية، وأنغامها مقدسة، فلا يصح أن نمزجها بنغمة معينة قد تثير مشاعر غير المشاعر الروحية المقدسة التى تقصدها الترتيلة. والإ نوجد لونا من التناقض بينهما. أو يطغى النغم على ألفاظ الترتيلة.

كما أن هذا قد يذكر المرتل بالأغنية الشعبية وكلماتها، فيطيش فيها ذهنه أو قلبه او تختلط بها مشاعره. علينا أن نتذكر يا أخواتى قول الرسول " أية شركة للنور مع الظلمة؟!".




--------------------------------------------------------------



60 - سؤال ما معنى أمسكتك عن أن تخطئ؟ جاءنا هذا السؤال: ما معنى قول السيد الرب لأبيمالك، عندما أخذ ساره إمرأة إبراهيم " وأنا أيضاً أمسكتك عن أن تخطئ إليَ. لذلك لم أدعك تمسها " (تك6:20).. هل هذا ضد حرية الإنسان وإرادته؟



الجواب : إن الله قد أعطى الإنسان حرية.. ولكنها ليست حرية مطلقة.

فإذا أنحرفت هذه الحرية نحو الشر، وأصبحت خطراً على أبدية هذا الإنسان، أو خطراً على غيره، يمكن أن يتدخل الله، ليضع حداً لهذا الشر، أو ليعاقب المخطئ ويوقفه.. وذلك بأعتبار أن الله هو ضابط الكل.. ولو ترك الله الحرية المطلقة للشر، لعصف بالضعفاء المساكين.

بل أن الله قد وضع حداً لشر الشيطان نفسه، كما هو واضح في قصة أيوب الصديق (أى 12:1)، (أى 6:2).. وقد قيل أيضاً في المزمور " الرب لا يترك عصا الخطاة تستقر على نصيب الصديقين " (مز 124).. كذلك تدخل الله ليحد من ظلم فرعون.. وما أجمل ما قيل في المزمور " من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين، الآن أقوم- يقول الرب- أصنع الخلاص علانية " (مز 11). إن الله يعطى الحرية حتى للخطاة.. فإن تمادوا بطريقة تهدد الأبرار، حينئذ يتدخل، لينقذ الأبرار، وأيضاً ليقيم العدل. والأمثلة على ذلك في الكتاب والتاريخ لا تحصى.. وتدل على رعاية الله وعنايته.

أما في قصة أبيمالك، فقد تدخل الله، حرصاً على عفة سارة، وعلى مشاعر ابراهيم.. وأيضاً إنقاذاً لأبيمالك من الوقوع في خطأ جسيم، لأنه فعل ذلك بسلامة قلب، لأن إبراهيم قال عن سارة أنها أخته (تك 12،11:20). لا نسمى هذا تدخلاً في الحرية، إنما إنقاذاً من الخطأ. ولا ننسى أن سارة امرأة نبى، ومن نسلها كان سيأتى المسيح.






61 - سؤال جاءنا هذا السؤال من كثيرين: إذا كان لنا أقارب فقراء: أب أو أم أو أخت أو ما اشبه، فهل نعطيهم من العشور؟



الجواب : نعم، ويمكن إعطاء الأقارب المعوزين من العشور.. فقد قال الرسول: " إن كان أحد لا يعتنى بخاصته،ولا سيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن " (اتى 8:5). ولكن لا يصح أن تعطى كل العشور للأقارب وتهمل باقى الفقراء من غير الأقارب، وذلك لسببين: 1- لئلا يكون ما تعطيه لأقربائك هو واجبات إجتماعية عليك، لابد أن تقوم بها، سواء كنت تدفع عشوراً أو لا تدفع. أو تكون مدفوعاً برابطة الدم أكثر من الرحمة والشفقة على المحتاجين وأكثر من تنفيذ الوصية. 2- وربما يكون هناك فقراء أكثر أحتياجاً من أقربائك، ولا يصح أن تهملهم. لذلك يمكن أن يأخذ الأقرباء المحتاجون جزاءاً من العشور.




------------------------------------------------------------



62 - سؤال ما معنى أن الله قسى قلب فرعون، كما ورد في (خر 3:7). هل الله هو سبب قساوة فرعون؟! إذا لماذا عاقبه؟



الجواب : عبارة قسى قلبه، تعنى تركه لقساوته. أى تخلت عنه النعمة، فبقى قاسياً. وهذا يذكرنى عن الفاجرين في أول الرسالة إلي رومية: " وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم، أسلمهم الله إلي ذهن مرفوض، ليفعلوا ما لا يليق " (رو28:1). وعبارة " ذهن مرفوض " هنا تعنى " مرفوض من النعمة " .. أى إنها حالة تخلى من النعمة، فعلوا فيها ما لا يليق. وهذا هو الذى حدث مع فرعون، تخلت عنه النعمة بسبب قساوته. وهذا واضح من قول الكتاب قبل ضربة الأبكار " وكان لما تقسى فرعون عن إطلاقنا.." (خر 15:13)... الناس هم الذين يتقسون، لهذا قال الكتاب " إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم " (عب9،7:3) (مز 8،7:95). وفرعون كان قلبه قاسياً، لم تصلح معه الإنذارات ولا الضربات لاستمراره في رفض عمل النعمة، تخلت عنه النعمة، فرجع إلي قساوته التى فارقته جزئياً أو ظاهرياً أثناء عمل النعمة فيه. فقيل أن الرب قسى قلب فرعون، أى تركه لطبيعته القاسية. أسلمه إلي ذهنه المرفوض من النعمة.




---------------------------------------------------------------



63 - سؤال إن أعثرتك عينك أو يدك

هل يجوز للإنسان أن يقلع عينه، أو يقطع يده إن أعثرته، عملاً يقول الكتاب (مت30،29:5).



الجواب : يقصد الرب التشديد على البعد عن العثرة، كما يقول " لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يلقى جسدك كله في جهنم " (مت 30،29:5).

ولكن هذه الوصية ينبغى أن تؤخذ بمعناها الروحى وليس بمعناها الحرفى. فمعناها الروحي يمكن أن يكون ملزماً. أما المعنى الحرفي، فمن الصعب أن يكون ملزماً.. بعض القديسين نفذ هذه الوصية حرفياً، مثل سمعان الخراز، وكذلك بعض القديسات في بستان الرهبان. ولكن يستحيل أن ننفذ هذه الوصية حرفياً بصفة عامة. وإلا صار غالبية من في العالم بعين واحدة، لشدة انتشار العثرة، وبخاصة فى سن معينة، وفي ظروف وملابسات خاصة. ولكن كثيراً من القديسين ذكروا أنه يمكن أن يقصد بالعين أعز إنسان إليك، كما يقصد باليد أكثر الناس معونة لك. فإن أصابتك عثرة من أى من هؤلاء، يمكن أن تقطع نفسك من عشرته. ونلاحظ أن الكنيسة في بعض قوانينها حرمت قطع أعضاء من جسم الإنسان اتقاء للعثرة، مثل القانون الذى يحرم من يخصى نفسه. كما أن قطع العين أو اليد (بالمعنى الحرفى)، لا تمنع العثرة أو الخطية. لأن الخطية غالباً ما تتبع من داخل القلب. وإذا كان القلب نقياً، فإن الإنسان يرى ولا يعثر. إذن يرى الأفضل أن نأخذ الوصية بمعناها الروحى وليس الحرفى. ومما يثبت هذا أيضاً قول الرب في أنجيل مرقس (43:9-48): " لأنه خير لك أن تدخل الحياة أقطع.. أعرج.. أعور".. وطبعاً لا يمكن أن نأخذ هذا الكلام بطريقة حرفية، لأنه لا يمكن لإنسان أن يكون في السماء أقطع أو أعرج أوأعور؟! إذ لا نتصور أن يكون بار في النعيم بمثل هذا النقص، كما لا يمكن أن يكون هذا هو جزاء الأبرار على برهم عن العثرة مهما كلفهم ذلك من ثمن..! يعلمنا الكتاب أن "الروح يحيى، والحرف يقتل " (2كو 6:3). لذلك لا يمكننا أن نأخذ كل الوصايا بطريقة حرفية. وهذه الوصية بالذات أراد الرب أن يشرح لنا خطورة العثرة ووجوب البعد عنها، حتى لو أدى الأمر إلي قلع العين.




--------------------------------------------------------------



64 - سؤال أشخاص اعترفوا ولم يغفر لهم ؟

ما الرأى في أشخاص اعترفوا ولم تغفر لهم خطاياهم: مثل فرعون الذى اعترف بخطيته لموسى (خر 27:9)، وعاخان بن كرمى الذى اعترف ليشوع (يش 7)، وشاول الملك الذى اعترف لصموئيل النبى (1صم 24:15-26)؟



الجواب : إن سر الاعتراف في الكنيسة يسمى أيضاً سر التوبة. فلابد أن يتوب الإنسان ثم يأتى معترفاً بخطاياه، والاعتراف بدون توبة لا قيمة له. ولا يمكن أن يخطى المعترف بالمغفرة ما لم يكن تائباً. وأولئك الذين ذكرتهم لم يكونوا تائبين. فرعون كان يصرخ قائلاً " أخطأت " وهو قاسى القلب من الداخل. لا تدفعه التوبة وإنما الذعر من الضربات. وحالما ترتفع الضربة يظهر على حقيقته. وعاخان بن كرمى لم يأت تأئباً مغترفاً، وإنما كشفه الله على الرغم منه، فاضطر إلي الإقرار، انهزم الشعب ولم يعترف عاخان. وقال الرب: " في وسطك حرام يا إسرائيل " ولم يعترف عاخان. وبدأت القرعة والتهديد ولم يعترف. وكذلك لم يعترف عندما وقعت القرعة على سبطه، ولا عندما وقعت على عشيرته، وبلا عندما وقعت على بيته. وأخيراً كشفه الرب بالإسم.. فإضطر للاقرار. فهل كان في كل ذلك تائباً..؟ وشاول الملك لم يكن تائباً. وعندما قال: " أخطأت " كان كل هدفه أن يمضى صموئيل النبى معه لا عن توبة، وإنما لأجل كرامته، لأجل أن يرفع وجهه أمام الشعب!! قائلاً له: " فاكرمنى أمام الشيوخ شعبى وأمام إسرائيل " (1صم 30:35).




------------------------------------------------



65 - سؤال هل صحيح أن السيد المسيح لم يكمل رسالته، إنما سوف يكملها يوم يبعث حياً؟



الجواب : إن عمل السيد المسيح – من جهة اللاهوت – أزلى أبدى، ينطبق عليه قوله " أبى يعمل حتى الآن، وأنا أيضاً أعمل " (يو 17:5). أما في فترة تجسده، فقد أكمل عمله الذى جاء من أجله وهو فداء العالم وتخليصهم من عقوبة الخطية. لأنه " جاء يطلب ويخلص ما قد هلك " (لو 10:19). وعن هذه الرسالة قال على الصليب " قد أكمل " (لو 30:19). أما عمل السيد المسيح الشفاعى فينا، فهو دائم في كل حين، كما قال الرسول (1يو1:2) هناك عمل آخر سيقوم به في آخر الزمان، حينما يأتى في مجيئه الثانى ليدين الأحياء والأموات ويعطى كل واحد حسب أعماله (مت 25:24) (رؤ22). وفى الأبدية عمله أيضاً لا ينتهى.. لا نقول عن فترة ما إنه " لم يكمل رسالته "، فهذا تعبير غير سليم، كما لو كان يصفه بالنقص. ولكن نقول أن له رسالات عديدة، أولها كان في البدء " كل شئ به كان " (يو 3:1). ثم تتابعت أنواع العمل، وكل منها كان كاملاً، مثال ذلك عمله خلال فترة تجسده على الأرض قبل الصليب، من تعليم وهداية، وتكوين تلاميذ، ونشر للإيمان، وإعداد لقبول فكرة الصليب، قال عن كل هذا للآب " العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته" (يو 4:17). وبعد صعوده إلي السماء كان هناك عمل آخر هو إرسال الروح القدس. وهذا تم في يوم الخمسين (أع 2). اما عبارة " عندما يبعث حياً " فإجابتها إنه قام في اليوم الثالث من صلبه. وكل الرسل كانوا شهوداً لذلك. وهو بطبيعته اللاهوتيه حى لا يموت .


--------------------------------------------------------------


66 - سؤال ما معنى قول بولس الرسول إلي أهل رومية " اسلمهم إلي ذهن مرفوض، ليفعلوا ما لا يليق " (رو 28:1) " اسلمهم الله إلي أهواء الهوان " (رو 26:1).



الجواب : معنى أسلمهم إلي ذهن مرفوض، أى اسلمهم إلي ذهن مرفوض من النعمة. أى مرفوض من عمل الله فيه، تركهم إلي شهواتهم وإلي أفكارهم الخاصة الدنسة، يفعلون ما لا يليق. تركهم إلي أهوائهم. إنه لون من تخلى النعمة عنهم. لأنهم هم أنفسهم " لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم " (رو 28:1). فتركهم إلي معرفتهم الخاصة، إلي ذهنهم الذى تسيطر عليه الشهوات. رفضوه فرفضهم




----------------------------------------------------------------



67 - سؤال أنا أحب الطريق الروحى. وكلما أصعد درجة، أرجعها مرة أخرى وأزيد. فأنا أعمل في شركة، وكل زملائى يحبون التهريج والكلام غير اللائق. إن لم أشترك معهم، يقولون " دمى ثقيل، وغير مقبول في وسطهم ". وإن أشتركت معهم، ضميرى يؤلمنى، ولا أصلى في هذا اليوم كله. فماذا أعمل معهم؟



الجواب : لا تشترك معهم في التهريج. ولكن كن لطيفاً معهم في باقي المعاملات. فلا تكن متزمتاً، ولا مكتوماً، ولا مقطب الوجه، سواء في حالة الفكاهات أو غيرها. إنما كن لطيفاً وخدوماً ومبتسماً وبشوشاً. إنما في ساعة التهريج غير اللائق لا تشترك! وسوف لا يرون دمك ثقيلاً، لأنك في غير أوقات التهريج تكون لطيفاً ومحباً لهم.. فيتعودون طبعك..




--------------------------------------------------------------



68 - سؤال أعثرت بعض الأشخاص، وسقطوا في الخطية بسببى، ثم تبت أنا، أما هم فما يزالون يسقطون. مازلت أرى ثمار عثرتى فى حياة الناس، فهل تغفر لى توبتى؟



الجواب : إنه سؤال صعب ومؤثر. إنسان تاب، ولكن الذين أخطأوا بسببه لم يتوبوا، فهل مايزال يتحمل مسئولية خطيتهم؟ هذا السؤال يظهر لنا مقدار طول الخطية وعمقها ومداها الزمنى والشخصى. إنسان ترك الخطية. ولكن خطيئته ما تزال تعمل في غيره، ويراها أمامه في كل حين، ويتألم بسببها، ويشعر بمدى مسئوليته عنها، فهو السبب، فماذا يفعل؟ من الجائز أن يبذل كل جهده لكى يتوب هؤلاء الذين أعثرهم. ولكن ماذا إن لم يتوبوا؟ إنه قد يقدر على نفسه، ولكن ماذا يفعل بغيره؟ لاشك أن مثل هذا الإنسان سيعيش حزينا ومتألما لمدة طويلة. لا تفرحه توبته بقدر ما تؤلمه نتائج خطيئته في غيره، وبخاصة لو هلك هذا الغير... من الجائز أن يقف أمامه عبارة " نفس تؤخذ عوضاً عن نفس "، فيصرخ إلي الله قائلاً " نجنى من الدماء يا الله إله خلاصى ".. قد يحاول أن يعمل ما يستطيعه من أجل خلاصهم. ولكن ربما لا يستطيع، ربما رجوعه إلي الاتصال بهم، يسبب خطورة عليه، ومن الصالح له أن يبعد لئلا يهلك هو أيضاً. وربما يكون هؤلاء الذين أعثرهم، قد أعثروا هم أيضاً كثيرين، واتسعت الدائرة، وأصبحت هناك عثرة غير مباشرة إلي جوار العثرة المباشرة.. أليس حقاً إننا لا نستطيع أن نحصر مدى خطايانا ومقدار امتدادها.. أول نصيحة يمكن أن أتوجه بها إلي صاحب السؤال، هى أن ينسحق ويتذلل أمام الله، مصلياً لأجل هذه النفوس، لكيما يرسل الله لها معونة لخلاصها. فليخصص لأجلهم أصواماً وقداسات ومطانيات، وليبك من أجلهم بدموع غزيرة، وليتذكر قول الرب " ويل لمن تأتى من قبله العثرات.. " ويطلب التوبة لكل هؤلاء، وليعمل من أجلهم ولو بطريق غير مباشر، ويوصى بهم مرشدين وأباء اعتراف. أما هو – فمادام قد تاب – سوف لا يهلك بسببهم. ومثالنا في ذلك القديسة مريم القبطية... في حياتها الأولى قبل التوبة، أعثرت آلافاً وأسقطتهم وربما يكونون قد هلكوا بسببها أما هى فبتوبتها الصادقة صارت قديسة عظيمة، وغفرت لها خطاياها الماضية.. لا ننسى أيضاً أن الذين وقعوا في العثرة، اشتركت إرادتهم الخاطئة فى هذا السقوط، فليست كل مسئوليتهم على الذى أعثرهم. يكفى أنهم أستجابوا للعثرة، وقبلوها.. ولكنه مع ذلك قد يقول لنفسه: حقاً إنهم ضعفاء وسقطوا، ولكننى أنا قدمت مائدة لضعفهم، ولم أرحم ضعفهم، وكان واجبى هو أن أحميهم وأشددهم لا أن أتسبب في سقوطهم. ربما لولاى ما سقطوا.. إنه مثل سائق عربة صدم إنساناً، وسبب له عاهة مستديمة، ثم تاب وغفر الله له. ولكنه يرى ضحيته في عاهته يحزن.. إن هذا الحزن يساعد ولاشك على قبول توبته.




-------------------------------------------------------------



69 - سؤال قال القديس بولس الرسول:" صرت لليهودى كيهودى لأربح اليهود.. وللذين بلا ناموس، كأنى بلا ناموس، مع أني لست بلا ناموس لله، بل تحت ناموس المسيح، لأربح الذين بلا ناموس " (اكو 9: 20 ، 21). فما معنى هذا الكلام ؟



الجواب : كان الرسول يتكلم عن الكرازة، وتوصيل رسالة الإنجيل، فيقول: إن اليهودي يؤمن بالناموس والأنبياء، فلكى أقنعه برسالة المسيح أكلمه كيهودي، عن الناموس والأنبياء، وما فيهما من أمور متعلقة بالمسيح. أما اليونانى، وأمثاله من الذين بلا ناموس، فإنهم لا يؤمنون بالكتاب، ولا بالأنبياء، لذلك أكلمهم بأسلوبهم، وأجذبهم إلي الأيمان بالفلسفة لأربحه للمسيح، وكذلك لو كلمت اليونانى عن الأنبياء..لا أربحه أيضاً للمسيح. ولكن عبارة " صرت لليهودى كيهودى " لا تعنى السلوك اليهودى. فالقديس بولس الرسول حارب التهود بكل قوته. كان بعض اليهود الذين أعتنقوا المسيحية، يريدون أن يدخلوا فيها بعض العقائد اليهودية كالختان، وحفظ السبت، والمواسم، والأهلة، وما يختص بالأكل والشرب من محللات ومحرمات، وسائرالقواعد اليهودية في النجاسات والتطهير. وعرفت هذه الحركة باسم ( التهود ). وقد قال الرسول في محارباته لليهود " فلا يحكم عليكم أحد في أكل وشرب، أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التى هى ظل الأمور العتيدة " (كو17،16:2). وعبارة ( أكل وشرب ) هنا لا تعنى الصوم، وإنما تعنى طهارة الأكل أونجاسته على حسب الأطعمة التى كانت محرمة في اليهودية، ولم تعد كذلك في المسيحية. والقديس بولس الرسول قد كرز في وسط اليهود، كما كرز بين الأمم. وفي كرازته في رومه، كلم اليهود أولاً. فلما رفضوا وانقسموا، اتجه بعد ذلك إلي الأمم (أع17:28_29). ولكى يربح اليهود، كان يتكلم في الهيكل، وفي مجامع اليهود، ويحاول أن يقنعهم بما ورد عن المسيح في الناموس والأنبياء.




------------------------------------------------------------------



70 - سؤال هل الأسرار الكنسية يمكن أن تباع ؟ بحيث يحدد ثمن مثلاً للمعمودية! أو للقنديل (سر مسحة المرضى)، أو باقي أسرار الكنيسة..؟



الجواب : الأسرار لا يمكن أن تباع، لأنها من عمل الروح القدس. ومواهب الروح القدس لا يمكن أن تقتني بدراهم (أع 8: 20). إنما إذا أراد إنسان في مناسبة المعمودية، أن يقدم شيئاً للكنيسة، لا كثمن وإنما كقربان، كذبيحة شكر.. فيمكن أن يوجد صندوق في الكنيسة لأمثال هذه القرابين، يضع فيه من يشاء ما يشاء، دون أن يطالب بشئ. وربما لا تعرف الكنيسة هل قدم هذا الشخص شيئاً أو لم يقدم. وإن عرفت أنه وضع شيئاً في الصندوق، فلا نستطيع أن تحدد هل هو كثير أم قليل.. وعموماً نحن نشجع على المعمودية للزومها للخلاص (مر 16:16). ومن المحال أن تطلب الكنيسة مقابلاً مادياً لها... بل ندعو الناس بكل قوة أن يذهبوا لتعميد أولادهم، ونلومهم إن تأخروا، ونفرح معهم في يوم العماد، لأنه يوم يصبح فيه المعمد عضواً في الكنيسة، عضواً في جسد المسيح، وابنا لله.. فإن كان أحد في يوم الفرح هذا، يريد أن يقدم قرباناً لله، فهذا أمر راجع إلي قلبه وشعوره.. ليس هو اضطراراً، ولا هو ثمناً، حاشا... ونفس الوضع نقوله بالنسبة إلي أسرار أخرى مماثلة... فسر مسحة المرضى مثلاً، هو عمل محبة، وطلبة لأجل المريض. ومحال أن يكون مجالاً لجمع مال..! وإلا فإنه يفقد ما فيه من حب، وما فيه من رعاية .. ولا يشعر المريض بقيمة هذه الصلاة التى يدفع ثمنها، والتى لا تتم بدون ثمن!! وليتنا باستمرار نتذكر قول السيد المسيح لتلاميذه: " مجاناً أخذتم. مجاناً أعطوا " (مت 8:10). ما يدفع للكنيسة أحياناً في بعض المناسبات، ليس هو ثمناً للسر، إنما هو تقدمة اختيارية للرب، ولا يمكن أن يكون ثمناً. فالأسرار لا تباع.






71 - سؤال ماذا يفعل الإنسان ليستعيد الثقة في الناس، بعد أن أنهار أمام عينيه مثله الأعلى؟



الجواب : أول نقطة أحب أن أقولها لك هى: ليكن مثلك الأعلى هو السيد المسيح نفسه، وسير القديسين. وحتى بالنسبة إلي القديسين، ذكر لنا الكتاب إنهم بشر مثلنا، وكانوا معرضين للسقوط، وسجل بعض خطايا الآباء والأنبياء. بل قال الكتاب عن إيليا الذى أغلق السماء وفتحها، والذى صعد إلي السماء فى مركبة نارية.. قال عنه: " إيليا كان إنساناً تحت الآلام مثلنا " (يع 17:5). ومع ذلك " صلى صلاة أن لا تمطر السماء، فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر. ثم صلى أيضاً فأعطت السماء مطراً. لذلك ليكن قلبك حنوناً على الناس. ولا تقل " إنهار مثلى الأعلى أمام عينى "!! إن بطرس لم يحدث أنه إنهار كمثل أعلى أمام المسيح ,امام التلاميذ، لما أنكر الرب أمام جارية، ولعن وحلف وقال لا أعرف الرجل (مت 69:26-74). وداود النبى لم يسقط كمثل أعلى، لما زنى وقتل ولجأ إلي طرق ملتوية من الخداع (1صم 11). وهكذا في باقي خطايا الأنبياء.. لذلك ما أصعب قولك إن مثلك الأعلى إنهار أمام عينيك!! إن داود يقول عن الرب في مغفرته " لأنه يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن" (مز 103). تذكر أن القديسين معرضون لحروب شديدة. وقد قال الكتاب عن الخطية إنها طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء (أم 26:7). ومع أنهم سقطوا قتلى، إلا أن الكتاب قال عنهم أنهم أقوياء.. وعلى الرغم من سقوط شمشون أمام أغراء دليلة، إلا أن الرسول ذكره ضمن رجال الإيمان (عب 33،32:11). أما كيف تستعيد ثقتك بمثلك الأعلى؟ فعليك أن تتذكر أعماله الفاضله القديمة التى من أجلها إتخذته كمثل أعلى... وأيضاً لا يجوز أن تلغى شخصيته كلها من أجل عمل واحد .. أو قل لنفسك " لكل إنسان ضعفاته " أو صل من أجله .. وأعرف أنه ليس معصوماً من الخطأ. وإذا حدث أمامك خطأ من مثل أعلى، لا تفقد الثقة بكل الناس. ربما توجد أمثلة عليا أخرى، تعرفها أو لا تعرفها... فلا تعمم المشكلة التى واجهتك، ولا تتعقد من جهة جميع الناس. وهناك نقطة أخرى أقولها لك هى: كثير من الأبرار الذين سقطوا ثم تابوا، رفعتهم التوبة إلي درجة أعلى بكثير من حالتهم الأولى. من الجائز أن مثلاً أعلى قد سقط. ونعمة الرب لا تتركه، مادام يتضع أمامه. وما أسهل أن تقوده النعمة إلي توبة فيها إنسحاق قلب وأتضاع يرفعانه إلي درجة أعلى بكثير مما كان. وعلى أية الحالات، خذ سقوط هذا المثل درساً لك....




--------------------------------------------------------------



72 - سؤال أنا فتاة أعمل في مدرسة، وأريد أن أقدم خدمة لربنا وللكنيسة، لأنى مديونة لربنا بالكثير، فماذا أفعل؟



الجواب : نحب أولاً نشكرك على هذا الشعور. ومن جهة الخدمات:  توجد في كثير من الكنائس فصول تقوية للتلاميذ في دروسهم، فمن الممكن أن تساهمى في القاء دروس تقوية حسب اختصاصك.  بصفتك مدرسة ومتعودة على حفظ النظام في الفصول، يمكن أن تساهمى في حفظ النظام في النادى التابع للكنيسة.  إن كان لك مواهب أخرى غير التدريس، يمكن أن تشتركى بها أنشطة الكنيسة المتعددة.  إن كان يتبع الكنيسة التى تخدمين بها، أو الكنائس المجاورة، بيوت إيواء، مثل بيوت الطالبات المغتربات، أو بيوت المسنات، أو فصول للحضانة، يمكن أيضاً أن تشتركى في خدمتها.  المهم أن تعرضى خدمتك، وثقى أن ابواباً كثيرة سوف تتفتح أمامك. وليكن الرب معك.




--------------------------------------------------------------



73 - سؤال ما هو موقف الكنيسة في تقسيم الميراث بين الرجل والمرأة؟



الجواب : الكنيسة لم تضع للميراث نظاماً محدداً. جاء أحدهم إلي السيد المسيح يقول له " يا معلم، قل لأخى أن يقاسمنى الميراث ". فأجابه " من أقامنى عليكما قاضياً أو مقسماً؟! " .. ثم قال " أنظروا، تحفظوا من الطمع " (يو 13:12-15). المسيحية لم تضع نظاماً قوانين مالية، إنما وضعت مبادئ روحية، في ظلها يمكن حل المشاكل المالية وغيرها. وينطبق هذا على موضوع الميراث. إن وجدت بين الأخوة محبة وعدم طمع، يمكن أن يتفاهمواً بروح طيبة في موضوع الميراث. بل كل واحد منهم يكون مستعداً أن يترك نصيبه لأى واحد من أخوته أو أخوته يرى أنه محتاج أكثر منه. أنظر كيف كانت الأمور تجرى في الكنيسة أيام الرسل، بنفس هذه الروح: " لم يكن أحد يقول إن شيئاً من أمواله له، بل كان عندهم كل شئ مشتركاً " " ولم يكن فيهم أحد محتاجاً " " وكان يوزع على كل أحد، كما يكون له أحتياج " (أع 32:4-35). هكذا عاشت الكنيسة مرتفعة عن مستوى القانون، تدبر أمور أولادها في محبة وقناعة.. حالياً نحن نسير حسب قانون الدولة في الميراث. ولكن يمكن التصرف قبل وفاة أحد الوالدين. فمثلاً إن وجد ألاب أن أولاده موسرين وأغنياء، وأبنته محتاجه، يستطيع قبل وفاته أن يكتب لها جزءاً من الميراث، أى أن يتنازل عن جزء بطريقة شرعية تسجل في الشهر العقارى. وتصبح مالكة لهذا الجزء في حياته ولا علاقة له بالميراث. أو يعطيها حق الرقبة في جزء، بحيث يصبح ملكاُ لها بعد وفاته، بالإضافة إلي نصيبها في الميراث.. أى أنه يوجد نوع من التصرف باسم القانون، لتعديل أنصبة الوراثة قبل الوفاة أحد الوالدين. فالأمور يمكن أن تحل بالمحبة والقناعة، او بالحكمة، أو بالتصرف القانونى السليم لإقامة العدل بين الوراثة، وليس بتنفيذ حرفية القانون.




--------------------------------------------------------------



74 - سؤال نذرت أن أصوام صوم العذراء 21 يوماً بماء وملح. ولم أتمكن لأن صحتى لم تساعدنى. فهل أحوله إلي صوم عادى؟ أم ماذا أفعل؟



الجواب : المفروض أنك لا تنذر إلا ما تستطيع الوفاء به. لذلك فالتسرع في النذر – بغير تفكير – هو أمر خاطئ. فكر جيداً قبل أن تنذر. لا أن تنذر ثم تفكر ماذا تفعل. والكتاب يقول " خير لك أن لا تنذر، من أن تنذر ولا تفى " (جا 5:5). ومع ذلك أقول لك: إن عبارة " صوم بماء وملح " أصطلح الناس على أنها صوم بغير زيت. والأمر ليس صعباً كما تقول. ففى الصوم بماء وملح تجوز كل الفاكهة والخضروات، والخبز طبعاً، والطبيخ بغير زيت، والبقوليات. وكلها أمور نافعة للصحة. وليس الزيت هو الذى يقيم قوتك، استعض عنه أحياناً بالليمون. وإن تعبت، لا تكسر نذرك. احتمل قليلاً وسوف تتعود وتقدر. وثق أنك إذا تعبت وإحتملت، فإن نعمة الله لن تتركك، وستعطيك القوة لكى تكمل ... وإلا كيف يسلك المتوحدون، وكذلك النباتيون؟ وماذا أيضاً عن صوم أسبوع الآلام، وهو أشد بكثير من صوم الماء والملح، وليست فيه فاكهة ولا سكريات على الإطلاق، والناس يحتملون هذا الصوم بكل ارتياح ولا يكسرونه ..؟




-------------------------------------------------------------------



75 - سؤال ماذا أفعل لأن الشك يتعبنى، ويحطم حياتى العائلية والإجتماعية، ويكاد يتسبب في ضياع مستقبلى، ويعكس آثاره على جسمى وعقلى. وأما مهدد بأزمة نفسية، فلا أثق بأحد ولا بنفسى ...



الجواب : فلينقذك الرب يا إبنى من هذا الشك. وأعلم أن الشك على نوعين: شك يأتى داخل قلب الإنسان، من طبيعة الشكاكة. وآخر يأتى بأسباب خارجية تجعله يشك. وإذا إزداد الشك فقد يتطور إلي الحالة التى تحكيها في سؤالك. وتوجد تداريب روحية لمعالجة الشك: 1- تدريب حسن الظن، أو تبرير الأمور: فبدلاً من أن تأخذ الأمور بتأزم يوصل إلي الشك، حاول أن تمزجها بنية طيبة، وتوجد لها تبريراً أو مفهوماً مقبولاً. 2- يمكن أن يعالج الشك بالمصارحة. ولكن بمصارحة لا تحمل إسلوب الإتهام، لئلا تفقد علاقتك مع الأخرين. إنما أقصد المصارحة بأسلوب السؤال، بهدوء يطلب التوضيح. فقد تسمع إجابة تريحك وتزيل شكك. فتقول مثلاً للشخص الذى شككت فيه " أنت تعلم محبتى وثقتى فيك. ولكن هناك مسألة لم أفهمها، أرجو توضيحها " . 3- حاول إن جاءك الشك، أن لا تتمادى فيه. وقل لنفسك إن الشك سيصبح ناراً داخل فكرى تتلف أعصابى. لذلك أوقف شكوكك. عند حد. وقل: سأحاول أن أستوضح الأمر فيما بعد، أو قل: هذا الشك غير معقول بسبب كذا وكذا. أو رد على نفسك قائلاً: كم مرة شككت، وأتضح لي أن شكوكى ليست سليمة. 4- كذلك أبعد عن الأسباب التى تسبب الشكوك. فلا تدخل نفسك في مجال أستقصاء الأخبار، والبحث عن حقيقة مشاعر الناس من نحوك، أو تحلل تصرفاتهم بأسلوب يتعبك. ولا تتذكر ماضياً يزيد شكك.


---------------------------------------------------------


76- سؤال ما معنى كلمة عزازيل؟ وإلى أى شى يرمز تيس عزازيل الذى ورد فى سفر اللاويين



الجواب : كلمة عزازيل تحمل معنى العزل. وهنا تشير ذبيحة تيس غزازيل الى عزل خطاياالناس عنهم بعيداً حيث لا يراهم احد فيما بعد إن ذبيحة واحدة من ذبائح العهد القديم لم تكن تكفى للإ لمام بذبيحة السيد المسيح وكل أغراضها... فذبيحة الفصح كانت تشير الى الخلاص بالدم (حر12) والمحرقة كانت ترمز الى إرضاء قلب الله , فكانت " رائحة سرورللرب " (لا13,9:1). وأما ذبيحتا الخطية والاثم فكانتا ترمزان الى حمل خطايانا والموت عنها وغفرانها(لا5,4) أما ذبيحة تيس عزازيل ,فكانت تشير إلى عزل خطايانا عنها كما يقول الرب"لانىأصفح عن إثمهم , ولا أذكر خطيتهم بعد"(ار14:31) وتفاصيل ذكرها (فى يوم الكفاره العظيم)هو كالآتى: كان هارون رئيس الكهنة يأخذ تيسين , ويلقى عليهما قرعة : أحدهما للرب والآخرلعزازيل .. فالذى خرجت علية القرعة للرب ,يقدمة ذبيحة خطية .أما الآخر فيرسلة حياَ إلى عزازيل إلى البرية "(لا7:16-10)." يقر علية بكل ذنوب بنى إسرائيل وكل سيئاتهم مع خطاياهم . ويرسله بيد من يلاقيه إلى البرية , ليحمل التيس علية كل ذنوبهم إلى أرض مقفرة . فيطلق التيس فى البرية "(لا22,21:16). يتركه فى البرية , فلا يراه أحد بعد,ولا يسمع عنه ,كمثال للخطايا المغفورة. كما قيل فى المزمور "كبعد المشرق عن المغرب , أبعد عنا معاصينا"(مز12:103). وكما قيل أيضاَ "طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية"( مز2:34). وأيضاً "مصالحاً العالم لنفسه ,غير حاسب لهم خطاياهم (2كو 19:5). إشارة إلى أن تلك الخطايا قد نسيت ,غفرت, لم تعد محسوبة علينا ,عزلت عنا بعيداً فى البرية (فى عزازيل).... ] انظر ما ورد عن عزازيل أيضاً ص128[




-----------------------------------------------------------------



77- سؤال شمشون الجبار لم يمت ميتة طبيعية , لم يقتله أحد, ولكنه هو الذى تسبب فى قتل نفسه. فهل نعتبره قد مات منتحراً



الجواب : كلا.لم يمت شمشون منتحراً , وإنما مات فدائياً. فالمنتحر هو الذى هدفه أن يقتل نفسه. وشمشون لم يكن هذا هو هدفه. إنما كان هدفه أن يقتل أعداء الرب من الوثنيين وقتذاك . فلو كان هذا الغرض لا يتحقق إلا بـأن يموت معهم, فلا مانع أن يبذل نفسه للموت ويموت معهم. وهكذا قال عبارته المعروفة "لتمت نفسى مع الفلسطينيين " (قض30:16).... وكانوا وقتذاك وثنيين... لو كان قصده أن ينتحر, لكانت تكفى عبارة "لتمت نفسى".. أما عبارة لتمت نفسى معهم . معناها أنهم هم الغرض, وهو يموت معهم . ولقد اعتبر شمشون من رجال الايمان فى(عب32:11) لأنه جاهد لحفظ الإيمان , بالتخلص من الوثنية فى زمانه. فقد كانت الحرب وقتذاك ليست بين وطن وأخر, وإنما كانت فى حقيقتها حرباَ بين الإيمان والوثـنية...




-------------------------------------------------------------



78 - سؤال لماذا مدح الله ملابس سليمان (مت 29:6). ولم يمدح ملابس هارون أول كاهن على الأرض؟‍! فى حين أن الله هو الذى أمر موسى أن يعد لهارون ملابسه ؟



الجواب : أولاً: أحب أن أقول لك إن هارون لم يكن أول كاهن على الارض ؟ فقبلاً كان الآباء الأول كهنة أمثال نوح وأيوب وابراهيم واسحق ويعقوب. وكلهم بنوا مذابح , وقدموا لله محرقات. غلطة أخرى فى سؤالك وهى قولك عن الرب " ولم يمدح ملابس هارون "!!وفى الواقع إن الله قد امتدح ملابس هارون .إذ قال لموسى النبى "اصنع ثياباً مقدسة لهارون أخيك للمجد والبهاء. وتكلم جميع حكماء القلوب الذى ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هارون لتقديسه ليكهن لى" (خر3,2:28). وهكذا وصف الله ثياب هارون بثلاثة أوصاف هى القدسية والمجد والبهاء. ولم يصف ثياب سليمان بشى من هذا , بل قال إنها كانت أقل جمالاً من الزنابق , إذ قال عن الزنابق "ولا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها"(مت29:6). ولــم يكن من اللائق أن تذكر هنا ملابس هارون وتوصف بأنها أقل من الزنابق فى جمــالها‍!! بينما الله نفسة الذى اختارها ووصفها. وحكماء القلوب الذين ملاًهم الرب حكمة, هم الذين صنوها.لاشك أن ملابس هارون كانت أجمل من ملابس سليمان.




-----------------------------------------------------------------



79- سؤال من المعروف أن سليمان الملك كان غنياً جداً. وكان له إثنا عشر ألف فارس لمركباته. ولكن الأمر كان يبدو فية خلاف¸ هو عدد مذاود خيل مركباته فقد ورد فى سفر الملوك الأول : " وكان لسليمان أربعون ألف مذود لخيل مركباتة, وإثنا عشر ألف فارس" (1مل26:4) . بينما ورد فى سفر أخبار الأيام الثانى "وكان لسليمان أربعة ألف مذود خيل ومركبات, وأثنا عشر ألف فارس"...·



الجواب : لا يوجد خلاف إطلاقاُ, إن عرفنا ما هو المقصود بكلمة مذود... كانت كلمة مذود تعنى أمرين : إما المذود الخاص بكل حصان على حده لكى يأكل منه. وإما المبنى الذى توجد فيه هذه المذاود الفردية. مثلما نقول عن مبنى إنة " دورة مياه " فإن دخل إنسان فيه , يجد عشر دورات مياه يمكن أن تصلح لاستخدام عشرة أشخاص ... كل واحدة منها تسمى دورة مياه, والمبنى كله يسمى دورة مياه... هكذا كان الأمر بالنسبة إلي مذاود خيل مركبات سليمان . كان يوجد أربعة ألاف مبنى للمذاود . وفى داخل كل مبنى منها, توجد عشرة مذاود فردية تصلح لعشرة من الخيول تأكل منها... فهى إذن أربعة ألاف مبنى يسمى كل منها مذوداً, بينما يضم عشرة مذاود فردية, فيكون عدد المذاود الفردية أربعين ألفاً داخل أربعة ألف مبنى. وهذه المبانى أطلق عليها إسم"مدن المركبات"(2أى25:9) مثال أخر : تقول ذهب طلبة الجامعة إلى موائد الطعام . كل مائدة عبارة عن صالة واسعة تضم داخلها عشر طرابيزات وكل طربيزاة تسمى مائدة . بينما الصالة التى تضم كل هذه الموائد يطلق عليها إسم "مائدة طعام" فهى إذن مائدة تضم موائد . مثلما كل مبنى من مذاود سليمان يضم داخله عدداُ من المذاود الفردية. كانت مذاود خيل مركبات سليمان , تكفى لأربعين ألفاُ من الخيل . والمركبات الواحدة يمكن أن يجرها أربعة خيول ويقودها فارس واحد. وهكذا تحتاج الى عشرة آلاف فارس . فإن كانت بعض المركبات يجرها عشرة خيول, بينما مركبات أخرى يجرها إثنان فقط , إذن يحتاج الأ مر كما كتب إلى إثنى عشر ألف فارس .




---------------------------------------------------------------



80 - سؤال لم أفهم ما ورد في قصة الخلق ، حينما قال سفر التكوين عن الله : " وعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد ، والمياه التي فوق الجلد . وكان كذلك . ودعا الله الجلد سماء " (تك1: 6-8) وسؤال هو : هل يوجد ماء فوق السماء ، ولماذا لم ينزل علينا ؟



الجواب : الماء ليس مجرد الماء في حالته السائلة ، بل في البخر أيضاً . فالسحب عبارة عن ماء تبخر وصعد إلي فوق ، وكذلك الضباب والذي يركب الطائرة يرى طبقات من السحب بعضها فوق بعض .. وبعضها فوق السماء التي نراها بمسافات بعيدة ... هذه السحب إذا تكثفت وثقلت تنزل ماء علي الأرض . وإذا أصطدمت ببعضها البعض تحدث صوتاً قبل سقوط المطر هو الرعد . وإلا فبماذا تفسر المطر الذي ينزل من السماء إلا بوجود ماء فوق السماء . كـذلك يـوجــد مــاء تحــت الأرض تخرج منه الينابيع والعيون ومياه تحت الأرض تسمى المياه الباطنية The under-groundwater ونحصل عليها بحفر الآبار أو الترع الصناعية . إذن يوجد ماء فوق السماء ينزل كمطر أو يبقي كغيوم وسحب . كما يوجد ماء تحت الأرض ونحن نقول في التسبحة " الذي أسس الأرض علي المياه "






81- سؤال لماذا خلق الله الحيوانات المتوحشة الفترسة ؟ ولماذا خلق بعض الكائنات التى تنفث سموماُ مثل الحيات والعقارب وغيرها .



الجواب : أول ملاحظة أحب أن أقولها تعليقاُ على سؤالك : ما نسميها الآن بالحيونات المتوحشة , لم تكن متوحشة حين خلقها الله, ولم تكن مفترسة. كانت تعيش مع أبينا آدم فى الجنة, فما كان يخافها, ولا كانت تؤذيه. بل كان يأنس لها, وهو الذى سماها بأسمائها (تك19:2) . وما كانت هذه الحيوانات تأكل اللحوم وقتذاك. بل كانت تأكل عشب الأرض. كما قال الرب "ولكل حيوان الأرض, وطير السماء, وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية, أعطيت كل عشب أخضر طعاما ُ. وكان كذلك" (تك30:1) . وهذه الحيوانات التى نسميها الآن متوحشة ومفترسة , عاشت فى الفلك مع أبينا نوح وأولاده وزوجاتهم , مستأنسة لا تفترس أحداُ, لا من بشر, ولامن باقى الحيونات. ولكن تغير الأمر فيما بعد , وكيف ذلك؟ لما صار الإنسان يصيد الحيوان,والحيوان يهرب منه دبت العداوة بينهما وكرد فعل ظهرت الوحشية والافتراس . وبحاصة أن الله صرح للإنسان بأكل اللحم بعد رسو فلك نوح . وقال له فى ذلك "كل دابة حية تكون لكم طعاماُ. كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع. غير أن لحماُ بحياته دمه لا تأكلوه (تك4,3:9) . وهكذا صار الدم يسفك, وصار الإنسان يأكل بعض الحيوانات,ويطارد البعض الآخر منها. كما دخله الخوف بعد الخطية (تك10:3) (تك14:4).وبالخوف صار يهرب من بعض الحيوانات, فكانت تطارده وكانت تفترسه أحياناُ . وهكذا قال الرب "وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط . من يد كل حيوان أطلبه , ومن يد الإنسان أطلب نفس الإنسان , من يد الأنسان أخيه . سافك دم الأنسان بيد الإنسان يسفك دمه" (تك6:9) وهكذا نرى أن الوحشية زحفت الى بعض البشر أيضاُ وليس فقط إلى الحيوان . فحدث أن قايين قام على أخيه هابيل وقتله (تك8:4) . ولو كان الأنسان يأكل الدم كالوحوش لصار وحشاُ مثلها . ولكن الله منعة من أكل الدم . واستمر هذا المنع فى شريعة موسى مع عقوبة شديدة (لا10:17) واستمر منعة فى العهد الجديد أيضا (أع29:15) . وكما توحشت الحيوانان وصارت تفترس الأنسان وتأكل, هكذا أصبحت تأكل بعضها بعضا. ُ القوى منها يفترس الضعيف ويأكله. وهكذا سميت وحوشاٌ مفترسة. ولكنها من البدء لم تكن كذلك . أما تسميتها فى الأصحاح الأول من سفر التكوين (تك25,24:1) . فكان باعتبار ما آل إليه أمرها حين كتابة هذا السفر أيام موسى النبى (حوالى1400 سنة قبل الميلاد تقريباُ) . أما اليات والعقارب والحشرات, فلابد أن لها فوائد. أتذكر أننى منذ حوالى أربعين عاماٌ , كنت قرأت أجابة للقديس جيروم عن مثل هذا السؤال فى مجموعة كتابات اَباء نيقية وما بعد نيقية the Writings of Nicene &Post Nicene Fathers ذكر فى رده كثيراً من الفوائد الطبية وغيرها لأمثال هذه الحشرات وللعقارب مثلاُ . أرجو أن أرجع القديس جيروم وأنشره لكم مترجماُ . يكفى أن الصيدليات حالياُ شعارها حية تنفث سمها فى الكاس. فبعض السموم لها فوائد . إن أخذت بحكمة و بمقدار , كما قال الشاعر: وبعض السموم ترياق لبعض وقد يشفى العضال من العضال وإن كان القديس جيروم قد ذكر فوائد لتلك الحشرات وبعضها سام. وكان جيروم يعيش فى القرن الرابع وأوائل الخامس, فماذا نقول نحن فى أواخر القرن العشرين مع كل ما وصل إليه العلم مـن رقى ؟! لاشك أن العلم يكشف فوائد أكثر تحتاج إلى دراسة علمية ونشر . كما أن هذه الكائنات – من الناحية الأخرى – يرمز ضررها إلى الشر فالحية صارت إسماُ من أسماء الشيطان (رؤ2:20). وقصتها معروفة مع أمنا حواء , وكيف خدعتها الحية وأسقطتها (تك3) . فإن كانت بهذا الدرجة من الضرر. وقد سمح الله بأن تكون هناك عداوة بيننا وبينها... فإنة دفاُعا عنا منها, أعطانا سلطاناُ عليها , وقال "ها أنا أعطيكم سلطاناُ أن تدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولايضركم شئ"(لو19:10) . وأعود فأقوال إنة حينما خلق الله هذه الكائنات لم تكن ضارة وحتى الشيطان نفسة لم يكن ضاراُ ولا شريراُ, بل كان ملاكاُ , كاروباُ . ملاُن حكمة وكامل الجمال(حز15,14,12:28)




----------------------------------------------------------------



الثالوث

82 - سؤال عندما نقول " أيها الثالوث المقدس ارحمنا " فكلمة مقدس اسم مفعول . فإن كان الثالوث مقدساً ، فمن الذى قدسه ؟



الجواب : الأصح أن نقول أيها الثالوث القدوس ارحمنا . وهكذا نفعل أيضاً فى حديثنا عن السيد المسيح . نستخدم كلمة " قدوس " . وفيما يتعلق بالله : اسمه القدوس ، روحه القدوس .. إلخ .




-----------------------------------------------------------------



83 - الصوم بالماء والملح

سؤال نذرت أن أصوم بالماء والملح ، فكيف يكون ذلك ؟



الجواب : العرف السائد هو أن هذا التعبير أطلق على الصوم النباتي الخالي من الزيت . وطبعاً من كل مصادر الزيت : كالزيتون ، والطحينة ، والحلاوة الطحينية ، وما أشبه ذلك .




---------------------------------------------------------------------



نذر

84 - سؤال إنسان نذر أن يصوم صوم العذراء لمدة 21 يوماً . فهل يصومه طول حياته 21 يوماً ، أم سنة واحدة ؟



الجواب : هذا يتوقف على نية ضميره حينما نذر النذر . هل كان يقصد طول العمر أم لسنة واحدة . وحسب نية ضميره يتصرف . ولا يعرف الإنسان إلا روح الإنسان الذى فيه .




-------------------------------------------------------------



الصوم ومريض السكر

85 - سؤال والدتي مريضة بالسكر . فهل تصوم ؟



الجواب : هذا يتوقف على درجة مرضها بالسكر . وانصح فى ذلك باستشارة طبيب متدين ، يدرك العلاقة بين مرضها والصوم ونتائج ذلك على صحتها . وقوانين الكنيسة تعفى من الصوم المرضى الذين تتآذى صحتهم من الصوم . " طبعاً ليس كل مرض " .

ومع ذلك فالصوم قد يكون مفيداً لمريض السكر أكثر من الأكل .. هذا إذا كان يأكل الخضروات ، ويبعد عن المواد السكرية ، وعن الدهون . ويتناول النوع المفيد من الزيوت . كما يتناول الفاكهة التى ليست غنية بالسكر ، وبقدر . المهم أن والدتك تبعد عن بعض الحلويات كالفطائر وما أشبه .


----------------------------------------------------------


86 - سؤال أحياناً أقف لأصلى، فلا أعرف ماذا أقول. أو أقول ألفاظاً قليلة وأتوقف. فكيف أصلى؟ وماذا أقول؟



الجواب : هناك عناصر كثيرة للصلاة، إن عرفتها يمكن أن تطول وقفتك في حضرة الله. فكثيرون يكتفون بعنصر الطلب، حتى أنهم يخلطون بين الصلاة والطلبة وإن لم يكن لهم ما يطلبونه، لا يصلون! وحتى الطلب يمكن أن يتسع فنطلب من أجل الآخرين. تطلب إلي الله من أجل الكنيسة، والمجتمع الذي نعيش فيه. وكل من تعرفهم من المحتاجين، كل واحد حسب احتياجاته: المرضى، والذين في ضيقة، والمسافرين، والطلبة.. وفي الصلاة عنصر الشكر أيضاً.. فاشكر الله علي كل أحساناته إليك وإلي عارفيك ومحبيك، بالتفصيل.. وقد وضعت لنا الكنيسة صلاة الشكر في مقدمة كل صلاة.. وفي الصلاة أيضاً عنصر الاعتراف حيث تعترف لله بكل أخطائك ونقائصك، وتطلب منه الصفح والمغفرة، كما تطلب منه القوة والعلاج، كل ذلك باتضاع وخشوع.. وفي الصلاة أيضاً عنصر التسبيح والتمجيد والتأمل في صفات الله الجميلة.. مثل عبارة "قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت. السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس. أنها ليست انسحاقا، لكنها تأمل في صفات الله.. وهناك نصيحة أقدمها لك إن كنت لا تعرف كيف نصلى وهى: أمامك الصلوات المحفوظة. وقد أعطانا الرب مثالاً لها في صلاة أبانا الذي.. ومنها أيضاً المزامير، و صلوات الأجبية، و صلوات التسبحة، والأبصلمودية. يمكنك أن تصلي بها كما تشاء، فهي مدرسة تعلمك الصلاة، وتعلمك الصلاة، وتعلمك أدب التخاطب مع الله: ماذا تقول؟ وكيف تقول.. وتفتح قلبك للتأمل في الصلاة…




---------------------------------------------------------------



87 - سؤال ألم يقل الرب "أسالوا تعطوا، اطلبوا تجدوا" (مت 7:7). وأنا قد صليت كثيراً، والله لم يستجب! فلماذا لم يستجب الله صلاتي؟ وما هي الصلاة التي يستجيبها الله؟ وكيف؟



الجواب : 1- لابد أن تكون صلاتك حسب مشيئة الله. ونحن نقول في صلاتنا الربانية باستمرار "لتكن مشيئتك" وقد يكون الطلب الذي تريده خيراً. ولكن ربما يكون الله قد جهز لك ما هو أفضل منه. الله دائماً يعطينا ما يصلح لنا، وليس حرفية ما نطلبه. 2- من الجائز أنك محتاج إلي شئ من الصبر وطول الأناة. والله لم يستجب لك بسرعة، لأنه يريد أن يعملك الصبر وطول البال، فلا تتضايق. لذلك آمن، وانتظر الوقت المناسب. إبراهيم أبو الآباء طلب أبناً، واستجاب الرب لصلاته، ولم يعطه هذا النسل الصالح إلا بعد 25 سنة، علمه خلالها بطلان استخدام الوسائل البشرية. وإيليا صلي من أجل نزول المطر، حسب مشيئة الله، ولم يستجب له الله إلا بعد الصلاة السابعة، ليعلمه اللجاجة. من رأيي أن تطلب ما تشاء، وتثق أنه في يد الله، وأن الله يعطى العطية في حينها الحسن. 3- من الجائز أنك تصلي، وبينك وبين الله خصومة تحتاج إلي مصالحة. وذلك بسبب خطايا معينة، ينتظر الله أن تتوب عنها، ثم يعطيك ما تطلب. علي الأقل في هذه المناسبة التي تطلب فيها. والكتاب المقدس يعطينا أمثلة كثيرة لم يمنحها الله إلا بعد توبة ومصالحة.. 4- ربما يريدك الله أن تصحب الصلاة بصوم أو بنذر مثلاً. مثلما فعلت حنة أم صموئيل حينما صلت وهي صائمة إلي الرب، وبكت بكاءً، ونذرت نذراً…" (1صم 10:1،11). علي شرط أن يكون النذر في احتمالك ويمكنك أن تنفذه. 5- علي أية الحالات لا تشك في محبة الله. ولا تشك في استجابته. فإن الإيمان لازم لاستجابة الصلاة.




-------------------------------------------------------------



88 - سؤال أنا طالب جامعي. وأبي يعمل تاجراً وهو غير متعلم. وأريد أن أعلمه الصلاة، فماذا أفعل؟



الجواب : يمكن ذلك عن طريق الاستلام الصوتي والترديد، مثلما يسلم العرفاء الألحان. ومثلما استلم المكفوفون ألحان الكنيسة. هذا عن الصلوات المحفوظة، مثل المزامير وصلوات الأجبية. بالإضافة إلي هذا، يمكنك أن تعلمه الصلوات الخاصة من قلبه، سواء الطلب أو شكر الله علي أحساناته، أو الاعتراف بالخطية، أو تمجيد الله. ويمكن أن تجعله يحفظ عبارة يرددها كثيراً، مثل صلاة ياربي يسوع المسيح وأمثالها.




--------------------------------------------------------------



89 - سؤال المتزوج والبتول

ما الفرق بين المتزوج وغير المتزوج فى الملكوت ؟



الجواب : درجة الإنسان فى الملكوت لا تتوقف على كونه متزوجاً أو غير متزوج .. إنما تتوقف على مدى نقاوة قلبه ، وحبه لله ، ومدى جهاده وتعبه من أجل الملكوت .. وعلى جبل التجلي كان حول المسيح إيليا البتول ، وموسي المتزوج .




--------------------------------------------------------------



90 - سؤال الطريق الضيق والحمل الخفيف

يقول السيد المسيح " ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذى يؤدى إلى الملكوت " ويقول فى موضع آخر " لأن نيري هين وحملى خفيف " . فهل يوجد تناقض بين العبارتين ؟



الجواب : طبعاً الطريق الروحى ، ضيق ، من حيث أن الإنسان يحاول فيه أن ينتصر على العالم والمادة والخطية و الجسد و الشيطان . وكما يقول الرسول " لم تقاوموا بعد حتى الدم ، مجاهدين ضد الخطية " " عب 12: 4 " .

ولكن هذا الضيق فى مرحلة الإبتداء ، ثم ما يلبث المؤمن أن يجد لذة فى الروحيات ، وحتى فى الألم ، فيصبح حمله خفيفاً ثم لا ننسي معونة الرب الذى قال " تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم " ، وإذ يريحهم يصبح النير هيناً والحمل خفيفاً .. ولا يوجد تناقض





متردد

91 - سؤال أنا أحب الرهبنة . ولكني متردد بين الدير والسفر إلى الخارج . ماذا أفعل ؟



الجواب : مادمت متردداً لا تقدم على الرهبنة ، وإلا سوف تحارب بعد الرهبنة بالسفر إلى الخارج .

المفروض فى المتقدم إلى الرهبنة أن لا تكون عنده أية رغبة فى شئ من أمور العالم .

يكون قلبه قد مات عن الرغبات العالمية . لذلك فى رسامته راهباً ، تصلي عليه الكنيسة صلاة الأموات " الراقدين " بألحان تجنيز ..




---------------------------------------------------------------



92 - سؤال ما حدود الخشوع في الصلاة، وبخاصة حينما لا يتوفر ذلك عملياً ؟



الجواب : المفروض في الصلاة، توافر خشوع الجسد والروح. أما خشوع الجسد فيتمثل في الوقفة المنتصبة، والأيدي المرتفعة إلي فوق، والسجود والركوع أحياناً، علي شرط ألا يكون هذا لمجرد الاسترخاء كما يفعل البعض… كذلك يتمثل الخشوع في ضبط الحواس فلا ينشغل البصر أو السمع في شئ آخر أثناء الصلاة. ويتمثل الخشوع أيضاً في ضبط الفكر، فلا يطيش خارج الصلاة في موضوعات أخرى. كذلك في مشاعر القلب الداخلية من مهابة واحترام لله الذي يقف المصلي أمامه. ولكن حيث لا يتوافر خشوع الجسد، يبقي خشوع الروح. مثال ذلك يصلى وهو مريض يرقد علي فراشه، أو الذي يصلي وهو علي فراشه قبيل النوم مباشرة، بعد صلاته الخاشعة أمام الله. أو الذي يصلي في طريق المواصلات، وهو جالس علي مقعده في الطائرة أو سيارته أو في الأتوبيس أو القطار، ولكن عقله منشغل بالصلاة وقلبه مرتفع إلي الله. هؤلاء جميعاً عليهم أن يحتفظوا بخشوع الروح في مشاعر القلب والفكر… الخطأ أن الإنسان يتهاون بإرادته في خشوع الجسد. أما إن كان مضطراً إلي ذلك كالأحوال التي ذكرناها، فلا لوم عليه. لأن الله يعرف حالة القلب…




---------------------------------------------------------------



93 - سؤال كيف أشعر أن الله يهتم بي، إن كنت أصلي ولا استجاب ؟



الجواب : كل صلاة توافق مشيئة الله مستجابة. فإن شعرت أن صلاتك لم تستجب، فلابد أن هناك أسباباً: 1- من الجائز أن الله يعد لك خيراً أفضل مما تطلب. 2- أو أن الله سيستجيب طلبك، ولكن في الوقت المناسب حسب حكمته. فلا تستعجل ولا تقلق، إنما آمن بمحبته واستجابته. 3- تحتاج أيضاً أن تتعود انتظار الرب، كما انتظر أبونا إبراهيم وأعطاه الرب نسلاً في الحين الحسن، وكما أعطي زكريا واليصابات. 4- من الجائز أن ما تتطلبه ليس مفيداً لك,أو ليس مفيداً الأن. إن الله يعطيك ما ينفعك، وليس حرفية ما تطلب. 5- أو قد توجد خطية معينة تعوق استجابة صلاتك.




--------------------------------------------------------------



94 - سؤال كلما قرأت كتب سير القديسين، مالت نفسي إلي أن أصير مثلهم. وللأسف لا أقدر أن أفعل مثلهم. فبماذا تنصحون ؟



الجواب : كثيرون من الذين كتبوا مثاليات القديسين، ذكروا ممارسات وصل إليها القديسون، ربما بعد عشرات السنوات من الجهاد، دون أن يذكروا التداريب التي سلكوا فيها، أو الخطوات التدريجية التي اتبعوها حتى وصلوا إلي ما وصلوا إليه. فهل تريد أنت- بمجرد القراءة – أن تمارس – دفعة واحدة – ما وصل إليه القديسون، في عشرات السنوات؟! ضع أمامك الفضيلة، ولكن الوصول إليها يحتاج إلي أمرين: (أ) تدرج (ب) إرشاد روحي (ج) أنظر أيضاً إلي نقطة ثالثة هي مدي مناسبة هذه الفضيلة لك أنت بالذات، في نوع حياتك، الذي قد يختلف عن نوع حياة القديس الذي تقرأ له. فمثلاً الصمت والصلاة الدائمة، يناسبان حياة الوحدة، ولكن من الصعب ممارستها في الخلطة من الناس، وإلا يقع الشخص في إشكالات عملية، وربما يصطدم مع الناس.. كذلك الأصوام الانقطاعية الشديدة، ربما تناسب من يحيا حياة الانفراد، ولا تناسب حياة من يبذل مجهوداً جسمانياً كبيراً، أو من هو في سن النمو… عموماً، من المفروض أنك في كل ممارستك الروحية، تكون تحت إرشاد أب حكيم مختبر، ولا تسلك حسب هواك لأن "الذين بلا مرشد، يسقطون مثل أوراق الشجر". والمرشد سيحميك من التطرف، ومن الانحراف اليميني، ومن المغالاة ومن القفزات الفجائية التي ليس لها أساس. لذلك لا تحزن إن كنت لا تستطيع الآن أن تنفذ كل ما تقرأه عن القديسين. ربما تستطيع فيما بعد، بالتدريج. كذلك نلاحظ أن كل قديس، كانت له فضيلته التي نبغ فيها، فهل تريد أنت أن تجمع جميع الفضائل لجميع القديسين، الأمر الذي يندر حدوثه.. كن معتدلاً..




-----------------------------------------------------------



95 - سؤال كلما تقربت إلي الله، ازدادت علي التجارب والمتاعب والضيقات، حتى سئمت الحياة ومللتها، ولم أجد لي مخرجاً إلا الابتعاد عن الله لكي أستريح مثل سائر البشر المبتعدين..! فما معني أن يأخذ مني الله هذا الموقف ؟



الجواب : حينما تسرين في طريق الله، وتنمو حياتك الروحية، حينئذ تحسدك الشياطين، وتحاول أن تبعدك عن طريق الله، بأمثال هذه المتاعب التي تصادفينها. فإن ابتعدت عن الله، وتركت الطريق الروحي، تكونين قد حققت للشيطان رغبته، ويكون قد غلبك في المعركة. اسمعي قول الرسول "لا يغلبنك الشر، بل أغلب الشر بالخير". إن قامت عليك المتاعب، اصبري، وازدادي في عمل الخير بالأكثر حينئذ ييأس الشيطان منك، ويرى أن المتاعب أتت بنتيجة عكسية، فيتركك ويبحث عن وسيلة أخرى. وثقي أن النعمة ستقف إلي جوارك وتسندك وتعطيك الغلبة. وهكذا ييأس الشيطان منك بدلاً من أن تيأسى أنت مكن مراحم الله. إن صبر الله وعدم تدخله لإنقاذك من بدء المتاعب، إنما لاختبار قلبك ومدي تمسكه بالله.. ولا تظني أن المبتعدين عن الله يعيشون في راحة.. في داخلهم ضميرهم يتعبهم ولا يستريحون. وفي الأبدية سيعيشون في تعب دائم. وعلي الأرض أيضاً الخطية تؤدى إلي متاعب كثيرة. وإن كانت هناك راحة فهي راحة زائفة.. وثقي أن كل تعب من أجل الرب له أجره. هنا علي الأرض، وهناك في السماء. حيث يأخذ كل واحد أجرته بحسب تعبه (1كو3). إن قصة الغني ولعازر المسكين تعطينا صورة واضحة عن هذا الموضوع. والسيد المسيح قال لنا "في العالم سيكون لكم ضيق". ولكنه وعدنا بأنه حتى شعور رؤوسنا محصاة. ووعدنا بتعزياته الكثيرة، وبأنه سيقودنا في موكب نصرته. ثم عليك أن تتفهمي جيداً أن متاعبك ليست من الله، وإنما من الشيطان الذي يحسدك. ومعلمنا يعقوب الرسول يقول "لا يقول أحد إذا جرب، إني أجرب من قبل الله" (يع 31:1). فهل تتركين الله الذي لم يتعبك، وتنضمين للشيطان الذي أتعبك؟ وتكونين كمن يعادي أصدقاءه، ويصادق أعداءه؟ لذلك احتملي، وخذي بركة التعب وإكليله، وثقي أن الله سيريحك، لأنه قال "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال، وأنا أريحكم".. وقولي لنفسك: ما هي متاعبي إلي جوار تعب القديسين والشهداء من أجل الرب؟!


------------------------------------------------------


96 - سؤال يقول الكتاب "كونوا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل": فما هو هذا الكمال، وكيف يصل الإنسان إليه؟ ومتي نقول عن إنسان إنه كامل؟



الجواب : الكمال المطلق هو لله وحده، ولا يمكن أن يصل إليه إنسان، لأننا كلنا في الموازين إلي فوق. أما الكمال الذي يصل إليه الإنسان، فهو الكمال النسبي. أما ما يمكن أن يصل إليه من كمال، فبالنسبة إلي قدراته وإمكانياته، ودرجة النعمة الممنوحة له.. وقد قال الرب عن أيوب الصديق "إنه رجل كامل ومستقيم، يتقي الله ويحيد عن الشر. وقال إنه ليس مثله في الأرض" (أي8,1:1). وكمال أيوب طبعاً هو كمال نسبي، وليس الكمال المطلق. وبهذا المعني كان نوح رجلاً باراً وكاملاً (تك 9:6). وكان يعقوب إنساناً كاملاً (تك 27:25) مع أنه كانت له بعض الضعفات ولكن الله يحكم علي كل إنسان بالنسبة إلي إمكانياته وإلي عصره ومستواه وإلي عمل الروح معه.. وقد يكون الكمال صفة بالنسبة إلي وصية معينة، مثلما قال السيد المسيح للشاب الغني "إن أردت أن تكون كاملاً، اذهب بع كل مالك وأعطه للفقراء" (مت 21:19). وواجبنا أن نسعى إلي الكمال، وليس لنا أن نقول إننا وصلنا إليه، فالكمال درجات كلما يصل الإنسان إلي واحدة منها، يجد كمالاً آخر أعلي وأبعد، في انتظاره، ويكون كمن يطارد الأفق. أنظر إلي بولس الرسول الذي صعد إلي السماء الثالثة، والذي تعب أكثر من جميع الرسل، فإنه يقول: "لست أحسب إني قد أدركت أو قد صرت كاملاً، ولكن أسعى لعلي أدرك.. افعل شيئاً واحداً، أنسى ما هو وراء، وأمتد إلي ما هو قدام" (في 15,12:3). فإن كان القديس بولس العظيم لا يحسب أنه قد صار كاملاً، إنما يسعى لعله يدرك، فماذا نقول نحن؟ ومع ذلك فإن بولس يقول بعد ذلك مباشرة "فليفتكر هذا جميع الكاملين منا" أي جميع من يحسبون أنهم قد صاروا كاملين، أو جميع الذين يحسبهم الناس أنهم كاملين.. إن طالباً في الابتدائية قد يأخذ الدرجة النهائية في الرياضيات فيقولون أنه كامل بالنسبة إلي هذا المستوي، وقد لا يفقه شيئاً في المستوي الأعلى. وهكذا قد يرتقي من مستوي الكمال في الابتدائية إلي مستوي الكمال في الإعدادية، ثم في الثانوية ثم في الجامعة.. وكله كمال نسبي، ومع ذلك لا يحسب أنه قد صار كاملاً في الرياضيات فهناك مستويات ما تزال أعلي منه…




--------------------------------------------------------------



97 - سؤال هل ما يطلبه الله من الآباء الرهبان أكثر مما يطلبه من العلمانيين في الصلوات والصوم والنسك وغير ذلك؟



الجواب : نعم، إن الرهبان مطالبون بأكثر، لأنهم في حالة تفرغ كامل للرب، بعكس العلمانيين الذين لهم شواغل تعطلهم. ومع ذلك فالجميع مطالبون بالقداسة والكمال.. قال الرب يسوع "كونوا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" "كونوا قديسين، كما أن أباكم الذي في السموات هو قدوس"، وهذه الوصية للكل، قبل أن تنشأ الرهبنة. علي أن درجات الكمال والقداسة تختلف من شخص لآخر. من جهة الصلوات، فالصلوات السبع يطالب بها كل مؤمن، وكان يصليها داود النبي الذي كانت له زوجات عديدة، ومع ذلك قال "سبع مرات في النهار سبحتك علي أحكام عدلك". وكذلك صلوات الليل هي للكل، وقد صلاها داود النبي. أما الرهبان فطقسهم هو الصلوات الدائمة التي لا تنقطع. هذا الأمر الذي لا يستطيعه العلمانيون من أجل الضرورة الانشغال بالعمل والأسرة والنشاط والخدمة. ومع ذلك فإن الوصية "صلوا كل حين ولا تملوا" (لو 1:18) ووصية "صلوا بلا انقطاع" (اتس 17:5) قد أمر بها جميع الناس قبل الرهبنة.. فكل إنسان عليه أن يداوم علي الصلاة علي قدر إمكانه.. أما عن الصوم، فجميع أصوام الكنيسة يطالب بها جميع المؤمنين، ما عدا المرضي والأطفال والرضع والحبالى والمرضعات والعجائز. ولكن الرهبان لهم طقسهم الخاص في درجات الانقطاع، التي يصل بعضهم فيها إلي طي الأيام، كما أنهم يمتنعون عن المشتهيات من الطعام. وهناك أديرة لا تأكل اللحوم إطلاقاً.. وكذلك نسك الرهبان في الملبس، يختلف عن نسك العلمانيين، الذين يعيشون في مجتمع له متطلبات خاصة..




----------------------------------------------------------------



98 - سؤال بدأت في تنفيذ برنامج روحي بكل حماس. ولكن لم تمض بضعة أيام، إلا وأصابني فتور ولم استمر.. أرجو المشورة؟



الجواب : اعلم أن كل تدريب روحي تمارسه، يقابله حسد ومقاومة من الشياطين. فالشياطين لا يريحهم أن تفلت من أيديهم بتنفيذ برنامج روحي، أو بالسير في تدريب روحي، لذلك يقاومونك حتى تفشل وتقع في اليأس، وتبطل عملك الروحي ولا تستمر، كما حدث لك. أما أنت، فعليك أن تصمد وتقاوم، وتستمر في برنامجك مهما كانت الحروب الخارجية. فهذا هو الجهاد الروحي.. قاوم التعب، وقاوم الفتور. ولا تظن أن كل البرامج الروحية لابد أن تمر سهلة!! وإذا أنكسر التدريب الروحي لا تيأس. قم وأبدأ من جديد. نقطة أخرى: وهو أن التدريب الروحي، يجب أن يكون في مستوي قدرتك، وفي مستوي درجتك الروحية. فمن الجائز إن سلكت في تدريب صعب بالنسبة إليك، أن تتعب ولا تستمر ولذلك كان الآباء الروحيين يتدرجون مع أبنائهم. يعطونهم تداريب في مقدورهم فإن نفذوها، واستمروا فيها فترة طويلة، حتى صارت طبيعية بالنسبة إليهم… حينئذ يرفعونهم قليلاً قليلاً، درجة درجة. بزيادة بسيطة ممكنة، حتى يتقنوها حينئذ يرفعونهم قليلاً قليلاً، درجة درجة.تماماً، فيزيدونها قليلاً ولفترة طويلة، وهكذا يأخذون بأيديهم خطوة خطوة حتى يصلوا، وليس بطفرة أو قفزة عالية مرة واحدة..! فليس هذا هو المنهج الروحي السليم. سهل جداً أن يستمر شخص يومين أو ثلاثة في تدريب صعب، ثم يفشل.. ولعل البعض يحفظ هذا المثل المعروف: قليل دائم، خير من كثير متقطع. إذن لا تبدأ بوضع مثالي خيالي لا تستمر فيه، بل أبدأ بالوضع الممكن عملياً، الذي لا يرهقك ولا تسلك فيه بمشقة زائدة لا تستطيع أن تحتملها طويلاً.. سواء في تدريب الصلاة أو الصوم أو الصمت أو القراءة أو الوحدة.. ولا تحاول أن تنفذ الدرجات التي ذكرت في البستان، وقد وصل إليها الآباء بعد جهاد طويل لم يسجله تاريخهم. كذلك فإن الطفرات السريعة، ربما تتسبب في حروب المجد الباطل. علي الرغم ما أنها صعبة، وغير ثابتة.. أما التداريب التدريجية بالارتفاع البطئ فهي أكثر ثباتاً، ولا تجلب لك حروباً من العظمة وافتخار الذات. ولتكن تداريبك تحت إرشاد من أب مختبر. وليكن الرب معك.




-------------------------------------------------------------



من إرتد وعاد

99 - سؤال : ما حكم الكنيسة في إنسان ترك دينه ، ثم رجع إليه مرة آخرى ؟ هل يعتبر هذا تجديفاً على الروح القدس ؟ كيف تقبل الكنيسة عودته ؟



الجواب : لا يعتبر هذا تجديفاً على الروح القدس . اطمئن .

لأنه حدث أثناء الاضطهاد الرومانى العنيف في القرون الثلاتة الأولى للمسيحية وبداية القرن الرابع ، أن ارتد كثيرون عن المسيحية ، وبعضهم بخر للأصنام ، أو قدم لهم ذبائح .. فلما صدر مرسوم ميلان بالتسامح الديني سنة 313 م ، عاد هؤلاء إلى الكنيسة فقبلتهم مع قانون تأديب على ارتدادهم .

ونظمت هذا القبول وقتذاك قوانين مجمع أنقرا سنة 314 م وقيصارية الجديدة سنة 315م ، ويعتمد قبولهم أيضاً على قول السيد المسيح :

" من يقبل إلى لا أخرجه خارجاً " " يو6: 37 " .

ومثل هذا الإنسان الراجع إلى الإيمان لا تعاد معموديته ، بل يكفي له سر التوبة . ولا يعتبر قد جدف على الروح القدس لسبب بسيط هو :

لا شك أن رجوعه دليل على استجابته لعمل الروح القدس فيه .

وهذا دليل على شركة مع الروح القدس . وهذا بلا شك ضد التجديف على الروح القدس .




-------------------------------------------------------------



ملاقاة الهراطقة

100 - سؤال تحذرنا صلوات القداس الإلهي من " ملاقاة الهراطقة " كذلك ما أكثر الآيات فى الكتاب المقدس التى تمنع الخلطة بهم . وهكذا يقول بولس الرسول " نوصيكم .. أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب ، وليس حسب التعليم الذى أخذه منا " "2تس3: 6" . وكذلك يعلمنا القديس يوحنا الرسول "3يو10، 11" .

فماذا نفعل ؟ هل نستطيع فى حياتنا العملية أن نعيش باستمرار فى جو أرثوذكسي خالص ؟!



الجواب : المهم هو عدم التلاقي معهم في هرطقاتهم .

وكذلك عدم الوقوع تحت تأثيرهم في أخطائهم العقائدية .

أما الخلطة بصفة عامة ، من ناحية السكني والعمل و اللقاء في الحياة الإجتماعية ، فليست هي المقصودة "وإلا فيلزمكم أن تخرجوا من هذا العالم" كما قال الرسول "1كو6: 10 " .

وهنا نقدم ملاحظتين في "ملاقاة الهراطقة" :

1- احترس من حضور اجتماعات الوعظ والتعليم عند المخالفين لك في المذهب والعقيدة والفكر اللاهوتى ، لئلا تدخل في عقلك عقائد خاطئة ، ربما لا تدركها في حينها.

ولعله من نتائج ذلك إنحراف كثيرين عن عقائدهم نحو كثيرمن الطوائف :

2- هناك فرق بين معلمي العقيدة الثابتين فيها ، والشعب العادي .

فهؤلاء القادة المعلمون ، لهم تأثيرهم على غيرهم ، ولا يستطيع غيرهم أن يؤثر عليهم .

وهم حينما يدخلون في حوار لاهوتي مع المخالفين لهم فى العقيدة ، قد يكسبون بعضهم إلى الإيمان . أو يقنعونهم ببعض نقاط عقائدية ، أو على الأقل يجعلونهم أقل تطرفاً فى فكرهم اللاهوتى .

وطبعاً هؤلاء غير الشعب العادى ، الذى ليس هو متعمقاً فى العقيدة واللاهوت وربما يكون من السهل التأثير عليه .

وهذا النوع ننصحه بعدم الخلطة العقائدية مع أصحاب العقائد المسيحية الأخرى . ولكن يمكن محبتهم ومعاملتهم بروح القداسة والبر وثمار الروح القدس " غل5: 22، 23 " . مع البعد عن الحوار العقائدى ، إلا لمن كان متمكناً جداً ومتعمقاً فيها ، ويمكنه أن يؤثر دون أن يتأثر .




101 - سؤال إحدى قريباتي تمت خطبتها رغم إرادتها . وذلك بالضغط عليها من أهلها. وهربت من المنزل كثيراً لهذا السبب . وفي كل مرة كنت أرجعها إلى أهلها . وطلب وكيل المطرانية خطابات من خطيبها ليفك الخطوبة , علماً بأنه يعمل بالخارج . والوكيل لا يريد أن يفك الخطوبة . ونخشى على هذه الإبنة من تكرار الهروب . فماذا نفعل ؟

الجواب : 1- الخطبة ليست قيداً وليست عقداً . ولا يشترط لفكها رضاء الطرف الأخر . هي مجرد وعد بالزواج . وفترة الخطوبة هي فترة اختبار , ليرى فيها كل طرف إن كان يستطيع أن يحيا في الزيجة طول العمر مع الطرف الأخر أم لا . هي إذن ليست قيداً عليه . إن أراد أن يفك , يمكنه ذلك . 2- وليس من حق وكيل المطرانية أن يرفض فك الخطوبة . ولا يتوقف الأمر على رضا الخطيب . كل ما في الأمر أن الخطيبة إذا طلبت فك الخطوبة , تفقد الشبكة والهدايا الثابتة غير المستهلكة . ويمكن لوكيل المطرانية أن يأخذ عليها تعهداً برد الشبكة والهدايا . أو تركهما في المطرانية كوديعة إلى أن يأخذها الخطيب عندما يرجع من الخارج . 3- كذلك فإن تأخير فك الخطوبة , تضيع فرصاً على الخطيبة في خطبة أخرى . والمعروف أن البنات ظروفهن غير الرجال في الزواج , سواء من جهة السن , أو من جهة الفرص المتاحة . فتأخير فك الخطوبة ليس من صالح الفتاة . وفيه ضرر يحيق بها , لا يجوز لرجل الدين أن يسمح به . 4- لذلك يمكن للفتاة أن تقدم شكوي إلي أسقف الأيبارشية أو إلي البطريركية . وذلك إذا أصر وكيل المطرانية على عدم فك الخطوبة . أوتقدم شكوي إلي المجلس الإكليـريكي لفك هذا النزاع . وإعطاء الفتاة الحق في أن تتزوج من تريد في حدود وصايا الرب . 5- إن الزواج لا يمكن أن يتم بالإرغام . وعدم الرضا سبب لبطلان الزواج . أي أنه يجب أن يثبت رضا الطرفين في عقد الزواج . وإذا حدث الزواج بالإرغام يمكن أن يحكم القضاء ببطلانه . فكم بالأولى الخطبة .. ولا يصح أن يعلق الفتاة , ونضيع عليها الفرص بدون وجه حق . ولا يجوز لخطيب أن يظلم خطيبته ويعلقها . وبالحرى لا يجوز لرجل الدين أن ينضم إلى مثل هذا الخطيب , ويطلب موافقته أو يشترط ذلك ... 6- أما إذا كانت بينهما مشاكل مالية , فهذه لا علاقة لها بالخطوبة ... المشاكل المالية موضوع مستقل تماماً عن موضوع الخطوبة . وتوجد طرق أخرى لحله . ومن حق الخطيب أن يرفع قضية للحصول على ماله , إذا لم تستطع الكنيسة بطرقها الروحية أن تعطيه حقوقه . وهروب الخطيبة من البيت , لا يدل على أنها السبب في هذه المشاكل . ربما تتعلق هذه المشاكل بأسرتها... 7- إن هروب الفتاة درس لكل أبوين . في عدم إرغام ابنتهما على الزواج . ليس من حقهما مطلقاً أن تطيعهما الأبنة في الزواج بمن لا تريده ولا تحبه . ولا يصح أن يرغمها أحد الأبوين إرغاماً مادياً أو أدبياً أو نفسياً أو يهدداها بمرض أحدهما , أو بضياع الأسرة أو بالعقوق . لأنه لا يجوز أن تكون الفتاة ضحية لضغط أو لتهديد الوالدين . فلو فرض وضغطت على نفسها وأطاعتها . ثم فشل الزواج وعاشت تعيسة فيه , على من تقع المسئولية في تعاستها ؟ وهل يستريح ضمير الوالدين لذلك ؟ أم أن الله يطالبهما بدم هذه الفتاة ؟ ولا يقل أحد أن المحبة ستأتي بعد الزواج كلا فهذه مغامرة غير مضمونة مطلقاً .. لا يصح أن يعلق مستقبل حياة بأكملها على مثل هذا الإفتراض, الذي غالباً لن يتحقق , وخصوصاً مع فتاة هربت من البيت لهذا السبب .. وإن ضرب البعض أمثلة بحالات أخرى , تم فيها الزواج بالإرغام , وإستمر.. نقول لهم : ربما كان ذلك خضوعاً للأمر الواقع , مع عذاب داخل القلب . وهذا عمل غير إنساني .


------------------------------------------------------



102 - سؤال عندي وقت كثير ، ولا أعرف ماذا أعمل فيه ؟

الجواب : ماأسعد , إذ عندك وقت . هناك من تثقلهم المسئوليات والمشغوليات , ولا يجدون لها وقتاً , ويتمنون ماعندك. إستغل وقتك من أجل فائدتك الشخصية , ومن أجل فائدة الأخرين . استفد من الوقت في نمو نفسك روحياً , وفكرياً , ودراسياً , ورياضياً , أيضاً إن كنت من هواة ذلك . هناك من يستغل الوقت لأجل ثقافته , وزيادة معلوماته , مما يفيده ويوسع مداركه , أو يزيد مواهبه وإمكانياته . كمن يتعلم الكمبيوتر , أو تلكس , أو ألة كاتبة , أو لغة أجنبية . يمكن أن يستفيد من الوقت روحياً : في قراءة الكتاب المقدس , وقراءة سير القديسين , وفي حفظ المزامير والصلوات والألحان وبعض أيات وفصول من الكتاب . ويمكن أن تستغل وقتك في الخدمة : في الإفتقاد , وزيادة الحالات المحتاجة , وحل مشاكل الأخرين , وما تتطلبه الكنيسة من خدمات .... يمكن أن تستفيد روحياً أيضاً , بتقضية الوقت في الصلاة , والتأمل , وحضور القداسات والإجتماعات الروحية . وإن كنت خادماً , يمكن أن تقضي وقتاً في تحضير دروس للخدمة . ويمكن أن تقضي وقتاً في مكتبة الكنيسة أو أية مكتبة دينية أخري متاحة لك . هناك من يقضي وقت فراغه في عمل إضافي يكتسب منه إيراداً يساعده في حياته , أو يساعد به إسرته وعلى أية الحالات يمكنك الإستفادة من الوقت حسبما يناسب سنك وروحياتك وثقافتك ومواهبك وهواياتك . فبعض الناس مثلاً لهم هوايات فنية أو أدبية يستغلون فيها وقتهم , كالرسم مثلاً , أو الموسيقى , أو كتابة القصص , أو تأليف الشعر والتراتيل . ولكن إحترس من أن تقضي وقتك فيما يضرك . إحترس من أن تقتل وقتك فيما يقتل روحياتك : في أفكار شريرة , أو في أحلام اليقظة . كذلك لا تقضي وقتك في مشاعر الضجر والسأم والقلق , أو طياشة الأفكار . كما لا تقضي وقتك من أصحاب السوء . ليكن وقتك معك ، ولا ضدك .


--------------------------------------------------------------



103 - سؤال إلى أي مدي يكون التعارف في فترة الخطيبة ؟وهل خروج الخطيبين معاً حرام ؟


الجواب : خروجهما معاً ليس حرام بشرط أن يكون ذلك بمعرفة عائلة الخطيبة , وبشرط عدم الوقوع في أخطاء عاطفية . فترة الخطوبة هي فترة تعارف . فيها كل من الخطيبين يعرف الأخر , ويرى هل يمكن توافق من طبعه أم لا. ولكن كيف يمكن لهما أن يدرس كل منهما نفسية الأخر وأسلوبه وطبعه , إن لم يخرجا معاً ...! بعض العائلات تسمح لهما بالإلتقاء في البيت . وبعض العائلات يسمح بهذا الخروج في صحبة أخ أو أخت للخطيبة . ولا شك أن في هذا لوناً من التضييق لا يسمح بالتعارف الكامل . المهم في الأمر أن تكون الخطيبة حريصة على عفتها . فلا تسبب في أمور عاطفية , ربما تسبب فسخ الخطوبة فيما بعد , كما لا تعطي خطيبها فكرة حسنة عن أخلاقيتها . كما أن هذه الممارسات العاطفية لا تعطي فرصة كل منهما لدراسة الأخر ومعرفة طبعه وعقليته ونفسيته وصفاته الأخرى.. وبعد ذلك قد تنكشف الحقيقة بعد الزواج , ويحدث الخلاف , ولا يوجد علاج ..




----------------------------------------------------------



104 - سؤال ما ذنب يعقوب في أنه أطاع أمه رفقة في الحيلة التي دبرتها له وخدع بها أباه لينال البركة فعاش حياة كلها تعب ( تك 47 : 9 ) , وخدعه خاله لابان في زواجه ( تك 29 : 25 ) وغير أجرته عشر مرات (تك 31 : 41 ) كما خدعه أبناؤه وقالوا له إن يوسف قد إفترسه وحش رديء ( تك 37: 31ــ33 ) . وتركوه ينوح عليه ويرفض أن يتعزى ( تك 27: 24،35 ) . فهل كان ممكناً أن يخالف أمه في أمر كان هو إرادة الله فيه ، منذ الحبل به ( تك 25 : 23 ) ؟

الجواب : نعم كانت إرادة الله أن ينال يعقوب البركة . ولكن لم تكن إرادة الله أن يخدع يعقوب أباه . وكان يعقوب يعلم تماماً إن خداعه لأبيه خطية كبيرة يمكن أن تحل عليه اللعنة بسببها بدل البركة (تك27 : 12 ) . ولهذا ماكان يجوز له أن يطيع أمه في خطية . والمعروف أنه "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" ( أع 5 : 29 ) . وقد قال الرب : "من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني" ( مت 10 : 37 ) . الطاعة للأم واجبة , ولكن داخل نطاق وصية الرب . ولا تكون طاعة في خطية . ولذلك قال الرسول "أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب , لأن هذا حق" ( أف 6 : 1 ) . ونركز هنا على عبارة ( في الرب ) . لأن خارج ذلك لا تكون طاعة . تقول ماذنب يعقوب ؟ أقول لك ذنبه أنه خدع أباه , حتى لو كان ذلك بتدبير أمه . كان يمكنه أن يمتنع ويقول لأمه "لا أستطيع أن أخدع أبي" وفعلاً هو إعترض , ولكنه إستسلم للخديعة التي دبرتها أمه بعد قولها له "لعنتك على ياإبني" ( تك 27 : 13 ) . وفي الواقع كانت في قلبه رغبة هي التي جعلته يطيع الخديعة التي دبرتها أمه . بدأت هذه الرغبة منذ أنتهز جوع أخيه , فطلب منه أن يبيع له البكورية بأكلة عدس ( تك 25 :29ــ34) فبالإضافة إلى أنه أطاع أمه فيما ألبسته ملابس عيسو , وكست يديه وعنقه بجلد الجدي المشعر , فإن حديثه مع أبيه كان كله كذباً بقوله "أنا عيسو بكرك . قد فعلت كما كلمتني . قم إجلس وكل من صيدي .. الرب إلهك قد سر لي" ( تك 27 : 19 ــ 24 ) وكرر الكذب حينما عاد أبوه يسأله ( تك 27 : 24 ) . ذنب يعقوب ليس فقط طاعة أمه في الخطأ . إنما أيضاً كذبه , ولجوءه إلى طرق بشرية غير إلهية . وأيضاً إستغلاله عمي أبيه , وواضح أن أباه كان متشككاً ...


---------------------------------------------------------



105 - سؤال أنا إنسان صريح أحب الصراحة . ولا أحب أن أكون بوجهين : أجامل الغير بأحد الوجهين , بينما أتضايق من أخطائه .. ومع ذلك فإن هذه الصراحة تسبب لي مشاكل مع من أصارحهم برأي فيهم أو في تصرفاتهم . فهم يتبعون , ويسببون لي متاعب .فماذا أفعل ؟ هل من الحرام أن أتكلم بصراحة ؟·

الجواب : الصراحة ليس حراماً . لكن المهم مع من تكون ؟ وكيف تكون ؟ وما هو الأسلوب الذي تتكلم به , أثناء صراحتك مع غيرك ؟ هو أسلوب لائق أو غير لائق ؟ وهل هو أسلوب جارح , أو إسلوب قاس ؟ وهل يشمل إتهاماً ظالماً ربما بسبب معلومات غير سليمة قد وصلت إليك ؟ وهل أنت في صراحتك تتدخل فيما لا يعنيك ؟ وتتجرأ على ماهو ليس من إختصاصك ؟ كذلك أعرف الأسلوب الذي تتكلم به في صراحة ، مع شخص أكبر منك سناً أو مقاماً أو مركزاً : لا شك أن الصراحة معه تختلف عن صراحتك مع شخص في نفس سنك ومركزك , وتختلف عن صراحتك مع صديق ، توجد بينك وبينه دالة . وتسمح هذه الدالة أن تستخدم معه ألفاظاً لا تستطيع أن تستخدمها مع شخص كبير . إنك تستطيع في صراحتك أن تقول لصديقك "أنت غلطان" . وقد لاتستطيع أن تقولها لوالدك أو عمك , أو أي شخص له مهابة في نظرك . والصراحة أيضاً تحتاج إلى أدب في المخاطبة . ويلزمك فيها أن تكون حريصاً على إنتقاء الألفاظ . بحيث تستخدم ألفاظاً تصل بها إلى هدفك , دون أن تهين من تكلمه أو تجرحه أو تسيء إليه , لأن هذا غير لا ئق . لأن هناك أشخاصاً في صراحتهم يستخدمون ألفاظاً كرجم الطوب . ويحاولون أن يخفوا أخطاءهم هذه تحت إسم الصراحة !! وتكون إدانتهم , ليس على صراحتهم , إنما بسبب عدم حرصهم على أدب التخاطب في الصراحة , أو بسبب عدم اللياقة ... كذلك ينبغي أن تكون الصراحة في حكمة , حسب هدف روحي سليم . فهل الهدف هو التوبيخ والإهانة ومجرد النقد ؟ أم الهدف هو تبليغ رسالة معينة ؟ أم الهدف هو العتاب والتصالح . فإن كان الهدف سليماً , تكون الوسيلة الموصلة إليه سليمة أيضاً وتأتي بنتيجة طيبة . أقول هذا لأن البعض يظن أن هدف الصراحة هو توبيخ المخطيء أو من يظن أنه مخطيء , كما يفتخر أحدهم بصراحته قائلاً : أنا إنسان صريح : أقول للأعور أنت أعور , في عينه . فهل ياأخي إن قلت للأعور هكذا , تكون قد كسبته أم خسرته ؟ وهل لو عايرته بعبارة أنت أعور , تكون صراحتك هذه سبباً في إرجاع البصر إلى عينه العوراء !! أم هي صراحة لمجرد التجريح والإهانة والإيذاء ؟ ! وبلا فائدة تجنيها منها . مثل هذا الإنسان ( الصريح ) , يرى الصراحة إثباتاً لجرأته وشجاعته . فلو كان السبب هو الذات فقط , لا تعد صراحته فضيلة . أما الصراحة التي قال بها المعمدان للملك هيرودس "لا يحق لك أن تأخذ إمرأة أخيك" ( مر 6 : 18 ) , فقد كانت درساً للأجيال كلها في تحديد موقف الشريعة الإلهي من زواج خاطيء . كما لا ننسى أن يـوحنا المعمدان كان نبياً , بل أفضل من نبي ( مت 11 : 9 ) وبهذا الوضع كان له السلطان أن يوبخ .. فهل أنت لك السلطان , الذي به تستطيع أن توبخ , وفي صراحة ؟! إذن إذا تكلمت مع من هو أكبر منك , فأخلط صراحتك بالأدب والحكمة . وأمامك مثال أبيجايل في حديثها مع داود النبي : قامت بتبليغه الرسالة , وحذرته من الإنتقام لنفسه وإتيان الدماء . ولكن في منتهى الأدب والتواضع . سجدت عنه قدميه , وقالت له "علي أنا ياسيدي هذا الذنب . ودع أمتك تـتكلم في أذنيك , وإسمـع كلام أمتك" ( 1 صم 25 : 23 ، 24 ) . ولم تخاطبه إلا بعبارتي سيدي , وأمتك . وكانت تخلط الصراحة في تحذيره من الخطأ , بالمديح والإعتراف بعظم مركزه . وإشعاره بأنها تريد له الخير . وتخشى أن يكون إنتقامه معثرة قلب له حينما يقيمه الرب رئيساً لشعبه . وهكذا صارحته بكل إجلال وإحترام له , وبإقناع , ومركزها تحت قدميه . وهكذا تقبل منها داود هذه الصراحة وطوبها , وقال لها "مبارك عقلك , ومباركة أنت , لأنك منعتني اليوم عن إتيان الدماء , وإنتقام لنفسي" ( 1 صم 25 : 33 ) . حقاً ، إن هناك فرقاً بين الصراحة , وسلاطة اللسان . في الصراحة مع الكبار , ينبغي أن يحتفظ الإنسان بإحترامه لهم , وبتواضع قلبه وتواضع لسانه . ولايجوز له أن يرتئي فوق ماينبغي بل يرتئي إلى التعقل(رو3:12) . ومادام يعتبر الصراحة فضيلة , في الشهادة للحق , فلا يجوز أن يجعل فضيلة تضيع منه فضيلة أخرى . أعني الشهادة للحق لا يجوز أن تضيع الأدب والإتضاع ... أما عن إسلوب الصراحة إذ تكلم به الكبير مع الصغير . فأعمق مثل له حديث السيد المسيح مع السامرية . لقد كلمها عن حالها , في صراحة كشفت خطيئتها "كان لك خمسة أزواج . والذي لك الأن ليس هو زوجك" ( يو 4 : 18 ) . قال بأسلوب غير جارح , إذ إستخدم عبارة ( أزواج ) بدلاً من أية كلمة أخرى تخدش شعورها . وكذلك عبارة ( الذي لك الأن ) . كما أنه غلف عبارته الصريحة بكلمتي مديح من قبل وبعد : إذ بدأ بعبارة "حسناً قلت ليس لي زوج" وختم بعبارة "هذا قلت بالصدق" ..... لهذا لم تتعب المرأة صراحة الرب معها . بل على العكس قالت له "ياسيد أرى أنك نبي" ( يو 4 : 19).



---------------------------------------------------------



106 - سؤال أخي مهاجر إلى أستراليا , وأرسل لي أوراق للهجرة . وأنا متزوج , ولي بنت عمرها 12 عاماً وولد عمره عشرة أعوام . فهل أهاجر أم أبقى في مصر ؟ بماذا تنصحني ؟ علماً بأن سني لا يسمح لي أن أبدأ من جديد , وأنا خائف من تقديم أوراقي .

الجواب : نقطة مبدئية أحب أن أقولها لك : هل أخوك في المهجر قد وجد لك وظيفة هناك ؟ لأنه معنى أن تهاجر ولا تجد لك وظيفة , وإن أردت العودة إلى مصر , تكون وظيفتك فيها قد شغلها غيرك؟ في أستراليا , شهاداتنا العلمية المصرية غير معتمدة . فلا الطبيب يستطيع بشهادته المصرية , أن يشتغل طبيباً , ولا المهندس يشتغل مهندساً.. ولا بد من إجتياز إمتحان صعب جداً , والنجاح فيه نادر... ومن أجل هذا , عندما كنت في أستراليا , تقابلت مع رئيس الوزراء الفيدرالي , ووزير التعليم , وبعض وزراء الولايات , ووزراء الظل ( وزراء المعارضة ) لأبحث معهم موضوع إعتمادات الشهادات . لهذا أحب أن تتأكد تماماً من هذه النقطة قبل سفرك . ولا تعتمد على مجرد الوعود فهي ليست مضمونة .... النقطة الثانية هي إتقان اللغة الإنجليزية . وهي اللغة الإنجليزية باللهجة الأسترالية . وهناك ثلاث لهجات للغة الإنجليزية تختلف بعض الشيء . وهي لهجة إنجلترا , ولهجة أمريكا , ولهجة أستراليا .. على أية الحالات إن لم تكن تتقن الإنجليزية, فسوف تواجه صعوبات في الحياة هناك , وكذلك أولادك . نقطة أساسية أخرى من جهة مستقبل وتربية بنتك وإبنك . من جهة إتقانهما للغة الإنجليزية . من جهة إعتماد دراستهما والمرحلة التي يلتحق بها كل منهما ... ونقطة خطيرة أخرى وهي الناحية الأخلاقية . وهي موضوع صعب جداً وخطير سواء في أمريكا أو أستراليا أو أوروبا . وسهولة الإنحراف هناك . والتعرض للسقوط في غاية السهولة . بل الذي لا يقبل السقوط يعتبرشاذاً هناك !! لذلك أحب أن أذكرك يقول الشاعر : قدر لرجلك قبل الخطو موضعها .. تشاور مع أخيك على هذه النقاط , قبل أن ترسل أوراقك للهجرة .


---------------------------------------------------------



107 - سؤال هل أعاتب صديقاً لي إذا أخطأ في حقي ؟ أم أحتمل إساءته وأصمت ؟

الجواب : يمكن أن تعاتبه إن كان من النوع الذي يقبل العتاب وإن كان العتاب يأتي بنتيجة طيبة . وذلك لأنه ليس كل إنسان يقبل العتاب . فهناك من تعاتبه , فيثور ويحاول أن يبرر نفسه , ويكثر الجدل.. ويعتبر أنك تتهمه وتظلمه . وينتهي العتاب بنتيجة أسوأ . وقد قال الشاعر: ودع العتاب فرب شر كــان أولــه العتـــابـــا أما الصديق الواسع الصدر , المحب , الذي يقبل العتاب بصدر رحب وبموضوعية , فيمكن أن تعاتبه وتصفي الموقف معه . وقد صرح السيد الرب بالعتاب فقال : " إن أخطأ أخوك , فإذهب وعاتبه , بينك وبينه وحدكما . فإن سمع منك , فقد ربحت أخاك" ( مت 18 : 15 ) . وهنا يضع السيد شرطاً , أن يكون العتاب بينكما سراً . لأن البعض لا يقبل أن يظهر مخطئاً أمام الأخرين , بينما يقبل ذلك "بينك وبينه وحدكما" . ومع كل ذلك فإن السيد يقول إن نتيجة العتاب غير مضمونة . وذلك بقوله : "فإن سمع لك" . هنا وأقول نقطتين هامتين في العتاب : الأولى : هي إسلوب العتاب . فهناك من يعاتب في محبة , وقد يبدأ بذكر محاسن الصديق ومواقفه الطيبة , قبل أن يذكر نقطة العتاب .. بهذا يكون أسلوبه مقبولاً .. بينما هناك من يعاتب في عنف . وبألفاظ جارحة , وكأنما ينتقم لنفسه أثناء العتاب , ويحط من شأن صديقه . فلا يقبل ذلك منه , ويرد عليه بالمثل ,ويشتعل الموقف . إذن إذا عاتبت , عاتب رقيق مقبول : النقطة الثانية : وهي سبب العتاب . المفروض أن يكون ذلك لسبب يستحق العتاب , وليس على أمور بسيطة تدخل تحت عنوان "المحبة تحتمل كل شيء" (1كو 13) . لأنك إن كنت تعاتب على كل صغيرة , وحتي علي التفاهات و بحساسية شديدة , فإنك بهذا الأسلوب تفقد أصدقائك ...! لذلك كن واسع الصدر , ولا تعاتب على أمور الصغيرة . هذه إحتملها في صمت , بل في محبة , وبحسن نية . ولا تفكر في أن صديقك أراد أن يسيء إليك . ربما كانت هفوة , زلفة لسان , عبارة فكاهة, بسبب نسيان ... إلخ . أما ماقاله السيد المسيح , عن تطور الموقف , وأن تشكوا للكنيسة , فلا شك أن هذا عن الأمور الخطيرة جداً , ذات النتائج غير المحتملة ...




-----------------------------------------------------



108 - سؤال زوجي يتأخر مساءاً , ولا أعتقد أبداً أن عمله يستدعي ذلك . فماذا أفعل لمثل هذا الزوج الذي لا يهتم ببيته , وكأنه يهرب منه إلى غيره ؟!

الجواب : ليت كل زوجة تجعل بيتها محبباً إلى زوجها , يشتاق إليه كلما بعد عنه ... فغياب الرجل كثيراً عن بيته _ بدون سبب قهري _ يدل على أنه لا توجد علاقة قوية بينه وبين بيته وبين أهل بيته , وأنه لا محبة ولا إشتياق . وإيجاد المحبة والإشتياق لا يكون بكثرة العتاب , وبكثرة التحقيق معه و وبكثرة النكد والعكننة . فالرجل قد يهرب من البيت بسبب النكد . لذلك حاولي أن تكسبي زوجك بالمحبة , وبالكلمة الطيبة التي ترضيه . وتحدثي معه في نوعية الحديث الذي يروقه ويحبه . وإن وجدتيه زاهداً في الحديث , فلا ترهقيه . كذلك إبحثي متى بدأ يغيب ؟ هل حدث ذلك إثر شجار بينكما , أو مناقشة حامية , أو خلاف حول موضوع ما . إن كان الأمر هكذا , إصلحي نتائج ماحدث . كذلك إهتمي بيتك وبنفسك في البيت : إجعلي صورة البيت محببة إليه , وأيضاً صورتك البشوشة المملوءة حباً , التي تعتني به وتهتم به .. إحذري من تكبير الأمور , والشكوى لكثيرين , لئلا يزداد الأمر تعقيداً . والرب قادر أن يرجعه إلى بيتك , بصلاتك ...




------------------------------------------------------


109 - سؤال خطبت فتاة فاضلة . ولكني وجدت أن أمها حادة الطبع , كثيرة المشاكل ومتعبة . فهل أكمل زواجي بها, وتصبح هذه الأم المشاكسة حماتي .أنا متخوف . أم لا أتزوجها , وحينئذ يتعبني ضميري , لأنه ماذنب الإبنة , إن كانت أمها هكذا ؟ فبماذا تنصحني ؟

الجواب : نعم ماذنب الإبنة , إن كانت أمها هكذا ؟ هل تقف الأم في طريقها , فتمنع عنها كل فرصة للزواج ؟ كثيراً ماسئلت هذا السؤال وكانت إجابتي هي : يمكنك أن تتزوج هذه الإبنة على شرطين : 1- أنها لا تكون قد ورثت شيئاً من طباع أمها , بل تكون على العكس ساخطة على طباع هذه الأم , عن إقتناع . 2- أنها تكون ذات شخصية مستقلة , بحيث لا تتبع أمها في المستقبل , ولا تكون تحت طاعتها في أخطائها وبذلك تستطيع أن تنقذ هذه الإبنة المظلومة , بزواجك منها فلا تتركها ضحية لأم حادة الطبع كثيرة المشاكل ومتعبة .




------------------------------------------------------------



110 - سؤال ما معنى قول السيد المسيح "إصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم" (لو9:16) ؟ هل المال الذى نقتنيه من الظلم، أو من الخطية عموماً، يمكن أن يقبله الله، أو نصنع به خيراً، أو نكسب به أصدقاء ؟

الجواب : ليس المقصود بمال الظلم هنا، المال الحرام الذى يقتنيه الإنسان من الظلم أو من أية خطية أخرى. فهذا لا يقبله الله. إن الله لا يقبل مثل هذا المال، ولا تقبله الكنيسة أيضا. وقد قيل فى المزمور "زيت الخاطىء لا يدهن رأسى" (مز5:41). وورد فى سفر التثنيه "لا تُدخل أجرة زانية .. إلى بيت الرب الهك" (تث 18:23). فالله لا يقبل عمل الخير، الذى يأتى عن طريق الشر ... العطايا التى تقدم إلى الكنيسة، تأخذ بركة، وتذكر فى "أولوجية الثمار" أو فى "أوشية القرابين" أمام الله. لذلك فإن هناك عطايا مرفوضة،لا تقبلها الكنيسة، ولا تدخلها إلى بيت الله، إذا عرفت أنها أتت من مصدر خاطىء. وقد شرحت قوانين الرسل هذا الموضوع. إذن ما هو مال الظلم الذى نصنع منه أصدقاء؟ مال الظلم ليس المال الذى تقتنيه من الظلم. إنما هو المال الذى تقع فى خطية الظلم، إن استبقيته معك ... فما معنى هذا؟ ومتى يسمى المال "مال ظلم"؟ لنضرب مثلا: لقد أعطاك الله مالاً، وأعطاك معه وصية أن تدفع العشور. فالعشور ليست ملكك. إنها ملك للرب، ملك للكنيسة وللفقراء. فإذا لم تدفعها تكون قد ظلمت مستحقيها، وسلبتهم إياها باستبقائها معك. هذه العشور التى لم تدفعها لأصحابها، هى مال ظلم تحتفظ به. وكذلك المال الخاص بالبكور والنذور وكل التقدمات المحتجزة لديك. يقول الرب فى سفر ملاخى النبى "أيسلب الإنسان الله؟ فإنكم سلبتمونى. فقلتم بم سلبناك؟ فى العشور والتقدمة" (ملا 8:3). إن استبقيت العشور والنذور والبكور معك، تكون قد ظلمت الفقير واليتيم والأرملة أصحابها. وهم يصرخون إلى الرب من ظلمك لهم. وصرفك هذا المال فى ما يخصك، يحوى ظلماً لبيت الله، الذى كان يجب أن تدفع له هذا المال، الذى هو ملك لله وأولاده، وليس لك. ويمكن أن نقول هذا عن كل مال مكنوز عندك بلا منفعه، بينما يحتاج إليه الفقراء، ويقعون فى مشاكل بسبب احتياجهم. إذن إصنع لك أصدقاء من مال الظلم هذا. إعطه للمحتاجين إليه، وسد به أعوازهم، يصيروا بهذا أصدقاء لك، ويصلوامن أجلك. ويسمع الله دعاءهم، ويبارك مالك (ملا 10:3). فتعطى أكثر وأكثر.





111 - سؤال إذا كان يهوذا قد ندم. وبلغ من شدة ندمه أنه شنق نفسه، فهل من الممكن أن يقبل الله توبته هذه، ويخلص ؟


الجواب : لقد صرح السيد المسيح أكثر من مرة بهلاك يهوذا، فقال فى حديثه الطويل مع الآب "الذين أعطيتنى حفظتهم، ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب" (يو12:17). وهكذا سمّى يهوذا (ابن الهلاك). * وقال لتلاميذه "ابن الإنسان ماضٍ كما هو محتوم. ولكن ويل لذلك الإنسان الذى يسلمه" (لو 22:22). وأضاف أيضاً "كان خيراً لذلك الرجل لو لم يُولد" (مر 21:14). * وفى محاكمة السيد المسيح أمام بيلاطس، قال له "لذلك الذى أسلمنى إليك له خطية أعظم" (يو 11:19). * نلاحظ نفس الدينونة الخاصة بيهوذا واضحة فى كلمة القديس بطرس وقت اختيار بديل له. فقال عن يهوذا "لأنه مكتوب فى سفر المزامير: لتصر داره خراباً، ولا يكن فيها ساكن. وليأخذ وظيفته (أسقفيته) آخر" (أع 20:1). لقد أنذره السيد المسيح كثيراً، ولكنه لم يستفيد. بل كان خائناً، ورمزاً لكل خيانة، وآلة فى يد الشيطان. ولما أكل الفصح مع السيد، قيل عنه إنه لما أخذ اللقمة "دخله الشيطان" (يو 27:13).




-----------------------------------------------------



112 - سؤال قيل عن أبينا أخنوخ أنه صعد إلى السماء ( تك 24:5). وكذلك قيل عن إيليا النبى (2مل 11:2). وذكر عن بولس الرسول إنه صعد إلى السماء الثالثة، بالجسد أم خارج الجسد ليس يعلم (2كو 2:12). فكيف مع كل ذلك يقول السيد المسيح لنيقوديموس "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء، ابن الإنسان الذى هو فى السماء" (يو13:3). ألم يصعد أخنوخ وإيليا إلى السماء ؟ ثم ما هى هذه السماء الثالثة ؟ وكم عدد السموات فى الكتاب ؟


الجواب : السماء التى نزل منها رب المجد، وإليها صعد، ليست هى السماء التى صعد اليها أخنوخ وإيليا وغيرهما.. إذن ما هى السموات التى نعرفها، والتى ذكرها الكتاب.. 1- سماء الطيور: السماء التى يطير فيها الطير، هذا الجو المحيط بنا. ولذلك قال عنها الكتاب طير السماء (تك 26:1)، وطيور السماء (تك 3:7). وهذه السماء فيها السحاب ومنها يسقط المطر (تك 2:8). ويمكن أن تسبح فيه الطائرات حالياً، وتحت السحاب، أو فوق السحاب... 2-هناك سماء ثانية، أعلى من سماء الطيور، وهى سماء الشمس والقمر والنجوم. أى الفلك أو الجلد "ودعا الله الجلد سماء" (تك 8:1). وهكذا يقول الكتاب نجوم السماء (مر25:13). وهى التى قيل عنها فى اليوم الرابع من أيام الخليقة "وقال الله لتكن أنوار فى جلد السماء.. لتنير على الأرض.. فعمل الله النورين العظيمين .. والنجوم" (تك1 :14-17). وهذه غير سماء الطيور.. ومع ذلك فحتى هذه السماء ستنحل وتزول فى اليوم الأخير، إذ تزول السماء والأرض (مت 18:5). وكما قال القديس يوحنا فى رؤياه "ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة، لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا، والبحر لا يوجد فيما بعد" (رؤ 1:21). 3- السماء الثالثة، هى الفردوس: وهى التى صعد إليها بولس الرسول، وقال عن نفسه "اختطف هذا إلى السماء الثالثة.. أختطف إلى الفردوس" (2كو 12 : 2 ،4). وهى التي قال عنها الرب للص اليمين "اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو 43:23). وهى التى نقل إليها الرب أرواح أبرار العهد القديم الذين أنتظروا على رجاء، واليها تصعد أرواح الأبرار الآن .. إلى يوم القيامة، حيث ينتقلون إلى أورشليم السمائية (رؤ 21). 4- وأعلى من كل هذه السماوات، توجد سماء السموات ... قال عنها داود فى المزمور "سبحيه يا سماء السموات" (مز 4:148). وهى التى قال عنها السيد المسيح "ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى نزل من السماء، إبن الإنسان الذى هو فى السماء" (يو 13:3). إنها السماء التى فيها عرش الله. قال عنها المزمور "الرب فى السماء كرسيه" (مز 11 : 4 ، 103 : 19). وأمرنا السيد ألا نحلف بالسماء لأنها كرسى الله (مت 34:5). وهذا ما ورد فى سفر أشعياء (1:66). وما شهد به القديس اسطفانوس أثناء رجمة، حيث رأى السماء مفتوحة، وابن الإنسان قائماً عن يمين الله (أع 7 : 55 ، 56). كل السماوات التى وصل إليها البشر، هى لا شىء إذا قيست بالنسبة إلى تلك السماء، سماء السموات. ولذلك قيل عن ربنا يسوع المسيح: "قد إجتاز السموات" (عب 14:4)، "وصار أعلى من السموات" (عب 26:7). وقد ذكر سليمان الحكيم سماء السماوات هذه يوم تدشين الهيكل. فقال للرب فى صلاته "هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك" (1مل 27:8)، (2 أى 18:6). سماء السموات هذه لم يصعد إليها أحد من البشر. الرب وحده هو الذى نزل منها، وصعد إليها. ولذلك قيل عنها فى سفر الأمثال: من صعد إلى السماء ونزل ؟ .. ما إسمه وما اسم ابنه إن عرفت؟ (أم4:30). أتسال إذن عن السموات التى ورد ذكرها فى الكتاب. إنها سماء الطيور (الجو)، وسماء الكواكب والنجوم (الجلد - الفلك)، والسماء الثالثة (الفردوس)، وسماء السموات التى لم يصعد إليها أحد من البشر.




----------------------------------------------------



113 - سؤال قيل إنه فى وقت القبض على السيد المسيح، لما قال الجند إنهم يطلبون يسوع الناصرى "قال لهم يسوع أنا هو" ولما قال إنى أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض" (يو 4:18-6). فلماذا حدث هذا ؟



الجواب : 1- لقد سقط الجند على الأرض من هيبته. فعلى الرغم من أن الرب كان وديعاً ومتواضع القلب (مت 29:11). وكان "لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته" (مت 19:12). إلا أنه كانت له هيبة. ولما قال لليهود "أبوكم ابراهيم رأى يومى ففرح" قالوا له "ليس لك خمسون سنة بعد. أفرأيت ابراهيم" (يو8: 56 ، 57) بينما كان عمره وقتذاك حوالى 32 عاماً، أو 33. ولكنهم ظنوه فى الخمسين من عمره، بسبب تلك الهيبة التى جعلت عمره بالجسد يبدو عشرين عاماً أكثر من حقيقته. 2- وأيضا سقط الجنود على الأرض من عنصر المفاجأة والجرأة أى شخص يأتى الجند للقبض عليه، ربما يفكر فى الهرب منهم أو على الأقل يخاف. أما أن يقف ويقول لهم أنا هو، ويكرر نفس العبارة .. فهذا ما أذهلهم فسقطوا على الأرض لجرأته .. ولأن الشخص الذى كانوا يبحثون عنه، يقف أمامهم ويقول "أنا هو". 3- أيضاً أثبت لنا الرب بهذه العبارة أنه لم يُقبض عليه ضعفاً منه. بل هو الذى سلّم ذاته للموت بإرادته. كما قال من قبل "إنى أضع نفسى لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتى. لى سلطان أن أضعها. ولى سلطان أن آخذها أيضاً" (يو 10 : 17 ، 18). هو من ذاته ذهب إلى المكان الذى كان يعرف أنهم سيقبضون عليه فيه، وتقدم للجند قائلاً أنا هو.




-----------------------------------------------------



114 - سؤال لقد أنكر بطرس السيد المسيح. ولكن ما نوع إنكاره: هل أنكر لاهوت المسيح، حينما رأى آلامه، على إعتبار أن الله لا يتألم؟ أم أنكر معرفته به؟



الجواب : القديس بطرس الرسول أنكر معرفته للمسيح بقوله: "لا أعرف الرجل" (مت 26 : 72 ، 74). أما عبارة "أنكر لاهوته لما رآه يتألم" فهى عبارة غير سليمة. لأنه لم ينكره فى آلامه، بل قبل هذه الآلام، أثناء محاكمته أمام مجلس السنهدريم فى دار رئيس الكهنة (مت 26 : 58 ، 59). نلاحظ أن القديس بطرس اعترف قبلاً بأن السيد المسيح هو إبن الله الحى، وطوبه السيد على ذلك (مت 16 : 16 ، 17). وهو لم ينكر هذا الإيمان عند القبض عليه، بل رفع سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه. واظهر السيد المسيح معجزة تثبت لاهوته وهى أنه لمس أذن العبد فأبرأها (لو 22 : 51) (يو 18 : 10). والمفروض أن هذه المعجزة قد ثبتت إيمان بطرس. وكان هذا قبل دخول السيد المسيح فى آلامه. ولا ننسى أن إنكار بطرس معرفته للمسيح (مت 26 : 74)، كان عن خوف، وليس عن ضعف إيمان.




----------------------------------------------------------------



115 - سؤال هل الذى جدف على الرب وقت صلبه، اللص الشمال فقط، أم جدف معه أيضاً اللص اليمين ؟ وكيف ذلك وهو الذى نال الفردوس ؟



الجواب : فى بادىء الأمر كان اللصان يجدفان على الرب ... يقول القديس متى الإنجيلى "وبذلك أيضاً كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه" (مت 27 : 44). ويقول القديس مرقس الإنجيلى أيضاً "واللذان صلبا معه كانا يعيرانه" (مر 15 : 32). أما القديس لوقا الإنجيلى، فهو الذى ذكر إيمان اللص اليمين: فقال "وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلا: إن كنت أنت المسيح، فخلص نفسك وإيانا". فأجاب الآخر وانتهره قائلاً " أولا تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه؟ أما نحن فبعدل (جوزينا) لأننا ننال استحقاق ما فعلناه . وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس فى محله".. ثم قال أذكرنى يارب .." (لو 23 : 39 – 42). لعل نقطة التحول عند اللص اليمين، المعجزات التى حدثت وقت الصلب... فلما رأى الأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والسماء أظلمت .. تأثر قلبه .. كما تأثر بصفح المسسيح عن صالبيه وصلاته من أجلهم. فكف عن التجديف والتعيير.. ثم آمن، ودافع عن الرب موبخاً اللص الآخر. وأعلن إيمانه للرب طالباً أن يذكره، ونال الوعد .


----------------------------------------------------


116 - سؤال نرجو تفسير هذه الآية التى وردت فى (غل 3 : 13) "لأنه مكتوب: ملعون كل من علّق على خشبة". فهل هذه اللعنة أصابت المسيح ؟


الجواب : إن الآية بوضعها الكامل هى "المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون كل من علق على خشبة" (غل 3 : 13). فى الواقع كانت هناك لعنات كثيرة لكل من يخالف الوصايا وقد وردت فى سفر التثنية (تث 27 : 15 – 26) (تث 28 : 15 – 68) ففى الفداء، كان لابد من إنسان بار ليس تحت اللعنة، لكى يحمل كل لعنات الآخرين، ليفديهم من لعنات الناموس. والوحيد الذى كانت تنطبق عليه هذه الصفة، ويقوم بهذا العمل الفدائى، هو السيد المسيح الذى قال عنه الكتاب "الكائن فوق الكل، إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين" (رو 9 : 5). فهو بطبيعته مبارك، وبركة. ولكنه فى موته عن العالم كله، حمل كل اللعنات التى تعرض لها العالم كله. هو بلا خطية، ولكنه حامل خطايا. وقد حمل خطايا العالم كله (يو 1 : 29) (1يو 2 : 2). وهو مبارك بلا لعنة، ولكنه حمل اللعنات التى يستحق العالم كله. هو فى حب كامل مع الآب. ولكن حمل غضب الآب بسبب كل خطايا العالم. هذا هو الكأس الذى شربه المسيح عنا. "كلنا كنغم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه. والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53 : 6). ولو لم يحمل المسيح هذه اللعنة، لبقينا كلنا تحت اللعنة. مبارك هو فى كل ما حمله عنا ...




---------------------------------------------------------------



117 - سؤال قيل إنه فى وقت القبض على السيد المسيح، لما قال الجند إنهم يطلبون يسوع الناصرى "قال لهم يسوع أنا هو" ولما قال إنى أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض" (يو 4:18-6). فلماذا حدث هذا ؟


الجواب : 1- لقد سقط الجند على الأرض من هيبته. فعلى الرغم من أن الرب كان وديعاً ومتواضع القلب (مت 29:11). وكان "لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته" (مت 19:12). إلا أنه كانت له هيبة. ولما قال لليهود "أبوكم ابراهيم رأى يومى ففرح" قالوا له "ليس لك خمسون سنة بعد. أفرأيت ابراهيم" (يو8: 56 ، 57) بينما كان عمره وقتذاك حوالى 32 عاماً، أو 33. ولكنهم ظنوه فى الخمسين من عمره، بسبب تلك الهيبة التى جعلت عمره بالجسد يبدو عشرين عاماً أكثر من حقيقته. 2- وأيضا سقط الجنود على الأرض من عنصر المفاجأة والجرأة أى شخص يأتى الجند للقبض عليه، ربما يفكر فى الهرب منهم أو على الأقل يخاف. أما أن يقف ويقول لهم أنا هو، ويكرر نفس العبارة .. فهذا ما أذهلهم فسقطوا على الأرض لجرأته .. ولأن الشخص الذى كانوا يبحثون عنه، يقف أمامهم ويقول "أنا هو". 3- أيضاً أثبت لنا الرب بهذه العبارة أنه لم يُقبض عليه ضعفاً منه. بل هو الذى سلّم ذاته للموت بإرادته. كما قال من قبل "إنى أضع نفسى لآخذها أيضاً. ليس أحد يأخذها منى، بل أضعها أنا من ذاتى. لى سلطان أن أضعها. ولى سلطان أن آخذها أيضاً" (يو 10 : 17 ، 18). هو من ذاته ذهب إلى المكان الذى كان يعرف أنهم سيقبضون عليه فيه، وتقدم للجند قائلاً أنا هو.




------------------------------------------------------



118 - سؤال لماذا نقول إن اليهود هم الذين صلبوا السيد المسيح ؟ ألسنا نحن الذين صلبناه بخطايانا ؟


الجواب : من أجل غفران خطايا الناس صُلب المسيح، إذ مات عنا لكى نحيا نحن. هذا حق. "كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش 53: 6). نحن إذن السبب فى صلبه. ولكن اليهود كانوا هم المنفذين. هم الذين تآمروا على صلبه. وهم الذين قدموه لبيلاطس الوالى الرومانى وصاحوا قائلين أصلبه أصلبه، بينما كان هذا الوالى يقول "لست أجد علة فى هذا البار" فقالوا له "دمه علينا وعلى أولادنا". نحن السبب. وهم المنفذون. ولكن الدافع الأكبر هو محبة الله. "لأنه هكذا أحب الله العالم ، حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3 : 16). لكن اليهود لم يقدموا المسيح للموت، من أجل الفدء، بل خيانة منهم وغدراً أو حسداً وجهلاً... فهم يحاسبون على غدرهم وحسدهم وحقدهم وتآمرهم، ويحاسبون على ضغطهم على بيلاطس الوالى لكى يصلبه، بينما كان يريد أن يطلقه.


---------------------------------------------------



119- سؤال ما موقفنا من خادم كبير فى الكنيسة، يعطى مواعيد لإلقاء الكلمة. وننتظره فلا يحضر مراراً وتكراراً. ثم يعتذر باعتذارات غير مقبولة !!؟



الجواب : لا شك أن الخادم الذى يعطى ميعاداً لإلقاء كلمة ولا يحضر، هو شخص لا يراعى شعور المخدومين، ولا يراعى مصلحة الإجتماع. لأن تكرار هذا الغياب يجعل الإجتماع غير ثابت، وربما ينحل. وإن كان لديه عذر قهرى، فمن المفروض على هذا الخادم أن يقدم هذا العذر قبل موعد الإجتماع بفترة تسمح بدعوة خادم آخر بديل. أما وقد كرر الغياب فأفضل عقاب له أنكم تمتنعون عن دعوته لإلقاء كلمة مرة أخرى. على الأقل لفترة عدة شهور، لكى يتضع من جهة، ولكى يشعر بخطئه، ويحترم موعد الإجتماع، ويتعلم الإلتزام.. ولا يعتمد على أنه خادم كبير ومعروف... وإن دعوتموه بعد ذلك، اهتموا أن يكون هناك بديل له فى نفس الإجتماع. بحيث إن تأخر يبدأ البديل فى إلقاء الكلمة. وبهذا يأخذ هذا الخادم الكبير درساً ينفعه وينفع الإجتماع. أقول هذا، لأن كثيرين إذا عوقبوا، يستفيدون من العقوبة، مهما كانوا كباراً. وأيضاً لأن المصلحة العامة أهم بكثير من مجاملة الكبار.




----------------------------------------------------------



120 - سؤال هل جنة عدن هى الفردوس التى تذهب إليها أرواح الأبرار ؟

الجواب : كلا طبعاً. فجنة عدن كانت على الأرض. وذكر سفر التكوين أربعة أنهار كانت تسقى الجنة، منها نهر الفرات. كما ذكرت الأراضى شرقى آشور وغيرها (تك2 : 10 – 14). أما الفردوس فهى السماء الثالثة، وهى التى صعد إليها القديس بولس الرسول حيث قال "أعرف إنساناً فى المسيح يسوع.. أفى الجسد لست أعلم، أم خارج الجسد لست أعلم. الله يعلم. أختطف هذا إلى السماء الثالثة. وأعرف هذا الإنسان أفي الجسد أم خارج الجسد، لست أعلم. الله يعلم. أنه أختطف إلى الفردوس، وسمع كلمات لا ينُطق بها.." (2كو12 : 2 – 4). فقال عن المكان الذى اختطف إليه إنه الفردوس مرة، والسماء الثالثة مرة أخرى. مما يعنى أن الفردوس هى السماء الثالثة. وليس من المعقول أن تكون الفردوس. هى الجنة التى كان فيها آدم على الأرض. وتكون فى نفس الوقت هى المكان الذى وعد به الرب اللص اليمين أن يكون معه فيه.. حيث قال له : "الحق أقول لك إنك اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو23 : 43). كذلك فالجنة – كما يفهم من إسمها، وكما شرح الكتاب – هى حديقة كبيرة فيها كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل (تك2 :9). وطبعاً كل هذه خيرات مادية لا تصلح أن تكون نعيماً للأرواح.. كما أن جنة عدن قد اختفت وانتهى أمرها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010