نار في السفن

مع بداية عام 1996 ؛ انتقلت انسانة مؤمنة عانت من مرض السرطان قرابة شهرين ؛ كان المرض يجري سريعا في المخ .
سألت نفسي :"لماذا يسمح الله لكثير من مؤمنيه أن يعانوا خاصة من الأمراض الخبيثة قبل رحيلهم من هذا العالم ؟"
يسمح الله بذلك لكي يدرك المؤمن أن رجاؤه كله في السماء ؛ فلا يشتهي ما
لجسده بل لمجده الأبدي ؛ إنه كمن يؤكد لمحبوبه الإنسان أنه يليق به أن يضع يده على المحراث متطلعا إلى كنعان السماوية ولا ينظر إلى الوراء .

هذا يذكرني بما رواه Green عن المكتشف الأسباني Cortez ؛ أنه رسا بسفنه في
Vera Cruz في عام 1915 م ليبدأ غزوة المكسيك ؛ وكانت قوته الملازمة له
صغيرة جدا تعدادها 700 رجلا ؛ ما إن نزل رجاله من السفن وانطلقوا إلى
الشاطئ حتى أشعل النار بسرعة شديدة في السفن الإحدى عشرة التي كانت
في خليج المكسيك . لقد تعمد حرق السفن التي حملت رجاله ؛ ليروا بأعينهم النار المشتعلة أمامهم ؛ فيتأكدوا أنه لا طريق لهم للحركة سوى الدخول إلى المكسيك لمواجهة الموقف أيا كان دون رجعة إلى سفنهم وهروبهم من المعركة !
هكذا كثيرا ما يسمح السيد المسيح بتدمير موضع راحتنا الزمنية حتى ندرك أنه
لا طريق لنا سوى الدخول في المعركة مع عدو الخير لندخل في السماويات ؛
ولا يرتبط قلبنا بشئ إلا بالتمتع بالنصرة لنوال الإكليل . كثير ما يسمح الله بإغلاق كل طريق واسع أمامنا حتى نجد أنه لا خيار لنا سوى قبول الطريق الضيق .

أشكرك أيها القائد العجيب والحكيم ؛

تأتي بي إلى المعركة الروحية ؛

تأتي بي تحت قيادتك يا واهب النصرة .

تحرق حولي كل السفن فلا أفكر في التراجع .

أجد راحتي ونصرتي فيك لا في سفن العالم .

تدخل بي في مواجهة عدو الخير إبليس ؛

تخفيني فيك فلا أكون طرفا في المعركة .

بك وفيك أغلب على الدوام ؛

إذ وعدتني : ثقوا أنا قد غلبت العالم .
وهل تعلم ان القديس البار المتنيح ابونا بيشوى كامل كان يطلق
على هذا المرض مرض الفردوس ........؟!!!!!!!!
لان هذا المرض معروف بالامه الرهيبةالمبرحة وهو صليب لمن يحمله فان حمله بفرح وشكر وهذا يختلف من انسان لاخر تبعا لمقدار قربهم من فاديهم المصلوب عنهم المتحمل الالام لخلاصهم ....
وقد مرض بالفعل به ابينا الحبيب القديس متحملا الامه بكل فرح
لانه حسب نفسه مستحقا ان يتألم كما تألم فادينا فهذا المرض
للاقوياء فرصة لحمل جزء من الام المسيح ...............!!!
اما للضعفاء امثالنا فهو فرصة لمراجعة ومحاسبة النفس قد
اعطاها الله للانسان للتوبة فياليت نتعلم ان ننتبه للفرص الكثيرة التى يعطيها الله لنا لخلاصنا قبل فوات الان ........... ياليت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010