للمرارة حلاوتها

سلام الرب لكم :
جلس الطفل الصغير بجانب الطاولة في المطبخ حيث كانت أمه تعد له الكعكة التي يحبها، وبسبب فضوله ابتدأ يتذوق المواد الموضوعة على الطاولة. فابتدأ بالطحين(الدقيق) فلم يعجبه طعمه، ثم وضع في فمه قليلاً من خميرة العجين وتفاجأ بطعمها اللاذع، وسأل أمه "يبدو أنك لن تصنعي كعكة لذيذة هذه المرة، لأن المواد التي تستعملينها ليست لذيذة أبدا؟" ولكن الأم قالت له "لن أجيبك الآن على سؤالك، عليك أن تنتظر إلى أن تنضج الكعكة لكي تجيبني أنت على هذا السؤال."

وبعد أن خبزت الأم الكعكة في الفرن، ناولت صغيرها قطعة منها وابتدأ يأكل بحذر ولكنه اكتشف بعد لقمتين أن الكعكة لذيذة كالعادة وطلب قطعة أخرى، وعندها سألته أمه: "ما رأيك بهذه الكعكة الآن؟" فقال لها "من المستحيل أن تكون المواد التي تذوقتها لوحدها تعطي هذا الطعم اللذيذ!" فقالت له الأم "إن الأشياء المجتمعة معا وبدقة هي التي تعطي النتائج الجيدة في النهاية."

وهذه هي حياتنا مزيج من المرارة والحموضة والسعادة والمرض والبعد والقرب ولكن "كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله" كما جاء في (رومية 8: 28)، فالأمور التي تبدو لنا صعبة ومحزنة هي التي تبني شخصيتنا ومشاعرنا وتساعدنا على الشعور مع الآخرين عندما يمروا بنفس المشاعر سواء المحزنة أو المفرحة، وهكذا يستخدم الله معنا هذا الخليط لكي يخرج إنسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح.

[/size]
الكتاب يقول " أحسبوه كل فرح ياأخوتى حين تقعون فى تجارب كثيرة "..تأملوا فى كلمة كل فرح ، أى فرح لا يساويه أى فرح أو أى شئ أخر ، هل تعرفوا لماذا طلب منا الوحى أن نفرح كل الفرح فى الضيقة ؟؟؟؟...لأنك فى الضيقة سترى الله ويتعامل معك بمحبته بشرط أن تقبلها بشكر وعدم تذمر وبثقة أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ..وهاهم الفتية الثلاثة فى أتون النار رأوا معهم داخل الأتون رابع هو أبن الله ، ولولا أتون النار ماكانوا رأوه...فما أحلى هذا الأتون الذى يتمشى معى فيه الرب يسوع ، وأيضا دانيال الذى كانوا يسخرون منه قائلين هل يستطيع الهك أن ينجيك ، داخل الجب وفى الضيقة وجده يسد أفواه الأسود..فهل هناك فرح يمتع الأنسان أكثر من أن يرى الرب معه حتى ولو كان داخل جب الأسود ،لذلك هو وحده القادر بمحبته أن يعطى الضيقة والتجربة بقدر الأحتمال ولن يتركك فى وسط الضيقة بمفردك لأنه سيكون معك ...لأنه يحبك يحبك يحبك.
صلوا من أجلى
[size=10]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010