تأملات فى معنى الصليب

" من لا يحمل صليبه ويأتى ورائى ، لا يقدر أن يكون لى تلميذا " (لو 27:14)

ما هو الصليب شكلاً؟!!
هو عارضتين متقاطعتين و احدة منهما طولاً (|) و الأخرى عرضاً (-) و يشكلان معاً الصليب (+). و كنت أود أن نتأمل فى معنى الآية المذكورة عاليه لنعرف ماذا يعنى الصليب فى حياتنا. و سوف نتأمل فيهنا من جهة العارضتان (|) و (-).

1- ترمز العارضة الرأسية إلى علاقة الانسان مع الله: فحتى ترث الملكوت يجب أن تحب الله. فإن كنت لم تعتد حب الله و أنت فى الجسد، كيف تريد أن تسكن معه فى الأبدية؟ إن كنت لم تعتد أن تتكلم معه الآن (الصلاة) كيف تريد أن تتكلم معه فى الأبدية؟ إن كنت لا تحب أن تسمع له الآن (قراءة الكتاب المقدس) فكيف تريد أن تكون معه فى الأبدية؟؟ إن حياتك على الأرض الأن ما هى إلا تجربة (بروفا) للأبدية. إن كنت تصلح لها سوف تعيش فيها، و إن لم يكن فسوف يكون مصيرك حيثما ترتاح - أى فى العذاب الأبدى. فلو لم تطق لغة التسبيح الآن بضع ساعات فى القداس فسيرحمك منها الله فى الحياة الأبدية رحمة بك و سيضعك فى المكان الذى لا يوجد به تسبيح. و إن كنت لا تطق الوقوف مع الله بضع دقائق فى الصلاة فسيرحمك الله من هذا العذاب و يرسل بك إلى حيث لا يقف أحد للصلاة و لا لأى شئ آخر. فالله رحوم و عادل و لا يرض أن يدخلك حيثما لا تريد.

2- أما العارضة الأفقية فهى ترمز لعلاقة الانسان بأخيه الانسان: فلنفترض أنك تحب الله، كيف تثبت ذلك. أنت لا ترى الله، ولا تلمسه، و لا تتكلم معه فماً لأذن من الناحية الحسية. لذلك أعطانا الله بعضنا البعض حتى نظهر محبتنا له عن طريق محبتنا لبعضنا البعض. و يقول السيد المسيح له المجد "بهذا اوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضا" (يو 15 : 17) و "هذه هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما احببتكم" (يو 15 : 12) و كذلك "وصية جديدة أنا أعطيكم أن تحبوا بعضكم بعضاً . كما أحببتكم أنا تحبون انتم ايضاً بعضكم بعضاً" (يو 13 : 34). و جميع الوصايا فى الكتاب المقدس تهدف إلى محبتنا بعضنا لبعض كما يقول بولس الرسول "لأنه لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تشته وإن كانت وصية اخرى هي مجموعة في هذه الكلمة ان تحب قريبك كنفسك" (رو 13 : 9). لقد لخص لنا بولس الرسول الوصايا كلها فى ثلاث كلمات (تحب قريبك كنفسك). كما يقول أيضاً فيلسوف المسيحية بولس الرسول "لأن كل الناموس في كلمة واحدة يكمل . تحب قريبك كنفسك" ( غل 5 : 14). كما يقول الوحى الإلهى "إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب . لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره كيف يقدر ان يحب الله الذي لم يبصره؟!" (1 يو 4 : 20).

لذلك لخص لنا السيد المسيح الكتاب المقدس فى وصيتين فقط لا غير (العارضة الرأسية، و القائم الأفقى) و هما يختصان بعلاقتنا بالله و بالناس. و الملخص هو:
"وتحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك . هذه هي الوصية الاولى" (العارضة الرأسية التى تربط الله بالانسان)
"وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك . ليس وصية اخرى اعظم من هاتين" (العارضة الأفقية التى تربط الانسان بأخيه).

نفهم من هذا أن كلمة الصليب تحتوى داخلها كل الناموس و الأنبياء.
ان كان بولس الرسول قد لخص لنا الوصايا والناموس فى ثلاث
كلمات فقط ( تحب قريبك كنفسك ) ...
ذلك لان هذه الكلمات القليلة العدد الكثيرة والعميقة المعانى تلخص لنا مفهوم الايمان والخلاص المسيحى فى تلك الكلمات ....
كما لخص لنا الرب ذاته فى كلمة ( الله محبة )...........
لان الانسان ان احب اخاه فى البشرية كما يحب نفسه لسلك
فى الايمان الصحيح ولنفذ يذلك الوصايا .... كيف ذلك ؟!
+ هل يقبل الانسان لنفسه ان يزنى احد مع من له من نساء ..؟
الاجابة بكل تأكيد ... لا
اذا ليسلك نفس السلوك مع الاخرين .
+ وهل يقبل ان يتم قتل احد من افراد اسرته او من احبائه..؟
الاجابة بكل تاكيد ..لا
وهل وهل وهل وهل حتى نكمل كل الوصايا .....؟
والاجابة بكل تاكيد لا فى كل الاسئلة
فهل لو سلك الجميع بنفس هذا المنطق سنرى اى شرور فى هذا
العالم ......؟!!
ام سنرى عالم مملوء محبة وسلام
وسنرى الايمان فى مفهومه الصحيح انسان مملوء من الرب
ويأخذ نفس صفة الرب لانه ابن الرب ؛ وقد وصف الله ذاته بالمحبة ؛ فأن سلكنا بالمحبة فنحن ابناء الله قولا وفعلا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010