مــن يزيــل الآلام

ولد James Simpson في مدينة Edinburgh ، في بلاد سكوتلاندا. وبعد أن ابتدأ دراسته الجامعية، التحق بكلية الطب، راغبا بأن يصبح من عداد جراحي بلده.

في السنة الثانية من دراسته، حان الوقت لكي يشاهد James أول عملية جراحية تجرى أمامه. لم يكن الطب آنها، قد توصل إلى إكتشاف المخدرات الطبية، التي تخفف آلام الجراحة. وقف James مذهولا وهو يراقب الجراح يجري عملية بترٍ لساقٍ، قد تفشى فيها الإلتهاب والمرض.

كانت تلك الفتاة المريضة تصرخ وتتلوى من الألم بينما هي مربطة على سرير العمليات، والجراح يقطع ساقها ليفصلها عن جسدها، خوفا من أن ينتقل المرض الى جميع أنحاء جسدها فتموت.

خرج James من العملية وهو يجهش بالبكاء، ووضع في قلبه أن يعمل كل ما في وسعه لكي يجد طريقة لتخفيف آلام الجراحة.

بعد سنين عديدة من العمل الدؤوب، وقف الطبيب الشهير James Simpson في غرفة العمليات بجوار الجراح المسؤول، ثم جعل المريض أمامه يتنفس مادة الـ Chloro-form. ما أن تنشق المريض هذا الدواء حتى غاب عن الوعي، وأجرى الجراح عملية لإنتزاع الورم الخبيث في رقبته.

تمت العملية بنجاح، وقام المريض من غيبوبته دون أن يشعر بالألم. جرت تلك العملية عام 1847 أمام العديد من مشاهير الأطباء.

وبذلك الإكتشاف حقق James Simspon أحد أهم الإنتصارات في مجال الجراحة، وهكذا حقق هدفه بأن يخفف آلام الآلاف بل الملايين من المرضى.

مرت الأعوام وابتدأ James يرى الموت يدخل الى عائلته واصدقائه. مات أبواه، ولم يستطع أن يفعل شيئا لإنقاذهما. شعر james بألم شديد وعجز رهيب أمام حقيقة وقوة الموت.

وأخذ يتسائل في نفسه: إن إكتشافاتي الطبية نجحت في أن تخفف بعض الآلام، لكنها لم تنجح في أن تزيل آلام القلب الداخلية. من يقدر أن يزيل آلامي التي في الأعماق، آلامي التي في قلبي؟

صارع james نفسه، وهو يحاول أن يجد جوابا على سؤاله، إلى أن وصل إلى حالة إعترف فيها بعجز الإنسان أن يشفي آلام أخيه الإنسان. حينئذ، إتجه James بالصلاة الى الرب، ليجد عنده الجواب.

نعم، لقد فتح الرب قلب هذا الطبيب الشهير، وأتى james بآلامه وحزنه الى الرب يسوع الذي قال: تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا اريحكم.

كان إعتماد هذا الطبيب على نفسه، لكنه لم يجد دواء لنفسه، لكن حين جاء الى الرب يسوع بالإيمان والتوبة، إستطاع أن يجد التعزية في وسط الآلام، والفرح في وسط الحزن، والسلام الحقيقي في وسط التجارب والمصاعب.

في ذروة نجاحه الطبي، أجرت إحدى الصحف حديثا مع james Simpson . فسأله المحرر: ما هو أعظم إكتشاف توصلت إليه؟ قال James: عندما إكتشفت أن الرب يسوع قد مات لإجلي على الصليب، لكي يدفع ثمن خطاياي.

أخي وأختي، هل اكتشفت أنت أيضا هذا الإكتشاف العظيم؟

البَـنّاء

كان أحد النجارين يعمل في بناء البيوت، فطالما بنا بيوتا جميلة، ولكنه لم يكن له بيت يملكه، إذ أن مدخوله كان بالكاد يكفي لتسديد مطاليب عائلته.

كبر هذا الرجل، وأصبح له الحق في أن يتقاعد، إذ كان قد تزوج أولاده جميعا، ولم يبقى في البيت الذي يسكنه بالإيجار سواه وزوجته.كان قد إشتغل لسنين عديدة لنفس المقاول، وكان المقاول يعرف أحوالهما المادية...

فذات يومٍ جاءه المقاول، طالبا اليه، لو كان بمقدوره أن يعمل معه معروفا أخيرا... وذلك في بناء بيت أخير.

قبل هذا النجار أن يقوم بهذا المشروع بعد أن إتفق مع المقاول على المبلغ المحدد من المال لقاء تعبه... لكن كان قد سئم العمل، وكان واضحا بأن قلبه لم يكن في ذلك العمل، فوق ذلك، بدى بأن صاحب ذلك البيت لم يأتي ولا حتى مرة واحدة ليتفقد ما يبنيه هذا النجار...

فكان هذا النجار يستخدم أرخص أنواع المواد من خشب، ومواد عازلة، وغيرها، ولم يبالي كثيرا في البناء، فقل تدقيقه في العمل، وكان همه الوحيد الإنتهاء من هذا العمل بإسرع وقت ممكن. إذ كان قد اتفق مسبقا على المبلغ المحدد لقاء أتعابه...

لدى إكتمال البيت، جاء المقاول لكي يرى ما قام به هذا النجار، وبدت على وجهه بعض علامات الحزن، لكنه لم يتفوه بأي كلمة... بل تناول من جيبه ظرفا يحتوي على مفتاحين وقدمهما لذلك النجار، قائلا له... هذا البيت هو تقدمتي لك فهو ملك لك...

صعق هذا النجار مما سمعه، هل هذا بيتي، أجابه نعم... يا للخجل... قال في نفسه، لو علمت فقط بإنني أبني هذا البيت لي، لكنت عملت به من كل قلبي... لكنت أستخدمت أفضل المواد وانواع الخشب، لكنت صرفت وقتا أكثر في بناءه، واعتنيت في كل صغيرة وكبيرة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010