كيف نكون كاملين؟



لقد قال المسيح لأتباعه: "كونوا كاملين" ولنلاحظ أن الوصية تبدأ بفعل أمر، وأن طاعتنا لها واجبة كما تجب الطاعة لكل الوصايا والأوامر الكتابية. لكن المشكلة التي تحيط بهذه الوصية هي الصعوبة الظاهرة التي تجعلنا نحسب أن طاعتها – أن نكون كاملين – نوع من المستحيل. لهذا نحاول أن نجد تفسيرات وتعللات تخرجنا عن الالتزام بحرفية الوصية.

هل يمكن أن نكون كاملين؟ قلنا إن هذه هي وصية الله، وإن وصاياه يجب أن تطاع، بل إن الرسول بولس يقول: "وصاياه - بما فيها كونوا كاملين – ليست ثقيلة". لكن الكتاب يقول أيضاً إننا جميعاً خطاة، ليس أحد صالحاً إلا الله وحده، كلنا في الموازين إلى فوق، الكتاب أغلق على الكل تحت الخطية. كيف يمكن إذن أن نكون كاملين أو نحاول المستحيل!

فلنتأمل في الفكرين الكتابين – الأول أن المسيح يقول: "كونوا كاملين" والثاني أنه يقول "ليس أحد صالحاً إلا الله وحده.." ليس الفكران متناقضين ولكنهما مكملان الواحد للآخر. كلنا خطاة، كلنا ضعفاء يدعونا المسيح للخلاص من الخطية، ثم يأمرنا بأن نكون كاملين. كيف نخلص من الخطية؟ أبعملنا؟ كلا بل بعمل المسيح.

كيف نكون كاملين، أبقولنا؟ كلا. إنه يقول "بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً. لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" بطبيعتنا الأصلية لا يمكن أن نبلغ الكمال ولا ما يقرب منه. لكن الله يدعونا لنخلع هذا الإنسان الفاسد أو لنميته. إن الخلاص في بعض مفهومه خلاص من الإنسان القديم. ما لم تخلص أولاً من هذه الطبيعة الفاسدة أو هذا الإنسان القديم لا يمكن أن تسعي إلى الكمال.

والخطوة الضرورية التالية هي أن نلبس طبيعة جديدة. يقول الكتاب: "البسوا الرب يسوع" عندئذ يصبح يسوع هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسة.

هل يمكن أن نكون كاملين بعد ذلك؟ بل يجب لأن فينا الطبيعة الكاملة – طبيعة المسيح.

سلام ونعمة
+ صحيح ان الكمال المطلق لله وحدة وكذلك على الارض كل شيء نسبى

+ كذالك صحيح ان الله طلب منا ان نكون كاملين كمال مطلق
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قد يكونان الطلبان متناقضان للوهلة الاولى
ولكن كيف يتحقق ذالك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

+ ان طلب الكمال هو الكمال فى عدم الخطية وليس الكمال فى كل شيء!! كيف ؟؟؟ البسوا الرب يسوع

+ ليس أحد صالحاً إلا الله وحده.." ! وهو فينا ؟؟؟؟


+ قال البابا اثاناثيوس +

ان الله شابهنا فى كل شيء ما خلا الخطية

كذالك نحن نشابه الله فى كل شيئ ما خلا الألوهية

فنحن شركاء الطبيعة الإلهية



هنا نسطيع ان نسير مع كلمة الكمال الى ابعد درجة تتخيلها ولكنها تقف عن نقطة عدم الألوهية لان الله يحيا فى فعلا

إخوتى...
فلنفترض أن إيمان كل شخص منا - أو قامته الروحية - يمكن قياسها بمكاييل. فأحدنا قامته الروحية مثل الكوب الصغير، و الآخر قامته الروحية تكال بكوب أكبر منه، و آخر قامته الروحية تكال ببرميل بدورق مياة، و آخر ببرميل كبير، و آخر بصهريج مياه.
الكمال هنا هو الامتلاء.
فحينما يمتلئ الكوب الصغير يصبح كاملاً، و حينما يمتلئ الصهريج يصبح كاملاً أيضاً. و هكذا نستطيع جميعاً أن ننفذ الوصية و نكون كاملين حسب قامتنا الروحية. و نلاحظ أن الله عادل إذ يعلم كيف يستطيع كل إنسان أن يصل إلى الامتلاء. ففى مثل الوزنات نجده قد أعطى أحد العبيد 5 وزنات ليتاجر بها لأن قامته الروحية تسمح بذلك، بينما أعطى الآخر وزنتين فقط لأن قامته الروحية لا تسمح بأكثر من ذلك. و لكن الاثنين وصلا للإمتلاء فربح صاحب الخمس وزنات خمس أخر، و ربح صاحب الوزنتين إثنين أخر. و كانت مكافأتهما واحدة.
و لكن ...
هل سيظل الكوب صغيراً دائماً؟! و هل سيظل صاحب الوزنتين غير قادر على المتاجرة سوى بوزنتين؟!
كلا ... لأنه لو أؤتمن على القليل سيقيمه الله على الكثير. أى سينمو فى القامة الروحية و يصبح كوباً أكبر. و بالتالى سيجاهد أكثر حتى يمتلئ بما يكفى لقامته الروحية ... و هكذا!

و هذا ما فعله القديسون الكبار إذ بدأوا من كوب صغير و تدرجوا فى الامتلاء و النمو فى القامة الروحية حتى صارت قامتهم الروحية مثل صهاريج المياة الكبيرة.

و لذلك تصر الكنيسة الأرثوذوكسية على وضع ايقونات هؤلاء القديسين فى الكنيسة حتى نتذكر دائماً أن هناك من إستطاع أن يصل إلى قامة روحية كبيرة تؤهله أن يكون فى منزلة عظيمة فى ملكوت السموات. و لكن الكنيسة تضع أيضاً شموع أمام الأيقونات حتى تعلمنا أنهم لم يصلوا إلى هذه المرتبة إلا بعد إن إحترقوا كالشموع و ذابت أجسادهم لينيروا لنا معالم الطريق الروحى.

لذلك فالحياة الروحية هى إمتلاء فى القامة الروحية الحالية يليها نمو فى القامة التى يكون من المفترض أن نمتلئ فيها أيضاً و هكذا إلى آخر الأيام.


القداسة تذكرنا بالكمال الذي في شخصية السيد المسيح وشخصية المسيحي الذي ينمو لكي يكون كاملاً . انها الحياة التي يريدها الله لشعبه الذي دعاهم ليكونوا قدسين .
كونوا قديسين لأني أنا قدوس. هذه هي دعوة الله لكل واحد
نحن مختارون لنكون قديسين أفسس1:4
نحن مدعون لنكون قديسين رجالاُ و نساء ً 1تسالونيكي 4: 7
نحن مدعوين لنكون كنيسة مقدسة 1 كورنثوس 1: 2
نحن أعطينا النعمة لنكون قديسين 2 تيموثاوس 1: 9

نحن قدسنَا ونتقدس لأن الرب يسوع المسيح بنعمته أخذ كل عيوبنا و نجاساتنا و حملها عنا و منحنا قداسته ، و إلا كان مستحيلاً علينا أن نقف في حضرة الله القدوس .

تقدم وليس كمال .
فإنه في الحياة التي نحياها فنحن مازلنا مستمرين بعملية التقديس كل يوم. الصراع مع الخطية و النفس و الشيطان و الرحلة نحو القداسة في الحياة تستمر طالما نحن على قيد الحياة ، تحت إرشاد الروح القدس ، و الكتاب المقدس سيرشدنا . قد يكون للإنسان عدة سقطات و فشل وهو يسيرعلى طريق القداسة

ارادتنا و قرارتنا مهمين في طريقنا نحو القداسة .............

لا تزرع حقلك صنفين من البذور
قل لا للبذور الغير مقدسة
عندما تزرع البذور و تروى بالماء تعطي في وقت الحصاد بحسب نوعها . لذا إزرع فقط نوعاً واحداً من بذور كلمة الله ، الحق ، و لا تخلط أبداً حق الله بحكمة هذا العالم و إلا فبالتأكيد ستكون النتيجة حصاداً لا قيمة له و ليس له نفع .


قل لا للثياب المرقعة الغير مقدسة
اللباس الذي يعطينا إياه الهنا هو لباس البر و قوة تظللنا من الأعالي . إذا لبسنا ثياب الله يوماً ومن ثم لبسنا ثياب العالم في يوم آخر، فإننا لن نصبح أبداً قديسين أو على الشكل الذي يريدنا أبانا السماوي أن نكون عليه

" روح الله القدوس إملأنا و ساعدنا"

ان المفاتيح التى يمنحها الله لنا مصممة بحيث تفتح الابواب التى تظن انها ستظل مغلقة للابد

ولكى تستمتع بحياتك، هناك مفتاح فى غاية الاهمية



وهو ان تتعلم ان تكون سعيدا مع نفسك خاصة إذا علمت أنها إرادة الله. ولكن لماذا يبدو الأمر في بعض الأحيان وكأنه مستحيلا؟ هل السبب هو اعتقادك أنك غير كامل؟ فالله يريدنا أن نكون كاملين، لقد خلقنا الله وهو يعرف أننا بشر وأننا سوف نخطئ. لذا ففي كل صباح جديد علينا ان نعمل ما بوسعنا ونقدم أفضل ما لدينا وعلينا أيضاً أن نستخدم تلك المفاتيح وعندما نسقط علينا أن نقوم ونلجأ الى الله ونستمتع بغفرانه مواصلين مسيرتنا. لذلك علينا أن نكف عن معاملة أنفسنا بقسوة ونستمتع بحياتنا

يشعر كثيرون أن الله لن يستخدمهم لأنهم ليسوا بكاملين، ولكن هذا ليس صحيحا . فالله (الفخاري) يستخدم آنية مشققة (نحن) لنقوم بعمله. نحن المؤمنين الآنية التى يريد الله ان يملأها بالصلاح والنور لكي نحمله إلى العالم المظلم، مشاركين الآخرين ما لدينا فى كل مكان نذهب اليه. لا تقلق لأنك لست لم تتكمل بعد، واسمح لله ان يستخدمك أيا كنت. كف عن القلق بشأن نقائصك واستسلم فى يدى الله كما انت.
قرأت يوما قصة ابرزت بشكل رائع قيمة الآنية المشققة…
كان فى الهند ساقى مياه، وكان لديه قارورتين كبيرتين لنقل الماء مربوتطين فى طرفى قضيب موضوع على عنقه. كانت إحدى القارورتين بحالة جيدة جدا بحيث لا يسقط شيء منها طوال المسافة من النهر إلى بيت السيد، بينما كانت هناك بعض الشروخ فى القارورة الأخرى، وبمرور الوقت أصبحت القدرة المشققة تصل الى نهاية الطريق بنصف كمية المياه فقط. ولمدة عامين كان الساقى ينقل الى بيت سيدة ملء قارورة ونصف فقط. كانت القارورة الأولى تتباهى بنفسها لأنها تستطيع إتمام المهمة المكلفة بها بكل كفاءة. بينما كانت القارورة المسكينة تشعر بالحرج والتعاسة لعدم كفاءتها وقدرتها إلا للقيام بنصف المهمة فقط التى صنعت من أجلها. وبعد عامين من مثابرة القارورة الثانية ومحاولة التغلب على الإحساس بالفشل والمرارة، تحدثت الى حامل المياه وقالت، "انى اشعر بالخجل من نفسى، واريد ان اعتذر لك".
سألها الرجل، "لماذا تخجلين؟"

شعر الرجل بالاسف تجاه القدرة المسكينة، وفى تحننه عليها قال لها "فى طريق عودتنا الى بيت السيد، اريدك ان تلاحظى الزهور الجميلة التى على جانب الطريق." وبالفعل، وبينما هم فى طريقهم لصعود الجبل، لاحظت القدرة المشققة الزهور الجميلة التى بجانب الطريق. ولكنها كانت لا تزال تشعر بالحزن لان نصف الكمية التى كانت تحملها كانت قد تسربت على الطريق مرة اخرى.
ثم قال الرجل لها، "هل لاحظت أن الزهور توجد فقط على جانب الطريق الذي من جهتك فقط بينما لا توجد زهور على الجانب الأخر؟ كنت أعلم أن المياه تتسرب منك، فقمت بإلقاء بعض البذور على الطريق من جهتك. وفى كل يوم، فى طريق عودتنا من النهر كنت تقومين برى هذه البذور لمدة عامين، وكنت اقوم أنا بقطف هذه الزهور الجميلة لتزيين مائدة سيدى. بدون ان تكونى كما أنت، لما أمكنني تزيين بيته".

كذلك الحال بالنسبة لك، يمكنك ان تصنع امورا عظيمة، تستطيع أن تدخل البهجة والسعادة لحياة إنسان آخر، تستطيع أن تشجع، وترفع،

وتنصح من هم حولك. استخدم قدراتك ومواهبك لخدمة الله وعندئذ ستتعلم أن تستمتع بكل يوم فى حياتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010