معك أُدان، ومعك أُصلب!

اقتادوك إلى المحاكمة، وأنت ديان الكل!تقدست المحكمة بوجودك،
وصار قبول الظلم حبًا فيك وفي أولادك لذة لنفسي!صمت أمام بيلاطس، فاضطرب.
أعلنت له عن ملكوتك، أنه ليس من هذا العالم، فاشتاق أن يعرف من أنت.
أطلقوا باراباس اللص،وصُلبت أنت أيها البار.نعم، فتحت باب السبي،
وأطلقت نفسي من الحبس.لأخرج معك إلى الجلجثة.
أجد في عمل صليبك كرامة لا استحقها.أتطلع إلى إكليل الشوك،

فأراك تعد لنفسي إكليل مجدٍ أبدي.صار طريق الجلجثة طريقًا ملوكيًا،
من يستحق أن يعبر فيه،ليدخل معك إلى مجدك السماوي؟
حملت خشبة الصليب لكي تحمل كل البشرية المؤمنة فيك.
في حبك العجيب عطشت إلى كل البشرية،
سقوك خلاً، لكي تسقينا من نهر الحياة في أورشليم العليا.
أحنيت رأسك، وسلمت روحك في يد أبيك،
لكي ترفع رؤوسنا أمام أبيك، وتمجد نفوسنا مع أجسادنا!
جُرحت بالحربة، فأفاض جنبك لي دمًا وماء!
بدمك تقدست بكليتي، وخلال الماء تهبني روح البنوة للآب.
في صلبك أُحصيت مع آثمة، لكي تعلن أنك مخلص الخطاة.
وفي موتك دُفنت في قبر غني، أنت محب الخطاة لكي تبررهم،
أنت تضم الفقراء والأغنياء. أنت محب للجميع.في بستان دفنوك،
لأن في البستان مات آدم الأول، وفي البستان تتقدم فترد لنا الحياة من جديد.
آلامك تكشف عن أمجادك!
حانت ساعة آلامك، بل ساعة مجدك.بإرادتك دخلت إلى البستان مع تلاميذك.
دخلت يا شمس البرّ تنتظر موكب الظلمة قادمًا إليك.حملوا سيوف وعصي للقبض عليك.
كل الطبيعة تترقب كلمة من فيك فتبيدهم.حملوا مشاعل ليبحثوا عن شمس البرّ!
ولم يدرك الكل أنك بإرادتك تسلمهم ذاتك، من أجل حبك العجيب لخلاصهم.
أرادوا أن ينقّضوا عليك، فسقطوا على وجوههم.سلمتهم ذاتك، فأوثقوك في عنفٍ لئلا تهرب منهم.
تفجر الدم من يديك، وبحبك شفيت جراحات العبد ملخس!سحبوك إلى رئيس الكهنة في وسط ظلمة الليل،
يا من تود أن تسحبهم بروحك القدوس إلى بهاء نورك الإلهي.حكم رئيس الكهنة الشرير بأنه خير أن تموت من أجل الأمة،
ولم يدرك أنك رئيس الكهنة السماوي.تموت لتقتل موت البشرية، وتقوم لتقيمهم معك.
التحف رئيس الكهنة بسلطان ديني وزمني وشعبي.وأما أنت فتركك الكل، خانك تلميذك، وأنكرك آخر.
قدرة رئيس الكهنة تكمن في إمكانيات بشرية زائلة خارجية.وأما أنت فقوة الله وكلمته وحكمته!
مجدك الإلهي ليس في عوزٍ إلى مساندة بشرية!سلموك يا ملك الملوك السماوي إلى والٍ بشري.
طالبوا بقتلك كفاعل شرٍ.لم يجد فيك الوالي علة واحدة!تحايل بكل وسيلة لكي لا يمد يده بغير ما يمليه عليه ضميره!
لكن أصر الشعب العنيد على قتلك.قبلوا قيصر ملكًا وحيدًا عليهم لكي يرفضوا ملكك.
أطلقوا باراباس لكي تصلب أنت يا كلي الصلاح!في ضعف سلمك بيلاطس للصلب.
فإنه لا يستطيع أن يدفع صداقته لقيصر ثمنًا للعدل!كل قوى الظلمة تكاتفت عليك،
وهي لم تدرك أنها إنما تكشف عن علو مجدك!
طمعني فيك !!!! يا أيها الكرمة الحقيقية!
محبوبي العجيب، اكشف لي عن حبك الفائق. غرستني كما في جنة إلهية،
وسيَّجت حولي بحبك، وترقبت لعلي أقدم لك ثمرًا يفرح قلبك!
وإذ أخرجت عنبًا رديًا لم تهملني.اقتلعتني من فسادي،
وطعمتني فيك، يا أيها الكرمة الحقيقية!أحمل ثمر روحك القدوس، عنب الحب والفرح!
أحمل طعم عذوبتك، ورائحتك الذكية!بدونك لا أصلح إلاَّ للمزبلة والنار!
ليجري حبك في عروقي، إذ أنا غصن حيّ فيك وبك.
فيصير فرحك بي كاملاً، وفرحي بك كاملاً.أحبك، فأتعرف على أسرارك وإرادتك.
أحبك، فأبذل نفسي من أجل اخوتك الأصاغر!أحبك، وإن كانت تكلفته بغض العالم لي.
إني غصن فيك، يا أيتها الكرمة الإلهي، العالم لا يطيقك، فلا يطيقني!
العالم لا يحتمل صوتك، فلا يقبل كلماتك التي على لساني!
من يثبتني فيك، فلا أُقتلع منك؟من يهتم بي إلاَّ أباك الكرَّام العجيب؟
من يحوط حولي ويعمل فيَّ، إلاَّ روحك القدوس المعزي؟
لك المجد أيها الثالوث الكلي الحب!
اسمح لي أن أتجاسر وأغسل أقدام اخوتي!
فتح يهوذا الطمع قلبه، ليلقي الشيطان فيه بذاره.مدّ يده للسرقة مرة ومرات فدخله العدو.
أما وقد أصرّ على خيانة سيده فملك العدو على القلب، ودخل كصاحب سلطان ومالك بيت!
وجد مملكة الظلمة مُعدة لرئيس المملكة. اخترته تلميذًا، وسلمته الصندوق.ووهبته صنع العجائب كسائر التلاميذ.
في حنوك لم تعلن عن اسمه، ولا شهَّرت به،لعله يرجع عن شره.بل وانحنيت لتغسل قدميه.غمست اللقمة في الصحفة، ليأكل من يدك، ولم يشك أحد فيه!
بتواضعك مارست عمل العبيد.خلعت ثيابك الخارجية، واتزرت بمنشفة.لم تستنكف من صب الماء في المغسل بنفسك.ولا تحرجت من غسل أقدام تلاميذك.
لقد بدأت تغسل أقدامهم المتسخة بالماء، لكي تغسل قلوبنا وضمائرنا بدمك الطاهر.
من يجسر ويحتل مركزك يا غاسل أقدام البشرية. لأتجاسر وأشاركك حبك.
اسمح لي في حنوك أن أنال هذه الكرامة.
اسمح لي أن أغسل أقدام اخوتي المسيئين إليّ بفرحٍ وتهليلٍ!
قلبي بالحب يغسل كل تصرف يبدو شريرًا.
قلبي بروحك القدوس يتسع، ليضم الكل فيه.
قلبي يئن حتى يرى كل الأقدام طاهرة ومقدسة!
طهرني بالكامل بالماء والروح الناري في مياه المعمودية.
متى أرى العالم كله طاهرًا ومقدسًا فيك؟
لتبقى يداك تغسل كل دنسٍ يومي فيّ!لتغسل يا سيدي كل أقدام مؤمنيك!
خرج يهوذا – صاحب القلب المظلم - ليلاً ليتمم أعمال الظلمة.وبقي تلاميذك معك،
يا أيها النور الحقيقي.سألتهم الحب الحقيقي، مقتدين بك.فلا يمكن للظلمة أن تقتحم قلبًا يسكنه الحب.
اشتاق بطرس أن يتبعك أينما ذهبت، ولم يدرك المسكين ضعف إمكانياته!
ظن أنه قادر أن يضع نفسه عنك، ولم يدرك أنه لا يستطيع أن يبذل ما لم تبذل أنت أولاً حياتك عنه.كشفت له ضعفه بكل وضوحٍ، وملأت قلبه رجاءً عجيبًا. أعلنت له أنه سيتبعك أخيرًا،
حين يُصلب أيضًا معك كل بقية حياته، وحين يستشهد من أجل اسمك القدوس! أنت تعرفني يا مخلصي أكثر مما أعرف عن نفسي.
أنت سند لي،
تحقق كل شهوات قلبي!لتمتد يدك يا رب وتغسل قلبي كل يومٍ.فلا تقدر فخاخ الشيطان أن تحوط بي.ولن يقدر العدو أن يملك في داخلي.
يداك تشرقان بالنور عليّ،فلن تستطيع مملكة الظلمة أن تتسلل إلي داخلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010