هل تريد ؟

{ بسم الأب والإبن والروح القدس الإله الواحد أمين }
+::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::+

هل تريد ؟?
=======

من كلمات القديس بولس الرسول لكنيسة الله فى رومية7 :14-20
+++

" فأننا نعلم أن الناموس روحىٌ و أما أنا فجسدىٌ مبيع تحت الخطية ، لأنى لست أعرف مأ أنا أفعله
إذ لست أفعل ما أريده ، بلَ ما أبغضه فإياه أفعل ، فإن كنتُ أفعل ما لستُ أريده فأنى أصادق الناموس
أنه حسنٌ ، فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا ، بل الخطية الساكنة فىّ ، فأنى أعلم أنه ليس سأكنٌ فىّ
أى فى جسدى شىٌ صالح ، لأن الإرادة حاضرة عندى و أما أن أفعل الحُسنى فلستُ أجد ، لأنى لستُ أفعل
الصالح الذى أريده بل الشر الذى لستُ أريده فإياه أفعل ، فأنَ كنتُ ما لستُ أريده إياه أفعل فلستُ بعد أفعله أنا
بل الخطية الساكنة فىّ
القديس بولس هنا يصّور صراعا فى الإنسان الطبيعى ، ويعكس معاناةً شديدة جداً فى حياة الإنسان الطبيعية
والأن ما هى شكاوى الإنسان الطبيعى ؟
أ - لا يعرف ما يفعله
ب - لا يفعل ما يريده
ج - يفعل ما يُبْغضه و ما لا يريده من الشرّ
د - الإراَدة حاضرة عنده
هـ - لا يفعل الحُسنى
و - يريد أن يفعل الحُسنى لكنه يجد الشرّ أمامه

و يتساءل كثيرون : ما سبب هذا الصراع يا ترى ؟
: هنأك 3 محاور

: المحورالأول
-------------------
: ناموس الله أى الوصايا المقدسة فقال

" الناموس مقدس و الوصية مقدسة و عادلة و صالحة" رو7 : 12
فإن الناموس روحىٌ 7 : 14
أنا بذهنى أخدم ناموس الله 7 : 25


: المحور الثانى
------------------
: ناموس الذهن بمعنى

الإرادة البشرية - محاولة إرضاء الله و سماع صوت الضمير الإنسانى
"أرى ناموس أخر فى أعضائى يحارب ناموس ذهنى " 7 : 23

: المحور الثالث
--------------------
: ناموس الخطية فقال

"فأن كنتُ ما لست أريده إياه أفعل فلستُ بعد أفعله أنأ ، بل الخطية الساكنة فيّ " 7 : 20
و قال : " إذا أنا نفسي بذهنى أخدم ناموس الله و لكن بالجسد ناموس الخطية " 7 : 25
إذً 3 أمور أو جبهات يحارب بها الإنسان
أ- ناموس الله و وصاياه
ب- إرادة الإنسان
ج- رغبات الإنسان الجسدية

تعالوا بنا نتساءل : هل الله يلغى إرادة الإنسان ؟
--------------------------------------------------

: الإجابة : لقد خلق الله الإنسان حرَّا وأثمن ما فى حياة الإنسان هى الحرية، حرّية الإرادة و دليلنا على ذلك
قال الله : " قد جعلتُ قدامك الحياة و الموت ، البركة واللعنة، فأختر الحياة لكي تحيا" 19:30
: و قال معاتبا المدينة المحبوبة أورشليم
" كم مرّة أردتُ أن أجمع أولادك و أنتم لم تريدوا " مت 37:23 ، لو 34:13
: و قال أيضا تاركا منتهى الحرية للإنسان
"إن أراد أحدُُ أن يأتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني" مت 24:16
، و قال أيضا : " هأنذا وأقف على الباب و أقرع ، إن سمع أحدُُ صوتي و فتح الباب
أدخل إليه و أتعشى معه " رؤ 20:3

مما سبق يتضح أن الله يحترم حرّية الإنسان و لا يرغمه على أمرٍ ، بأى حال من الأحوال
: بل بالعكس كما يقول المثل
" قم يا عبد و أنا أقوم معاك . و قال الله: " ارجعوا إلىّ" ماذا ستعمل يا رب : " أرجع إليكم "
" أنه يتوسل إلينا : " أطلبوا تجدوا ، اسألوا تعطوا ، إقرعوا يُفتح لكم
. إذً هنأك دور للإنسان : أن يعمل ، يجاهد ، يختار ، يريد
. و هنأك أيضا دور للنعمة الإلهية : ترشد ، تنقذ ، تعطى ، تؤازر ، تفتح
قال القديس بولس الرسول" و لكن بنعمة الله أنا ما أنا ؟ ونعمته المعطاة لى ، لم تكن باطلة ، بل أنا تعبتُ
أكثر من جميعهم ، ولكن لا أنا ، بل نعمة الله التي معي " أكو 10:15

: ًكما نصحنا القديس بولس قائلا
" لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا ، لنطرح كل ثقل ، و الخطية المحيطة بنا
. بسهولة و لنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا" عب 12 : 1
، و بناءً عليه لا يلوم الإنسان إلا نفسه و ليس الظروف ، أو عدم معرفته أو قوة سلطان الجسد والخطية
أو عمل الشيطان ..... نسمع ما يقوله الله : " ليس لهم عذر فى خطيتهم " يو 22:15
أيضا الله هو العامل فيكم أن تريدوا و أن تعملوا من أجل المسرّة " فى 13:2
ما عذرنا إذن ؟ ضعف إرادتنا ؟
و ما هي يا ترى أسباب ضعف الإرادة ؟
: كثيرة منها
. أ- عدم الثقة بالنفس
. ب- تكرار مرات الفشل
. ج- البيئة : من أصدقاء وظروف العمل وجو الخطية
. د- الفراغ الروحي

:أما تفصيل ذلك فهو


: أ - عدم الثقة بالنفس و قدرات الإنسان

وما علاج عدم الثقة ؟

. أ - أعرف قدراتى الجسمية والعقلية
. ب - استخدامها في الإطار الصحيح
. ج - أطوّرها للأفضل واستفيد من مرات الفشل
. د - أثق فى معونة إلهي القادر على هْدم كل حصون العدو الشرير
"و أكرر : " أستطيع كلّ شيء فى المسيح الذى يقوّيني
. هـ - أراجع مرّات نجاحى التي مرّت علىّ فى حياتي
و - أتغلب على الضعفات و أستفيد من مرّات الفشل وابدأ بعزيمة جديدة و لأننا لم نأخذ روح الفشل بل
روح القوة و المحبة و النصح تى 7:1

: ب - تكرار مرّات الفشل

مما يُصيب الإنسان باليأس و الإحباط و عدم المحاولة مرة ثانية ، و لماذا يتكرر الفشل ؟

اولأ : المناخ أو البيئة من أسباب ضعف الإرادة
" على رأى المثل : " الكثرة تغلب الشجاعة
" ؟ وعلى رأى المثل أيضاً : " قلْ لى من هم أصدقاؤك أقول لك من أنت

: فرد فى شلّة .. ماذا يفعل ؟ كيف يقاوم ؟ هل تتذكر قصة لوط البار؟ اسمع ما يقوله الكتاب

فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقْى" ... ونقل خيامه إلى سدوم وكان أهل سدوم أشراراً
وخطاه لدى الرب جداً " تك 13: 10-13
و صار لوط مغلوباً من سيرة الأردياء فى الدعارة إذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يوماً
فيوماً نفسه البارة بالأفعال الأثيمة " لط 2: 7-8
. إذ كثرة الشّر فى البيئة المحيطة تُضعف إرادة الإنسان

ثانياً : ربما يتكرر الفشل مما يضعف الإرادة... بسبب العناد : بمعنى أن يقاوم الإنسان صوت ضميره
. و يستمر فى طريقه ويرفض صوت الله داخله

ثالثاً : ربما يتكرر الفشل بسبب التهاون : استهان الإنسان بخطية صغيرة ، بمعاشرة صديق يُبعده عن ربنا
تردُّد على مكان مُعثر ، تساهل فى سماع كلمات لا تليق
. فى chatting مثلاً ، فعلاً التهاون مرّة يؤدى إلى سقوط مرّه ثانية ثم تعوُّد، ثم استمرار الفشل

رابعاً : ربما يتكرر الفشل بسبب الأعذار : كأن يقول الشاب : هذا الأمر من متطلبات سني ، أو يقول
. قائل : كل الناس كده، أو هى تجربة ، مرّة واحدة آخذ فكرة وخلاص

: خامساً : من أسباب تكرار الفشل أيضاً
: أن ينفذ الإنسان رغبته ، مشيئته دون مشيئة الله بالرغم من صلاته الدائمة
لتكن مشيئتك يا الله وماشى بفكره الخاص دون مشورة ، ناسياً قول يعقوب الرسول : يع 5:1
"إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذى يعطي الجميع بسخاء"
: و متناسياً أيضاً قول أحدهم
"الذين بلا مرشد في الطريق يتساقطون مثل أوراق الشجر "

و الآن هل ترغب فى تقوية إرادتك ؟ هيا بنا
: أولاً - التداريب الروحية و منها
. أ- الصوم : فعلاً، جسد تمنع عنه الماء و الخبز ، سهل جداً أن تمنع عنه الخطية
ب- التغصّب : أغصب نفسك على صلاة الليل وزدها مزامير فكل طريق روحي لابد أن يبدأ
بالتغصب ، أغصب نفسك على تنفيذ وصية أنجيلية مثلاً : "اسلكوا فى المحبة" أف1:5
: و مثلاً : " أسهروا و صلوا لئلا تدخلوا فى تجربة" مت 41:26 ، ممكن
. " لا تشتركوا فى أعمال الظلمة بل بالحرى وبخوها "

: ج- الجهاد قدر ما تستطيع

" و أنتم باذلون كل اجتهاد قدموا فى إيمانكم فضيلة ، و فى الفضيلة معرفة و فى المعرفة تعففاً
و فى التعفف صبراً و فى الصبر تقوى " 2 بط 1 : 5 - 6
" اجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق" لو 13: 14
"جاهد جهاد الإيمان " تى 12:6
"اجـتـهـَد أن تـقـيـم نـفـســــك مـزكـي عـاملاً لا يخزى " 2 تى 15:2
: قل مع القديس بولس الرسول
" قد جاهدتُ الجهاد الحَسن أكملت السعي ، حفظت الإيمان " 2 تى 7:4

: ثانياً : الحياة الروحية عموماً تقوّى الإرادة
، حياة التسبيح ، الخدمة فى الكنيسة ، جو النادي الكنسي ، الرحلات الروحية ، الشموسية
. العمل المسرحي الكنسي، الكورال ........ أنشطة كثيرة

: ثالثا : الثقة فى نعمة الله و مؤازرة روحه القدوس تقوى الإرادة
"أستطيع كلّ شيء فى المسيح الذى يقوّيني " فى 4 :13
"لأننا نحن عمله مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها "أف 2 :10

: رابعاً : الإتحاد بشخص ربنا يسوع
. بالتناول باستعداد ، بعد الاعتراف بتدقيق
! "من يأكلني يحيا بي ، يثبت فيّ و أنا فيه "
"فيصير الله هو العامل فينا أن نريد و أن نعمل من أجل المسّرة " فى 13:2

: خامساً : حدد هدفك دائماً من
أ- كل تصّرف : هل يبنى؟ هل يمجّد الله؟ هل يُعثِر الآخرين ؟
"كل الأشياء تحلّ لى ولكن ليس كل الأشياء توافق " 1 كو 23:10
"كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء تبني"

. ب- كل كلمة : ليكن كلامك مُملّحاً بملح مُعطياً نعمة للسامعين
" الأقوال الباطلة الدنسة فاجتنبها " 2 تى 16:2

. ج- كل نظره : إن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيّراً

: د- معاشرة و مصادقة القديسين وأولاد الله تُقوّى الإرادة
. " فالمعـاشـــرات الرديئة تفســـد الأخلاق الجيدة "
" و ليـتـجنب الإثم كل من يُـسـمَّى أســم المــســــيح " 2 تى 19:2
. "أما الشـــهوات الشـــبابية فاهرب منها و أتبع البرّ والإيمان و المحبة و الســـلام "2 تى 22:2
و الآن : هل تثق فى قدراتك ؟
هل تثق فى عمل نعمة الله ؟
هل تريد أن تعمل فيك نعمة الله ؟

: قال قداســـة البـابـا شنودة الثالث
-----------------------------------

، النـعـمة على الرغم من عملها فى الإنســـان تتركه لحريته، أنها تشجعه و لكن لا ترغمه
. نعمة المعونة لا تلغى نعمة الحرية

. النـعـمة إذن تُشعل قلبك بمحبة الخير و تقوّى إرادتك على فعله و تُحثك عليه ، لكنها لا ترغمك

، أن الله يريدك أن تصل إليه ، بكل رضى قلبك لذلك كان قبولك للرب أمراً هاماً فى الحياة الروحية
أنه الخطوة الأولى فى طريق الخلاص ، لكن قبولك يدّل على استجابتك لعمل النعمة
، المهم أن يشترك الإنسان فى العمل مع نعمة الله ، سواء بدأ هو ، أعانته النعمة و اشتركت معه
. أو بدأت النعمة و اشترك هو فى العمل معها

ابدأ إذن بأّية بداية ، مهما كانت ضعيفة أو ناقصة أو ضئيلة

وثـق إن الـنـعـمـة ســـتـفـتـقـدك وتـقـويـك وتـعـمـل مـعـك

------------------

القس / صرابامون عطية
كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارمينا - بفلمنج - الإسكندرية
حلوة قوى قوى قوى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010