قلـــــــــــــــب الأسد

سلام ونعمة ليكم :
يحكي أن أحد الحمير كان يعيش في غابة مع أفراد عائلته من القطيع ، وقد اعتادوا كل صباح أن يأكلوا العشب من هنا وهناك، ويشربوا من ماء النبع القريب ، وكان قائد القطع دائم التحذير لهم بألا تهمل آذانهم أي حركة ، حتي لاتهاجمهم الأسود أو الحيوانات الشرسة ..وبرغم هذا فإن قطيع الحمير لم يسلم برغم هذه التحذيرات ، وكان عددهم يتناقص يوما بعد يوم ، فقد كانت الأسود تفوقهم سرعة، شعر الحمار بالفزع والخوف من هذه الحياة المحفوفة بالمخاطر ، وتمني لوتسنح الفرصة له لكي يشعر بالأمن بدلا من هذا الفزع .
ذات يوم بينما كانت العصافير تحلق فوق الأشجار ، والقرود يتعالي صخبها، وأفراس النهر تغالب النعاس بالغوص في الماء .. سمع الجميع صوت طلقات الرصاص ..المفاجأة غشيت الجميع .
اختبأ من اختبأ ، وغاص في الماء من غاص..وماهي ألا لحظات حتي رأي الجميع أسد الغابة ملقيا علي الأرض ومجموعة من الصيادين يحملونه إلي العربة. لم يعد الحماريقاوم حالة الجوع التي انتابته ، واضطر علي إثرها إلي الخروج من مخبئه ، فأخذ يتجول بحثا عن العشب هنا وهناك وجد البومة الحكيمة فوق إحدي الأشجار ، ألقي عليها تحية المساء ، ثم مضي في طريقه ، وفجأة وجد شيئا يشتبك في حافره ، نظر بصعوبة وسط الظلام ، فوجد جلد أسد ملقيا علي الأرض قالت البومة : ربما سقط من أحد الصيادين .
نظر الحمار لجلد الأسد وقال: آه..لوكنت أسدا ..ماأجمل أن يرهبني الجميع!!هنا قالت البومة : المملكة تحتاج ملكا نحبه لانخشاه.
هز الحمار رأسه وقال: معك حق..ولذا سوف ارتدي جلد الأسد .. وسوف ترين الغابة في عهدي لكن عليك أن تحتفظي بالسر.
قالت البومة: بشرط أن تشيع الأمن والعدل في الغابة؟ قال الحمار بسرعة: اطمئني . مضي الحمار سعيدا بجلد الأسد ، وماكادت الحيوانات تراه حتي أخذت تبتعد عن طريقه بسرعة، وتنحني بكل تقدير واحترام له .
لم يكن الحمار يأكل اللحم مثل الأسد ، ولهذا كان يأكل العشب سرا، وبرغم أنه كان يأكل العشب فأنه لم يكن يراعي نصيب إخوته ، فقد شعر بأن من حقه أن يأكل كما يشاء أليس هو الملك؟
كان الحمار يجتمع كل صباح مع عدد كبير من الحيوانات يناقشون فيه أحوال الغابة ، ألا أنه أبعد كل ذي رأي حكيم اختلف معه في الرأي ، وقرب كل المنافقين والمتملقين منه ، فها هي الذئاب والضباع لاتفارق مجلسه، وصارت تزين كل أمرله..حتي لوكان يضر بمصلحة أهل الغابة.
كان الأسد الذي تم اصطياده قد ترك أسدين صغيرين ، ومع الوقت كبرا وقويت شوكتهما ، وصار يسمع زئيرهما من حين لآخر، كلما تجولا في الغابة، كأنهما يخبران الجميع بأن الحكم لم يخرج من مملكة الأسود .
ذات ليلة بينما كان الحمار يتوسط مجلس الحيوانات..وصل إليه زئير الأسدين ، فتخيل أنهما حاصراه ، فتعالي نهيقه وجري مفزوعا وسط دهشة الحيوانات التي تبددت عندما علق جلد الأسد بأحد فروع الأشجار وانكشف أمره أمام الجميع.
لم يبذل الأسدين جهدا في محاصرة الحمار الذي ازداد بدانة وبينما كان الحمار يتوسل لهما أن يتركاه ، كانت البومة تصيح ضاحكة: أن يرتدي الحمار زي الأسد فليس غريبا ، لكن أن يصبح للحمار قلب الأسد فهذا هو الأغرب!!ها..ها ..ها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010