النساء في البيت - العلاقة مع الزوج
+++++++++++++++++++
+++++++++++++++++++
افسس 25،22:5 "أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب... أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها...". هنالك فصلين آخرين نشجع فيها النساء أن يخضعن لأزواجهن (كولوسي 8:3، 1 بطرس 1:3) لكن ماذا يعني أن يخضع؟ يقول القاموس، "أن يذعن الواحد نفسه لسلطة وإرادة شخص آخر". هل هذا إذلال للزوجة؟ كلا إنما هو ببساطة ترتيب الله الذي رتّبه لخير البشرية.
إن الفروق بين الذكر والأنثى كما عيّنها الله هي فروق مهمة، وتشكّل النزعة الحاضرة لإلغائها خطراً بالنسبة للزواج والمجتمع لأن الزواج هو أمر أساسياً لأي مجتمع سليم. إن ترتيب الله للزوجة هو الخضوع وليس الخنوع، للزوج السلطة التي مثالها المسيح الذي "أسلم نفسه" إن الفكرة المثالية هي الاعتبار المحب والاحترام المتبادل الواحد للآخر. وهذا السلوك تدفعه روح الانفتاح والمشاركة. إن الزوج والزوجة اللذان لهما ذات الهدف في الحياة - وهو العيش لإرضاء الرب - واللذان يقرآن الكتاب المقدس بانتظام ويصليان معا،ً -كورثة نعمة الحياة- سوف لا يجدان صعوبة كبيرة في فكرة الخضوع والسلطة عندما يكون كلاهما خاضعين للرب، فإن باقي العلاقات ستجد مكانها المناسب. إن الزواج المسيحي الحقيقي هو اتحاد رجل وامرأة، متساويين في القيمة، مكملين الواحد للآخر في العمل، في انسجام الواحد مع الآخر لأن لله المكان الأول في حياتهما.
في حالة الزوج، حيث يفشل الرجل في تتميم واجبه كما هو مبين في (أفسس 22:5)، وكذلك هو حال الزوج الذي تفشل زوجته في القيام بواجبها فعليه أن يبقى أميناً في واجبه. إن واجب كل واحد واضح ولا يعتمد الواحد على الآخر. إن الأمر صريح يجب أن ينفذ وفقاً لإطاعة الله بغض النظر عن تصرف الطرف الآخر.
قال أحدهم "إذا أراد الزوج أن يعامل كملك فعليه أن يعامل زوجته كملكة، ولو عامل زوجته كملكة فلن تجد صعوبة في معاملته كملك". يجب أن يكون هنالك احتراماً متبادلاً (أفسس 33:5، 1 بطرس 7:3)، اعتباراً متبادلاً في العلاقات الزوجية (1كورنثوس 3:7-5)، والاعتراف بين العلاقات.
على المرأة أن تنفذ مسؤولياتها بإدارة البيت بنفس الأمانة التي تتوقعها من زوجها بقيامه بواجباته. يقول أمثال 1:14 "حكمة المرأة تبني بيتها..." إنه لتحدي بأن تأخذ "حشوة" حياتك لتشكلها بإتقان. صحيح أن هنالك الكثير من الروتين والأعمال الأقل لذة في تكوين البيت ولكن ليس من عمل حقير. يتحتم علينا أن نعمل بأيدينا (1 تسالونيكي 11:4، أفسس 28:4)، كما عمل ربنا يسوع وبولس الرسول أيضاً. إن القيام بالأمور بمحبة وإعطاء نفوسنا بدون تذمر يخفف كل مهمة.
العلاقة مع الأولاد
أن تكوني زوجة تقية وأم ليس بمسؤولية صغيرة. مع كون الطفل يأخذ فكرته عن الله من والديه إلا أن تأثير الأم هوعظيم خاصة في أولى سنوات الحياة. إن السنين التي تسبق مرحلة المدرسة تعد سنين مكوّنة وإن لأهمية التعليم التقي والقدوة لا يمكن أن يشدد عليه أكثرمن ذلك. لقد رأينا هذا المثال في أبناء يوكابد وحنة.
هنالك ازدياد في توعيتنا عن أهمية المحبة في النمو الكامل للأطفال والأولاد الصغار. ومع هذا فإن الأخبار كثيراً ما تكون مليئة بالقصص المحزنة عن أولاد محّطمين أو مهملين، عن الإجهاض الذي تحت الطلب، عن أولاد حزينين وغير مرغوب بهم. بالطبع كنساء مسيحيات فإن علينا أن نكسب محبتنا، ليس على أولادنا فقط بل على كل من لنا صلة به، خصوصاً على أولئك الذين عندهم حاجات خاصة . قال يسوع، "من قبل واحداً من هؤلاء الأولاد باسمي يقبلني" (مرقس 37:9، متى 42:10).
في يومنا هذا الكثير من النساء يعملن خارج المنزل، نفعل حسناً لو توقفنا وفحصنا هذه العادة. في حالة ضرورة اقتصادية، وهناك حالات كثيرة كهذه ، ليس من حاجة لإثارة السؤال. لكن عندما تعمل الأم فقط لتتمكن من الحصول على "زوائد" للعائلة أو البيت لتؤمّن مستوى حياة "أرفع" فعليها أن تتأكد أنها تخسر أكثر مما تربح. ليس من حضانة أو معتنية بالأطفال تقدر أن تحل محل الأم تماماً في تربيتها وحبها لطفلها. إن السنين التي تسبق المدرسة لقليلة وثمينة جداً ويجب على الأم أن تأخذ الوقت لتتنزه مع ابنها وتبدأ في تنمية تقديره للطبيعة، ليقرأ ويغني ويصلي. ليلعب ألعابا ويطيّر طيارة أن تشارك فرحه عند اكتشاف اكتشافات يومية في العالم من حوله. لتعلمه الفرق بين الصح والخطأ. لتبين له أنه شخصاً مهماً من صنع الله وأن له قيمة عند الله. إن هذه الأيام الأولى في المشاركة لضرورية جداً إذا أردنا المحافظة على الاتصال في السنوات، جيل المراهقة. على الأم أن تحاول قدر الإمكان أن تكون في البيت عند وجود الأولاد في البيت.
قال أحدهم؛ "يجب أن يكون البيت ذو رائحة محبة"، رائحة البسكوت وخبيز الخبز، يجب أن يكون البيت مكاناً للراحة والمحبة والدفء والترحيب، مكانا جميلاً لأن المحبة تساعدنا على أن نعمل أشياء بديعة. أي ذكريات سيحملها أولادنا عن البيت طيلة الحياة؟ إن العمل البيتي يمكن أن يكون من أبدع وأسر الأعمال التي ترغبها كل امرأة. تشكل تربية وتأديب الأولاد جزءاً مهما جداً من عمل الأم، هذه مسؤولية متبادلة للأم والأب لكن الآباء ليسوا في البيت خلال ساعات النهار ولهذا فلا بد من أن معظم العبء يقع على كاهل الأم. مرشدها هي كلمة الله، وفقط عن طريق الصلاة والاعتماد على الرب تتمكن من هذه المسؤولية.
يقول سفر التثنية 6 :6،7 "ولتكن هذه الكلمات التي أوصيك بها اليوم على قلبك وقصها على أولادك وتكلم بها حين تجلي في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم" كانت هذه التعليمات التي أعطيت لإسرائيل على يد موسى ولكنها تنطبق تماماً على وقتنا الحاضر. يجب أن تكون الكلمة أولاً في قلوبنا "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى" (كولوسي 16:3) ليس من أم تقدر على فقدان وقت التأمل مع الرب، تقرأ كلمته وتصلي يوما بعد يوم وأي امتياز لنا أن نعلّم أولادنا عن الرب. يجب أن يبدأ ذلك منذ الطفولة وأن يكون جزءاً طبيعياً من الحياة اليومية، التحدث عن الله حين نجلس في البيت أو نمشي في الخارج، وقت النوم و في الصباح كما يقترح في تثنية 6 يجب أن يكون وقتاً مخصصًا كل يوم تقرأ فيه كل العائلة الكتاب معاً وتصلي. يمكن فعل هذا عند الفطور أو العشاء أو أي وقت مناسب، لكن يجب أن يكون جزءاً منظماً في برنامج العائلة مرتباً بحذر وممارساً.
إننا ننفر من كلمة "تربية" أو "تأديب" ولكنها تضع الحدود فقط لأولادنا. ينتج القصاص إذا تجاوز الولد حدوده بتعمد. إن معرفة القوانين ومعرفة وجود قصاص لعدم الطاعة بشكل منتظم يعطي الولد شعوراً بالأمان. أفسس4:6 يقول، "لا تغيظوا أولادكم" (لا توبخ أو تضايق وتغضب أولادك وتجعلهم حانقين). علينا أن نكون بحذر قيمنا المسيحية ومقاييسنا للعائلة ثم نعلمها لأولادنا إلى أن يصبح بإمكانهم عمل الاختبارات الصحيحة على أساس ما تعلموه. هذا هو هدفنا لهم. وفوق كل شيء علينا أن نصلي لأجل أولادنا. لدينا مثال إبراهيم(تكوين18:17). وداود(1أخبار الأيام19:29). هنالك تحذير لنا ألا نظهر المحاباة ونحب ولداً أكثر من الآخر، يظهر هذا التحذير في الأمثلة: أسحق ورفقة(تك28:25)، ويعقوب(تك3:37). والخراب في الحياة العائلية نتيجة لذلك، وتحّذر أيضاً ضد الاسراف والفشل في تأديب أولادنا بواسطة النتائج المحزنة لبيت عالي حيث سقطت دينونة الله لأن بنيه أوجبوا اللعنة على أنفسهم وهو لم يردعهم(1صموئيل13:3).
الجيران
إن تأثير المسيحي يجب أن يصل إلى ما وراء جدران المنزل، هل سلوك حياتنا غير مختلف عن سلوك جيراننا؟ أم هل يرون في عائلتنا شيئاً ينقصهم ويريدون الحصول عليه؟ إن جو البيت المسيحي الحقيقي يمكن أن يكون أمراً حديثاً كلياً بالنسبة لأصدقاء أولادك عند مجيئهم وذهابهم، وبالنسبة لجيرانك عندما يزورونكم. إن العائلة السعيدة والمتحدة في بيت محب أصبح نادراً في هذه الأيام.
الشخصية والثياب
هنالك فقرتان تتحدث عن شخصية المرأة المسيحية (1تيموثاوس11:3 وتيطس3:2-5). ملّخص هذه الصفات المذكورة هناك تحتوي على ذات وقار، صاحية، منضبطة النفس، يُوكل إليها، مُحبّة، جديرة بالثقة وطاهرة.
بالنسبة للثياب يشدد 1بطرس3:3، 4 لا على الزينة الخارجية بل جمال الروح. وفي 1تيموثاوس9:2-10 يدعونا لملابس الحشمة لا الثياب البارزة لجذب الانتباه في غير محلّه لذواتنا. دعونا نطلب في هذا الأمر كما في كل الأمور أن نكون فرحين لله. يا ليتنا نعطي وقتاً أكثر لتنمية الجمال الداخلي لشخصيتنا أكثر من إعطائنا لتزيين أجسادنا.
استخدام البيت لأجل الرب
الضيافة خدمة يقّدرها الرب وشعبه (1بطرس9:4، عبرانيين2:3). ليس من الضروري أن نملك بيتاً جاهزاً وأن نعمل تدبيراً مسرفاً. فإن بإمكان شخصاً أعزباً يسكن في غرفة واحدة تقديم الضيافة. إن الترحيب المُحب والإكرام البسيط سيُعطي لذة والفتيات العازبات اللواتي يمارسن الضيافة يملكن حياة غنية.
يمكن للخدمة المسيحية أن تستمر في البيت إليك بعض الاقتراحات:
1- نوادي الأولاد. هنالك الكثير من الأولاد الذين رُبحوا للرب عن طريق خدمة نوادي الأولاد البيتية. بإمكان الأشخاص الذين لا يجيدون التعليم أن يقدموا بيوتهم مرة بعد الظهر كل أسبوع وأن يساعدوا المعلمين في طرق مختلفة.
2- أوقات تناول القهوة للنساء. هذه الأوقات برهنت على فائدتها للوصول إلى الخطاة ولمساعدة المسيحيين الأحداث على النمو. هنا أيضاً بإمكان الأشخاص الذين لا يحّسون بمقدرتهم على التعليم أن يفتحوا بيوتهم، ويعزموا الجيران، يهيأوا القهوة ويسندوا الشخص الذي يقود هذه الحلقات بصلواتهم.
3- جماعات دراسية للأزواج. أن اجتماع بعض الأزواج في أحد الأمسيات لدراسة الكتاب والمشاركة سوف يساعد على نموهم في معرفة الكلمة وينمي صداقات عميقة وقوية.
4- نشاطات أخرى ربما يشعر البعض بعدم سماح الوقت لاعطائه لمثل هذه الخدمات المذكورة. فهنالك أمور أخرى يمكن القيام بها في البيت مثلاً:أ) الاتصال هاتفياً بشخص مريض أو لوحده. ب) صنع البسكوت أو الكعك لمساعدة عائلة أو صديق بحاجة (أو أن تقول أحبك بطريقة عملية).ج) استخدام مهارة معينة كالخياطة أو النسج لصنع أشياء لأجل الآخرين) كتابة رسائل للمبشرين (عدا عن العائلة والأصدقاء) الصلاة, هذه من أعظم الخدمات وربما الأكثر اهمالاً. "كل ما فعلتم فافعلوا الكل لمجد الله"(1كو31:10).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.