سري للغاية !!!!!



سري للغاية !
==============


أنت اليوم شغوف بكل ما يُكتب إليك وعنك... حريص كل الحرص أن تجد آذاناً تسمع لك، وقلباً يحبك، وذهناً متفتحاً يقبل أسئلتك، وما أكثرها..

أنت اليوم تريد أن تعرف وتفهم كل ما حولك..

ولكن الأهم: أن تفهم نفسك..!!

دعنا نتفق من البداية..

أنت لك كل الحق في أن تبحث وتسأل وتعرف.. ولكن لنتفق معاً على أهمية حُسن اختيار مصادر معرفتنا، تعال نتفق على استعدادنا لقبول كل معرفة علمية سليمة، وكل حقيقة روحية بناءة، حتى ولو تعارضت مع رغبتنا الداخلية، أو خبرتنا السابقة أو آراء الآخرين...

تعال نتفق على أن تكون لنا هدف واضح في الحياة نعيش من أجله، ومرجعية نقيس أنفسنا على أساسها كل حين...

هذه الرسائل خاصة بك..
إنها محاولة لأن نعبر حواجز الخجل، ونتحدث إليك مباشرة في صراحة، عما تشعر به وتسأل عنه، وربما تتحرج أن تبوح به.. هي محاولة لأن نستكشف معك عالم "تحت العشرين" بكل ما فيه من أسرار وأفكار.. وهي محاولة لأن نرسم معاً ملامح الشخصية التي تتمناها في هذه المرحلة الرائعة من حياتك، لتحقيق هدف، نتفق عليه ونسعى إليه، في إطار علمي وروحي، يشكل الأساس لبناء شخصية ناجحة وقوية..

ودعني أصارحك بأن هذه الرسائل لا ندّعى أنها سوف تجيب على كل أسئلتك.. ولكنها ستحاول أن تلمس الجوانب المختلفة من عالم "تحت العشرين" عسى أن تكون نقطة بداية، لحوارات تستكملها مع أخوتك الخدام، في مدارس الأحد واجتماعات الشباب.. مع مرشدك الروحي.. مع والديك أو كليهما..

هل أنت طبيعي؟!
صديقي/ صديقتي تحت العشرين..

أنت تشعر أن تغيرات كثيرة قد بدأت تطرأ عليك في هذه المرحلة من حياتك... ...

فمثلاً: جسدك الصغير الدقيق الملامح، بدأ يكبر وينمو حجماً وشكلاً ووظيفة. وعندما سألت عن هذه التغيرات قيل لك أنها علامات ( البلوغ )... وربما وقتها جالت بخاطرك مشاعر متضاربة من الحيرة والقلق، وربما الشعور بالذنب، إلا أن إحساساً عاماً بالزهو والسرور كان يغمرك، إذ بدأت تشعر بأنك أصبحت تنتمي لعالم الرجولة (أو عالم الأنوثة ) والنضوج. وكثيراً ما كنت تقارن جسدك بأصدقائك وزملائك لتتساءل

عقلك والتفكير

لم يعد عقلك يقبل كل شيء بسهولة .. ولكنك تريد أن تفهم وتقتنع.. تؤرقك أفكار الشكوك في كل ما تعرفه، ويؤلمك ضيق الكبار وتذمرهم بأسئلتك... ثم تخلو لنفسك وتتساءل هل أنا طبيعي؟

عواطفك وانفعالاتك

تتغير مشاعرك في اليوم الواحد عشرات المرات، بين ابتهاج وفرح أنت معتاد عليه، وبين اكتئاب وضيق لا تجد سبباً واضحاً له ... بين رغبة قوية في الانطلاق والتمتع بالأصدقاء، وبين ميل للوحدة والانطواء بين اشتياقك لأن تعامَل معاملة الكبار، وبين ضيقك من تحمل أي مسئولية تسند إليك... يحتار الكبار معك ماذا تريد وكيف يعاملونك؟ وتعود لتتساءل بينك وبين نفسك: هل أنا طبيعي؟

ميلك للجنس الآخر

أنت تشعر الآن بأنك شغوف بها أو (إنكِ شغوفة به )، توَّاق للحديث معها، حريص جداً على نوال إعجابها... تتأرجح مشاعرك نحوها بين رومانسية مثالية حالمة، وبين حسية جنسية جارفة. ويؤرقك ضميرك فتنسحب بعيداً عنها. ولكن قلبك مازال متعلقاً بها.. فتحتار وتتعذب.. وتعود تتساءل.. هل أنا طبيعي؟

نعم يا صديقي أنت طبيعي...
لعله من غير الطبيعي ألا تجوز هذه التغيرات أو بعضها .. أنت إذاً تعيش فترة تغيير، أو قُل تطوير شامل لكل كيانك... ليس فقط من جهة جسدك، ولكن أيضاً من جهة عقلك وأفكارك، ومشاعرك وانفعالاتك، سلوكياتك وعلاقاتك، اهتمامك وطموحاتك، نظرتك للأمور وللآخرين ولنفسك ولله.

نعم... أنت طبيعي في كل ما تراه في نفسك ويراه الآخرون؛ لأنك تعبر فترة هامة وحساسة - ربما تكون أهم فترة في حياتك كلها؛ إذ يطلق عليها علماء النفس

"الميلاد النفسي للإنسان" أو "المراهقة". وتعال الآن نستعرض معاً في بساطة وفي صراحة:



تعني كلمة مراهقة "التدرج في النضج" "Adolescence " ، وهي مشتقة من الفعل اللاتيني adolescereوالمقصود بالنضج هنا معناه الشامل أي الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي. وفي اللغة العربية كلمة "مراهق" تعني "معاناة" فهي إذاً التطور الذي لا يخلو من بعض المعاناة، والمتاعب التي تصاحبه حتى تستقر في مرحلة. ومرحلة المراهقة من السهل تحديد بدايتها؛ إذ تتحدد بالبلوغ الجنسي. وكثير من علماء النفس يقسمونها افتراضياً لثلاث مراحل متتابعة:

مرحلة المراهقة المبكرة: (من سن 12 – 14سنة) وتقابل مرحلة التعليم الإعدادي.

مرحلة المراهقة الوسطى: (من سن 15 – 17سنة) وتقابل مرحلة التعليم الثانوي.

مرحلة المراهقة المتأخرة: (من سن 18 – 21سنة) وتقابل مرحلة التعليم العالي.

أنت إذاً تعبر مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الرجولة (أو الأنوثة)، والبعض يتم فيه هذا الانتقال في هدوء وسلاسة... والبعض الآخر يجتازه في حدة ومعاناة. وسواء كنت من هذا البعض أومن ذاك، فأنت لاتحتاج إلا لفهم... أن تفهم نفسك وأن يفهمك الآخرون.

ولعلك تسأل ... ما هي أسباب هذه المعاناة؟
لأنك قد تشعر بنوع من الصراع بين سعيك للرجولة وتحمل المسئولية، والاعتماد على النفس، وبين نزعة الطفولة التي تشدك نحو الخوف والسلبية، والرغبة في التدليل والاعتماد على الآخرين.

- لأنك كذلك قد تشعر بنوع من الصراع بين اختيار القرارت المصيرية التي تريد أن تأخذها لحياتك، وبخاصة مايتعلق بمستقبلك العلمي والعملي والزواج، وبين إحساسك بعدم وضوح الرؤية، وقلة الخبرة وضعف الإمكانات اللازمة لاتخاذ مثل هذه القرارت.

وأنت قد تشعر بنوع من الصراع بين تطلعاتك وطموحاتك المادية العريضة، وبين واقعك وظروفك الاجتماعية المحدودة... بين ضغوط الدراسة والرغبة في النجاح، وبين الحيرة في مدى دور هذه الدراسة في سوق العمل والبطالة.. بين الرغبة في الالتزام المسيحي والأخلاقي بقيم الأمانة الدراسية والمنافسة الشريفة، وبين رفضك النماذج السلبية للغش والوسطة والنجاح السهل المبني على عدم تكافوء الفرص.

كذلك قد تشعر بنوع من الصراع بين رغبتك في ممارسة كثير من المفاهيم الجديدة التي بدأت تتفتح أمام عقلك، مثل الحب والحرية والقيادة، وبين الضوابط التي تفرضها عليك السلطة المتمثلة في الأسرة والمدرسة والمجتمع. فهو صراع أدبي بين جيلك وجيل الكبار، ليس لك دخل فيه، ولكنك شئت أم أبيت جزء منه!!

ثم أن تشعر بنوع من الصراع الداخلي بين جسدك بغرائزه ورغباته، وبين بذرة الإيمان المغروسة فيك، ونزعة الخضوع لله ولوصية الإنجيل... بين عواطفك المتقلبة الحائرة هنا وهناك، وبين خوفك من أن يصطدم قلبك الصغير بتجربة عاطفية مؤلمة!!

صديقي/ صديقتي... هذه المعاناة الداخلية هى الإطار الحقيقي الذي تتفاعل فيه عوامل القوة والضعف فيك، لتشكيل شخصيتك الناجحة السوية... ولن تستطيع أن تعبر هذه الفترة بأمان، ولن يكتمل نضوجك الحقيقي دون أن يشترك عمل النعمة في صياغة هذا النضوج، فيقدم لك شخص المسيح:

تعالَ إلى المسيح:
- فالمسيح هو القدوة والمثال، الذي يتوق إليه ضميرك الساعي إلى الخير.

- والمسيح هو القوة العاملة في أعماقك، القادرة على تقديس أفكارك، وغرائزك، وانفعالاتك، وطموحاتك، وإرشاداتك، كيف تستمتع بشبابك من خلاله.

- والمسيح هو الصديق الوحيد الذي يفهمك أكثر مما تفهم نفسك ويحبك أكثر مما تحب نفسك ويحنو عليك ويسندك في ضعفك، ويكمل نقائصك ويصفح عن سقطاتك، ويرافقك كل الطريق.

- والمسيح هو مصدر الشبع الوحيد الذي يصالح كل هذه الصراعات الداخلية فيك.

- والمسيح هو الرسالة والمعنى، الذي يليق به أن تكرس قلبك وأفكارك من أجله، فيجعل لهذه الحياة معنى، ولوجودك قيمة. ويعطيك القدرة على أن تواجه الفساد الذي في العالم، وأن تنجح دون أن تهتز ثقتك في نفسك، ولا تحتر في قيم الخير والحق والأمانة، هذا هو الإختيار الحقيقي المطروح أمامك... وهذه هى أثمن فترة في حياتك لتختبر حلاوة هذا الاختبار. ومن هنا كانت أهمية هذه المرحلة لأنها تحدد ملامح شخصيتك الناضجة، التي ستصنع مستقبلك...

مشعارفه اكتب اى بس بجد انتى رائعه فى كتباتك وبتهتمى بللى فى سنى وكل واللى اكبر واللى اصغر شكرا ليكى يا تسونى اتمنى اكتر لانى طماعه `16`




صلى لضعفى `17`
الف شكر لمحبتك لكن هذه ليست كتاباتى انا انما انا انقلها من كتابات لست اعلم صاحبها لكنى رايت انها تفيد المرحلة العمرية لعدد كبير من الاعضاء .
يحتاجون من يفهم احتياجاتهم النفسية والعقلية والروحية

الرب يعطى كاتب هذه المقالات بركة العمل والخدمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010