من أجل سلام الكنيسة

يروىالقس رفائيل أفامينا فى مذكراته عن البابا كيرلس السادس ويقول:

" فى حبرية البابا كيرلس السادس حيث دب خلاف بين كاهنا كنيسة فى القاهرة، وكان كل كاهن يشتكى زميله الى قداسة البابا كيرلس، وهو يحاول معهما أن يصطلحا، وأن يكونا روحا واحدا، وأن لا يدخلا العدو الشرير بينهما، وفى صباح يوم حضر أحدهما، وطلب مقابلة البابا كيرلس السادس وعندما قابله بكى أمامه وقال: ياسيدنا أنا مسامح زميلى وأبى الكاهن، وسأله البابا عن سبب بكائه؟ فأخبره بأنه فوجىء بأيقونة القيامة التى للرب يسوع له المجد والتى هى بالكنيسة تهطل دما من داخل زجاجها، وأيضا عامودا رخاميا بالكنيسة أخذ يهطل قطرات من الدم من أعلاه، وتحت تاج العامود، وصلى له البابا كيرلس وطمأنه الى أنه مادام قد أصلح مع أخيه، فان الله سيسامحه ويكون هذا للخير وليس للشر، وبعد الظهر فى ذات اليوم حضر الكاهن الأخر وطلب مقابلة البابا كيرلس، وعندما قبله بكى أيضا، وأخبر البابا بأنه قد سامح زميله وأخيه الكاهن ولا يمسك عليه أى خطأ تجاهه، وأخبر البابا كيرلس بأنه قد رأى الدماء تهطل من داخل أيقونة القيامة، كذلك عامود الرخام مازال يقطر دما ، وصلى له قداسة البابا وطمأنه الى أن الله سوف يسامحه مادام قد غفر لأخيه، وعاد السلام للكنيسة واصطلحا الكاهنان وعاشا فى سلام وفى محبة أخوية سنينا طويلة، حتى تنيح أحدهما بشيخوخة صالحة ، ومازال زميله الكاهن الأخخر فى سلام يخدم مذبح الله فى تواضع ومحبة لكل الخدام الذين معه.

ومن العجيب حقا أن قطرات الدم استمرت تهطل من أعلى العامود الرخامى وقتا طويلا، حتى بعد أن حل السلام بين الكاهنين، فذهب البابا كيرلس فى صباح يوم الى تلك الكنيسة وصلى القداس، ثم ذهب الى العمود وصلى أمامه وقال له كمن يكلم صديقا له"كفاية كده" وبعدها توقف هطول الدم تماما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010