( رحلة داخل أمرأة خاطئة )

رحله داخل إمرأه خاطئة :-
=================

فى الإصحاح السابع والثلاثون نقرأ فى إنجيل لوقا هذه الكلمات "وإذا إمرأه فى المدينه كانت خاطئه ..." فلكثرة شرورها عرفتها كل المدينه بالخاطئه . لسنوات عديده تركت هذه المرأه نفسها للخطيه ، تتنقل من رجل إلى آخر طلباً للمتعه أو المال ، وفى كل مره كانت تغوص أكثر و أكثر فى ذلك المستنقع المسمى بالخطيه .. ولكن تُرى ماذا كان يدور داخل هذه المرأه ؟!

الضمير هو أداة الله لمخاطبة الإنسان ، تُرى هل مات ضمير تلك المرأه تحت ضغط مشاعر الضياع وفقدان معنى الحياه ؟ أم سكن إلى حين ليعود ويستيقظ من جديد بنعمة الله المدبره لخلاص هذه النفـس ؟

قد يكون ثمة حوارات كانت تدور داخلها لتسكت وخزات الضمير بأن تلقى بكل تبعات خطيتها على الآخرين قائلة لنفسها : إننى لست أسوأ ممن حولى فإن كانوا يلقبوننى بالخاطئه فكلهم خطاه .. فالفرق بينى و بينهم هو أننى لست مرائيه مثلهم فهم يفعلون الخطيه بعيداً عن أعين الناس لابسين ثياب العفه والتدين !

ولكن ماذا بعد .. ؟! لقد تبلد الضمير بل سكن إلى حد الموت مصحوباً بفقدان معنى الحياه جعلها تتمادى فى الخطيه لتنسى واقعها المرير … كانت المشاعر والأحاسيس تتضارب داخلها بعد كل سقطه !! الإحساس بالفراغ ينغص عليها حياتها خاصةً بعد سكون ضميرها ، ومشاعر الإحباط التى سيطرت عليها بعد أن جرفتها الخطيه بتياراتها وأصبحت محاولات رجوعها مستحيله كمن يبحث عن قطة سوداء فى غرفة مظلمه ! .. وزاد على ذلك شعورها بالغربه فى مجتمع ينفر منها ناظراً لها نظرة الخاطئه الساقطه التى تستوجب الرجم حسب الشريعه والناموس .. ما أقصى هذه المشاعر ‍‍‍‍!

وهكذا سارت هذه المرأه على منحدر مليئاً بالأشواك أدى بها إلى ظلمه مضاعفه بلا أمل فى الرجوع و توقع دائم للإمساك بها وعقابها أشد أنواع العقاب . ظلت هذه المرأه سنوات غارقه فى ظلمتها تتحسس طريقها إلى قطرة ماء تروى عطشها فى صحراء قاحله تلهب قلبها بسياط الألم والندم على ما فات … إلى أن لمع أمامها بصيص من الأمل فى ماء الحياه .. ذلك الشخص العجيب الذى يقيم الموتى ويشفى المرضى ويفتح أعين العميان .. إته الرب يسوع .. القيامه والحياه .. غافر الذنوب .. مجدد القلوب .. مقيم الساقطين .. نعم إنه الطريق .. إنه الخلاص . ولم تتردد المرأه .. كسرت كل التقاليد ونسيت تعيير الناس وإحتقارهم لها .. تقدمت إلى يسوع بقارورة طيب .. وإختلطت دموعها بطيبها على قدميه .. وراحت تمسحهما بشعرها فإنسكبت كرامتها كإمرأه أيضا .. ولكن لا يهم .. لقد وجدت الشفاء والراحه أخيراً .

وخيم صمت طويل على هذا الموقف المؤثر وكأنه دهور ترجع بذهن الحاضرين إلى الماضى السحيق إلى رجل وإمرأه عريانان يختبئا وراء الأشجار .. وصوت غاضب يرن فى الآذان .. أين أنت ؟! وأصوات أبواب حديديه تفتح وسلاسل تسقط .. وصوت رقيق حنون يأتى من المستقبل القريب لينهى الصمت الرهيب .. مغفوره لك خطاياك .. إيمانك قد خلصك .. إذهبى بسلام . نعم إنه السلام .. السلام الذى يفوق كل عقل .. السلام مع القلب والفكر والضمير .. السلام مع الله .

ألم تختبر يوماً مشاعر تلك المرأه ؟ ألم تشعر يوماً أنك تريد أن تفعل مثلها وتأتى عند أقدام الرب وتنحنى وتبللها بطيب الحب ودموع الرجوع ؟ أمازلت تتردد طمعاً فى مزيد من المتعه الزائفه أو خوفاً من ألسنة الناس ؟

إن كنت تنوء بأحمالك فتعالى إليه ملقياً بها عند قدميه وثق ثقة الخاطئه أنه سيعطيك ما أعطاها بل وأكثر .. إنه إله كل نعمه .. عند قدميه سترى عجباً .
ما أعجب ربنا و إلهنا و مخلصنا و مخلص نفوسنا يسوع المسيح.
هل كل ما يريده منى أن أقبل إليه بنية صافية، و نفس تائبة، و قلب مملوء بغضاً للخطية، و إيماناً و ثقة فى أنه قادر أن يغفر لى خطيتى؟؟؟؟؟؟؟
بعد كل ما إقترفته من ذنوب ...
بعد كل ما فعلت من شرور ...
بعد أن دنست جسدى - الهيكل الذى يسكنه الروح القدس ...
بعد إن أسأت إليه بانتسابى إليه كإبن له ...

لهذا سأل يسوع الفريسيين و الكتبة و اليهود: أيهما أيسر؟! أن يقول للمفلوج قم إحمل سريرك و إمش؟! أم مغفورة لك خطاياك؟!
من وجهة نظر اليهود أن المعجزة هى فى قدرة يسوع على منح الشفاء للمفلوج ..
أنا من وجهة نظر يسوع أن يقيم روح المفلوج من الموت بمغفرة خطاياه ..

حقاً مغفرة خطايانا هى المعجزة التى تحدث مع كل سر توبة و إعتراف، مثلها مثل تحويل الخبز و الخمر إلى جسد و دم حقيقى لعمانوئيل إلهنا.

يا رب أرحمنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010