مرنبتاح حتب فرعون سليمان الجزء الأول

من مؤلف غير منشور بعنوان " التاريخ الحقيقى لمصر الفرعونية "

مرنبتاح حتب هل هو أمنوفات أم أمنفثـس ؟
يعتقد الكثيرون أن أمنوفات ( أمنحتب مرنبتاح ) الوارد أسمه كخلف لرعمسيس الثاني في قائمة الأسرة التاسعة عشر لمانيتون هو مرنبتاح حتب صاحب اللوحة الشهيرة بلوحة إسرائيل ألا أن حقيقة الأمر أن أمنوفات ( أمنحتب مرنبتاح ) خلف رعمسيس الثاني في قائمة مانيتون المشار إليها هو أمنحتب الرابع ( إخناتون ).
هذه الحقيقة أمكن إثباتها في ضوء الحقيقة التي تكشفت لنا وهي أن قوائم الأسرات 18 , 19 , 20 هي سجل بأسماء مقابر وادى الملوك.
وبتحقيق ذلك بمقابلة قوائم مانيتون بسجلات مقابر وادى الملوك تبين صحة نظريتنا وتبين لنا أن أمنوفات خلف رعمسيس الثاني في قوائم مانيتون هو أمنحتب مرنبتاح صاحب المقبرة رقم 8 بوادى الملوك وأن أمنحتب مرنبتاح هو إخناتون .
وأبرز برهان علي أن أمنحتب مرنبتاح هو اخناتون أن المنقبون عثروا بمعبد أمنحتب الثاني علي بعد أربعة أمتار من قاعدة لوحته المقامة أمام العبد علي بقايا جدار سميك من اللبن وعلي مصراع جميل لباب من الحجر الجيرى عليه خرطوش باسم أمنحتب مرنبتاح ( اخناتون ) وقد عثر المنقبون علي المصراع الثاني من الباب المشار إليه .
وهذان المصراعين نرجح أنهما اللذان أشار إليهم بيعنخي في لوحته الشهيرة عند زيارته للهرم الأكبر بعين شمس .
أما برهاننا الحاسم علي أن أمنوفات هو أمنحتب الرابع ( اخناتون ) هو قول سليم حسن أن لدينا معلومات يكتنفها الغموض عندما تحدث مانيتون عن الملك أوسارسيف . إذ نعلم أنه عندما قص قصة الحركة الدينية التي قام بها أمنحتب الرابع ( اخناتون ) نجد أنه قلبها ووضعها في عهد مرنبتاج ابن رعمسيس الثاني وهو الذى يدعوه مانيتون باسم أمنوفات ( أمنحتب مرنبتاح ) صاحب المقبرة رقم 8 بوادى الملوك.
وبداهة أن أمنوفات ( أمنحتب مرنبتاح ) هو بالفعل أمنحتب الرابع ( اخناتون ) كما ذكر مانيتون وفي عهده اقتحم الهكسوس البلاد فولي أوسارسيف ( بيعنخي ملك نباتا ) الأدبار نحو النوبة مدة ثلاثة عشر سنة انقض بعدها علي البلاد من أعالي ووات منتحلا اسم رعمسيس الثالث في جيوش غطت الوديان فهزم الهكسوس وطاردهم حتي زاهي الواقعة علي مصب الفرع الكانوبي للنيل ثم عبر خلفهم البحر ليهزمهم في عقر دارهم .
أما مرنبتاح صاحب لوحة إسرائيل فيسمي مرن بتاح حتب حر ماعت وهو نوبي من نسل بيعنخي عاصر سليمان الحكيم وصاهره ونقل عنه وأقام له هرما بسقارة الجنوبية باسم جد كارع أسيسى الشهير باسم بتاح حتب الذى أشتهر بالحكمة والعلم وأقام له مقبرتين في وادى الملوك باسم أمنمؤبت الذى أشتهر أيضا بالحكمة والعلم واقتبس عن سليمان سفر الأمثال .
وللفرعون أمنمؤبت مقبرتين بوادى الملوك تحت رقم 10 , 48 لهذا ورد اسمه مكررا مرتين في قائمة مانيتون التاسعة عشر.
المرة الأولي باسم أمنفثـس والثانية باسم أمنمنيـس وقد عثر بالمقبرة الأخيرة علي جثة شوابتي لهذا الملك مازالت بموضعها .
وقد وحد ألن جاردنر كل من أمنفثس وأمنمنيس في شخص واحد باسم أمنمسة .
ويعتقد الكثيرون أيضا أن مرنبتاح حتب صاحب اللوحة الشهيرة بلوحة إسرائيل هو الفرعون الذى تم خروج بني إسرائيل من مصر في عهده وذلك منذ العثور علي اسم إسرائيل في لوحة انتصاراته الموجودة حاليا بالمتحف المصرى.
ورغم أن هذا المعتقد يفتقر إلي المنطق السليم وإلي السند التاريخي الذى يثبته ذلك أن تحقيق موضوع الخروج يثبت أنه تم في العام 1491 قبل الميلاد في عهد ثاني ملوك الأسرة الجديدة وفقا لرواية سفر الخروج وفي مدة حكم تحوتمس وفقا لرواية المؤرخ اليهودى يوسيفوس.
والواقع أن الفرعون " تحوتمس " الذى أشار إليه المؤرخ يوسيفوس كفرعون الخروج هو ذاته الملقب باسم أمنحتب الثاني الذى تم الخروج في عهده وفقا لنص لوحة الكرنك التي سجلت خروج ستمائة وثلاثة آلاف عبراني بالإضافة إلي متاعهم وكل بهائمهم ومواشيهم وهو ما يتفق مع رواية سفر الخروج التي أحصت خروج نحو ستمائة ألف عبراني من مصر بالإضافة إلي متاعهم وأعداد وفيرة من أغنامهم ومواشيهـــم ( الخروج 37:12 ) .
مما تقدم يتضح أن الخروج لم يتم في عهد مرنبتاح وإنما تم في عهد تحوتمس ثاني ملوك الأسرة الثامنة عشر المصرية الملقب باسم أمنحتب الثاني.

لوحة إسرائيل لمرنبتاح حتب حر ماعت
هذه اللوحة لمرنبتاح حتب عثر عليها في الفناء الأول بمعبده الجنازى بالقرنة وهي تعرض الآن بالمتحف المصرى تحت رقم العرض 599 واللوحة تسجل حدث صعود مرنبتاح علي أرض إسرائيل واستيلائه علي مدينة جازر وإحراقها بالنار وإبادة الكنعانيين ( ينوعام ) الساكنين فيها.


والواقع كما يقول مورييه أن هذه اللوحة تثبت أن الخروج كان سابقا علي عصر مرنبتاح الذى عند صعوده علي أرض كنعان وجد شعب إسرائيل مستقرا بها .
بل أن ذكر اسم إسرائيل في لوحة مرنبتاح التي سجل فيها صعوده علي جنوب إسرائيل يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن صعوده كان قبل انقسام مملكة إسرائيل إلي مملكتي يهوذا في الجنوب وإسرائيل في الشمال ذلك أن مدينة جازر التي استولي عليها مرنبتاح وأحرقها بالنار وأباد الكنعانيين الساكنين فيها كانت تقع داخل حدود مملكة يهوذا.
فلو أن صعود مرنبتاح علي أرض إسرائيل كان بعد انقسامها إلي مملكتي يهوذا وإسرائيل لذكر صعوده علي مملكة يهوذا كما فعل شيشق من بعد.
والسؤال المنطقي الذى يفرض نفسه علي مائدة البحث هو " إذا كان مرنبتاح هو أول فرعون يصعد علي أرض إسرائيل منذ حدث الخروج من مصر ويستولي علي مدينة جازر الكنعانية الواقعة جنوب إسرائيل ويحرقها بالنار ويبيد جميع الكنعانيين الساكنين فيها فهل لم يرد ذكر هذا الحدث الجلل في تاريخ بني إسرائيل في الكتاب المقدس؟ " .
الواقع أن هذا لا يمكن أن يحدث دون أن يرد ذكره في الكتاب المقدس تفصيلا وهو ما قد تحقق بالفعل إذا أشار الكتاب المقدس إلي هذا الحدث الجلل في الفصل التاسع من سفر الملوك الأول بالقول :
" صـعد فرعـون ملك مصر وأخذ جـازر وأحرقها بالنار وقتل الكنعانيين الساكنين في المدينة وأعطاها مهرا لابنته امـرأة سـليمان " ( الملوك الأول 16:9 ).
وهذا النص يكاد يتفق حرفيا مع نص لوحة مرنبتاح في الفقرة التي جاء فيها ذكر إسرائيل والتي ترجمت بما نصه:
" خضعت التحنو .. كنعان قد استلبت في قسوة ، عسقلان تم الاستيلاء عليها ، وجـازر قد أخـذت وينوعـام أصبحوا كأن لم يكونـوا وشعب إسرائيل عدم البذر وأصبحت خارو ( سوريا ) أرملة لمصر وكل الأراضى قد وجدت السلم .. بواسـطة ( با إن رع مرى آمون ) ابن رع ( مرنبتاح حتب حر ماعت ) " .
ونعتقد أن الترجمة الصحيحة للنص في ضوء الكتاب المقدس يمكن أن تكون كالتالي :
" خضعت التحنو( أدوم ) .. كنعان قد استلبت في قسوة ، عسقلان تم الاستيلاء عليها ، وجـازر قد أخـذت ( أحرقت ) وينوعـام ( الكنعانيين ) أصبحوا كأن لم يكونـوا ( أبيدوا ) وبني إســـرائيل حصدوا زرعهم وأصبحت خارو ابنة لمصر وكل الأراضى قد وجدت ( أهديت ) لسليمان .. بواسـطة ( با إن رع مرى آمون ) ابن رع ( مرنبتاح حتب حر ماعت ) " .
والواقع أن توافق نص سفر الملوك الأول مع نصوص لوحة مرنبتاح يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن مرنبتاح هو الفرعون المعاصر لسليمان.
فسفر الملوك الأول يسجل لأول مرة في تاريخ بني إسرائيل أن فرعون ملك مصر صعد علي جنوب إسرائيل وأستولي علي جازر وأحرقها بالنار وأباد الكنعانيين الساكنين فيها .
وقد أيدت لوحة مرنبتاح هذا الحدث وبينت أن مرنبتاح هو الفرعون الذى صعد علي جنوب إسرائيل وأخذ جازر وأحرقها بالنار وأباد الكنعانيين الساكنين فيها فصاروا كأن لم يكونوا.
هذا الحدث أثبته مرنبتاح في غير موضع بالآثار المصرية حيث عثر علي أثر لمرنبتاح في عمدا لقب فيه نفسه باسم قاهر جازر .
والمحقق تاريخيا أن زواج سليمان من ابنة فرعون كان نحو سنة 1013 قبل الميلاد
مرنبتاح حتب وهدد الأدومي
والملاحظة الجديرة بالذكر في لوحة مرنبتاح الشهيرة هو أن تلك اللوحة تكاد تكون تسجيلا حرفيا لما ورد في الفصل الحادى عشر من سفر الملوك الأول الذى جاء به ما موجزه :
" أنه لما كان داود في أدوم أقام ستة أشهر مع جيشه حتي أفنوا كل ذكر في أدوم وحدث أن هدد هرب هو ورجال أدوميون من عبيد أبيه واتوا معه إلي مصر وكان هدد غلاما صغيرا فقاموا من مديان وأتوا إلي فاران ومن فاران أتوا إلي مصر إلي فرعون ملك مصر فأعطاه بيت وعين له طعاما وأعطاه أرضا وزوجه أخت امرأته أخت تحفنيس الملكة "( الملوك الأول 11 : 15 – 19 ).
وقد وردت تفصيلات هذه الأحداث في لوحة إسرائيل لمرنبتاح وفيما يلي فقرات مما جاء بها :
بلاد التمحو ( الأدوميين ) كسرت .. والوجل العظيم في قلوبهم .. وأقدامهم لم تقو علي الوقوف فولوا هاربين .. وقلب المسرعين منهم قد أعياه المشى وفكوا قرب مائهم وألقوا بها علي الأرض وحقائبهم قد مزقت وألقي بها.
وقد استطاع ماراى بن ديد ( هدد الأدومي ) .. أن يفر تحت جنح الليل وحيدا بغير ريشـة فوق رأسـه وقدماه حافيتان .. ووجـوه إخوته متوحشـــة للبطـش به ( يقصد بذلك الإسرائيليين بني يعقوب أخو عيسو أبو الأدوميون ).
وقد وردت تفصيلات هذه الأحداث أيضا علي جدران الكرنك وجاء فيها ما نصه:
" أن مجيء الأدوميون إلي مصر لم يكن سعيا وراء النهب بل رغبة في الاستقرار في وطن جديد لقد جاء ماراى بن ديد ( هدد الأدومي ) ورجاله إلي مصر بحثا عن الطعام والمأوى .
إنهم قضوا اليوم يجوبون في الأرض ويحاربون ليملأوا بطونهم كل يوم. إنهم جاءوا إلي مصر سعيا وراء الطعام الذى يسدون به أفواههم . لقد شقوا طريقهم في واحة الفرافرة ( فاران ) وكانت ست ساعات من القتال ( إشارة إلي الستة أشهر التي قضاها داود في أدوم ) كافية لهزيمة العدو واستطاع التعس ماراى أن ينجو من الأسر بالهرب تحت جنح الظلام .. " .
هذه النصوص كما نرى تتحدث عن هرب هدد هو ورجال أدوميون من عبيد أبيه من وجه داود الذى أقام مع جيشه ستة أشهر في أدوم حتي أفني كل ذكر في أدوم وأتوا معه إلي مصر تحت جنح الظلام .

مرنبتاح يمنح الهاربين من وجه داود أرضا بمصر
ومن الآثار التي تبرهن علي أن مرنبتاح كان معاصرا لداود وأنه أعطي الأدوميون الهاربين من وجه داود أرضا ليقيموا فيها تلك البردية المحفوظة بالمتحف البريطاني والمعروفة بورقة أنسطاسي السادسة وتتضمن رسالة من كاتب الملك مرنبتاح جاء فيها مايلي:
" أن بعض من بدو أدوم قد سمح لهم علي حسب التعليمات التي لديه أن يجتازوا قلعة مرنبتاح في إقليم سكوت في وادى طميلات ليتاح لهم رعي ماشيتهم بالقرب من بلدة بيثوم في ضياع الفرعون العظيم.
وقد كتبت هذه الرسالة في السنة الثامنة من حكم الفرعون مرنبتاح
مرنبتاح حتب فرعون سليمان الجزء الثانى
بقلم
مجدى صادق



مرنبتاح ليس ابنا لرعمسيس الثاني
المحقق لدينا وفقا للكتاب المقدس أن مرنبتاح حتب كان نوبيا ولم يكن ابنا لرعمسيس الثاني بل ولا ينتمي لأسرة الرعامسة الحيثيين مطلقا بل كان من نسل الملك بيعنخي ملك نباتا الملقب مينا.
فالمحقق وفقا للكتاب المقدس والآثار أن الكوشيين حكموا مصر منذ زمن أكثر قدما من زمن مرنبتاح المعاصر لسليمان الحكيم .
فمرنبتاح الذى تزوج سليمان من ابنته كان كوشيا من نسل بيعنخي وقد تحقق الأصل الكوشى للفرعون مرنبتاح فيما قررته ابنته شولميث في سفر نشيد الأنشاد الذى لسليمان بقولها ما نصه :
أنا ســوداء وجميلـة يا بنات أورشـليم كخيام قيدار كشـقق سـليمان لا تنظرن إلي لكوني سـوداء لأن الشمس قد لوحتني .. ماذا ترون في شـولميت ( نشيد الأنشاد 1 : 6 ) ( نشيد الأنشاد 7 : 13 ).
ومن البراهين الدالة أيضا علي الأصل الكوشى لمرنبتاح إضافة إلي ما تقدم هو أن الجيش والشرطة في عصر مرنبتاح كانوا من الكوشيين وفقا لما جاء بلوحة مرنبتاح الشهيرة بما نصه :
أن معاقـل الحصـون أصـبحت هـادئة ولا يوقـظ حراســها إلا الشـمس وجنود المازوى يرقدون بلا حركة.
وقد علق سليم حسن علي ذلك بقوله أن المازوى قبيلة نوبية يشتغل رجالها جنودا وشرطة عند المصريين .
إلا أن المحقق لدينا أن جيوش بيعنخي كانت تتكون من قبائل المازوى التي صار الجيش والشرطة في مصر يتشكلون منها باعتبارها قوات احتلال .
ومما يبرهن علي أن أمنوفـات الوارد اسمه في قائمة مانيتون كخلف لرعمسيس الثاني ليس هو مرنبتاح حتب صاحب لوحة إسـرائيل هو أنه بالرجوع إلي قوائم مانيتون تبين أن أمنوفـات هو الاسم اليوناني الذى أطلقه مانيتون علي أمنحتب مرنبتاح صاحب المقبرة رقم 8 بوادى الملوك وهذه المقبرة كما تبين لنا تخص الفرعـون أمنحتب الرابع ( إخناتون ) وذلك بعد أن تثبت لنا أن قوائم الأسرات 18 , 19 , 20 لمانيتون إن هي إلا سجل بأسماء مقابر الملوك الموجودة في وادى الملوك .
وقد خلط المؤرخين بين أمنوفات ( أمنحتب مرنبتاح ) ومرنبتاح حتب حر ماعت صاحب اللوحة الشهيرة بلوحة إسرائيل الذى ذكره مانيتون في القائمة التاسعة عشر باسم امنفثس ( أمنمؤبت ) أما أمنوفات فهو من ألقاب إخناتون أو الملكة تي التي دفنت باسم بسوسنس في تابوت أثبت الفحص أنه كان يحمل لقبها أمنحتب مرنبتاح قبل تغييره إلي بسوسنس.
ويقول ألن جاردنر هناك بردية أدبية ربما كتبت في عهد مرنبتاح حتب يستعرض كاتبها معلوماته التي يزهو بها والتي تدل علي أن الكاتب كانت له دراية وثيقة بفلسطين وسورية التي اعتاد السفر إليها :
وفحوى البردية رد الكاتب حورى علي الكاتب أمنمؤبت يستعرض فيها معلوماته عن جغرافية سوريا الشمالية .
وفي تصورى أن حورى هو اللقب الثاني للفرعون أمنمؤبت.
وقد اشتهر أمنمؤبت بالحكيم وجاء في مقدمة تعاليمه ما نصه " أنه الثاوى حقا في تاور بطينة ( العرابة المدفونة ) والمغفور له في آبي وصاحب القبر الهرمي الشكل في غربي سـنوت .. أمنمـؤبت بن كا نخت المبرأ في تاور ( تعاليم أمنمؤبت ب2 :7-12 ) .
وبالفعل هناك مقبرة لأمنمؤبت في أبيدوس بالعرابة تحمل لقبه كا نخت أو كنكنيس كما يسميه مانيتون باعتباره ثالث ملوك القائمة الأولي .
وأيضا هناك هرم جنوب سقارة لهذا الحكيم أمنمؤبت تحت مسمي جد كارع أسيسي الشهير بالحكيم بتاح حتب.
والمحقق أن أمنمؤبت اقتبس معظم تعاليمه من سفر الأمثال الذى لسليمان المعاصر له وهذا برهان آخر علي أن أمنمؤبت هو ذاته مرنبتاح المعاصر لسليمان الحكيم ملك إسرائيل .

أين دفن مرنبتاح حتب ؟
يقول المؤرخ ميخائيل شاروبيم أن " بتاح حتب " بن " جد كارع أسيسي " الذى اشتهر بالحكمة والعلم دفن بجانب مقبرة " تي " .
والواقع أن بتاح حتب الملقب باسم جد كارع أسيسي الذى ورد اسمه في قائمة ما يسمي بملوك الأسرة الخامسة هو نفسه أمنمؤبت الذى ذكره مانيتون في قائمته الحادية والعشرين باسم أمنوفثيس الملقب في المصرية " وسي ماع رع ستب أن آمون أمنمؤبت مر آمون " والذى اشتهر أيضا بالعلوم والحكمة وهو الذى وجد مدفونا إلي جوار الملكة تي الملقبة بسوسنس بمقبرة تانيس .
وهذا برهان علي أن الحكيم بتاح حتب من القائمة الخامسة هو ذاته الحكيم أمنمؤبت من القائمة الحادية والعشرين .
والفرعون بسـوسـنس كما يقول المؤرخ القبطي يوحنا النيقيوسي هو أموزيس ( أحمس ) الذى عاصر خروج بني إسرائيل من مصر .
ومعلوم أن أموزيس لقب علم لأسرة التحامسة وهو من ألقاب حتشبسوت التي ذكرها مانيتون في قوائمه باسم أمسس ( أحمس ) وهو لقب من ألقاب الملكة تي التي ملكت علي مصر في أعقاب خروج العبرانيين منها وهي التي ذكر المؤرخون إن بتاح حتب الملقب جد كارع أسيسي من ملوك ما يسمي بالأسرة الخامسة دفن بجوارها .
ومعلوم أن الذى دفن بجوار الملكة بسوسنس ( تي ) الملقبة أحمس هو الفرعون أمنمؤبت الحكيم .
ولهذا الفرعون مقبرة في أبيدوس باسم كنكنيس ( كانخت ) ومن المحتمل أن يكون هو أيضا صاحب مقبرة الفرعون جد بأبيدوس الذى ذكره مانيتون باسم ونفيس .
مما تقدم يتضح أن قائمة ما يسمي بملوك الأسرة الحادية والعشرين هي في الواقع قائمة دفن لبعض مشاهير ملوك مصر وأن ما يسمي بقوائم الأسرات لا تعدو أن تكون قوائم تسجيلية للمقابر والأهرام بمصر كما أسلفنا .
والواقع أن إدراك حقيقة أن أمنمؤبت هو ذاته بتاح حتب يهدم مقولة اعتماد أمنمؤبت الحكيم من الأسرة الحادية والعشرين علي حكمة بتاح حتب من الأسرة الخامسة في تأليف تعاليمه التي وضعها في ثلاثين فصلا . كما يهدم مقولة أن هذه التعاليم كانت مصدرا أخذ منه سليمان أمثاله , ويثبت علي العكس أن أمنمؤبت الذى هو بتاح حتب تأثر بحكمة سليمان ونقل عنه وهذا برهان آخر يثبت أن الفرعون مرنبتاح الذى حمل ألقاب أمنمؤبت وبتاح حتب هو الفرعون المعاصر لسليمان . والفرعون أمنمؤبت هو الفرعون الوحيد بين ملوك النوبة بعد بيعنخي الذى أقام له أهراما بمصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010