العذراء
العذراء
===============
بقلم المتنيح الأنبا غريغوريوس
========================
في السادس عشر من شهر مسري,ويقابل الثاني والعشرين من شهر أغسطس,حيث تعيد كنيستنا القبطية بفطر صوم العذراء مريم,وهو في نفس الوقت عيد صعود جسدها إلي السماء محمولا علي أجنحة الملائكة,بعد أن رقدت رقاد الموت,بثلاثة أيام.وهو واحد من سبعة أعياد للعذراء مريم,بالإضافة إلي عيد ظهورها بالزيتون,الذي أضيف رسميا إلي قائمة أعيادها,وسجل بالسنكسار ليقرأ بالكنيسة في يوم 24 برمهات,ويقابل الثاني من أبريل.
هذه الأعياد السبعة هي كما يلي:
1- عيد البشارة بميلادها,ويقع في 7 من مسري.
2- عيد ميلادها,ويقع في أول بشنس.
3- عيد تقديمها إلي الهيكل طفلة في الثالثة من عمرها,ويقع في 3 من كيهك.
4- عيد دخولها إلي مصر,مع ابنها الإلهي,وخطيبها يوسف البار,ويقع في 24 من بشنس.
5- عيد نياحتها أو خروجها من الجسد,ويقع في 21 من طوبة.
6- عيد صعود جسدها إلي السماء,ويقع في 16 من مسري.
7- عيد العذراء حالة الحديد,ومعجزة إنقاذها للقديس متياس الرسول,بصلواتها التي أذابت الحديد,ويقع في 21 من بؤونة.
وإذا كانت الكنيسة تحتفل بنياحة العذراء وخروج روحها من جسدها,بالموت,في 21 من طوبة,فكان منطقيا أن تحتفل بعيد صعود جسدها إلي السماء,في 24 من طوبة,لا في 16 من مسري,إذ أن صعود جسدها قد تم في اليوم الثالث من وفاتها,وإن كان الآباء الرسل لم يشهدوا هذا الصعود بعيونهم,وقتئذ.
أما السادس عشر من مسري,فهو في الواقع عيد التثبت من صعود جسدها,وذلك بأن رأي الآباء الرسل بعيونهم في هذا اليوم,جسدها,بعد فترة صوم وصلاة.فتحقق بهذه الرؤيا العيانية وعد المسيح لهم بذلك.فصار صعود جسد العذراء إلي السماء,حقيقة دينية مؤكدة,وثابتة,بالرؤيا العيانية,التي تمت للآباء الرسل يقينا,في 16 من مسري.
وعلي ذلك,فالصوم المعروف بصوم العذراء,والذي ينتهي بعيد صعود جسدها إلي السماء,قد صامه الآباء الرسل,تلاميذ المسيح,وفي نهايته تجلي لهم جسدها المقدس...ولابد أن العذراء مريم ذاتها قد صامت,في حياتها,كثيرا,فقد كانت بعد صعود الرب يسوع إلي السماء,تعاني آلاما كثيرة من اليهود الذين اضطهدوها,وأتعبوها بمضايقات متنوعة,وكانت هي تمضي إلي قبر ابنها وحبيبها تتعبد وتصلي,وكذلك كانت تصنع فترة ما في الهيكل (أعمال الرسل1:14),وفي بيت الرسول القديس يوحنا الحبيب الذي أخذها كأمر المسيح,وهو علي الصليب,إلي بيته,إذ قال له:هوذا أمك.ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلي خاصته (يوحنا19:27).
ولقد كانت العذراء مريم تقضي كل وقتها في العبادة والصلاة,وكانت تمارس الصوم,مكرسة كل طاقاتها لحياة التأمل الخالص.ولم يكن لها عمل آخر غير تقديس ذاتها,وتكميل نفسها بالرياضات الروحانية العالية,بعد أن نالت مع الرسل,موهبة الروح القدس في يوم الخمسين (أعمال الرسل1:14,13),(2:1-4).والمعروف أن العذراء مريم لم تمارس عملا من أعمال الكهنوت,كما جاء في الدسقولية (تعاليم الرسل):النساء لا يعمدن.ونحن نعلمكم أن هذا الفعل خطيئة عظيمة لمن يفعله,وهو مخالف للشريعة...لأنه لو كان يجب أن يتعمد أحد من امرأة لكان السيد المسيح يتعمد من أمه (باب20).
وقد أحبتها نساء وبنات أخريات,منهن صويحباتها اللائي عرفنها في حياتها,وأثناء وجود المسيح ابنها علي الأرض,منهن:مريم المجدلية,وحنة زوجة خوزا أمين خزانة هيرودس وسوسنة وأخريات كثيرات (لوقا8:3,2),(23:55,49),(24:10) ثم انضم إليهن عدد آخر من العذاري,ممن عشقن حياة البتولية,والعفة الكاملة,تبعن العذراء مريم,واتخذنها رائدة لهن في حياة التأمل,والعبادة,والتكريس التام بالروح والنفس والجسد.وقد تألفت منهن,بقيادة العذراء مريم,أول جماعة من النساء المتبتلات المتعبدات,عرفن بـعذاري جبل الزيتون,عشن حياة الرهبنة بغير شكل الرهبنة,وكن يعتزلن أحيانا في أماكن هادئة بعيدة عن صخب الحياة وضجيجها,رغبة في الانصراف إلي الله,في تعبد خالص.
ولقد صارت هذه الجماعة معروفة في الكنيسة الأولي,حتي أن المعجبات من النساء والبنات بمثل هذه الخلوات الروحية,كن يلحقن بالعذاري العفيفات,ويمارسن صوم العذراء,بالتقشف والنسك,في تلك الأماكن الهادئة,ولربما كان هذا هو السبب في أن صوم العذراء تصومه الكثيرات إلي اليوم,بزهد ونسك كثير,ويمتنعن فيه عن أكل الزيت,علي الرغم من أن صوم العذراء ليس من أصوام المرتبة الأولي.بل وكثير من الرجال أيضا صاروا يصومون صوم العذراء صوما نسكيا بالامتناع حتي عن الزيت أي يصومونه علي الماء والملح,نظرا لما للمرأة من أثر في البيت المسيحي علي أولادها وزوجها.
ولقد استمر نظام العذاري في الكنيسة المسيحية,وصار للعذاري في الكنيسة قسم خاص بهن يسمي خوروس العذاري أو صف العذاري,وقد بدأ هذا النظام في الكنيسة الأولي,واستمر كذلك إلي ما بعد القرن الرابع,وفي القرن الرابع دخلت كثيرات من المتبتلات أو المترملات في نظام الرهبنة,وصرن يعرفن بالراهبات,ومهما يكن من أمر فالعذراء مريم هي الرائدة الأولي لنظام العذاري وبالتالي لنظام الراهبات.
إن العذراء مريم هي بغير منازع فخر العذاري,وهي تاج البتولية وهي دون جميع العذاري ستظل الوحيدة التي تجمع بين كونها الأم ثم العذارء في آن واحد,لأنها ولدت المسيح له المجد,وهي عذراء,وظلت بعد ولادته عذراء إذن هي العذراء دائما وكل حين.هي العذراء دائمة البتولية والبكارة,هي العذراء بالألف واللام.
التسميات:
طقــس وعقـــيدة
أحدث الموضوعات
From Coptic Books
إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010
المشاركات الشائعة
- اكلات صيامى بمناسبة بدء الصوم كل سنة وانتم طيبين
- مسابقة فى صورة اسئلة مسيحية
- افكار تنفع مدارس الاحد { وسائل الايضاح }
- الحان اسبوع الالام mp3
- صور تويتى للتلوين
- دراسة كتاب مقدس ... لابونا داوود لمعى
- صور يسوع المسيح ( مصلوب )
- صلوات الاجبية بالصوت mp3
- حصرياً : اعلان نتيجة مهرجان الكرازة & شعار مهرجان الكرازة 2010 Mp3 ومنهج الألحان
- أرشيف الترانيم والمدائح أون لاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.