أعطت من أعوازها

من كتاب ( رائحة المسيح فى حياة أبرار معاصرين )
للقمص لوقا سيداروس كاهن كنيسه مارجرجس باسبورتنج بالاسكندرية
+++++++++++++++++++++++++++++++++++

فقراء ولكن أغنياء
-----------------
مات زوجها ..وكان عاملا فقيرا ، وترك لها طفلين صغيرين ..كانوا يسكنون أحد أحياء مدينه الاسكندريه الفقيره ..لم يكن لهذه الأرمله سند لا من مال ولا من رجال ..كانت ترفض أن يكون لها سوى المسيح الذى كانت تطلب بحسب وعده أن يكون زوجا للأرمله وأبا للأيتام.
كان ايمانها كبيرا جدا برعيه الله لها وعنايته بها وبأولادها .. طلبت أن تعمل بيديها فوافق الأب الكاهن على طلبها لكى يكون هناك مبررا لمساعدتها اذ كانت تقبل بصعوبه شديده وبعد الحاح كبير من الأب الكاهن اى مساعده .ويوم ما ذهب الأب الكاهن لزياره دير مارمينا ففوجئ بالأرمله هناك .. تعجب وسألها كيف أتيت أجابته بالقطار ثم أكملت الباقى مشيا.. وعلم الأب الكاهن انها كانت قد خبزت خبزا بما ادخرته من اعوازها وحملته على رأسها واتت به كل هذا الطريق لتقدمه للدير ، وقضت طوال يومها بالدير تغسل وتمسح وتخدم وهى تسبح الرب القدير وتشكره على عنايته بها.
وفى يوم جاء ابنها الصغير من المدرسه وطلب ان يأكل فأجابته .. مافيش أكل لكن روح اشرى بقرش فول .. ذهب الولد واحضر الفول وطلب زيت ليضعه على الفول اجابته أمه لايوجد ياابنى زيت فقد كانت لا تملك فعلا زيت وكانت قد غسلت زجاجات الزيت ووضعتها مقلوبه لتجف .. لكن الولد بكى واحتج قائلا لأ فيه زيت وانت مخبياه عنى .. وجرى الولد الى مكان الزجاجات فوجدها كلها مملوءه بالزيت .. أدركت المرأه بحاستها الروحيه ان الله يعظم الصنيع معها فأجابت ابنها بفطنه سامحنى يابنى نسيت ان عندنا زيت ..
ذهبت المرأه الى الأب الكاهن وهى تسبح الرب القدير وعيناها تطفران بالدموع وروت له ماحدث معها .. فسألها الأب الكاهن واين هى زجاجات الزيت تلك ..أجابته المراه ارسلت اثنين الى دير مارمينا وواحده الى الكنيسه المرقسيه واحتفظت لنفسها بزجاجه واحده فقط .
حقا لقد آمنت تلك المرأه بأن الله أخذ مكان زوجها وحقق وعده معها ..انه زوج الأرمله وابو الأيتام وكان لها منهج القديسين فى انكار الذات وان كان الله يعمل معهم آيات خارقه لكنهم احتفظوا باتضاعهم كدرع واق ضد مكائد العدو.. فعظم الرب الصنيع مع هذه الأرمله الفقيره الى أن ربت أبناءها فى مخافه الرب وأكملت أيامها فى رضاه