ماذا لو لم يقم السيد المسيح ؟!
=================
القس هدرا وديع سوهاج
==================
* لو لم يقم المسيح لما ظهر ابنا لله .
لقد قيل عنه : وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات يسوع المسيح ربنا... (رو1:4) وأيضا لأنه إذا كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولي كثيرا ونحن مصالحون نخلص بحياته (بقيامته) (رو5:10).
فلو لم يقم السيد المسيح لكان مثله مثل البشر خاضعا للموت ولما كان إلها نعبده لأن الإله لا يموت (عب7:8) (1تي6:16) ولكن الرب بقيامته أثبت حقيقة لاهوته وألوهيته إذ قام بقوته الذاتية بمعجزات كثيرة ارتبطت بقيامته منها الحجر الذي علي القبر,الزلزلة,الأكفان,الجسد الممجد...الخ.
* ولو لم يقم السيد المسيح فكيف إذن سيصعد؟!
كما قال:لأني أصعد إلي أبي وأبيكم... (يو20:17) ولو لم يقم لبقي جسده في القبر شاهدا بموته ولما صعد ناسوتيا إلي السماء.ولكن قد قام الرب وصعد إلي السماء بجسده الممجد الذي علي صورته سيغير شكل جسد تواضعنا لنكون علي صورة جسد مجده (في3:21).واحتفظ معه بجراحاته لتكون شهادة له بإنه هو الذي صلب ومات وهو الذي قام وصعد.إنه الخروف القائم كأنه مذبوح (رؤ5:6) وشهادة أيضا علي الذين رفضوه إذ في مجيئه علي السحاب ستنظره كل عين والذين طعنوه...(رؤ1:7).
* ولو لم يقم السيد المسيح هل كان من الممكن أن نقول:وقام كما في الكتب...
أو كما قال هو بنفسه لتلميذي عمواس:أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء.أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلي مجده.ثم ابتدأ من موسي وجميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب (لو24:25-27).وقال لتلاميذه:هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسي والأنبياء والمزامير حينئذ إذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب وقال أيضا:هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث (لو24:44-46).وهذا ما أكده أيضا معلمنا القديس بولس الرسول حينما قال لأهل كورنثوس:إن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب وإنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب (1كو15:4,3).
فلو كان السيد المسيح مات ولم يقم فماذا إذن حديث هذه الكتب؟! ولو لم يعرف التلاميذ الكتب وأنه ينبغي أن يقوم من الأموات (يو20:9) فكيف كانوا سيكتبون العهد الجديد الذي هو كله عبارة عن شهادة للسيد المسيح القائم من الأموات كما قالوا:ونحن جميعا شهود لذلك (أع1:8) (2:32).
* ولو لم يقم المسيح لما احتفلنا بيوم الأحد.
ذلك لأن إيماننا هو أن الرب قام من الأموات في أول الأسبوع (يو20:1) وهو يوم الأحد الذي صار يوما عظيما في المسيحية إذ هو اليوم الذي صنعه الرب لنفرح ونبتهج به وفيه (مز118:34) بقيامة الرب وإتمامه لعمل الفداء.وصار لهذا اليوم كرامة خاصة.وصار العيد الأسبوعي الذي نحتفل فيه بقيامة الرب كعربون لاحتفالنا بالقيامة العامة ومجئ الرب الثاني الذي سيكون أيضا في مثل هذا اليوم والذي فيه رأي أيضا القديس يوحنا رؤياه (رؤ1:10).
* القيامة غيرت مفاهيم كثيرة...فماذا لو لم تكن قيامة؟!
لصرنا نحن في ضلال عظيم وصار كل ما نعمله ونؤمن به باطل.ولو لم يقم الرب لتحول الصليب إلي عقوبة وصار المسيح مهزوما من الموت لا هازما له وكاسرا لشوكته.
وصارت حياتنا في المسيح صليبا بغير قيامة وصرنا نحن أشقي جميع الناس (1كو15:19).
ولكن قد قام الرب من بين الأموات وصار باكورة الراقدين (1كو15:20).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.