الانسجام الأسري



الانسجام الأسري
__________________


فالآن أعضاء كثيرة ولكن جسد واحد (1كو 20:12)

الأسرة ليست عضواً واحداً بل أعضاء كثيرة، وإن بقيت عائلة واحدة.

كما أن الجسد هو واحد، وله أعضاء كثيرة. وليس جميع الأعضاء لها عمل واحد.

فكيف تتوافق هذه الأعضاء ولا تتضارب في عملها ليظلّ الجسد واحداً؟!.

هذا التوافق والتناغم ما هو إلاّ الانسجام الأسري؛ فشخصية كل فرد مختلفة عن الآخر، كما أن الطموح والمواهب والاهتمامات كذلك مختلفة.. فكيف يتناغم كل أفراد الأسرة، ولا يحدث بينهم انشقاق وهم في بيتٍ واحد، وتربطهم حياة مشتركة واحدة؟

الانسجام الأسري عمل، يتطلب مهارة فائقة للتوفيق بين أعضائها والحفاظ على العلاقات الدقيقة والحساسة بين أفرادها. إنه مثل الفرقة الموسيقية التي- لكي يحدث بينها هارمونية فتعزف لحناً واحداً، لابد أن يكون هناك مايسترو ليقود الفرقة، ولابد أن يتبع كل فرد فيها إشارات المايسترو ليظل على توافق مع زملائه. الأسرة المسيحية تحتاج إلى قيادة الروح القدس الذي يؤلف القلوب "في يدي الروح صاروا كالقيثار يشدو بالألحان ليلاً ونهار". كما تحتاج الإخلاص القلبي من كل فرد فيها، من أجل الحفاظ على هذا التوافق وتقويته.

في مثل الابن الضال، ما أروع الأب الذي كان يعمل للحفاظ على انسجام أسرته؛ فقبل الابن المتمرد حينما تاب وأراد العودة.. وحينما غضب الابن الأكبر من عودة أخاه والفرح الذي قوبل به ولم يرد أن يدخل، خرج أبوه يطلب إليه.. وبحكمة فائقة أعاد الحب والاخوة بين أبنائه وعاد الانسجام لهذه الأسرة. فمن في أسرتنا يقوم بهذا الدور الرائع للمحافظة على انسجام أسرته؟!

الانسجام الأسري توافق وتناسق، وليس معناه حياة بدون توتر أو صراع، ولكن قد يوجد الاختلاف وليس الخلاف. الانسجام الأسري وفاق حتى بدون اتفاق. الانسجام الأسري يحدث حينما نتعلم كيف نتفاهم وكيف نقبل بعضنا البعض، ونعرف أن الآخر ليس أنا ولابد أن نحافظ على فرادته وتميزه. كما أنه لا نجاح أو فرح أو سعادة لأحد بدون الآخرين وبدون مشاركتهم. الانسجام الأسري هو أن نحقق وصية المسيح التي أكّد عليها كثيراً، أن نحب بعضنا بعضاً كما أحبنا هو وبذل نفسه عنا.

إذا صارت الأسرة منسجمة متفهمة ومتعاطفة، فسوف ينفتح فيها كل شخص على الآخرين، ويقبلهم على اختلافهم ويتعامل معهم بحب واحترام. في الأسرة المنسجمة يصبح كل فرد فيها لا مجرد اسم وشكل، بل شخصاً معروفاً من الآخرين في مختلف وجوه شخصيته، ومحبوباً ومقبولاً في فرادته. عند ذاك يتاح لكل واحد أن يخرج من قوقعته، لأنه يحس أنه مفهوم ومرغوب. فإذا بمناخ المحبة الذي يلفه يفجر فيه طاقات، لم يكن يفطن إلى وجودها فيه، عند ذاك تنمو الثقة عند من كان يشك في قدراته. عند ذاك تنفك عقدة لسان الذين لم يكونوا يجرءون على الكلام لأن أحد لم يشعرهم قبل ذلك أن كلامهم قد يكون له قيمة ووزن. عند ذاك تسقط الأقنعة التي كان كل واحد يحتمي وراءها من قسوة الآخرين وسخريتهم، وينطلق كل واحد إلى لقاء الآخرين كاشفاً لهم كنوزه الدفينة ويبادله حبه وكيانه. عند ذلك تصبح العائلة مكاناً تتجلى فيه علامات ملكوت الله، ملكوت الفرح والعتق.

والآن ماذا نفعل لنعيد الانسجام لعائلتنا لنصير جسداً واحداً وروحاً واحدة، لنا فكر واحد واهتمام واحد في المسيح؟ كيف نحدث الانسجام في العلاقات الزوجية، وبين الأبناء والآباء وبين الإخوة مع بعضهم البعض؟!

خمسون عروة ليصبح المسكن واحداً:
"وأما المسكن فتصنعه من عشر شقق بوص مبروم وأسمانجوني وأرجوان وقرمز. بكروبيم صنعة حائك حاذق تصنعها. طول الشقة الواحدة ثمان وعشرون ذراعاً وعرض الشقة الواحدة أربع أذرع. قياساً واحدا لجميع الشقق. تكون خمس من الشقق بعضها موصول ببعض وخمس شقق بعضها موصول ببعض. وتصنع عرى من أسمانجوني على حاشية الشقة الواحدة في الطرف من الموصل الواحد. وكذلك تصنع في حاشية الشقة الطرفية من الموصل الثاني. خمسين عروة تصنع في الشقة الواحدة وخمسين عروة تصنع في طرف الشقة الذي في الموصل الثاني. تكون العرى بعضها مقابل لبعض. وتصنع خمسين شظاظا من ذهب وتصل الشقتين بعضهما ببعض بالاشظة. فيصير المسكن واحداً (خر 1:26-6).

صنعت خيمة الاجتماع من عدة شقق متفرقة. ولكي تتجمع وتصنع مسكناً واحداً، طلب الله من موسى أن يصنع في كل شقة خمسون عروة، وتكون مقابل بعضها البعض، وتوضع أشظة فيها من ذهب فترتبط ببعضها البعض.. وهكذا يصير المسكن واحداً. هكذا الأسرة، إن لم يفتح كل فرد فيها عروة، قناة تواصل وتفاهم مع الآخر فكيف يكونوا عائلة واحدة؟! خمسون عروة من التواصل الذي يحدث الانسجام الأسري في معاملات رقيقة وحوارات مشتركة واهتمامات واحدة. تربط كل عروتين بشظاظ من ذهب، والشظاظ ذهب رمز أن تكون أمورنا المشتركة أمور مقدسة، وليس مثل اتفاق الأشرار على الشر، فلن يحدث بينهم انسجام مهما اتفقوا وتكاتفوا.

خمسون عروة!! ما أكثر ما نحتاجه من قنوات التواصل والمعاملات، لتصير أسرنا واحدة ومنسجمة. ما أشد احتياجنا أن تكثر المعاملات الرقيقة والروحية بين بعضنا البعض. فهكذا اهتم الرسل في كل رسائلهم الرعوية لأولادهم، كانوا يهتمون بنوعية وشكل معاملاتهم لبعضهم البعض وإرشادهم كيف تنمو روابطهم ببعضهم البعض من خلال توجيهاتهم وإرشاداتهم السلوكية التي حرصوا عليها في كل رسائلهم.

لنسأل أنفسنا كم عروة تواصل، من التي نصح بها الرسل موجودة في علاقتنا الأسرية؟

1- وادين بعضكم بعضاً بالمحبة الأخوية مقدمين بعضكم بعضاً في الكرامة (رو 10:12).

2- وأما المحبة الأخوية فلا حاجة لكم أن أكتب إليكم عنها لأنكم أنفسكم متعلمون من الله أن يحب بعضكم بعضاً (1تس 9:4).

3- أن تقولوا جميعكم قولاً واحداً ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد (1كو 10:1).

4- أن ينذر بعضكم بعضاً (رو 14:15).

5- اتبعوا الخير بعضكم لبعض (1تس 15:5).

6- أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها (أفس 25:5).

7- أحبوا نساءكم ولا تكونوا قساة عليهن (كو 19:3).

8- احملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا تمموا ناموس المسيح (غل 2:6).

9- اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا (يع 16:5).

10- اغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم (أفس 26:4).

11- اقبلوا بعضكم بعضاً كما أن المسيح أيضاً قبلنا لمجد الله (رو 7:15).

12- اهتموا اهتماماً واحداً. عيشوا بالسلام وإله المحبة والسلام سيكون معكم (2كو 11:13).

13- بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً (غل 13:5).

14- بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم (فيلبي 3:2).

15- بطول أناة محتملين بعضكم بعضاً في المحبة (أف 2:4).

16- بكل حكمة معلمون ومنذورون بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب (كو 16:3).

17- تفتكروا فكراً واحداً ولكم محبة واحدة بنفس واحدة مفتكرين شيئاً واحداً (فيلبي 2:2).

18- تكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه. لأننا بعضنا أعضاء البعض (أف 25:4).

19- حين تجتمعون للأكل انتظروا بعضكم بعضاً (1كو 33:11).

20- خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله (أف 21:5).

21- سالموا بعضكم بعضاً (1تس 13:5).

22- سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة (رو 16:16).

23- طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء فأحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة (1بط 22:1).

24- عزوا بعضكم بعضاً وابنوا أحدكم الآخر (1تس 11:5).

25- فلنعكف إذاً على ما هو للسلام وما هو للبنيان بعضنا لبعض (رو 19:14).

26- فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه وأما المرأة فلتهب رجلها (أف 33:5).

27- كونوا جميعاً خاضعين بعضكم لبعض وتسربلوا بالتواضع (1بط 5:5).

28- كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح (أف 32:4).

29- كونوا مضيفين بعضكم بعضاً بلا دمدمة (1بط 9:4).

30- لا تكذبوا بعضكم على بعض (كو 9:3).

31- لا تكونوا مديونين لأحد بشيء إلا بأن يحب بعضكم بعضاً (رو 8:13).

32- لا نكن معجبين نغاضب بعضنا بعضاً ونحسد بعضنا بعضاً (غل 26:5).

33- لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضاً (فيلبي 4:2).

34- لا يئن بعضكم على بعض (يع 9:5).

35- لا يجازي أحد أحداً عن شر بشر بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض وللجميع (1تس 15:5).

36- لا يذم بعضكم بعضاً (يع 11:4).

37- لا يوضع للأخ مصدمة أو معثرة (رو 13:14).

38- لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا (1بط 8:4).

39- لنلاحظ بعضنا بعضاً للتحريض على المحبة والأعمال الحسنة (عب 24:10).

40- ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضاً (1بط 10:4).

41- ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحاً بملح لتعلموا كيف يجب أن تجاوبوا كل واحد (كو 6:4).

42- مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام (أف 3:4).

43- محبة كل واحد منكم جميعاً بعضكم لبعض تزداد (2تس 3:1).

44- محتملين بعضكم بعضاً ومسامحين بعضكم بعضاً إن كان لأحد على أحد شكوى. كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً (كو 13:3).

45- مقدماً نفسك في كل شيء قدوة للأعمال الحسنة (تيطس 7:2).

46- مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية (أف 19:5).

47- مهتمين بعضكم لبعض اهتماماً واحداً (رو 16:12).

48- هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضاً لبعض كل واحد للآخر (رو 5:12).

49- واعظين بعضنا بعضاً وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب (عب 25:10).

50- يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحب امرأته يحب نفسه (أف 28:5).

تحفة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010