ترانزيت

قررت أن أنطلق من كندا عائداً إلى القاهرة فى أجازة حيث أنى مفتقد أسرتى و أصدقائى كثيراً. إتصلت بشركة Air Canada و حجزت على الخطوط الكندية رحلة العودة التى إنقسمت إلى رحلتين بينهما حوالى 6 ساعات ترانزيت بمطار فرانكفورت قبل أن أستقل طائرة Lufthanza القادمة من ألمانيا إلى القاهرة.

و بالفعل وصلت بنا طائرة الخطوط الكندية إلى مطار فرانكفورت بألمانيا بسلام. و بعد أن إنتهيت من إجراءات الوصول قررت أن أستفيد بكل دقيقة سأمضيها بمطار فرانكفورت علماً بأننى أعلم تماماً أن مدة بقائى فى مطار فرانكفورت محدودة، و أنه مهما طالت أوقصرت سأغادرها عائداً إلى القاهرة. و لكنى قررت أن أتاجر بما كسبت من أموال فى كندا. لذا فذهبت إلى صاحب محل فى المطار، و بعد التفاوض إشتريت منه المحل بما فيه من ملابس، و لعب، و هدايا. كما إنى بحثت عن أحد العاملين بمحلات الأكل فى المطار و أوصيته أن يأتى لى بالطعام فى مواعيد محدده، و كذلك أوصيته بمواعيد القهوة و الشاى حيث أنى سأكون مشغول جداً بتجارتى الجديدة. و أيضاً إشتريت كمية كبيرة من الملابس فى المطار حتى تكفينى صيفاً، و شتاءً. فعلاً المطار مكيف الهواء مركزياً و لكن من يعلم؟! ربما إنقطع به التيار فجأة، أو عطل يصيب التكييف، أو عمل إرهابى. و بمناسبة العمل الإرهابى ذهبت لأحد ضباط الأمن بالمطار و أقنعته بتقديم إستقالته من عمله ليعمل حارس أمن للمحل الخاص بى بمرتب أعلى. و بدأت أتصفح دليل التليفونات لأعرف أصحاب محلات الجملة الذين سيقومون بتوريد البضائع لى، كما تصفحت أيضاً مواقع الانترنت لعلى أجد عروضاً أفضل. و حتى لا تأخذنى الحياة و أنسى نفسى فتعرفت على فتاة تعمل بالمحل ألمانية الأصل و بدأت معها قصة حب و إتفقنا على كل شئ حتى يتم الزواج بأسرع ما يمكن. و أيضاً .....

ما هذا؟!

إنطلق صوت فى المطار يعلن موعد بدء تحرك السادة ركاب الطائرة على الرحلة رقم 996 المتجهة إلى القاهرة على الخطوط الألمانية. لقد أصبت بالذهول! بكيت! ولولت! ألقيت بنفسى على أرضية المطار الباردة و بدأت أتشبث بها. و حبيبتى الألمانية أنشبت أظافرها فى ذراعى و هى تحاول أن تبقنى أكبر وقت ممكن معها فى ألمانيا. و لكن هناك يد أخرى تمسك بى و تجذبنى. يد مشعرة قوية. إنها يد ضباط الأمن بالمطار الذين ينفذون الأوامر بترحيلى كارهاَ أو راضياً من الأراضى الألمانية إلى الطائرة التى ستذهب بى إلى مقرى الأخير ... القاهرة.

شكلى أهبل ... مش كده؟!

فاهمين؟!
`11` `16` `16`
منتظر تأملاتكم الروحية حول القصة الوهمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010