قراءة الغيب

+ قراءة الغيب +
============

+ هل يشتهي أحد أن يعرف الغيب أن يدرك ويُعاين المستقبل؟ هل كنت تحب أن تكون منجم وعراف تسترشد بالنجوم والفلك والسحر!! إذا كنت ممَن يشتهون معرفة الغيب أغمض عينيك للحظة ولا تتكلم.. إهدأ، تنفس، رتب أفكارك وستجد شيئاً غريب يدور بخلدك وماذا بعد!!

+ ولماذا حدث لي هذا أو ذاك!! و....و.... وهكذا ستعبث بداخلك أفكار عديدة لن تتركك إلا وانت منهك القوى وبدلاً من معرفة الغد والمستقبل ستغرق في الماضي ومخاوفه وأحزانه وتخاف من الغد وتنشغل بكل ما هو لتأمين المستقبل. ويأتي الغد وخلفه ألف غد!! دون أن تعرف شيئاً عنه إلا عندما يتحول إلى حاضر ثم ماضٍ.


+ لا يدور في عقلي الآن سوى الآية التي تطلب مني أن لا أهتم بأمر الغد.. يكفي اليوم خيره وشره.. ومهما تكون استقراءات الغد وتنبؤاته، فلا ضامن للغد لسبب بسيط جداً أنه من المحتمل وبنسبة كبيرة أن يكون هناك "لا غد".


+ لن أقلب في ذكريات وآلام وأفراح وأتراح كثيرين. فالكثيرون كانت لديهم توقعات وأحلام وبرامج حياتية متنوعة وفجأة وبدون مقدمات تتوقف الدنيا من حولك ولا تستمع إلا لكلمة:... ماذا حدث؟!...النهاية!!


+ شهداء التفجيرات الإرهابية الأخيرة بطابا مصريون وأجانب مهما كانت جنسياتهم أو ألوانهم أو عقائدهم، في لحظة واحدة، وبالرغم من كل الأهداف المختلفة - فمنهم من ذهب للعمل ليرعى أسرة كاملة تلتحف العراء ويغطيهم الفقر، ومنهم من يعمل ليتزوج وينشئ أسرة ومنهم من جاء يتعاقد على صفقة وآخر يقضي أجازته - وفي لحظة واحدة.. الكل تحت الأنقاض! وهنا: ماذا لو عرفنا الغد؟!

+ ولن أتمادى في تلك اللحظات المؤلمة ولكن هل يوجد أحد فينا لم يفقد عزيزاً له.. هكذا.. فجأة بدون مقدمات.. حادثة، وفاة طبيعية.. المهم فقد من يحب.

+ وأعود لأقول: وماذا لو عرفنا الغد؟؟ وهنا أطلب منكم يا إخوتي وبمنتهى الحيادية أن لا تجعلوا كلماتي مجرد كلام في الهواء وتنفذوا ما سوف أقوله..

+ أغمضوا أعينكم ولكن لا للتفكير في الغد، بل للصلاة! اطلبوا رحمة الله للجميع أحياء وراقدين، وأن يهبنا قبول التجارب وإحتمالها.

+ ونفتح أعيننا ونبصر. نرى ما يريد الله أن نراه.

+ نهتم بأحبائنا وحتى أعدائنا ونعمل ونكد ونعرق من أجل الطموح والهدف دون أن نهتم أو نغتم من أجل صعوبة الحمل وثقل أحمال الغد.

+ نذكر الله بالصلاة القلبية طوال اليوم وحتى آخره وعند ختام النهار نشكر الله بصدق وبفرحة حقيقية لأنه إله حنون وقادر وعطاياه لنا لا تعد ولا تُحصى.

+ وعندما نغمض أعيننا لننام.. ننام وبعمق، ونقول: سيأتي غد أفضل.. وعلى فكرة ليس شرطاً أن يكون الأفضل هنا، فمن الممكن أن يكون هناك معه... أليس الأهم لنا هو قبول هذا الفكر، والثقة بأن إلهنا قوي يكسر الفخ ويطلق النسور من السجن.

يا غبى

هكذا نطق الله مكلماً الغنى الذى كان يكنز للغد و يحسب له.

إنتهى التعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010