الأنوثة . . والرجولة



الأنوثة . . والرجولة
================


· معنى الرجولة في صورة اجتماعية، وفسيولوجية.

·ما هي الأنوثة الناضجة؟

·الخلط بين جاذبية الجسد . . والأنوثة المميزة.

· العلاقة بين الرجولة الحقة . . والعنف.

·لماذا تختلف الأنوثة، عن الرجولة . .

·كيف تثري هذه الاختلافات حياة الطرفين؟

بعيداً عن التعريفات العلمية، والدراسات الموثقة، نجد أن الكثيرين يخلطون في الفهم بين الجاذبية الجسدية، والأنوثة المميزة . . كما يخطئون في الفصل بين العنف، والرجولة الحقة.

فما هو الفرق . . ؟!

إن الجاذبية هامة بالنسبة للمرأة، لكن نلاحظ أن الكثيرات ممن تركن علامات بارزة في التاريخ، لم يكن يتمتعن بجمال بدني خاص. ومنهن عرفنا أن الصفات المميزة التي تجعل من المرأة إنسانة جديرة بأن نتذكرها، هي أن تكون:

دافئة المشاعر، سريعة الاستجابة، تحب الحياة، تتمتع بالحساسية والقدرة على اكتشاف ما له قيمة ويستحق في الآخرين، تعرف من " هي "، وتدرك "أنوثتها" ، ولكنها لا تندفع دائماً لأن "تثبت" ذاتها. تجدها ذكية، تتمسك بالأخلاقيات، قادرة على تحقيق أهدافها، والبعض يصفها خطأ بأنها مثل الرجل، فالنجاح لمن يستحقه حق لكل إنسان سواء أكان رجلاً أم امرأة.

وما هو الفرق . . بين العنف، والرجولة الحقة:

في المجتمعات المتحضرة، صار المثل الأعلى للرجولة، هو ذلك الشخص الذي يتصف بأنه:

دافيء المشاعر، محب، يعتني بالآخرين، صريح، واضح، حساس، أمين . . يحمل المسئولية بجدارة.

وهذه الرجولة الحقة، ترفض ذلك الدور الضيق، الصلب، القاسي، التقليدي، المدمر، الذي يتطلب من الرجولة ( الخاطئة) أن تتمثل في: الخشونة، والعدوانية، وقسوة الفؤاد، والصرامة، والوحشية!

الرجولة الناضجة:

أما الصورة الاجتماعية، والفسيولوجية للرجولة الناضجة – التي تعارف عليها الباحثون في العصر الحديث – فقد جاءت في كتاب "نحو الرجولة" للمؤلف " هارولد شرايوك" وهي:

- تمام اكتمال أعضاء الجسم المميزة لملامح الرجل، والتي تساعده على أن يقوم بدروه في الحياة، كحامل للمسئوليات العضلية الثقيلة، وكزوج، ورب أسرة.

- اكتمال نمو شخصيته على نحو صحيح، بتوجيه اهتمامه إلى الخارج، بدلاً من الداخل. فيركز انتباهه على الآخرين وخدمتهم، وليس على نفسه ولفت الأنظار إلى ميوله ورغباته.

- التعامل مع الزميلات كما لو كان في ساحة المدرسة في أثناء النهار، أو مع أهلها.

- ارتباط المشاعر بمقدار الطاقة العصبية، فيتراوح الشعور بين التفاؤل، والشجاعة، وبين الهبوط على دورات متناسقة، فيما بين 3 – 5 أسابيع. وعلى هذا فإن الشخص الذي يتحكم في مشاعره، ويتجنب اللعب بها، ويخفف من كآبته إلى أن ينمو فيه مزاج مرح، فيعرف بين الناس بطباعه الهادئة.

- فهمه للطبيعة البشرية، فيكسب الأصدقاء.

- يستجمع كل المعلومات الواقعية في الفكر عند استدعاء مخيلته، لمساعدته في اتخاذ القرار الهام في الحياة العملية.

- ميله إلى كتب الواقعية،البانية للأخلاق والمعرفة، وابتعاده عن قراءة الكتب الخيالية التي تتم في معزل عن بقية الناس.

- الالتزام بالأمانة، والصدق، والاستقامة، وصفاء الفكر والعمل، والكلام اللطيف، والتفاؤل، والبناء، ومساندة الآخرين.

- التركيز على الإنجازات.

- إظهار الاحترام للوالدين، مع التحرر التدريجي من سلطتهما بتحمل المسئوليات بالتدريج، مما يزيد الخبرة، والنضج، واكتساب صداقتهما.

- التوازن في المصروفات، والمعيشة في حدود ما يملكه، ومحاولة التوفير ما أمكن.

- المحافظة على الصحة: بالرياضة البدنية، والنوم الكافي، والأكل الصحي، والتنظيم والنظافة.

الأنوثة الناضجة:

وعلى الناحية المقابلة من الصورة، أصدر نفس الكاتب " هارولد شرايوك" كتابه الثاني " نحو أنوثة ناضجة" ركز فيه على أن الأنوثة الناضجة هي:

- مظهر نسائي مميز للبدن، فيميل الجسم بصورة عامة إلى الليونة، واكتمال أجزاء الجسم، وهرموناته لتهيئته وتمكينها من لعب دورها فيما بعد كزوجة، وأم.

- تميل المشاعر الحساسة إلى اعتلال المزاج أو حدة الطبع في أيام قليلة معينة من الشهر، لتعود إلى الهدوء والرقة العادية.

- الميل إلى عقد الصداقات الشبابية.

- نشاط المخيلة، وأحلام اليقظة، مع مواجهة حقائق الحياة، والتعامل معها بواقعية وفاعلية.

- التحلي بالاستقامة، وصفاء الفكر، والعمل، والكلام اللطيف، والتفاؤل، والأمانة والإنصاف، كقواعد لحياة ناضجة.

- التدرج في تحمل مسئولية اتخاذ القرار في أمور الحياة، وفي اختيار الملابس بذوق رفيع يتناسب ويتلاءم مع المجتمع المحيط.

- الاعتماد في الجاذبية على سحر الشخصية، وليس على الزينة الخارجية المبالغ فيها.

- الاعتماد على الذات، والشعور بالمسئوليات، واحترام الأسرة، والأكبر سناً، وإدارة الشئون المالية بحكمة وتدبر.

التوازن بين نشاط الجسد، والعقل . . باكتساب الصحة الجيدة، واللياقة البدنية، وتكون في

ممارسة التمارين الرياضية، والحصول على قسط كاف من النوم لشحن بطارية الطاقة الحيوية، وبالأخذ بالعادات الصحية في الأكل.

- تعلم فن الطهو بطرق علمية وبالممارسة، لارتباط الغذاء بالصحة الجسدية والعقلية . . فإن المظهر الجميل هو الترجمة الصحيحة لصحة الجيدة.

·لماذا تختلف الأنوثة عن الرجولة؟!

أثبت العلم أن هرمونات الأنوثة التي تجري في دم المرأة، تختلف عن مجموعة هرمونات الذكورة التي تجري في دم الرجل. ولذلك فإن استجابة، وطريقة تفكير كل منهما تختلف عن الآخر، بسبب الصفة البدنية، والعقلية، والكيماوية.

وحتى من الناحية العاطفية، فقد ثبت أن كلاً من الرجل و المرأة يمتلك العواطف، والمشاعر، وأن كلا منهما قادر على التفكير المنطقي . . لكن كل ما في الأمر، أن عقل كل منهما يعمل بطريقة مختلفة عن الآخر.

فمثلاً تتسم الأنثى بالرومانسية، وتدفق العاطفة، على حين يميل الرجل إلى الطرق المباشرة، والواقعية، والمادي الملموس.

·وتتجلى، وتتجسد هذه الاختلافات في الحوارات . .

فمن الممكن أن يستخدم كل منهما نفس الكلمات والألفاظ، ولكن تكون لها معان مختلفة عند كلٍّ منهما.

وفي أكثر الكتب مبيعاً للكاتبة " ديبورا تانين"، وهو بعنوان " إنكم فقط لا تفهمون: الرجال والنساء في حوار" ، سجلت من خلال دراستها أن النساء يملن إلى " الاقتراح" ، على حين يميل الرجل إلى " الأمر" .

فبينما تقول الأستاذة المحاضرة لطلبتها بدفء المشاعر:" دعونا نرجع إلى صفحة كذا، من كتاب كذا ." ففي المقابل يحاضر الأستاذ قائلاً: " انصتوا جيداً بينما أقرأ لكم فقرة من كتاب كذا ." والفارق واضح لكنه ليس قاعدة!

واستطراداً للمعنى، تضيف نفس الكاتبة في مقال نشر بمجلة عالمية، بعنوان: "لماذا تحتاج المرأة إلى امرأة أخرى"، فتقول إن الرجال يتفوقون في ما نسميه الحديث التقريري. وهم يقولون في العلن، ثلاثة أمثال الكلمات التي يتفوهون بها في أحادثهم على انفراد.

وفي كتاب " مجرد أصدقاء" ، تقول الكاتبة المتخصصة في علم الاجتماع " ليليان روبييه" عن لسان امرأة:

" أحياناً يكون الحديث مع رجل أشبه ما يكون بلعب التنس، مع لا أحد، في الجزء الآخر من الملعب ."

ولذلك تحتاج المرأة – عادة – إلى امرأة أخرى كصديقة تنصت إليها، وتبادلها الحوار.

حتى ينجح كل منهما:

برغم الاختلافات، بين الأنوثة والرجولة . . فهي يمكن أن تثري حياة الطرفين، وذلك بتكاملهما معاً.

ويتجلى، ويتجسد أسمى وأقوى وأنقى تكامل في العلاقات بين الأنوثة والرجولة، في الارتباط بالزواج . . فيصيرا كياناً واحداً، متعاوناً، منتجاً، متفاهماً . . وذلك عندما يأخذان معاً بأسلوب: تبادل الثقة والإخلاص والصراحة والقبول للآخر، مع الروح المرحة، وإيجاد اهتمامات كثيرة مشتركة، والحوار الهاديء. وبذلك يتحقق النجاح لكل منهما في التعامل مع الآخر، وبالتالي في المجتمع وبالطبع في حياة كل منهما الشخصية!


`16`






صلى لضعفى `17`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010