كيف تميز صوت الله؟!

ليس كل صوت من الله فيقول الكتاب المقدس "


style='color:crimson'>لا تصدقوا كل روح، بل إمتحنوا الأرواح هل هى من



الله
" (1 يو 4 : 1). و يقول الحكيم فى سفر الأمثال "


style='color:crimson'>ألعل الحكمة لا تنادي والفهم ألا يعطي



صوته؟!
" (أم 8 : 1). وهذا يعنى أن صوت الله مسموع، و سهل تمييزه. و الانجيل يعلمنا



قائلا "ومتى اخرج خرافه الخاصة يذهب امامها والخراف



تتبعه لانها تعرف صوته
" (يو 10 : 4). بمعنى أن الخراف تتبع راعيها لأنها تعرف و تميز صوته.



و يقول بولس الرسول لذلك كما يقول الروح القدس اليوم "


style='color:crimson'>ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم
" (عب 3 :



7-8). و(إن) هنا شرطية, بمعنى إن الله إشترط عدم قساوة القلب فى حالة ما إذا سمعنا صوته. و لكن ما الذى يعلمنا إن هذا



صوت الله؟! يوجد طرق كثيرة لسماع صوت الله و لكن "من له اذن فليسمع" (رؤ 2). و صوت



الله يأتى بطرق كثيرة، و لكنه يحتاج لأدن حساسة تستطيع أن تميزه. فالساعاتى يمتلك أذن حساسة يعرف بها عطل الساعة حتى فى وسط



الضوضاء و الصخب، و الباحثين فى الطبيعة يميزون صوت طائر مميز من بين عشرات أصوات الطيور وا لحيوانات. و لكن هؤلاء لم يحصلوا



على هذه المهارة بسهولة، و لكنهم دربوا آذانهم على هذه الأصوات. و بعد سنين كثيرة صاروا محترفين. لهذا فالسماع لصوت الله يحتاج



تدريب و كذلك عشرة مع الله حتى تألف صوته فيصير مميزا لديك. و لكن هناك بعض العوامل المساعدة لتمييز صوت الله مثل:





(1) صوت الله لن يدعوك إلى إرتكاب معصية. فالله قدوس و يدعونا جميعاً للقداسة. و لا يمكن أن يدعوك صوت



الله لمخالفة وصاياه بأى شكل من الأشكال.

(2) صوت الله قد يأتيك من حيث لا تتوقع مثل صوت المرأة التى نزلت



لتستحم أمام الأنبا أنطونيوس ، فتعلم منها و ذهب إلى البرية الجوانية. و صوت المرأة الخاطئة لمار إفرام السريانى و التى عاش من بعدها ينظر



للأرض.

(3) كما أن صوت الله قد يأتى من الموت لشخص عزيز أو عظيم كما حدث مع الأنبا بولا فترك الخصومة و



الارث مع أخيه بعدما شاهد جنازة رجل عظيم، و صار أول المتوحدين.

(4) كما أن صوت الله قد يأتى من ديانات



أخرى كأن يريك الله إلتزام المسلم بصلاته و صومه، فيكون لك عظة و قدوة فى حياتك الروحية.

(5) و قد يأتيك صوت



الله من صديق، زميل، الأسرة، الأقارب.

(6) كما قد يرسله لك الله على لسان أب إعترافك، و لكن عليك بطاعته إذ



يقول الكتاب المقدس "طريق الجاهل مستقيم في عينيه .



اما سامع المشورة فهو حكيم
" (أم 12 : 15). و إحساسك الشخصى بالراحة من قرار أو فكرة أو



إنطباع شخصى عن موضوع معين لا يعنى أن فيه صوت الله إذ يقول لنا الكتاب المقدس "


style='color:crimson'>توجد طريق تظهر للانسان مستقيمة وعاقبتها طرق



الموت
" (أم 14 : 12)، و كذلك يقول أيضا "


style='color:crimson'>تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله
"



(يو 16 : 2). أى أن هؤلاء من يقتلون المؤمنين يظنون أن هذا هو صوت إلههم فيسمعونه و يقتلوننا، و أيضاً قد تكون مرتاح لموضوع ما



و لكن عاقبته سيئة.

لذا يجب حتى يرسل لك الله صوته أن تصلى طالباً المعونة و المشورة و الحكمة من الله حتى يفتح لك



أذنك فتستطيع أن تسمع صوته. صدقنى إن الله يرسل لنا صوته و نحن نسد آذاننا عنه. فقد يكون الانسان محتارا فى كيفية إختيار شريكة



لحياته، و يرسل له الله فتاة بها كل المواصفات الحسنة، و لكنه لا يبصرها لأنه منهمك فى أشياء أخرى. أو يكون إنسان خاطب فتاة لا تتاوفق معه،



و كثيرون يقولون له ذلك، و أفعالها توضح ذلك أيضاً، و لكنه يعند مع الجميع و لا ينصت و يستمر فى الخطوبة بل و الزواج أيضاً. ثم تأتى ساعة



يتمنى فيها أن يفترق عنها، و يبدأ بصب جام غضبه على الكنيسة التى منعت الطلاق إلا لعلة الزنا. و كأن الكنيسة هى السبب فى سوء إختياره.



أو أن يختار شاب عملا و هو يعلم أن هذا المكان فاسد و لن يقوده سوى للمعثرات، و لكنه يصر و يسد آذانه عن كل نصيحة يرسلها له الله على



لسان الآخرين، و تكون النتجية ضياعه فى نهاية الأمر. و الصلاة هى خير معين على سماع صوت الله مع القراءة فى الكتاب المقدس.



فالكتاب المقدس يحتوى على صوت الله، و القراءة فيه نوع من التدريب على سماع صوت الله. أما الصلاة فنطلب فيها معونة من رب المجد أن



يرسل لنا صوته و يرشدنا لسماعه. و الأنبا مقاريوس الكبير (أبو مقار) ظل محارباً بفكر الدخول للبرية الجوانية لمدة ثلاث سنوات. و لكن



بالرغم من أن هذا الأمر صالح إلا إنه صلى لمدة ثلاث سنوات حتى يرشده الله إلى الصالح، و إن كان هذا الفكر من الله أم من الشيطان.





عموماً "قلب الانسان يفكر في طريقه



والرب يهدي خطوته
" (أم 16 : 9)، فلن يتوقف الانسان عن التفكير حيث إنه مخير، و لكن عليه باللجوء



لله و الطاعة لمشيئته حتى يهدى الله خطواته للصالح... ربنا يبارك حياتكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010