«قبل ما بابا ينام!»

يبدو ان إيقاع الحياة السريع اللاهث الذي يجرف أمامه الكثير من المودة والعلاقات الحميمية بين البشر في زحام كل يوم، قد زحف على دقائق ما قبل النوم التي كانت تحمل البهجة للأطفال عندما لم يعد هناك وقت كاف أمام الأم أو الأب لقراءة قصص وحكايات تجلب المتعة للقلوب الصغيرة والابتسام والنعاس للوجوه البريئة.

تشير الإحصاءات الى ان اقل من ثلث الأطفال الذين تقدر أعمارهم بين عامين وثمانية اعوام يستمعون الى قصص وحكايات ما قبل النوم خمس مرات في الاسبوع، بينما نسبة 75 في المائة من جيل آباء وأمهات هؤلاء الأطفال كانت تُلقى عليهم القصص والحكايات قبل النوم خلال طفولتهم. وتقدر حاليا نسبة الأطفال الذين تقرأ القصص والحكايات يوميا بنحو 16في المائة.

وجاء في الدراسة التي أشرف عليها إريك سيجمان، أخصائي علم النفس، ان تدني نسبة الأطفال الذين يستمعون الى قصص وحكايات ما قبل النوم له آثار سلبية على الأطفال، إذ أن هذا التقليد يدخل على الأطفال قدرا كبيرا من الاطمئنان العاطفي الى جانب كونه وسيلة هامة في عملية نقل القيم الاجتماعية المشتركة من جيل الى آخر.

ويرى سيجمان ان الآباء والأمهات في حاجة الى إدراك اهمية قراءة قصص وحكايات قبل النوم لأطفالهم، من حيث ان للنوم المريح، الآمن والعاطفي، للطفل اهميته الكبرى في دعم جهاز المناعة وتنظيم مستوى الهورمونات داخل الجسم.

المعروف ان قصص وحكايات ما قبل النوم، وخصوصا التي تحكي تاريخ العائلة تساعد على تعليم الأطفال مهارات سمعية مهمة وعلى بناء قدرات الانتباه والتركيز وتطوير الخيال، ولذلك يُلاحظ على الأطفال الذين لا تُقرأ عليهم قصص وحكايات قبل النوم يَمضون الفترة بين العشاء وموعد النوم في مشاهدة التلفزيون وألعاب الكومبيوتر بمفردهم داخل غرفهم الخاصة، وهو ما تنجم عنه آثار سلبية على الطفل كأن يميل الى العزلة والانغلاق على نفسه ويصبح أكثر قلقا وتوترا، ولا يأخذ القسط الكافي من النوم الهادئ المريح والآمن عاطفياً
الموضوع حلو ومهم جدا وخطير كمان..برافوو يابيشو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010